فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال السمين:

قوله: {في أَدْنَى الأرض} زعم بعضُهم أنَّ أل عوَضٌ من الضمير، وأنَّ الأصلَ في أَدْنى أَرْضهم وهو قولٌ كوفيٌّ. وهذا على قول: إن الهَرَب كان منْ جهة بلادهم. وأمَّا مَنْ يقول: إنه من جهة بلاد العَرَب فلا يَتَأَتَّى ذلك. وقرأ العامَّةُ {غُلبَتْ} مبنيًا للمفعول. وعلي بن أبي طالب وأبو سعيد الخُدْري وابن عمر وأهل الشام ببنائه للفاعل.
قوله: {غَلَبهم} على القراءة الشهيرة يكون المصدرُ مضافًا لمفعوله. ثم هذا المفعولُ: إمَّا أَنْ يكونَ مرفوعَ المحلّ على أن المصدرَ المضافَ إليه مأخوذٌ منْ مبنيّ للمفعول على خلافٍ في ذلك، وإمَّا منصوبَ المحلّ على أنَّ المصدرَ منْ مبني للفاعل، والفاعلُ محذوفٌ تقديره: من بعد أَنْ غَلَبَهم عدوُّهم، وهم فارس. وأمَّا على القراءة الثانية فهو مضافٌ لفاعله.
قوله: {سَيَغْلبون} خبرُ المبتدأ. و{مّن بَعْد غَلَبهمْ} متعلقٌ به. والعامَّةُ- بل نقل بعضُهم الإجماعَ- على {سَيَغْلبون} مبنيًا للفاعل. فعلى الشهيرة واضحٌ أي: منْ بعد أن غَلَبَتْهُمْ فارسُ سيَغْلبون فارسَ. وأمَّا على القراءة الثانية فأخبرَ أنهم سيَغْلبون ثانيًا بعد أن غَلَبوا أولًا. ورُوي عن ابن عمرَ أنه قرأ ببنائه للمفعول. وهذا مخالف لما وَرَدَ في سبب الآية وما وَرَدَ في الأحاديث. وقد يُلائم هذا بعضَ ملاءَمَةٍ مَنْ قرأ {غَلَبَتْ} مبنيًا للفاعل. وقد تقدَّم أن ابن عمرَ ممَّن يقرأُ بذلك. وقد خَرَّج النحاسُ قراءةَ عبد الله بن عمرَ على تخريجٍ حَسَنٍ، وهو أن المعنى: وفارسُ منْ بعد غَلَبهم للروم سيُغْلَبون. إلاَّ أنَّ فيه إضمارَ ما لم يُذْكَرْ، ولا جَرى سببُ ذكْره.
قوله: {في بضْع} متعلّقٌ بما قبلَه. وتقدَّم تفسيرُ البضْع واشتقاقُه في يوسف. وقال الفراء: الأصلُ في {غَلَبهم} غَلَبَتهم بتاء التأنيث فَحُذفت للإضافة ك {وإقامَ الصلاة}. وغَلَّطه النحاسُ: بأنَّ إقامَ الصلاة قد يُقال فيه ذلك لاعتلالها، وأمَّا هنا فلا ضرورةَ تَدْعو إليه.
وقرأ ابنُ السَّمَيْفَع وأبو حيوة {غَلْبهم} بسكون اللام، فَتَحْتملُ أَنْ تكونَ تخفيفًا شاذًا، وأن تكونَ لغةً في المفتوح كالظَّعْن والظَّعَن.
قوله: {من قَبْلُ وَمن بَعْدُ} العامَّةُ على بنائهما ضمًَّا لقَطْعهما عن الإضافة. وأراد بها أي: منْ قبل الغَلَب ومنْ بعده. أو من قَبْل كل أمرٍ ومنْ بعده. وحكى الفراء كَسْرهما منْ غير تنوين. وغَلَّطه النحاسُ، وقال: إنما يجوز منْ قبلٍ ومنْ بعدٍ يعني مكسورًا منونًا. قلت: وقد قُرئ بذلك. ووجهُه أنه لم يَنْو إضافتَهما فَأَعْرَبهما كقوله:
فساغَ لي الشَّرابُ وكنتُ قَبْلًا ** أَكاد أَغَصُّ بالماء القَراح

وقوله:
ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفيَّةٍ ** فما شَربُوا بَعْدًا على لَذَّةٍ خَمْرا

