فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



واستدل بعضهم بالآية على القول بأن لهو الحديث الكتب التي اشتراها النضر بن الحرث على حرمة مطالعة كتب تواريخ الفرس القديمة وسماع ما فيها وقراءته، وفيه بحث، ولا يخفى أن فيها من الكذب ما فيها فالاشتغال بها لغير غرض ديني خوض في الباطل، وعده ابن نجيم في رسالته في بيان المعاصي من الصغائر ومثل له بذكر تنعم الملوك والأغنياء فافهم هذا، ومن الغريب البعيد وفيه جعل الاشتراء بمعنى البيع ما ذهب إليه صاحب التحرير قال: يظهر لي أنه أراد سبحانه بلهو الحديث ما كانوا يظهرونه من الأحاديث في تقوية دينهم والأمر بالدوام عليه وتغيير صفة الرسول عليه الصلاة والسلام وأن التوراة تدل على أنه من ولد اسحق عليه السلام يقصدون صد أتباعهم عن الإيمان وأطلق اسم الاشتراء لكونهم يأخذون على ذلك الرشاو الجعائل من ملوكهم، وقال: يؤيده قوله تعالى: {ليُضلَّ عَن سَبيل الله} وهو كما ترى، والمراد بسبيله تعالى دينه عز وجل أو قراءة كتابه سبحانه أو ما يعمهما، واللام في {ليُضلَّ} للتعليل.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {ليُضلَّ} بفتح الياء، والمراد ليثبت على ضلاله ويزيد فيه فإن المخبر عنه ضال قبل: واللام للعاقبة وكونها على أصلها كما قيل بعيد، وجوز الزمخشري أن يكون قد وضع {ليُضلَّ} على هذه القراءة موضع ليضل من قبل أن من أضل كان ضالًا لا محالة فدل بالرديف وهو الضلال على المردوف وهو الاضلال، ووجه الدلالة أنه أريد بالضلال الضلال المضاعف في شأن من جانب سبيل الله تعالى وتركه رأسًا وهذا الضلال لا ينفك عن الإضلال وبالعكس، وبه يندفع نظر صاحب الفرائد بأن الضلال لا يلزمه الاضلال، وفيه توافق القراءتين وبقاء اللام على حقيقتها، وهي على الوجهين متعلقة بقوله سبحانه: {يشتري} وقوله عز وجل: {بغَيْر علْمٍ} يجوز أن يكون متعلقًا به أيضًا أي يشتري ذلك بغير علم بحال ما يشتريه أو بالتجارة حيث استبدل الضلال بالهدى والباطل بالحق، ويجوز أن يكون متعلقًا بيضل أي ليضل عن سبيله تعالى جاهلًا أنها سبيله عز وجل أو جاهلًا أنه يضل أو جاهلًا الحق {وَيَتَّخذَهَا} بالنصب عطفًا على {يُضلَّ} والضمير للسبيل فإنه ما يذكر ويؤنث، وجوز أن يكون للآيات، وقيل: يجوز أن يكون للأحاديث لأن الحديث اسم جنس بمعنى الأحاديث وهو كما ترى {هُزُوًا} أي مهزوأ به.
وقرأ جمع من السبعة {يتخذها} بالرفع عطفًا على {مَن يَشْتَرى} وجوز أن يكون على إضمار هو {أُوْلَئكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهينٌ} لما اتصفوا به من اهانتهم الحق بايثار الباطل عليه وترغيب الناس فيه والجزاء من جنس العمل، و{أولئك} إشارة إلى {منْ} وما فيه من معنى البعد للإشارة إلى بعد المنزلة في الشرارة، والجمع في اسم الإشارة والضمير باعتبار معناها كما أن الإفراد في الفعلين باعتبار لفظها، وكذا في قوله تعالى: {وَإذَا تتلى عَلَيْه} ففي الآية مراعاة اللفظ ثم مراعاة المعنى ثم مراعاة اللفظ ونظيرها في ذلك قوله تعالى في سورة الطلاق (11) {وَمَن يُؤْمن بالله} الآية، قال أبو حيان: ولا نعلم جاء في القرآن ما حمل على اللفظ ثم على المعنى ثم على اللفظ غير هاتين الآيتين، وقال الخفاجي: ليس كذلك فإن لها نظائر أي وإذا تتلى على المشتري المذكور {ءاياتنا} الجليلة الشأن {وَلىُّ} أعرض عنها غير معتد بها {مُسْتَكْبرًا} مبالغًا في التكبر فالاستفعال بمعنى التفعل {كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا} حال من ضمير {وَلىُّ} أو من ضمير {مُسْتَكْبرًا} أي مشابهًا حاله في اعراضه تكبرًا أو في تكبره حال من لم يسمعها وهو سامع، وفيه رمز إلى أن من سمعها لا يتصور منه التولية والاستكبار لما فيها من الأمور الموجبة للإقبال عليها والخضوع لها على طريقة قول الخنساء:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ** كأنك لم تجزع على ابن طريف

