فصل: فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة لقمان:
قوله تعالى: {هدى ورحمة}.
أجمع القراء على نصبهما على الحال أو القطع من الآيات لأنها معرفة والهدى والرحمة نكرتان وقد تم الكلام دونهما إلا ما قرأه حمزة بالرفع وله في ذلك وجوه أحدها أن يكون هدي مرفوعة بالابتداء ورحمة معطوفة عليها للمحسنين الخبر والثاني أن يكون بدلا من قوله!؟! آيات الكتاب هدى ورحمة لأن آيات الكتاب كذلك هي أو يكون أضمر لها مثل ما أظهر للآيات فرفعها بذلك لأن الآيات جامعة للهدى والرحمة.
قوله تعالى: {ويتخذها} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله: {يشتري} والوجه أن يضمر لها هو لأن الهاء والألف كناية عن السبيل والحجة لمن نصب أنه رده على قوله: {ليضل عن سبيل الله} وليتخذها هزوا.
قوله تعالى: {يا بني لا تشرك بالله} {يا بني إنها} {يا بني أقم الصلاة} يقرأن بالتشديد وكسر الياء وفتحها وبالتخفيف والإسكان فالحجة لمن شدد وكسر أنه أراد يا بنيي بثلاث ياءات الأولى ياء التصغير والثانية أصلية وهي لام الفعل والثالثة ياء الإضافة إلى النفس فحذف الأخير اجتزاء بالكسر منها وتخفيفا للاسم لما اجتمع فيه ثلاث ياءات.
ولمن فتح الياء مع التشديد وجهان:
أحدهما: أنه أراد يابنياه فرخم فسقطت الألف والهاء للترخيم لأنهما زائدتان فالألف زيدت لبعد الصوت والهاء للسكت فبقي الاسم على الفتح الذي كان عليه قبل الترخيم.
والثاني: أنه شبه هذه الياء لما رآها مشددة ومعها ياء الإضافة بياء الاثنين إذا أضيفت إليها ففتحها كما فتحوا قوله: {إحدى ابنتي هاتين}.
فإن قيل فما الفرق بين قولك ابنتي وبين قولك يا بني وكلاهما مضاف إلى النفس بالياء الشديدة فقل الفرق بينهما لطيف فاعرفه وذلك أن الياء في قولك ابنتي ساكنة طبعا لأنها بدل من الألف التي لا يمكن الحركة فيها بوجه ثم يدخل ياء الإضافة لأن النون تذهب لمعاقبتها لها والأصل في ياء الإضافة الحركة فكان الفتح أولى بها ففتحت لذلك وأدغمت فيها ياء التثنية لسكونها فهذا وجه الفتح في الياء المضاف إليها التثنية.
وأما وجه كسر الياء في قولك يا بني فإن وزن ابن كوزن حصن فإذا قلت في التصغير حصين كان كقولك بني فاجتمع فيه ياء التصغير وياء الأصل التي هي لام الفعل وكان الإعراب عليها جاريا كما جرى على النون من حصين ثم دخلت عليها ياء الإضافة فاجتذبت الياء الشديدة لقوتها إلى الكسر لأن من شرطها أن تزيل الاعراب عما وليته وترده إلى الكسر كقولك حصيني فتسقط ياء الإضافة في بني لكثرة الياءات فتبقى كقولك حصين بكسر النون وسقوط الياء فأنت الآن تعلم ضرورة أن الياء من حصين ساكنة وهي ياء التصغير ومثلها في قولك بني والنون المكسورة في قولك حصين مثلها ياء الأصل في بني وهي مكسورة كالنون لتدل بالكسر على ياء الإضافة الساقطة فهذا تلخيص الفرق بين ياء الإضافة في التصغير والتثنية والدلالة على فتح الياء في التثنية وكسرها في التصغير وأما الحجة لمن خفف الياء وأسكن فإنه صغر ولم يضف فلما اجتمع في آخر الاسم ياءان حذف إحداهما وبقي الأولى وهي ياء التصغير على سكونها فأجحف بالاسم ولو أتى به منادى على أصل المواجهة لقال يا بني لأنه نداء مفرد.
