فصل: من أقوال المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذَاب}.
لما أنذرهم الله بالخسران وهو أتم وجوه الإنذار لأن من خسر لا يحصل له في مقابلة قدر الخسران شيء من المنافع وإلا لما كان الخسران ذلك القدر بل دونه، مثاله إذا خسر واحد من العشرة درهمًا لا ينبغي أن يكون حصل له في مقابلة الدرهم ما يساوي نصف درهم، وإلا لا يكون الخسران درهمًا بل نصف درهم، فإذن هم لما خسروا أعمارهم لا تحصل لهم منفعة تخفيف عذاب وإلا يكون ذلك القدر من العمر له منفعة فيكون للخاسر عذاب أليم، فقوله: {وَأُوْلَئكَ هُمُ الخاسرون} تهديد عظيم فقالوا إن كان علينا عذاب فأتنا به، إظهارًا لقطعهم بعدم العذاب، ثم إنه أجاب بأن العذاب لا يأتيكم بسؤالكم ولا يعجل باستعجالكم، لأنه أجله الله لحكمة ورحمة فلكونه حكيمًا لا يكون متغيرًا منقلبًا، ولكونه رحيمًا لا يكون غضوبًا منزعجًا، ولولا ذلك الأجل المسمى الذي اقتضته حكمته وارتضته رحمته لما كان له رحمة وحكمة، فيكون غضوبًا منقلبًا فيتأثر باستعجالكم ويتغير من سؤالكم فيعجل وليس كذلك فلا يأتيكم بالعذاب وأنتم تسألونه ولا يدفع عنكم بالعذاب حين تستعيذون به منه، كما قال تعالى: {كُلمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا منْهَا منْ غَم أُعيدُوا فيهَا} [الحج: 22].
ثم قال تعالى: {وَلَيَأْتيَنهُمْ بَغْتَةً} اختلف المفسرون فيه، فقال بعضهم ليأتينهم العذاب بغتة، لأن العذاب أقرب المذكورين، ولأن مسئولهم كان العذاب، فقال إنه ليأتينهم، وقال بعضهم ليأتينهم بغتة أي الأجل، لأن الآتي بغتة هو الأجل وأما العذاب بعد الأجل يكون معاينة، وقد ذكرنا أن في كون العذاب أو الأجل آتيًا بغتة حكمة، وهي أنه لو كان وقته معلومًا، لكان كل أحد يتكل على بعده وعلمه بوقته فيفسق ويفجر معتمدًا على التوبة قبل الموت.
قوله تعالى: {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} يحتمل وجهين أحدهما: تأكيد معنى قوله بغتة كما يقول القائل أتيته على غفلة منه بحيث لم يدر، فقوله بحيث لم يدر أكد معنى الغفلة والثاني: هو كلام يفيد فائدة مستقلة، وهي أن العذاب يأتيهم بغتة وهم لا يشعرون هذا الأمر، ويظنون أن العذاب لا يأتيهم أصلًا.
{يَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذَاب وَإن جَهَنمَ لَمُحيطَة بالْكَافرينَ (54)}.
ذكر هذا للتعجب، وهذا لأن من توعد بأمر فيه ضرر يسير كلطمة أو لكمة، فيرى من نفسه الجلد ويقول باسم الله هات، وأما من توعد بإغراق أو إحراق ويقطع بأن المتوعد قادر لا يخلف الميعاد، لا يخطر ببال العاقل أن يقول له هات ما تتوعدني به، فقال هاهنا {يَسْتَعْجلُونَكَ بالعذاب} والعذاب بنار جهنم المحيطة بهم، فقوله: {وَيَسْتَعْجلُونَكَ} أولًا إخبار عنهم وثانيًا تعجب منهم، ثم ذكر كيفية إحاطة جهنم.
{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ منْ فَوْقهمْ وَمنْ تَحْت أَرْجُلهمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}.
فقال تعالى: {يَوْمَ يغشاهم العذاب من فَوْقهمْ وَمن تَحْت أَرْجُلهمْ وَيقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى:
لم خص الجانبين بالذكر ولم يذكر اليمين والشمال وخلف وقدام؟ فنقول لأن المقصود ذكر ما تتميز به نار جهنم عن نار الدنيا ونار الدنيا تحيط بالجوانب الأربع، فإن من دخلها تكون الشعلة خلفه وقدامه ويمينه ويساره وأما النار من فوق فلا تنزل وإنما تصعد من أسفل في العادة العاجلة وتحت الأقدام لا تبقى الشعلة التي تحت القدم، ونار جهنم تنزل من فوق ولا تنطفىء بالدوس موضع القدم.