و{كَانَ} المخففة ملغاة لا حاجة إلى تقدير ضمير شأن فيها وبعضهم يقدره {كَأَنَّ في أُذُنَيْه وَقْرًا} أي صمما مانعًا من السماع، وأصل معنى الوقر الحمل الثقيل استعير للصمم ثم غلب حتى صار حقيقة فيه، والجملة حال من ضمير لم يسمعها أو هي بدل منها بدل كل من كل أو بيان لها ويجوز أن تكون حالًا من أحد السابقين، ويجوز أن تكون كلتا الجملتين مستأنفتين والمراد من الجملة الثانية الترقي في الذم وتثقيل {كَانَ} في الثانية كأنه لمناسبته للثقل في معناه، وقرأ نافع {فى أُذُنَيْه} بسكون الذال تخفيفًا {فَبَشّرْهُ بعَذَابٍ أَليمٍ} أي أعلمه أن العذاب المفرط في الإيلام لا حق به لا محالة، وذكر البشارة للتهكم. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَمنَ النَّاس مَنْ يَشْتَري لَهْوَ الْحَديث ليُضلَّ عَنْ سَبيل اللَّه بغَيْر علْمٍ} عطف على جملة {تلك ءايات الكتاب الحكيم} [لقمان: 2].
والمعنى: أن حال الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين، وأن من الناس معرضين عنه يؤثرون لهو الحديث ليضلّوا عن سبيل الله الذي يهدي إليه الكتاب.
وهذا من مقابلة الثناء على آيات الكتاب الحكيم بضد ذلك في ذم ما يأتي به بعض الناس، وهذا تخلّص من المقدمة إلى مَدخل للمقصود وهو تفظيع ما يدعو إليه النضر بن الحارث ومشايعوه من اللهو بأخبار الملوك التي لا تكسب صاحبها كمالًا ولا حكمة.
وتقديم المُسند في قوله: {من الناس} للتشويق إلى تلقي خبره العجيب.
والاشتراء كناية عن العناية بالشيء والاغتباط به وليس هنا استعارة بخلاف قوله: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} في سورة البقرة (16)؛ فالاشتراء هنا مستعمل في صريحه وكنايته: فالصريح تشويه لاقتناء النضر بن الحارث قصص رستم وإسفنديار وبهرام، والكناية تقبيح للذين التّفوا حوله وتلقّوا أخباره، أي من الناس من يشغله لهو الحديث والولع به عن الاهتداء بآيات الكتاب الحكيم.
واللهو: ما يُقصد منه تشغيل البال وتقصير طول وقت البطالة دون نفع، لأنه إذا كانت في ذلك منفعة لم يكن المقصود منه اللهو بل تلك المنفعة.
و{لهو الحديث} ما كان من الحديث مرادًا للهو فإضافة {لهو} إلى {الحديث} على معنى {من} التبعيضية على رأي بعض النحاة، وبعضهم لا يثبت الإضافة على معنى {من} التبعيضية فيردها إلى معنى اللام.
وتقدم اللهو في قوله: {وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو} في سورة الأنعام (32).
والأصح في المراد بقوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} أنه النضر بن الحارث فإنه كان يسافر في تجارة إلى بلاد فارس فيتلقى أكاذيب الأخبار عن أبطالهم في الحروب المملوءة أكذوبات فيقصّها على قريش في أسمارهم ويقول: إن كان محمد يحدثكم بأحاديث عاد وثمود فأنا أحدثكم بأحاديث رستم وإسفنديار وبهرام.
ومن المفرسين من قال: إن النضر كان يشتري من بلاد فارس كُتب أخبار ملوكهم فيحدث بها قريشًا، أي بواسطة من يترجمها لهم.
ويشمل لفظ {النَّاس} أهل سامره الذين ينصتون لما يقصه عليهم كما يقتضيه قوله تعالى إثره {أولئك لهم عذاب مهين}.
وقيل المراد ب {من يشتري لهو الحديث} من يقتني القينات المغنيات.
روى الترمذي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمان عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا خير في تجارةٍ فيهن وثمنُهن حرام» في مثل ذلك أُنزلت هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} إلى آخر الآية.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة وعلي بن يزيد يضعف في الحديث سمعت محمدًا يعني البخاري يقول علي بن يزيد يضعف. اهـ.
