فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{وَمَا هذه الحياة الدنيا}.
إشارةُ تحقيرٍ وازدراءٍ للدُّنيا وكيفَ لا وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدُّنيا تزنُ عندَ الله جناحَ بَعُوضةٍ ما سَقَى الكافرَ منها شَرْبةَ ماءٍ» {إلاَّ لَهْو وَلَعب} أي إلا كما يُلهى ويلعبُ به الصبيانُ يجتمعون عليه ويبتهجون به ساعةً ثم يتفرَّقُون عنه {وَإنَّ الدار الآخرة لَهىَ الحيوان} أي لهيَ دارُ الحياة الحقيقية لامتناع طريان الموت والفناء عليها أو هي في ذاتها حياة للمبالغة. والحيوانُ مصدرُ حَييَ سُمّيَ به ذُو الحياة وأصلُه حَيَيانُ فقُلبتْ الياءُ الثَّانيةُ واوًا لما في بناء فَعَلان من مَعْنى الحَرَكة والاضطراب اللازم للحَيَوان ولذلك اختير على الحياة في هذا المقام المُقتضي للمبالغة {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} أي لما آثرُوا عليها الحياةَ الدُّنيا التي أصلُها عدمُ الحياة ثمَّ ما يحدثُ فيها من الحَيَاة عارضة سريعةُ الزَّوال وشيكةُ الاضمحلال {فَإذَا رَكبُوا في الفلك} متَّصل بما دلَّ عليه شرحُ حالهم، والرُّكوب هو الاستعلاءُ على الشيء المتحرّك وهو متعدَ بنفسه كما في قوله تعالى: {والخيل والبغال والحمير لتَرْكَبُوهَا} واستعمالُه هاهنا وفي أمثاله بكلمة في للإيذان بأنَّ المركوبَ في نفسه من قبيل الأمكنة، وحركتُه قسرية غيرُ إراديةٍ كما مرَّ في سورة هُودٍ والمعنى أنَّهم على ما وُصفوا من الإشراك فإذا ركبُوا في البحر ولقُوا شدَّةً {دَعَوُا الله مُخْلصينَ لَهُ الدين} أي كائنينَ على صورة المُخلصين لدينهم من المؤمنينَ حيثُ لا يدعُون غيرَ الله تعالى لعلمهم بأنَّه لا يكشفُ الشَّدائدَ عنهم إلا هُو {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلَى البر إذَا هُمْ يُشْركُونَ} أي فاجؤا المعاودةَ إلى الشّرك {ليَكْفُرُوا بمَا ءاتيناهم وَليَتَمَتَّعُوا} أي يفاجئونَ الإشراكَ ليكونُوا كافرينَ بما آتيناهُم من نعمة الإنجاء التي حقُّها أنْ يشكرُوها {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي عاقبةَ ذلكَ وغائلتَه حينَ يَرَون العذابَ {أَوَلَمْ يَرَوْا} أي ألم ينظرُوا ولم يشاهدُوا {إنَّا جَعَلْنَا} أي بلدَهم {حَرَمًا ءامنًا} مصُونًا من النَّهب والتَّعدّي سالمًا أهلُه من كلّ سوءٍ {وَيُتَخَطَّفُ الناس منْ حَوْلهمْ} أي والحالُ أنَّهم يُختلسون من حولهم قتلًا وسبيًا إذ كانت العربُ حولَه في تغاورٍ وتناهُبٍ {أفبالباطل يُؤْمنُونَ} أي أبعد ظهور الحقّ الذي لا ريبَ فيه بالباطل خاصَّة يُؤمنون دُون الحقّ {وَبنعْمَة الله يَكْفُرُونَ} وهي المستوجبةُ للشُّكر حيثُ يُشركون به غيرَهُ. وتقديمُ الصّلة في الموضعين لإظهار كمال شناعة ما فعلُوا {وَمَنْ أَظْلَمُ ممَّن افترى عَلَى الله كَذبًا} بأنْ زعمَ أنَّ له شريكًا أي هو أظلمُ من كلّ ظالمٍ وإنْ كانَ سبكُ النَّظم دالًا على نفي الأظلم من غير تعرضٍ لنفي المُساوي وقد مرَّ مرارًا {أَوْ كَذَّبَ بالحق لَمَّا جَاءهُ} أي بالرَّسول أو بالقُرآن وفي لمَّا تسفيه لهم بأنْ لم يتوقفُوا ولم يتأمَّلوا حينَ جاءَهم بل سارعُوا إلى التَّكذيب آثر ذي أثيرٍ {أَلَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوًى للكافرين} تقرير لثُوائهم فيها كقول من قالَ:
ألستُم خيرَ من رَكبَ المَطَايا

أي أَلاَ يستوجبونَ الثَّواء فيها وقد فعلُوا ما فعلُوا من الافتراء على الله تعالى والتَّكذيب بالحقّ الصَّريح أو إنكار واستبعاد لاجترائهم على ما ذُكر من الافتراء والتَّكذيب مع علمهم بحال الكَفَرة أي ألم يعلمُوا أن في جهنَّم مثوى للكافرين حتَّى اجترؤا هذه الجرأةَ.
