فصل: قال السمرقندي في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وحين نقرأ الآية نجد أن كلمة {فطْرَتَ} [الروم: 30] منصوبة، ولم يتقدم عليها ما ينصبها، فلماذا نُصبَتْ؟ الأسلوب هنا يريد أن يلفتك لسبب النصب، وللفعل المحذوف هنا، لتبحث عنه بنفسك، فكأنه قال: فأقم وجهك للدين حنيفًا والزم فطرت الله التي فطر الناس عليها.
لذلك يسمي علماء النحو هذا الأسلوب أسلوب الإغراء، وهو أن أغريك بأمر محبوب وأحثَّك على فعْله، كذلك الحق سبحانه يغري رسوله صلى الله عليه وسلم بأنْ يُقيم وجهه نحو الدين الخالص، وأنْ يلزم فطرت الله، وألا يلتفت إلى هؤلاء المفسدين، أو المعوّقين له.
والفطرة: يعني الخلقة كما قال سبحانه: {فَاطرَ السماوات والأرض} [يوسف: 101] يعني: خالقهما، والفطرة المرادة هنا قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إلاَّ ليَعْبُدُون} [الذاريات: 56].
فالزم هذه الفطرة، واعلم أنك مخلوق للعبادة.
أو: أن فطرت الله تعني: الطبيعة التي أودعها الله في تكوينك منذ خلق اللهُ آدم، وخلق منه ذريته، وأشهدهم على أنفسهم {أَلَسْتُ برَبّكُمْ قَالُوا بلى} [الأعراف: 172].
وسبق أنْ بيَّنا كيف أن في كل منا ذرة حية من أبينا آدم باقية في كل واحد منا، فالإنسان لا ينشأ إلا من الميكروب الذكري الحي الذي يُخصّب البويضة، وحين تسلسل هذه العملية لابد أن تصل بها إلى آدم عليه السلام.
وهذه الذرة الباقية في كل منا هي التي شهدتْ العهد الأول الذي أخذه الله علينا، وإلا فالكفار في الجاهلية الذين جاء رسول الله لهدايتهم، كيف اعترفوا لله تعالى بالخلق: {وَلَئن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [الزمر: 38].
من أين عرفوا هذه الحقيقة؟ نُقلت إليهم من هذا العهد الأول، فمنذ هذا العهد لم يجرؤ أحد من خَلْق الله أنْ يدَّعي هذا الخَلْق لنفسه، فظلت هذه القضية سليمة في الأذهان مع ما حدث من فساد في معتقدات البشر.
وتظل هذه القضية قائمة بالبقية الباقية من هذا العهد الأول، حتى عند الكفار والملاحدة، فحين تكتنفهم الأحداث وتضيق بهم أسبابهم، تراهم يقولون وبلا شعور: يا رب، لا يدْعون صنمًا ولا شجرًا، ولا يذهبون إلى آلهتهم التي اصطنعوها، فهم يعلمون أنها كذب في كذب، ونصب في نصب.
والآن لا يخدعون أنفسهم ولا يكذبون عليها، الآن وفي وقت الشدة وحلول الكرب ليس إلا الله يلجئون إليه، ليس إلا الحق والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
وما دام الله قد فطرنا على هذه الفطرة، فلا تبديل لما أراده سبحانه: {ذَلكَ الدين القيم} [الروم: 30] أي: الدين الحق {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} [الروم: 30] أي: لا يعلمون العلم على حقيقته والتي بيَّناها أنها الجزم بقضية مطابقة للواقع، ويمكن إقامة الدليل عليها. اهـ.

.قال السمرقندي في الآيات السابقة:

قول الله سبحانه وتعالى: {الم غُلبَت الروم} يعني قهرت الروم {فى أَدْنَى الأرض} مما يلي فارس يعني أرض الأردن وفلسطين {وَهُمْ} يعني أهل الروم {مّن بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ} أهلَ فارس، وذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر، ملك الروم، يدعوه إلى الإسلام، فقرأ كتابه، وقبّله ووضعه على عينيه، وختمه بخاتمه، ثم أوثقه على صدره، ثم كتب جواب كتابه: إنا نشهد أنك نبي ولكنا لا نستطيع أن نترك الدين القديم الذي اصطفى الله لعيسى، فعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «قَدْ ثَبَّتَ الله مُلْكَهُمْ إلَى يَوْم الْقيَامَة إلَى أدْنَى الأَرْض منْهَا بفَتْح الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى المُسْلمينَ» وكتب إلى كسرى ملك فارس فمزَّق كتابه، ورجع الرسول بعدما أراد قتله، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: «قَد مَزَّقَ الله مُلُكهم فلا مُلكَ لَهُمْ أبَدًا إذا ماتَ كسْرَى فلا كسْرَى بَعْدَهُ» فلمّا ظهرت فارس على الروم اغتمَّ المسلمون لذلك، فنزل قوله تعالى: {الم الم غُلبَت الروم في أَدْنَى الأرض وَهُم مّن بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ}.