قوله تعالى: {ولا تصعر خدك} يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبحذفها والتشديد وقد ذكر في أمثاله ما يغني عن إعادته ومعنى قوله لا تصاعر خدك أي لا تمل بوجهك ولا تعرض تكبرا وأصله من الصعر وهو داء يصيب البعير فيلتوي له عنقه.
قوله تعالى: {إن تك مثقال حبة} أجمع القراء على نصب مثقال إلا نافعا فإنه رفعه والحجة لمن له أنه جعل كان مما حدث ووقع ولا خبر لها إذا كانت كذلك.
قوله تعالى: {وأسبغ عليكم نعمه} يقرأ بالجمع والإضافة وبالتوحيد فالحجة لمن جمع أنه أراد بذلك جميع النعم التي ينعم الله بها على عباده ودليله قوله: {شاكرا لأنعمه} فالهاء ها هنا كناية عن اسم الله عز وجل والحجة لمن وحد أنه أراد نعمة الإسلام لأنها جامعة لكل النعم وما سواها يصغر في جنبها فالهاء ها هنا علامة للتأنيث فأما قوله: {ظاهرة وباطنة} فالظاهرة نعمة الإسلام والباطنة ستر الذنوب.
قوله تعالى: {والبحر يمده} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه رده على ما قبل دخول إن عليها أو استأنفه بالواو كما قال: {يغشى طائفة منكم وطائفة} والحجة لمن نصب أنه رده على اسم إن.
فإن قيل فإن من شرط أبي عمرو أن يرفع المعطوف على إن بعد تمام الخبر كقوله: {والساعة لا ريب فيها} فقل حجته في ذلك أن لو تحتاج إلى جواب يأتي بعد الابتداء والخبر فكان المعطوف عليها كالمعطوف على إن قبل تمام خبرها والدليل على ذلك أن تمام الخبر هاهنا في قوله: {ما نفدت كلمات الله} وهذا أدل دليل على دقة تمييز أبي عمرو ولطافة حذقه بالعربية.
قوله تعالى: {بما يعملون خبير} إجماع القراء على التاء إلا ما رواه عياش عن أبي عمرو بالياء ولم يروه اليزيدي. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

سورة لقمان:
{تلك آَيَاتُ الكتب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين} 2 و3، قرأ حمزة هدى ورحمة بالرفع جعلها ابتداء وخبرا.
وقرأ الباقون {هدى ورحمة} بالنصب على الحال المعنى تلك آيات الكتاب في حال الهداية والرفع على معنيين أحدهما على إضمار هو هدى ورحمة والثاني تلك هدى ورحمة للمحسنين.
{ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا} 6 قرأ حمزة والكسائي وحفص ويتخذها بفتح الذال بالنسق على قوله: {ليضل} {ويتخذها}.
وقرأ الباقون بالرفع بالنسق على قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} {ويتخذها}.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليضل} بفتح الياء وقرأ الباقون بالرفع معناه ليضل غيره فإذا أضل غيره فقد ضل هو أيضا ومن قرأ ليضل فمعناه ليصير أمره إلى الضلال فكأنه وإن لم يكن يقدر أنه يضل فإنه سيصير أمره إلى أن يضل.
{يبني لا تشرك بالله} 13 قرأ ابن كثير {يا بني لا تشرك بالله} بإسكان الياء خفيفة لأنه صغر الابن ولم يضفه إلى نفسه فحذف ياء وهي التي كانت لام الفعل وهذه الياء المبقاة هي ياء التصغير ولو أتى به على الأصل لقال يا بني لأنه نداء مفرد ولو كان أرادالإضافة يا بني لكسر الياء وإنما حذف الياء لأن باب النداء باب الحذف والتخفيف ألا ترى أنك تقول يا زيد فتحذف منه التنوين وتقول يا قوم فتحذف منه الياء فكذلك حذفت الياء من يا بني.
قرأ حفص {يا بني} بفتح الياء في جميع القرآن أراد يا بنياه فرخم قد ذكرت في سورة هود.
وقرأ الباقون {يا بني} بكسر الياء لأنهم أرادوا يا بنييي بثلاث ياءات الأولى للتصغير والثانية أصلية لام الفعل والثالثة ياء الإضافة إلى النفس فحذفت الأخيرة اجتزاء بالكسر وتخفيفا وأدغمت ياء التصغير في ياء الفعل فالتشديد من أجل ذلك.