وقال ابن العربي في العارضة: في سبب نزولها قولان: أحدهما أنها نزلت في النضر بن الحارث.
الثاني أنها نزلت في رجل من قريش قيل هو ابن خطل اشترى جارية مغنية فشغل الناس بها عن استماع النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وألفاظ الآية أنسب انطباقًا على قصة النضر بن الحارث.
ومعنى {ليضل عن سبيل الله} أنه يفعل ذلك ليلهي قريشًا عن سماع القرآن فإن القرآن سبيل موصل إلى الله تعالى، أي إلى الدين الذي أراده، فلم يكن قصده مجرد اللهو بل تجاوزه إلى الصد عن سبيل الله، وهذا زيادة في تفظيع عمله.
وقرأ الجمهور {ليُضل} بضم الياء.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء، أي ليزداد ضلالًا على ضلاله إذ لم يكتف لنفسه بالكفر حتى أخذ يبث ضلاله للناس، وبذلك يكون مآل القراءتين متحدّ المعنى.
ويتعلق {ليضل عن سبيل الله} بفعل {يشتري} ويتعلق به أيضًا قوله: {بغير علم} لأن أصل تعلق المجرورات أن يرجع إلى المتعلَّق المبني عليه الكلام، فالمعنى: يشتري لهو الحديث بغير علم، أي عن غير بصيرة في صالح نفسه حيث يستبدل الباطل بالحق.
والضمير المنصوب في {يتخذها} عائد إلى {سبيل الله} فإن السبيل تؤنث.
وقرأ الجمهور {ويتخذُها} بالرفع عطفًا على {يشتري} أي يشْغل الناس بلهو الحديث ليصرفهم عن القرآن ويتخذ سبيل الله هزؤًا.
وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف بالنصب عطفًا على {ليضل} أي يلهيهم بلهو الحديث ليضلهم وليتخذ دين الإسلام هزءًا.
ومآل المعنى متّحد في القراءتين لأن كلا الأمرين من فعله ومن غرضه.
وأما الإضلال فقد رُجح فيه جانب التعليل لأنه العلة الباعثة له على ما يفعل.
والهزؤ: مصدر هَزأ به إذا سخر به كقوله: {ولا تتخذوا آيات الله هزؤًا} [البقرة: 231] ولما كان {من يشتري لهو الحديث} صادقًا على النضر بن الحارث والذين يستمعون إلى قصصه من المشركين جيء في وعيدهم بصيغة الجمع {أولئك لهم عذاب مهين}.
واختير اسم الإشارة للتنبيه على أن ما يرد بعد اسم الإشارة من الخبر إنما استحقه لأجل ما سبق اسمَ الإشارة من الوصف.
وجملة: {أولئك لهم عذاب مهين} معترضة بين الجملتين جملة {من يشتري} وجملة {وإذا تتلى عليه آياتنا} فهذا عطف على جملة {يشتري}. إلخ.
والتقدير: ومن الناس من يشتري الخ و{إذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرًا} فالموصول واحد وله صلتان: اشتراء لهو الحديث للضلال، والاستكبار عندما تتلى عليه آيات القرآن.
ودل قوله: {تتلى عليه} أنه يواجه بتبليغ القرآن وإسماعه.
وقوله: {ولى} تمثيل للإعراض عن آيات الله كقوله تعالى: {ثم أدبر يسعى} [النازعات: 22] و{مُسْتَكْبرًا} حال، أي هو إعراض استكبار لا إعراض تفريط في الخير فحسب.
وشُبه في ذلك بالذي لا يسمع الآيات التي تتلى عليه، ووجه الشبه هو عدم التأثر ولو تأثرًا يعقبه إعراضٌ كتأثر الوليد بن المغيرة.
و{كأنْ} مخففة من كأنَّ وهي في موضع الحال من ضمير {مستكبرًا} وكرر التشبيه لتقويته مع اختلاف الكيفية في أن عدم السمع مرة مع تمكن آلة السمع ومرة مع انعدام قوة آلته فشبه ثانيًا بمن في أذنيه وقر وهو أخص من معنى {كأن لم يسمعها} ومثل هذا التشبيه الثاني قول لبيد:
فتنازعا سَبطًا يَطير ظلاله ** كدخان مُشْعَلَةٍ يشبّ ضرامها

مشموله غُلثتْ بنابت عَرْفَج ** كدُخان نارٍ سَاطع أسنامُها

والوقر: أصله الثقل، وشاع في الصمم مجازًا مشهورًا ساوى الحقيقة، وقد تقدم في قوله: {وفي آذانهم وقرًا} في سورة الأنعام (25).
