فصل: (سورة لقمان: الآيات 14- 15).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة لقمان: الآيات 14- 15].

{وَوَصَّيْنَا الْإنْسانَ بوالدَيْه حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ وَفصالُهُ في عامَيْن أَن اشْكُرْ لي وَلوالدَيْكَ إلَيَّ الْمَصيرُ (14) وَإنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْركَ بي ما لَيْسَ لَكَ به علْمٌ فَلا تُطعْهُما وَصاحبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفًا وَاتَّبعْ سَبيلَ مَنْ أَنابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة- أو اعتراضيّة- {بوالديه} متعلّق ب {وصّينا}، وعلامة الجرّ الياء {وهنا} مصدر في موضع الحال من أمّه {على وهن} متعلّق بنعت ل {وهنا}، الواو عاطفة {في عاملين} متعلّق بخبر المبتدأ فصاله {أن اشكر لي} مثل أن اشكر للّه، لوالديك متعلّق بما تعلّق به {لي} فهو معطوف عليه {إليّ} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المصير.
جملة: {وصّينا} لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ بين كلام لقمان.
وجملة: {حملته أمّه} لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {فصاله في عامين} لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته أمّه.
وجملة: {اشكر لي} لا محلّ لها تفسيريّة لمفهوم التوصية.
وجملة: {إليّ المصير} لا محلّ لها تعليليّة.
(15) الواو عاطفة {جاهداك} في محلّ جزم فعل الشرط. والألف فاعل، والكاف مفعول به أن حرف مصدريّ ونصب {بي} متعلّق ب {تشرك}، {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {لك} متعلّق بخبر ليس {به} حال من علم.
والمصدر المؤوّل {أن تشرك} في محلّ جرّ ب {على} متعلّق ب {جاهداك}.
الفاء رابطة لجواب الشرط لا ناهية جازمة الواو عاطفة {في الدنيا} متعلّق ب {صاحبهما}، {معروفا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي صحابا معروفا الواو عاطفة {إليّ} متعلّق ب {أناب} {ثمّ} حرف عطف {إليّ} الثاني متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرجعكم الفاء عاطفة {ما} حرف مصدري.
والمصدر المؤوّل {ما كنتم} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {أنبّئكم}.
وجملة: {جاهداك} لا محلّ لها معطوفة على جملة وصّينا.
وجملة: {تشرك} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {ليس لك به علم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {لا تطعهما} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {صاحبهما} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {اتّبع} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {أناب} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {إليّ مرجعكم} لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي:
فإنّكم ميّتون ثمّ إليّ مرجعكم.
وجملة: {أنبئّكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.
وجملة: {كنتم تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {تعملون} في محلّ نصب خبر كنتم.

.الصرف:

{وهنا} مصدر وهن باب وعد ووثق أي ضعف، ووهنه غيره متعدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

فن عكس الظاهر، أو نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: {ما لَيْسَ لَكَ به علْمٌ}.
أي لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، وعبّر بنفي العلم عن نفي المعلوم.

.الفوائد:

الجملة المعترضة:
وهي من الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب، وهي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا وقد وقعت في مواضع، أهمها:
1- بين الفعل ومرفوعه، كقول جويرية بنت زيد:
وقد أدركتني والحوادث جمة ** أسنّة قوم لا ضعاف ولا عزل

2- بين الفعل ومفعوله، كقول أبي النجم العجلي:
وبدلت- والدهر ذو تبدل ** هيفا دبورا بالصّبا والشّمأل

3- بين المبتدأ وخبره: كقول: معن بن أوس المزني:
وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ** نوادب لا يملكنه ونوائح

4- بين الشرط وجوابه: كقول النابغة الذبياني:
لعمري وما عمري عليّ بهيّن ** لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع

الأقارع: بنو قريع بن عوف.
6- بين الموصوف وصفته: كقوله تعالى: {فَلا أُقْسمُ بمَواقع النُّجُوم وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيمٌ}.
7- بين سوف والفعل، كقول زهير بن أبي سلمى:
وما أدري وسوف إخال أدري ** أقوم آل حصن أم نساء

8- بين جملتين مستقلتين: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإنْسانَ بوالدَيْه حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ وَفصالُهُ في عامَيْن أَن اشْكُرْ لي وَلوالدَيْكَ إلَيَّ الْمَصيرُ}.
9- بين الموصول وصلته، كقول جرير:
ذاك الذي وأبيك يعرف مالكا ** والحق يدفع ترّهات الباطل

10- بين ما أصله مبتدأ وخبر، كقول محمد بن بشير الخارجي:
لعلك والموعود حق لقاؤه ** بدا لك في تلك القلوص بداء

قال البيت في رجل وعده بقلوص ثم مطله والقلوص من النوق الشابة، وجمعها قلص وقلائص، وجمع القلص قلاص.

.[سورة لقمان: الآيات 16- 19].

{يا بُنَيَّ إنَّها إنْ تَكُ مثْقالَ حَبَّةٍ منْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ في صَخْرَةٍ أَوْ في السَّماوات أَوْ في الْأَرْض يَأْت بهَا اللَّهُ إنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقم الصَّلاةَ وَأْمُرْ بالْمَعْرُوف وَانْهَ عَن الْمُنْكَر وَاصْبرْ عَلى ما أَصابَكَ إنَّ ذلكَ منْ عَزْم الْأُمُور (17) وَلا تُصَعّرْ خَدَّكَ للنَّاس وَلا تَمْش في الْأَرْض مَرَحًا إنَّ اللَّهَ لا يُحبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصدْ في مَشْيكَ وَاغْضُضْ منْ صَوْتكَ إنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوات لَصَوْتُ الْحَمير (19)}.