وقال في رواية الكلبي: إن مشركي قريش شتموا حين غلب المشركون أهل الكتاب، فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه لمَ تشتمون؟ فوالله ليظهرنَّ الروم عليهم.
فقال أبيُّ بن خلف: والله لا يكون ذلك أبدًا فتبايعا أبو بكر وأبيّ بن خلف لتظهرن الروم على أهل فارس إلى ثلاث سنين على تسع ذود.
فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره بالأمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «انْطلقْ فَزدْهُ في الخَطَر، وَمُدَّهُ في الأجَل» فرجعَ أبو بكر إلى أبيّ بن خلف، فقال: أنا أبايعك إلى سبع سنين على عشرة ذَود، فبايعه فلما خشي أبيّ بن خلف أن يخرج أبو بكر من مكة إلى المدينة مهاجرًا أتاه فلزمه، فكفل له عبد الرحمن بن أبي بكر.
فلما أراد أبي بن خلف أن يخرج إلى أحدُ أتاه محمد بن أبي بكر، فلزمه، فأعطاه كفيلًا، ثم خرج إلى أحدُ فظهرت الرُّوم على فارس عام الحديبية، وذلك عند رأس سبع سنين، فذلك قوله: {وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ المؤمنون بنَصْر الله}.
وروى أسباط، عن السدي، عن أصحابه، قال: اقتتلت فارس والروم، فغلبتهم فارس، ففخر أبو سفيان بن حرب على المسلمين، وقال: الذين ليس لهم كتاب غلبوا على الذين لهم كتاب، فشقَّ ذلك على المسلمين، فلقي أبو بكر رضي الله عنه أبا سفيان، فقامره على ثلاثة أبكار على أنَّ الروم ستغلب فارس إلى ثلاث سنين، ثم أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له: «انْطَلقْ فَزدْ في الجَعْل، وَزدْ في السّنينَ» فزايده إلى سبع سنين على سبعة أبكار.
فالتقى الروم وفارس، فغلبتهم الروم، وظهر عليهم هرقل، فجاءه جبريل عليه السلام بهزيمة فارس، وظهور الرّوم عليهم، ووافق ذلك يوم بدر وظهور النبيّ صلى الله عليه وسلم على المشركين، ففرح المؤمنون بظهورهم على المشركين، وظهور أهل الكتاب على أهل الشرك.
ويقال إن أهل الروم كانوا أهل كتاب، وكان المسلمون يرجون إسلامهم، وأهل فارس كانوا مجوسًا، فكان المسلمون لا يرجون إسلامهم، وكانوا يحزنون لغلبة فارس عليهم فنزل {الم غُلبَت الروم في أَدْنَى الأرض} أي أقرب الأرض إلى أرض فارس {وَهُم مّن بَعْد غَلَبهمْ سَيَغْلبُونَ} روي عن الفراء أنه قال: يعني من بعد غلبتهم، ولكن عند الإضافة سقطت الهاء، كما قال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئمَّةً يَهْدُونَ بأَمْرنَا وَأَوْحَيْنَآ إلَيْهمْ فعْلَ الخيرات وَإقَامَ الصلاة وَإيتَاءَ الزكواة وَكَانُوا لَنَا عابدين} [الأنبياء: 73] ولم يقل: وإقامة الصلاة.
وقال الزجاج: هذا غلط، وإنا يجوز ذلك في المعتلّ خاصة.
والغلب والغلبة كلاهما مصدر.
و{سَيَغْلبُونَ في بضْع سنينَ} يعني إلى خمس سنين، ويقال: إلى سبع سنين.
روي عن أبي عبيدة أنه قال: البضع من واحد إلى أربعة.
وقال القتبي: البضع ما فوق الثلاثة إلى دون العشرة.
وقال مجاهد: البضع ما بين الثلاث إلى التسع، ويقال: {مّن بَعْد غَلَبهمْ} وهذا اللفظ يكون للغالبين وللمغلوبين كقولهم من بعد قتلهم.