وقرأ نافع: {في أذْنيه} بسكون الذال للتخفيف لأجل ثقل المثنى، وقرأه الباقون بضم الذال على الأصل.
وقد ترتب على هذه الأعمال التي وصف بها أن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يُوعده بعذاب أليم.
وإطلاق البشارة هنا استعارة تهكمية، كقول عمرو بن كلثوم:
فعجَّلْنا القرى أنْ تشتمونا

وقد عذب النضر بالسيف إذ قتل صبرًا يوم بدر، فذلك عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة أشد. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَمنَ النَّاس مَنْ يَشْتَري لَهْوَ الْحَديث ليُضلَّ عَنْ سَبيل اللَّه بغَيْر علْمٍ}.
بعد أن ذكر الحق سبحانه الكتاب وآياته، وأن فيه هدى ورحمة لمن اتبعه وفلاحًا لمن سار على هديه يبين لنا أن هناك نوعًا آخر من الناس ينتفعون بالضلال ويستفيدون منه، وإلا ما راجتْ سوقه، ولما انتشر بين الناس أشكالًا وألوانًا.
لذلك نرى للضلال فئة مخصوصة حظهم أن يستمر وأن ينتشر لتظل مكاسبهم، ولتظل لهم سيادتهم على الخَلْق وعبوديتهم لهم واستنزاف خيراتهم.
وطبيعي إنْ وُجد قانون يعيد توازن الصلاح للمجتمع لا يقف في وجهه إلا هؤلاء يحاربونه ويحاربون أهله ويتهمونهم ويُشككون في نواياهم، بل ويواجهونهم بالسخرية والاستهزاء مرة وبالتعدي مرة أخرى.
وربما قطعوا عليهم سبل الحياة، كما عزلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعْب أبي طالب، ثم يُكرهون أهل الحق على الهجرة والخروج من أموالهم وأهلهم إلى الحبشة مرة، وإلى المدينة مرة أخرى، لماذا؟ لأن حياتهم تقوم على هذا الضلال فلابد أنْ يحافظوا عليه.
والحق سبحانه يبين لنا أن هؤلاء الذين يحاربون الحق ويقفون في وجه الدعوة إلى الإيمان يعرفون تمامًا أنهم لو تركوا الناس يسمعون منهج الله وداعي الخير لابد أنْ يميلوا إليه؛ لذلك يَحُولُون بين آذان الناس ومنطق الحق، فهم الذين قالوا للناس: {لاَ تَسْمَعُوا لهذا القرآن والغوا فيه} [فصلت: 26].
وما ذلك إلا أنهم واثقون من لغة القرآن وجمال أسلوبه، واستمالته للقلوب بحلو بيانه، فلو سمعتْه الأذن العربية لابد وأنْ تتأثر به، وتقف على وجوه إعجازه، وتنتهي إلى الإيمان.
فإذا ما أفلتَ منهم أحد، وانصرف إلى سماع الحق أتوْهُ بصوارف أخرى وأصوات تصرفه عن الحق إلى الباطل.
وقوله: {وَمنَ الناس} [لقمان: 6] من هنا للتبعيض أي: الناس المستفيدون من الضلال، والذين يسؤوهم أنْ يأتم الناس جميعًا بمنطق واحد، وهدف واحد؛ وهدى واحد لأن هذه الوحدة تقضي على تميزهم وجبروتهم وظلمهم في الأرض؛ لذلك يبذلون قصارى جهدهم في الضلال {وَمنَ الناس مَن يَشْتَري لَهْوَ الحديث ليُضلَّ عَن سَبيل الله} [لقمان: 6].
قوله تعالى: {يَشْتَري} [لقمان: 6] من الشراء الذي يقابله البيع، والشراء أنْ تدفع ثمنًا وتأخذ في مقابله مُثمنًا، وهذا بعدما وُجد النقد، لكن قبل وجود النقد كان الناس يتعاملون بالمقايضة والتبادل سلعة بسلعة، وفي هذه الحالة فكل سلعة مباعة وكل سلعة مشتراة، وكل منهما بائع ومُشْتر.
ومن ذلك قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {وَشَرَوْهُ بثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فيه منَ الزاهدين} [يوسف: 20].
والمعنى: شروه أي: باعوه.
ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: {وَمنَ الناس مَن يَشْري نَفْسَهُ ابتغاء مَرْضَات الله} [البقرة: 207].