.الإعراب:

{يا بنيّ} مرّ إعرابها، {تك} مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر يعود على الخصلة السيئة التي كنّى عنها بالضمير إنّها {من خردل} متعلّق بنعت لحبّة الفاء عاطفة {في صخرة} متعلّق بخبر تكن، {في السموات} مثل في صخرة وكذلك {في الأرض} {بها} متعلّق ب {يأت}، {خبير} خبر ثان مرفوع.
جملة: {يا بنيّ} لا محلّ لها استئناف في حيّز قول لقمان.
وجملة: {إنّها إن تك} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إن تك} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {تكن في صخرة} في محلّ رفع معطوفة على جملة إن تك.
وجملة: {يأت بها اللّه} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ اللّه لطيف} لا محلّ لها تعليليّة.
(17) {يا بنيّ} مثل الأولى {بالمعروف} متعلّق ب {وأمر}، {عن المنكر} متعلّق ب {انه}، {على ما} متعلّق ب {اصبر}، {من عزم} متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: {يا بنيّ} الثانية لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {أقم} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {اومر} لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: {انه} لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: {اصبر} لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: {أصابك} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {إنّ ذلك من عزم الأمور} لا محلّ لها تعليليّة.
(18) الواو عاطفة لا ناهية جازمة {للناس} متعلّق ب {تصعّر} لا مثل الأولى {في الأرض} متعلّق ب {تمش} {مرحا} مصدر في موضع الحال، لا نافية {فخور} نعت لمختال مجرور مثله.
وجملة: {لا تصعّر} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {لا تمش} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {إنّ اللّه لا يحبّ} لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: {لا يحبّ} في محلّ رفع خبر إنّ.
(19) الواو عاطفة {في مشيك} متعلّق ب {اقصد}، {من صوتك} متعلّق ب {اغضض}، اللام المزحلقة.
وجملة: {اقصد} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {اغضض} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {إنّ أنكر} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

(16) صخرة: اسم جامد ذات، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(19) مشيك: مصدر سماعيّ لفعل مشى باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
{صوتك} الاسم من صات، يصوت باب نصر، ويصات باب فتح، وهو المصدر أيضا، وزنه فعل بفتح فسكون.
{أنكر} على وزن اسم التفضيل من نكر الثلاثيّ باب فرح، وزنه أفعل.

.البلاغة:

التتميم: في قوله تعالى: {إنَّها إنْ تَكُ مثْقالَ حَبَّةٍ منْ خَرْدَلٍ}.
والمعنى أنه تمم خفاء الهنة أو الخطيئة في نفسها، بخفاء مكانها من الصخرة، والأخفى من الصخرة، كأن تكون في صخرة مستقرة في أغوار الأرض السحيقة، أو في الأعالي من أجواز الفضاء، ومنه في الشعر قول الخنساء:
وإن صخرا لتأتمّ الهداة به ** كأنه علم في رأسه نار

فقولها: في رأسه نار تتميم جميل لابد منه لتجسيد الظهور والشهرة للسارين والغادين.
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {إنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوات لَصَوْتُ الْحَمير}.
حيث أخلي الكلام من لفظ التشبيه، وأخرج مخرج الاستعارة، فجعلوا حميرا، وجعل صوتهم نهاقا، مبالغة في الذم والتهجين وإفراطا في النهي عن رفع الصوت والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة الموجعة، وكذلك نهاقه.

.[سورة لقمان: الآيات 20- 21].

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماوات وَما في الْأَرْض وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نعَمَهُ ظاهرَةً وَباطنَةً وَمنَ النَّاس مَنْ يُجادلُ في اللَّه بغَيْر علْمٍ وَلا هُدىً وَلا كتابٍ مُنيرٍ (20) وَإذا قيلَ لَهُمُ اتَّبعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبعُ ما وَجَدْنا عَلَيْه آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إلى عَذاب السَّعير (21)}.

.الإعراب:

{لكم} متعلّق ب {سخّر}، {في السموات} متعلّق بمحذوف صلة ما، وكذلك {في الأرض} صلة ما الثاني.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه سخّر} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ تروا.
الواو عاطفة {عليكم} متعلّق ب {أسبغ}، {ظاهرة} حال من نعمه منصوبة والواو استئنافيّة {من الناس} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر من {في اللّه} متعلّق ب {يجادل} بحذف مضاف أي في توحيده أو صفاته {بغير} حال من فاعل يجادل الواو عاطفة لا زائدة لتأكيد النفي في الموضعين {هدى} {كتاب} معطوفان على علم مجروران.
جملة: {تروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سخّر} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {أسبغ} في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّر.
وجملة: {من الناس من يجادل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يجادل} لا محلّ لها صلة الموصول من.
(21) الواو عاطفة {لهم} متعلّق ب {قيل}، {بل} للإضراب الانتقالي {عليه} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وجدنا الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو حاليّة لو حرف شرط غير جازم {إلى عذاب} متعلّق ب {يدعوهم}.
وجملة: {قيل} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {اتّبعوا} في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: {أنزل اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول ما الأول.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {نتّبع} لا محلّ لها استئناف بيانيّ. ومقول القول محذوف أي: لا نتّبع ما أنزل اللّه بل نتّبع.
وجملة: {وجدنا} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثاني.
وجملة: كان الشيطان يدعوهم في محلّ نصب حال من الآباء.
وجواب لو محذوف يفسّره ما قبله.
وجملة: {يدعوهم} في محلّ نصب خبر كان.