ثم قال عز وجل: {للَّه الأمر من قَبْلُ وَمن بَعْدُ} يعني لله الأمر حين غلبت الروم فارس {وَمن بَعْد} يعني حين غلبت الروم فارس.
ولفظ القبل والبعد إذا كان في آخر الكلام يكون رفعًا على معنى الإضافة للغاية، ولو كان إضافة إلى شيء يكون خفضًا، كقولك: من بعدهم ومن قبلهم.
ثم قال: {وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ المؤمنون} لما يرجون من إسلامهم، ويقال: يفرح أبو بكر رضي الله عنه خاصة، ويقال: يفرح المؤمنون بتصديق وعد الله تعالى.
وروي عن الشعبي أنه قال: كان ذلك عام الحديبية، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فبايعوه مبايعة الرضوان، ووعد لهم غنائم خيبر، وظهرت الروم على فارس، وكان تصديقًا لهذه الآية: {وَيَوْمَئذٍ يَفْرَحُ المؤمنون} وإنَّما جازت مخاطرة أبي بكر رضي الله عنه لأن المخاطرة كانت مباحة في ذلك الوقت، ثم حرمت بقوله: {يا أيها الذين آمَنُوا إنَّمَا الخمر والميسر والانصاب والازلام رجْسٌ مّنْ عَمَل الشيطان فاجتنبوه لَعَلَّكُمْ تُفْلحُونَ} [المائدة: 90] الآية، ثم قال: {بنَصْر الله} يعني بفتح الله {يَنصُرُ مَن يَشَاء} يعني نصر الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه {وَهُوَ العزيز الرحيم} بالمؤمنين حين نصرهم.
قوله عز وجل: {وَعَدَ الله} نصب الوعد لأنه مصدر، ومعناه وعد الله وعدًا يعني انتصروا وعد الله.
ثم قال: {لاَ يُخْلفُ الله وَعْدَهُ} حيث وعد لهم غلبة الروم {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} يعني الكفار لا يعلمون أن الله عزَّ وجلَّ لا يخلف وعده، ويقال: لا يعلمون الآخرة.
قوله عزَّ وجلَّ: {يَعْلَمُونَ ظَاهرًا مّنَ الحياة الدنيا} يعني يعلمون حرفتهم، وأمر معايشهم، ومتى يدرك زرعهم.
ويقال في أمر التجارة كانوا أكيس الناس.
وقال الحسن: كان الرجل منهم يأخذ درهمًا ويقول وزنه كذا ولا يخطىء.
{وَهُمْ عَن الآخرة هُمْ غافلون} أي لا يؤمنون بها.
ويقال: عن أمر الآخرة، وما وعدوا فيها من الهول والعذاب هم غافلون.
ثم وعظهم فقال عز وجل: {أَوَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا في أَنفُسهمْ} فيعتبروا في خلق السموات والأرض.
وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
ثم قال: {مَّا خَلَقَ الله السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إلاَّ بالحق} يعني للحق {وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} يعني السموات والأرض لهن أجل ووقت معلوم {وَإنَّ كَثيرًا مّنَ الناس بلقَاء رَبّهمْ لكافرون} يعني جاحدون للبعث.
ثم خوفهم، فقال عز وجل: {أَوَ لَمْ يَسيرُوا في الأرض فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين من قَبْلهمْ} يعني الأمم الخالية كانت عاقبتهم الهلاك، ثم أخبر عنهم فقال: {كَانُوا أَشَدَّ منْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرض} قال مقاتل: يعني ملكوا الأرض.
وقال الكلبي: يعني حرثوها.
ويقال: أثاروا الأرض إذا قلبوها للزراعة.
{وَعَمَرُوهَا} يعني عمروا الأرض {أَكْثَرَ ممَّا عَمَرُوهَا} يعني أهل مكة.
ويقال: عاشوا فيها أكثر مما عاش أهل مكة {وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات} يعني بالحجج الواضحات فكذبوهم، فأهلكهم الله عز وجل: {فَمَا كَانَ الله ليَظْلمَهُمْ} أي ليعذبهم بغير ذنب {ولكن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلمُونَ} بالمعاصي.