وحُكي {منْ قبلٍ} بالتنوين والجرّ، {ومنْ بعدُ} بالبناء على الضم.
وقد خَرَّج بعضُهم ما حكاه الفراء على أنه قَدَّر أنَّ المضافَ إليه موجودٌ فتُركَ الأولُ بحاله. وأنشد:
بين ذراعَيْ وَجبْهة الأَسَد

والفرقُ لائحٌ؛ فإنَّ في اللفظ مثْلَ المحذوف، على خلافٍ في تقدير البيت أيضًا.
قوله: {ويومَئذٍ} أي: إذ يغلبُ الرومُ فارسَ. والناصب ل {يومَ} {يفرحُ}.
وقوله: {بنَصْر الله يَنصُرُ} من التجنيس. وتَقَدَّم آخرَ الكهف.
قوله: {بنَصْر الله} الظاهرُ تعلُّقُه ب {يَفْرَح} وجَوَّز فيه أَنْ يتعلَّقَ ب {يَنْصُرُ} أبو البقاء. وهذا تفكيكٌ للنَّظْم.
قوله: {وَعْدَ الله} مصدرٌ مؤكدٌ ناصبُه مضمرٌ أي: وَعَدَهم اللَّهُ ذلك وَعْدًا. وقوله: {لاَ يُخْلفُ الله وَعْدَهُ} مقرّرٌ لمعنى هذا المصدر. ويجوزُ أَنْ يكونَ حالًا من المصدر، فيكونَ كالمصدر الموصوف فهو مبيّنٌ للنوع كأنه قيل: وَعَد اللَّهُ وَعْدًا غيرَ مُخْلفٍ. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في غلب:

الغَلَبة: القهر.
غلبه غَلْبًا- بسكون اللام- وغَلَبا بتحريكها، وغَلَبة بإلحاق الهاء، وغَلاَبيَة- مثال عَلانية- وغُلُبَّة- مثال حُزُقَّة- وغُلُبَّى- بضمتين مشدّدة بالباء مقصورة- ومَغْلَبة، قال تعالى: {الم غُلبَت الرُّومُ في أَدْنَى الأَرْض وَهُم مّن بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ}.
والغَلَب من المصادر المفتوحة العين مثل الطلَب.
قال الفرّاء: وهذا يحتمل أَن يكون غَلَبة فحُذفت الهاء عند الإضافة، كما قال فَضْل بن عبّاس.
إنّ الخليط أَجدُّوا البين فانجردُوا ** وأَخلفوك عدَ الأَمر الذي وَعدوا

أَراد عدة الأَمر فحَذفت الهاء عند الإضافة.
والحجّة في المَغْلَبة قول بنت عُتْبة ترثى أَباها:
يا عين بَكّى عتبهْ ** شيخًا شديد الرقَبَهْ

يُطعم يوم المَسْغَبهْ ** يدفع يوم المَغْلَبهْ

إنّى عليه حَربَهْ ** ملهوفة مستلَبه

لنهبطَنْ يَثْربهْ ** بغارة منشعبَه

والحجّة في الغُلُبَّة قول المَرَّار بن سعيد الفَقْعَسىّ:
منَعتُ بنجد ما أَردت غُلُبَّة ** وبالغَوْر لى عزّ أَشَمُّ طويل

وهضبة غَلباء، وعزّة غلْباء، وحديثة غلباء، وحدائق غُلْب أي غلاظ ممتلئة، قال تعالى: {وَحَدَآئقَ غُلْبًا}.
ورجل غُلُبَّة، وغَلُبَّةَ، وغُلَبة- مثال تُؤدَة- وغَلاَّب، وغُلُبَّى، وغلبَّى، أي كثير الغَلَبة سريعها.
وقد ورد في القرآن على أَربعة أَوجه:
الأَوّل: بمعنى الظهور والاستيلاء: {قَالَ الَّذينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرهمْ}.
الثانى: بمعنى الهزيمة: {غُلبَت الرُّومُ في أَدْنَى الأَرْض وَهُم مّن بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ} سيَهزمون.
الثالث: بمعنى القتل: {قُلْ لّلَّذينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} أي ستقتلون.
الرّابع: بمعنى القهر: {وَاللَّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْره} أي قاهر، {وَإنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالبُونَ} أي القاهرون.
{فَغُلبُوا هُنَالكَ} قُهروا وهُزموا. اهـ.