{والذين جاهدوا فينَا} أي في شأننا ولوجهها خالصًا. أطلقَ المُجاهدةَ ليعمَّ جهادَ الأعادي الظاهرة والباطنة {لَنَهْديَنَّهُمْ سُبُلَنَا} سُبُلَ السَّير إلينا والوصول إلى جنابنا أو لنزيدنَّهم هدايةً إلى سُبُل الخير وتوفيقًا لسلُوكها كقوله تعالى: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى} وفي الحديث: «من عَمل بما عَلم ورَّثه الله علمَ ما لم يعلَم» {وَإنَّ اضلله لَمَعَ المحسنين} معيةَ النَّصر والمعُونة.
عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «مَن قرأَ سورةَ العنكبوت كانَ له من الأجر عشرُ حسناتٍ بعدد كلّ المؤمنينَ والمُنافقينَ». اهـ.

.قال الألوسي:

{وَمَا هذه الحياة الدنيا} إشارة تحقير وكيف لا والدنيا لا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة، فقد أخرج الترمذي عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله تعالى جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء».
وقال بعض العارفين: الدنيا أحقر من ذراع خنزير ميت بال عليها كلب بيد مجذوم، ويعلم مما ذكر حقارة ما فيها من الحياة بالطريق الأولى {إلاَّ لَهْو وَلَعب} أي إلا كما يلهو ويلعب به الصبيان يجتمعون عليه ويبتهجون به ساعة ثم يتفرقون عنه، وهذا من التشبيه البليغ {وَإنَّ الدار الآخرة لَهىَ الحيوان} أي لهي دار الحياة الحقيقية إذ لا يعرض الموت والفناء لمن فيها أو هي ذاتها حياة للمبالغة، و{الحيوان} مصدر حي سمي به ذو الحياة في غير هذا المحل، وأصله حييان فقلبت الياء الثانية واوًا على خلاف القياس فلامه ياء وإلى ذلك ذهب سيبويه.
وقيل: إن لامه واو نظرًا إلى ظاهر الكلمة وإلى حياة علم رجل، ولا حجة على كونه ياءً في حي لأن الواو في مثله تبدل ياء لكسر ماقبلها نحو شقي من الشقوة، وهو أبلغ من الحياة لما في بناء فعلان من معنى الحركة والاضطراب اللازم للحياة ولذلك اختير عليها في هذا المقام المقتضي للمبالغة وقد علمتها في وصف الحياة الدنيا المقابلة للدار الآخرة {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} شرط جوابه محذوف أي لو كانوا يعلمون لما آثروا عليها الدنيا التي أصلها عدم الحياة، ثم ما يحدث فيها من الحياة فيها عارضة سريعة الزوال وشيكة الاضمحلال وكون {لَوْ} للتمني بعيد.
{فَإذَا رَكبُوا في الفلك} متصل بما دل عليه شرح حالهم، والركوب الاستعلاء على الشيء المتحرك وهو متعد بنفسه كما في {لتَرْكَبُوهَا} واستعماله هاهنا وفي أمثاله نفي للإيذان بأن المركوب في نفسه من قبيل الأمكنة وحركته قسرية غير إرادية، والفاء للتعقب وفي الكلام معنى الغاية فكأنه قيل: هم مصروفون عن توحيد الله تعالى مع إقرارهم بما يقتضيه لاهون بما هو سريع الزوال ذاهلون عن الحياة الأبدية حتى إذا ركبوا في الفلك ولقوا الشدائد {دَعَوُا الله مُخْلصينَ لَهُ الدين} أي كائنين في صورة من أخلص دينه وملته أو طاعته من المؤمنين حيث لا يذكرون إلا الله تعالى ولا يدعون سواه سبحانه لعلمهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا هو عز وجل، وفيه تهكم به سواء أريد بالدين الملة أو الطاعة أما على الأول فظاهر، وأما على الثاني فلأنهم لا يستمرون على هذه الحال فهي قبيحة باعتبار المآل {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلَى البر إذَا هُمْ يُشْركُونَ} أي فاجؤوا المعاودة إلى الشرك ولم يتأخروا عنها.