المسألة الثانية:
قال: {من فَوْقهمْ وَمن تَحْت أَرْجُلهم} ولم يقل من فوق رءوسهم، ولا قال من فوقهم ومن تحتهم، بل ذكر المضاف إليه عند ذكر تحت ولم يذكره عند ذكر فوق، فنقول لأن نزول النار من فوق سواء كان من سمت الرءوس وسواء كان من موضع آخر عجيب، فلهذا لم يخصه بالرأس، وأما بقاء النار تحت القدم فحسب عجيب، وإلا فمن جوانب القدم في الدنيا يكون شعل وهي تحت فذكر العجيب وهو ما تحت الأرجل حيث لم ينطق بالدوس وما فوق على الإطلاق.
ثم قال تعالى: {وَيقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} لما بين عذاب أجسامهم بين عذاب أرواحهم وهو أن يقال لهم على سبيل التنكيل والإهانة ذوقوا عذاب ما كنتم تعملون، وجعل ذلك عين ما كانوا يعملون للمبالغة بطريق إطلاق اسم المسبب على السبب، فإن عملهم كان سببًا لجعل الله إياه سببًا لعذابهم، وهذا كثير النظير في الاستعمال. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذَاب} فيه وجهان:
أحدهما: أن استعجالهم له شدة عنادهم لنبيه.
الثاني: أنه استهزاؤهم بقولهم: {إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَق من عندكَ} [الأنفال: 32] الآية.
{وَلَوْلاَ أَجَل مسَمى} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه يوم القيامة، قاله ابن جبير.
الثاني: أجل الحياة إلى حين الموت وأجل الموت إلى حين البعث إليه بين أجلين من الله، قاله قتادة.
الثالث: أنه النفخة الأولى، قاله يحيى بن سلام.
{لجَاءَهُمُ الْعَذَابُ} يعني الذي استعجلوه.
{وَلَيأْتيَنهُمْ بَغْتَةً} أي فجأة.
{وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} لا يعلمون بنزوله بهم.
روى نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَقُومُ الساعَةُ وَالرجُلُ قَدْ رَفَعَ أَْكْلَتَهُ إلَى فيه تَصلُ إلَى فيه حَتى تَقُومَ الساعَةُ». اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله: {ويستعجلونك بالعذاب}.
يراد به كفار قريش في قولهم ائتنا بما تعدنا، وغير ذلك من استدعائهم على جهة التعجيز والتكذيب عذاب الله الذي يتوعدهم محمد صلى الله عليه وسلم به، ثم أخبر تعالى أنه يأتيهم {بغتة} أي فجأة وهذا هو عذاب الدنيا وهو الذي ظهر يوم بدر في السنين السبع.
ثم ذكر تعالى أن تأخره إنما هو حسب الأجل المقدور السابق، وقال المفسرون عن الضحاك: أن الأجل المسمى في هذه الآية الآجال.
قال الفقيه الإمام القاضي: وهذا ضعيف يرده النظر، والآجال لا محالة {أجل مسمى} ولكن ليس هذا موضعها، ثم توعدهم تبارك وتعالى بعد عذاب الآخرة في قوله: {يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} كرر فعلهم وقبحه، أخبر أن وراءهم إحاطة جهنم بهم وقال عكرمة فيما حكى الطبري إن {جهنم} ها هنا أراد بها البحر.
قال الفقيه الإمام القاضي: وهذا ضعيف، وقوله تعالى: {يوم يغشاهم} ظرف يعمل فيه قوله: {محيطة} و{يغشاهم} معناه يغطيهم من كل جهة من جهاتهم، وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي {ويقول} أي ويقول الله، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {ونقول} بالنون، فإما أن تكون نون العظمة أو نون جماعة الملائكة، وقرأ ابن مسعود {ويقال} بياء وألف وهي قراءة ابن أبي عبلة، وقوله تعالى: {ذوقوا} توبيخ، وتشبيه مس العذاب بالذوق، ومنه قوله: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} [الدخان: 49] ، ومنه قول أبي سفيان: ذق عقق ونحو هذا كثير، وقوله تعالى: {ما كنتم تعملون} أي بما في أعمالكم من اكتسابكم. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب}.
قال مقاتل: نزلت في النضْر بن الحارث حين قال: {فأَمْطرْ علينا حجارةً منَ السماء} [الأنفال: 32].
وفي الأجل المسمى أربعة أقوال.
أحدها: أنه يوم القيامة، قاله سعيد ابن جبير.