قوله عز وجل: {ثُمَّ كَانَ عاقبة الذين أَسَاءوا} يعني آخر أمر الذين أشركوا {السوأى} يعني العذاب، فيجوز أن تكون ثم على معنى التأخير، ويجوز أن يكون معناه: ثم مع هذا كان عاقبة الذين.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وَللَّه عاقبة} بالضّمّ، وقرأ الباقون بالنصب، فمن قرأ بالضم جعله اسم كان، وجعل {السوء} خبر كان، ومن قرأ بالنصب جعل العاقبة خبر كان والسوء اسم كان، ومعنى القراءتين يرجع إلى شيء واحد، يعني ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله عزَّ وجلَّ.
والسوء هاهنا جهنم، كما أن الحسنى الجنة.
ثم قال: {ثُمَّ كَانَ عاقبة الذين} يعني: عاقبة جهنم، لأنهم كذبوا بآيات الله ما جاءت بها الرسل {وَكَانُوا بهَا يَسْتَهْزئُونَ} يعني: بآيات الله {الله يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعيدُهُ} يعني يحييهم بعد الموت {ثُمَّ إلَيْه تُرْجَعُونَ} في الآخرة.
قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر: {يَرْجعُونَ} بالياء على معنى الإخبار عنهم، وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة.
ثم قال عز وجل: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة} يعني: واذكر يوم تقوم الساعة {يُبْلسُ المجرمون} يعني: ييأس المشركون من كل خير.
ويقال: أيسوا من إقامة الحجة.
ويقال: {يُبْلسُ المجرمون} يعني: يندمون.
قال الزجاج: المبلس الساكت.
المنقطع الحجة، الآيس من أن يهتدي إليها {وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مّن شُرَكَائهمْ شُفَعَاء} يعني: من الملائكة، ومن الأصنام {وَكَانُوا بشُرَكَائهمْ كافرين} يعني: تبرأت الملائكة عليهم السلام منهم، وتبرأت الأصنام عنهم.
ثم قال عز وجل: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئذٍ يَتَفَرَّقُونَ} يعني: بعد الحساب يتفرقون.
فريق في الجنة، وفريق في النار.
ثم أخبر عن مرجع كل فريق فقال: {فَأَمَّا الذين ءامَنُوا وَعَملُوا الصالحات} يعني: الذين صدقوا بالله ورسوله، وأدّوا الفرائض والسنن {فَهُمْ في رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} قال مقاتل: يعني: بستان يكرمون وينعمون.
وقال السدي: {يُحْبَرُونَ} أي: يفرحون ويكرمون.
وقال مجاهد: {يُحْبَرُونَ} يعني: ينعمون.
وقال القتبي: {يُحْبَرُونَ} يعني: يسرون وينعمون.
والحبرة: السرور.
ومنه يقال مع كل حبرة عبرة.
وقال الزجاج: {يُحْبَرُونَ} يعني: يحسنون إليهم.
يقال للعالم: حبر، وللمداد حبر، لأنه يحسن به الكتابة.
ويقال: {يُحْبَرُونَ} أي: يسمعون أصوات المغنيات.
قوله عز وجل: {وَأَمَّا الذين كفروابئاياتنا} يعني: بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {وَلقَاء الآخرة} يعني: البعث بعد الموت {فَأُوْلَئكَ في العذاب مُحْضَرُونَ} يعني: مقرنين.
ويقال: يجتمعون هم وآلهتهم.
قوله عز وجل: {فَسُبْحَانَ الله} يعني: صلوا لله {حينَ تُمْسُونَ} يعني: صلاة المغرب والعشاء {وَحينَ تُصْبحُونَ} يعني: صلاة الفجر وعشيًا.
يعني: صلاة العصر وحين تظهرون.
على معنى التقديم والتأخير أي: صلاة الظهر {وَلَهُ الحمد في السموات والأرض وَعَشيًّا وَحينَ تُظْهرُونَ} يعني: يحمده أهل السموات، وأهل الأرض.
ويقال: له الألوهية في السموات والأرض، كقوله عز وجل: {وَهُوَ الذي في السماء إله وَفى الأرض إله وَهُوَ الحكيم العليم} [الزخرف: 84] يقال: {وَلَهُ الحمد} يعني: الحمد على أهل السموات وأهل الأرض، لأنهم في نعمته، فالحمد واجب علينا.
{يُخْرجُ الحى منَ الميت} يعني: الدجاجة من البيضة، والإنسان من النطفة، والمؤمن من الكافر.
{وَيُخْرجُ الميت منَ الحى} يعني: البيضة من الدجاجة، والكافر من المؤمن.
{يُخْرجُ الحى منَ الميت} يعني: ينبت النبات من الأرض بعد يبسها، وقحطها بالمطر.