{ليَكْفُرُوا بمَا ءاتيناهم وَليَتَمَتَّعُوا} الظاهر أن اللام في الموضعين لام كي أي يشركون ليكونوا كافرين بما آتيناهم من نعمة النجاة بسبب شركهم وليتمتعوا باجتماعهم على عبادة الأصنام وتوادهم عليها فالشرك سبب لهذا الكفران، وأدخلت لام كي على مسببه لجعله كالغرض لهم منه فهي لام العاقبة في الحقيقة، وقيل: اللام فيهما لام الأمر والأمر بالكفران والتمتع مجاز في التخلية والخذلان والتهديد كما تقول عند الغضب على من يخالفك: افعل ما شئت، ويؤيده قراءة ابن كثير والأعمش وحمزة والكسائي {وَليَتَمَتَّعُوا} بسكون اللام فإن لام كي لا تسكن، وإذا كانت الثانية لذلك لام الأمر فالأولى مثلها ليتضح العطف، وتخالفهما محوج إلى التكلف بأن يكون المراد كما قال أبو حيان عطف كلام على كلام لا عطف فعل على فعل، وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أي عاقبة ذلك حين يعاقبون عليه يوم القيامة مؤيد للتهديد.
{أَوَلَمْ يَرَوْا} ألم ينظروا ولم يشاهدوا {إنَّا جَعَلْنَا} أي بلدهم {حَرَمًا} مكانًا حرم فيه كثير مما ليس بمحرم في غيره من المواضع {ءامَنَّا} أهله عما يسوءهم من السبي والقتل على أن أمنه كناية عن أمن أهله أو على أن الإسناد مجازي أو على أن في الكلام مضافًا مقدرًا، وتخصيص أهل مكة وأن أمن كل من فيه حتى الطيور والوحوش لأن المقصود الامتنان عليهم ولأن ذلك مستمر في حقهم.
وأخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن أهل مكة قالوا: يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لقلتنا والعرب أكثر منا فمتى بلغهم أنا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكلنا أكلة رأس فأنزل الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءامنًا} {وَيُتَخَطَّفُ الناس منْ حَوْلهمْ} يختلسون من حولهم قتلًا وسبيًا إذ كانت العرب حوله في تغاور وتناهب، والظاهر أن الجملة حالية بتقدير مبتدأ أي وهم يتخطف الخ {أفبالباطل يُؤْمنُونَ} أن أبعد ظهور الحق الذي لا ريب فيه أو أبعد هذه النعمة المكشوفة وغيرها بالصنم، وقيل: بالشيطان يؤمنون {وَبنعْمَة الله يَكْفُرُونَ} وهي المستوجبة للشكر حيث يشركون به تعالى غيره سبحانه، وتقديم الصلة في الموضعين للاهتمام بها لأنها مصب الإنكار أو للاختصاص على طريق المبالغة لأن الإيمان إذا لم يكن خاصًا لا يعتد به ولأن كفران غير نعمته عز وجل بجنب كفرانها لا يعد كفرانًا.
وقرأ السلمي والحسن {تُؤْمنُونَ وَتَكْفُرُونَ} بتاء الخطاب فيهما.
{وَمَنْ أَظْلَمُ ممَّن افترى عَلَى الله كَذبًا} بأن زعم أن له سبحانه شريكًا وكونه كذبًا على الله تعالى لأنه في حقه فهو كقولك: كذب على زيد إذا وصفه بما ليس فيه {أَوْ كَذَّبَ بالحق} يعني الرسول أو الكتاب {لَمَّا جَاءهُ} أي حين مجيئه إياه، وفيه تسفيه لهم حيث لم يتأملوا ولم يتوقفوا حين جاءهم بل سارعوا إلى التكذيب أول ما سمعوه.
{أَلَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوًى للكافرين} أي ثواء وإقامة لهم أو مكان يثوون فيه ويقيمون، والكلام على كلا الوجهين تقرير لثوائهم في جهنم لأن الاستفهام فيه معنى النفي وقد دخل على نفي ونفي النفي إثبات كما في قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ** واندى العالمين بطون راح

أي ألا يستوجبون الثواء أو المكان الذي يثوى فيه فيها وقد افتروا مثل هذا الكذب على الله تعالى وكذبوا بالحق مثل هذا التكذيب أو إنكار واستبعاد لاجترائهم على ما ذكر من الافتراء والتكذيب مع علمهم بحال الكفرة أي ألم يعلموا أن في جهنم مثوى للكافرين حتى اجترؤا هذه الجرأة، وجعلهم عالمين بذلك لوضوحه وظهوره فنزلوا منزلة العالم به، والتعريف في {الكافرين} على الأول: للعهد فالمراد بهم أولئك المحدث عنهم وهم أهل مكة، وأقيم الظاهر مقام الضمير لتعليل استيجابهم المثوى، ولا ينافي كون ظاهره أن العلة افتراؤهم وتكذيبهم لأنه لا يغايره والتعليل يقبل التعدد، وعلى الثاني: للجنس فالمراد مطلق جنس الكفرة ويدخل أولئك فيه دخولًا أوليًا برهانيًا.
{والذين جاهدوا فينَا} في شأننا ومن أجلنا ولوجهنا خالصًا ففيه مضاف مقدر، وقيل: لا حاجة إلى التقدير بحمل الكلام على المبالغة بجعل ذات الله سبحانه مستقر للمجاهدة وأطلقت المجاهدة لتعم مجاهدة الأعادي الظاهرة والباطنة بأنواعهما {لَنَهْديَنَّهُمْ سُبُلَنَا} سبل السير إلينا والوصول إلى جنابنا، والمراد نزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقًا لسلوكها فإن الجهاد هداية أو مرتب عليها، وقد قال تعالى: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] وفي الحديث: «من عمل بما علم ورثه الله تعالى علم ما لم يعلم».
ومن الناس من أول {جاهدوا} بأرادوا الجهاد وأبقى {لَنَهْديَنَّهُمْ} على ظاهره، وقال السدي: المعنى والذين جاهدوا بالثبات على الإيمان لنهدينهم سبلنا إلى الجنة، وقيل: المعنى والذين جاهدوا في الغزو لنهدينهم سبل الشهادة والمغفرة، وما ذكر أولًا أولى، والموصول مبتدأ وجملة القسم وجوابه خبره نظير ما مر من قوله: {والذين ءامَنُوا وَعَملُوا الصالحات لَنُبَوّئَنَّهُمْ مّنَ الجنة غُرَفًَا} [العنكبوت: 8 5].
{وَإنَّ الله} المتصف بجميع صفات الكمال الذي بلغت عظمته في القلوب ما بلغت {لَمَعَ المحسنين} معية النصرة والمعونة وتقدم الجهاد المحتاج لهما قرينة قوية على إرادة ذلك، وقال العلامة الطيبي: إن قوله تعالى: {لَمَعَ المحسنين} قد طابق قوله سبحانه: {جاهدوا} لفظًا ومعنى، أما اللفظ فمن حيث الإطلاق في المجاهدة والمعية، وأما المعنى فالمجاهد للأعداء يفتقر إلى ناصر ومعين، ثم إن جملة قوله عز وجل: {إنَّ الله لَمَعَ المحسنين} تذييل للآية مؤكد بكلمتي التوكيد محلى باسم الذات ليؤذن بأن من جاهد بكليته وشراشره في ذاته جل وعلا تجلى له الرب عز اسمه الجامع في صفة النصرة والإعانة تجليًا تامًا، ثم إن هذه خاتمة شريفة للسورة لأنها مجاوبة لمفتتحها ناظرة إلى فريدة قلادتها {أَحَسبَ الناس أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] لامحة إلى واسطة عقدها {ياعبادى الذين ءامَنُوا إنَّ أَرْضى وَاسعَة فَإيَّاىَ فاعبدون} [العنكبوت: 6 5] وهي في نفسها جامعة فاذة. اهـ.
و{ءالَ} في المحسنين يحتمل أن تكون للعهد فالمراد بالمحسنين الذين جاهدوا، ووجه إقامة الظاهر مقام الضمير ظاهر وإلى ذلك ذهب الجمهور، ويحتمل أن يكون للجنس فالمراد بهم مطلق جنس من أتى بالأفعال الحسنة ويدخل أولئك دخولًا أوليًا برهانيًا.
وقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه فسر {المحسنين} بالموحدين وفيه تأييد ما للاحتمال الثاني والله تعالى أعلم. اهـ.