والثاني: أجل الحياة إلى حين الموت، وأجل الموت إلى حين البعث، قاله قتادة.
والثالث: مُدة أعمارهم، قاله الضحاك.
والرابع: يوم بدر، حكاه الثعلبي.
قوله تعالى: {ولَيَأْتيَنهم} يعني العذاب.
وقرأ معاذ القارئ، وأبو نهيك، وابن أبي عبلة: {ولَتَأْتيَنهم} بالتاء {بغتةً وهم لا يَشْعُرون} باتيانه.
قوله تعالى: {وإن جهنم لَمُحيطة بالكافرين} أي: جامعة لهم.
قوله تعالى: {ويقولُ ذُوقوا} قرأ ابن كثير: بالنون.
وقرأ نافع: بالياء.
فمن قرأ بالياء، أراد الملَك الموكل بعذابهم؛ ومن قرأ بالنون، فلأن ذلك لما كان بأمر الله تعالى جاز أن يُنسَب إليه.
ومعنى {ما كنتم تعملون} أي: جزاء ما عملتم من الكفر والتكذيب. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالعذاب}.
لما أنذرهم بالعذاب قالوا لفرط الإنكار عَجل لنا هذا العذاب.
وقيل: إن قائل ذلك النضر بن الحرث وأبو جهل حين قالا؛ {اللهم إن كَانَ هذا هُوَ الحق منْ عندكَ فَأَمْطرْ عَلَيْنَا حجَارَةً منَ السماء} [الأنفال: 32] وقولهم: {رَبنَا عَجل لنَا قطنَا قَبْلَ يَوْم الحساب} [ص: 16] وقوله: {وَلَوْلاَ أَجَل مسَمى} في نزول العذاب.
قال ابن عباس: يعني هو ما وعدتك ألا أعذب قومك وأؤخرهم إلى يوم القيامة.
بيانه: {بَل الساعة مَوْعدُهُمْ} [القمر: 46].
وقال الضحاك: هو مدة أعمارهم في الدنيا.
وقيل: المراد بالأجل المسمى النفخة الأولى، قاله يحيى بن سلام.
وقيل: الوقت الذي قدره الله لهلاكهم وعذابهم؛ قاله ابن شجرة.
وقيل: هو القتل يوم بدر.
وعلى الجملة فلكل عذاب أجل لا يتقدم ولا يتأخر.
دليله قوله: {لكُل نَبَإٍ مسْتَقَر} [الأنعام: 67].
{لجَاءَهُمُ العذاب} يعني الذي استعجلوه.
{وَلَيَأْتيَنهُمْ بَغْتَةً} أي فجأة.
{وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} أي لا يعلمون بنزوله عليهم.
{يَسْتَعْجلُونَكَ بالعذاب} أي يستعجلونك وقد أعد لهم جهنم وأنها ستحيط بهم لا محالة، فما معنى الاستعجال.
وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي أمية وأصحابه من المشركين حين قالوا {أَوْ تُسْقطَ السماء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كسَفًا} [الإسراء: 92].
قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ العذاب من فَوْقهمْ} قيل: هو متصل بما هو قبله؛ أي يوم يصيبهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم، فإذا غشيهم العذاب أحاطت بهم جهنم.
وإنما قال: {وَمن تَحْت أَرْجُلهمْ} للمقاربة وإلا فالغشيان من فوق أعم؛ كما قال الشاعر:
عَلَفْتُهَا تبْنًا وماءً باردا.
وقال آخر:
لقد كان قوادَ الجياد إلى العدَا ** عليهن غاب من قَنًى ودروع

{وَيقُولُ ذُوقُوا} قرأ أهل المدينة والكوفة: نَقُولُ بالنون.
الباقون بالياء.
واختاره أبو عبيد؛ لقوله: {قُلْ كَفَى بالله} ويحتمل أن يكون الملَك الموكل بهم يقول: {ذُوقُوا} والقراءتان ترجع إلى معنى.
أي يقول الملك بأمرنا ذوقوا. اهـ.

.قال أبو حيان:

{ويستعجلونك} أي كفار قريش في قولهم: {ائتنا بما تعدنا} وقول النضر: {فأمطر علينا حجارة} وهو استعجال على جهة التعجيز والتكذيب والاستهزاء بالعذاب الذي كان يتوعدهم به الرسول.
والأجل المسمى: ما سماه الله وأثبته في اللوح لعذابهم، وأوجبت الحكمة تأخيره.
وقال ابن جبير: يوم القيامة.
وقال ابن سلام: أجل ما بين النفختين، وقيل: يوم بدر.