.بصيرة في قبل:

قبل: نقيض بعد، يقال: أَتيتك من قبلُ، وأَتيتك قَبْلُ، وقَبْلٌ بالتنوين، وقَبْلَ بالفتح، وقَبْلاَ منوّنة.
والقُبُل- بضمَّتين: نقيض الدبر.
ويكنى بهما عن السوءَتين، ومن الجبل: سَفْحه، ومن الزمان: أَوله.
وإذًا أُقْبلُ قُبْلك- بالضمّ- أي أَقْصد قصدَك.
وقَبْل يستعمل على أَوجه:
الأَول: في المكان بحسب الإضافة؛ كقول الخارج من اليمن إلى بيت المقدس: مكَّة قبل المدينة، ويقول الخارج من القدس إلى اليمن: المدينة قبل مكَّة.
الثانى: في الزمان: زمان معاوية قبل زمان عمر بن عبد العزيز.
الثالث: في المنزلة، نحو: فلان عند السلطان قبل فلان.
الرابع: في الترتيب الصناعىّ، نحو: تعلَّم الهجاء قبل تعلُّم الخطّ.
والقَبْل والإقبال والاستقبال: التَّوجّه.
والقابل: الذي يستقبل الدلو من البئر فيأْخذها.
والقابلة: التي تأْخذ الولد عند الولادة.
وقبل توبته يقبلها قَبُولا وتقبّلها، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عبَاده} وقال: {غَافر الذَّنب وَقَابل التَّوْب}.
والتقبّل: قبول الشىء على وجه يقتضى ثوابا كالهديَّة.
وقوله تعالى: {إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ منَ الْمُتَّقينَ} تنبيه أَنه ليس كل عبادة متقبَّلة.
بل إذا كانت على وجه مخصوص.
وقوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بقَبُولٍ حَسَنٍ} قيل: معناه: قَبلها، وقيل: تكفَّل بها.
وإنما قال: {تَقَبَّلَهَا بقَبُولٍ} ولم يقل {بتَقَبُّل} للجمع بين الأَمرين: التقبُّل الذي هو الترقىّ في القبول، والقبول الذي يقتضى الرضا والإثابة.
وقيل: القَبُول هو من قولهم: فلان عليه قَبُول، أي من رآه أَحبَّه.
وقوله: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} قيل: هو جمع قابل، ومعناه: مقابل لحواسّهم.
قال مجاهد: جماعةَ جماعَةً فيكون جمع قبيل، وكذلك قوله تعالى: {أَوْ يَأْتيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا}.
ومن قرأَ {قبَلا} بكسر القاف فمعناه عيَانًا، وكذا قوله تعالى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهمْ كُلَّ شَيْءٍ قبَلًا} أي عيَانًا، {وقُبُلًا} أي جماعة جماعة.
والقبيل: جمع قبيلة، وهى الجماعة المجتمعة التي تُقبل بعضها على بضع، قال تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئلَ} مأْخوذ من قبائل الرأْس وهى القطَع المشعوب بعضُها إلى بعض.
قيل ترتيب صنوف الأَحياء على ترتيب الأَعضاء.
فأَوّلها القبيلة من قبائل الرأْس، ثم الشَّعْب، ثم العمارة هي الصدر، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة، وهى الساق.
وأَعظمها الحىّ لأَنه يجمع الجميع.
وقوله: {أَوْ تَأْتيَ باللَّه وَالْمَلائكَة قَبيلًا} أي جماعة جماعة.
وقيل: معناه كفيلا من قولهم: قَبَلت فلانًا وتقبّلت به أي تكفَّلت.
وقيل: مقابَلة، أي معاينة.
والمقابَلة والتقابل أَن يُقبل بعضهم على بعض إمّا بالذات وإمّا بالعناية والمودّة، قال تعالى: {مُّتَّكئينَ عَلَيْهَا مُتَقَابلينَ}.
ولى قبَل فلان حقّ كقولك عنده، قال تعالى: {فَمَال الَّذينَ كَفَرُوا قبَلَكَ مُهْطعينَ}.
ويستعار ذلك للقوّة والقُدْرة، فيقال: لا قبَل لى بكذا، أي لا يمكننى أَن أقابله، قال تعالى: {وَجَاءَ فرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ} وقوله: {بجُنُودٍ لاَّ قبَلَ لَهُمْ بهَا} أي لا طاقة لهم على استقبالها ودفاعها.
والقبْلة في الأَصل: الحالة التي عليها المقابل، نحو الجلسة والقعدة، وفى التعارف صارا اسما للمكان المقابَل المتوجَّه إليه للصلاة.
وقوله تعالى: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قبْلَةً} أي متقابلة.
وقوله تعالى: {لَّيْسَ الْبرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قبَلَ الْمَشْرق} أي نحوه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
قوله جل ذكره: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
بسم الله اسم عزيز شفيع المذنبين جوده، بلاء المتهمين قصوده، ضياء الموحدين عهوده، وسلوة المحزونين ذكره، وجزفة الممتحنين شكره.
اسم عزيز رداؤه كبرياؤه، وجبار سناؤه، بهاؤه علاؤه.
العابدون حسبهم عطاؤه، والواجدون حسبهم بقاؤه.
{الم غُلبَت الرُّومُ في أَدْنَى الأَرْض وَهُم مّن بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ في بضْع سنينَ} الإشارة في الألف إلى أنه ألفَ صُحْبتنَا مَنْ عَرف عظمتنا. وأنّه أَلف بلاءنا مَنْ عَرَفَ كبرياءنا.
والإشارة في اللام إلى أنه لزمَ بابنا مَنْ ذاق محابّنا، ولزمَ بساطنَا مَنْ شهد جمالنَا.
والإشارة في الميم إلى أَنه مُكّنَ منْ قُرْبنَا مَنْ قام على خدمتنا، ومات على وفائنا مَنْ تحقق بولائنا.
قوله: {غُلبَت الرُّومُ} سُرَّ المسلمون بظفر الروم على العجم وإن كان الكفر يجمعهم إلا أن الروم اختصوا بالإيمان ببعض الأنبياء، فشكر الله لهم، وأنزل فيهم الأية. فكيف بمن يكون سروره لدين الله، وحُزنُه واهتمامه لدين الله؟.
قوله جلّ ذكره: {للَّه الأَمْرُ من قَبْلُ وَمنْ بَعْدُ وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمنُونَ بنَصْر اللَّه يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ}.
{قَبْلُ} إذا أُطْلق انتظم الأزل، {وبَعْدُ} إذا أطلق دلّ على الأبد؛ فالمعنى الأمر الأزلىُّ لله، والأمر الأبدىُّ للّه لأنَّ الرَّبّ الأزلىّ والسَّيّدَ الأبدىّ اللَّهُ.
لله الأمرُ يومَ العرفان، ولله الأمرُ يومَ الغفران.
لله الأمرُ حين القسمة ولا حين، ولله الأمرُ عند النعمة وليس أي معين.
ويقال: لى الأمرُ {من قََبْلُ} وقد علمتُ ما تفعلون، فلا يمنعنى أحدٌ من تحقيق عرفانكم، ولي الأمر {مّن بَعْد} وقد رأيتُ ما فعلتم، فلا يمنعنى أحدٌ من غفرانكم. وقيل: {للَّه الأَمْرُ من قَبْلُ} بتحقيق ودّكم، والله الامر من بعد بحفظ عهدكم:
إني على جفواتها وبربّها ** وبكلّ مُتصل بها مُتوسل

{وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمنُونَ بنَصْر اللَّه}:
اليومَ إرجافُ السرور وإنما ** يومَ اللّقاء حقيقةُ الإرجاف

اليومَ ترحٌ وغدًا فرح، اليوم عَبرة وغدًا حَبرة، اليوم أسف وغدًا لطف، اليوم بكاء وغدًا لقاء.
{وَعْدَ اللَّه لَا يُخْلفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكنَّ أَكْثَرَ النَّاس لَا يَعْلَمُونَ (6)}.
الكريمُ لا يُخلفُ وعده لاسيما والصدقُ نعته.
يقول المؤمنون: منا يومَ الميثاق وعدٌ بالطاعة، ومنه ذلك اليومَ وعدٌ بالجنة، فإن وَقع في وعدنا تقصيرٌ لا يقع في وعده قُصورٌ.
{يَعْلَمُونَ ظَاهرًا منَ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَهُمْ عَن الْآخرَة هُمْ غَافلُونَ (7)}.
استغراقُهم في الاشتغال بالدنيا، وانهماكهم في تعليق القلب بها. مَنَعَهم عن العلم بالآخرة. وقيمةُ كلّ امرىءٍ علمه بالله؛ ففى الأثر عن عليّ رضى الله عنه أنه قال؛ أهل الدنيا عَلَى غفلةٍ من الآخرة، والمشتغلون بعلم الآخرة كذلك بوجودها في غفلة عن الله. اهـ.