قرأ ابن كثير في رواية قنبل {يا بني أقم الصلاة} 17 بالتخفيف مثل الأول وفتح البزي وحفص وكسر الباقون وقد ذكرت الحجة.
{يبني إنها إن تك مثقال حبة من خردل} 16 وقرأ نافع {يا بني إنها إن تك مثقال حبة} بالرفع جعل كان بمعنى حدث ووقع أي إن وقع مثقال حبة كقوله: {وإن كان ذو عسرة} فإن قيل لم قلت تك بالتاء والمثقال مذكر قيل في ذلك إن مثقالا هو السيئة أو الحسنة فأنث على المعنى وقال الفراء جاز تأنيث تك والمثقال مذكر لأنه مضاف إلى الحبة والمعنى للحبة فذهب التأنيث إليها.
وقرأ الباقون {إن تك مثقال} نصب فاسم كان ينبغي أن يكون المظلمة أو الحسنة المعنى إن تكن المظلمة أو الحسنة مثقال حبة من خردل.
{ولا تصعر خدك للناس} 18 قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر {ولا تصعر خدك} بالتشديد وقرأ الباقون {تصاعر} قال سيبويه صعر وصاعر بمعنى واحد كما تقول ضعف وضاعف.
{واسبغ عليكم نعمه ظهرة وباطنة} 2 قرأ نافع وأبو عمرو وحفص {وأسبغ عليكم نعمه} بفتح العين جمع نعمة كما تقول سدرة وسدر وحجتهم أن النعم الظاهرة غير النعم الباطنة فهي حينئذ جماعة إذ كانت منوعة وقد قال جل وعز: {شاكرا لأنعمه} فلم يكتف بالواحدة من الجميع فلما كانت نعم الله مختلفة بعضها في الدين وبعضها في الأرزاق وبعضه في العوافي وغير ذلك من الأحوال قرؤوا بلفظ الجمع لكثرته واختلاف الأحوال بها.
وقرأ الباقون {نعمة} وحجتهم صحة الخبر عن ابن عباس أنه قال هي الإسلام وذلك أن نعمة الإسلام تجمع كل خير وعنه أيضا قال شهادة أن لا إله إلا الله باطنة في القلب ظاهرة في اللسان وقالوا أيضا الظاهرة شهادة أن لا إله إلا الله والباطنة طمأنينة القلب على ما عبر لسانه وأحسن ما قيل في تفسير هذه الآية أن النعمة الظاهرة نعمة الإسلام والباطنة ستر الذنوب ويجوز أن يعنى بها جماعة النعم فتؤدي الواحدة عن معنى الجمع بدلالة قوله: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
{ولو أنما في الأرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمت الله} 27 قرأ أبو عمرو والبحر {يمده} بفتح الراء وقرأ الباقون بالرفع فأما النصب فعطف على ما والمعنى ولو أن ما في الأرض ولو أن البحر فإن سأل سائل إن من اختيار أبي عمرو أن يرفع المعطوف بعد الخبر كقوله: {إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها} فالجواب في ذلك أن الكلام في إن وعد الله حق تمام ثم يستأنف والساعة لا ريب فيها والكلام عند قوله: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام} غير تام فأشبه المعطوف قبل الخبر وهذا من حذق أبي عمرو إنما لم يتم الكلام لأن لو يحتاج إلى جواب.
والرفع على وجهين أحدهما على الاستئناف فجعل الواو واو الحال كأنه قال والبحر هذه حاله ويجوز أن يكون معطوفا على موضع إن مع ما بعدها.
{ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل} 3 قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر {وأن ما تدعون} بالتاء أي يا معشر العرب من الشركاء.
وقرأ الباقون بالياء والقراءة في مثل هذا الحرف بالياء لأنه لم يعم الناس بأنهم كلهم كانوا يدعون من دون الله ولكن على الخواص.
{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث} 33 قرأ نافع وابن عامر وعاصم ينزل الغيث بالتشديد.
وقرأ الباقون بالتخفيف وقد ذكرت الحجة في سورة البقرة. اهـ.