{وليأتينهم بغتة} أي فجأة، وهو ما ظهر يوم بدر، وفي السنين السبع.
ثم كرر فعلهم وقبحه، وأخبر أن وراءهم جهنم، تحيط بهم.
وانتصب {يوم يغشاهم} بمحيطة.
وقرأ الكوفيون، ونافع: {ويقول} أي الله؛ وباقي السبعة: بالنون، نون العظمة، أو نون جماعة الملائكة؛ وأبو البرهثيم: بالتاء، أي جهنم؛ كما نسب القول إليها في: {وتقول هل من مزيد} وقرأ ابن مسعود، وابن أبي عبلة: ويقال، مبنيًا للمفعول. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالعذاب}.
على طريقة الاستهزاء بقولهم: {متى هذا الوعد} وقولهم: {فَأَمْطرْ عَلَيْنَا حجَارَةً منَ السماء أَو ائتنا بعَذَابٍ} ونحو ذلكَ {وَلَوْلاَ أَجَل مسَمى} قد ضربَهُ الله تعالى لعذابهم وبينه في اللوح {لجَاءهُمُ العذاب} المعينُ لهم حسبَما استعجلُوا له. قيل: المرادُ بالأجل يومُ القيامة لما رُوي أنه تعالى وعدَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ لا يُعذبَ قومَه بعذاب الاستئصال وأنْ يؤخر عذابَهم إلى يوم القيامة، وقيل: يومُ بدرٍ وقيل: وقتُ فنائهم بآجالهم وفيه بُعد ظاهر لمَا أنهم ما كانُوا يُوعدون بفنائهم الطبيعي ولا كانُوا يستعجلونَ به {وَلَيَأْتيَنهُمْ} جملة مستأنفة مبنينة لما أُشير إليه في الجُملة السابقة من مجيء العذاب عند محل الأجل أي وبالله ليأتينهم العذابُ الذي عُين لهم عند حُلول الأجل {بَغْتَةً} أي فجأةً {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} أي بإتيانه، ولعل المرادَ بإتيانه كذلك أنه لا يؤتيهم بطريق التعجيل عند استعجالهم والإجابة إلى مسؤولهم فإن ذلك إتيان برأيهم وشعورهم لا أنه يأتيهم وهم غارون آمنُون لا يخطرونَه بالبال كدأب بعض العُقوبات النازلة على بعض الأمم بياتًا وهم نائمونَ أو ضُحى وهم يلعبُون لما أن إتيانَ عذاب الآخرة وعذاب يوم بدرٍ ليس من هذا القبيل.
{يَسْتَعْجلُونَكَ بالعذاب وَإن جَهَنمَ لَمُحيطَة بالكافرين} استئناف مسوق لغاية تجهيلهم ورَكَاكة رأيهم، وفيه دلالة على أن ما استعجلوه عذابُ الآخرة أي يستعجلونك بالعذاب والحال أن محل العذاب الذي لا عذابَ فوقَه محيط بهم كأنه قيل: يستعجلونك بالعذاب وإن العذابَ لمحيط بهم، وإنما جيء بالجملة الاسمية دلالةً على تحقق الإحاطة واستمرارها أو تنزيلًا لحال السبب منزلةَ حال المسبب فإن الكفرَ والمعاصيَ الموجبةَ لدخول جهنم محيطة بهم، وقيل: إن الكفرَ والمعاصيَ هي النار في الحقيقة لكنها ظهرتْ في هذه النشأة بهذه الصورة وقد مر تفصيلُه في سورة الأعراف الآية 8 عند قوله تعالى: {والوزن يَوْمَئذٍ الحق} ولامُ الكافرينَ إما للعهد ووضعُ الظاهر موضعَ المضمر للإشعار بعلة الحُكم، أو للجنس وهم داخلون فيه دُخولًا أوليًّا.
{يَوْمَ يغشاهم العذاب} ظرف لمضمرٍ قد طُوي ذكرُه إيذانًا بغاية كثرته وفظاعته كأنه قيلَ: يومَ يغشاهُم العذابُ الذي أشير إليه بإحاطة جهنم بهم يكونُ من الأحوال والأهوال ما لا يفي به المقالُ، وقيل: ظرف للإحاطة {من فَوْقهمْ وَمن تَحْت أَرْجُلهم} أي من جميع جهاتهم {وَيَقُولُ} أي الله عز وجل ويعضدُه القراءةُ بنون العظمة، أو بعضُ ملائكته بأمره {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي جزاءَ ما كنتُم تعملونه في الدنيا على الاستمرار من السيئات التي من جُملتها الاستعجالُ بالعذاب. اهـ.