فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والمعنى: لا ترد يد الله المبسوطة لك بالتيسير في الصلاة أثناء السفر.
ثم يعتمد في هذا الرأي على دليل آخر من علم الأصول هو أن الصلاة فُرضَتْ في الأصل مثنى مثنى، ثم أقرت في السفر وزيدت في الحضر. إذن: فصلاة السفر مع الأصل، فلو أتممتَ الصلاة في السفر أسأْتَ.
ثم يقول الحق سبحانه: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ للنَّاس}.
معنى: تصعر من الصَّعَر، وهو في الأصل داء يصيب البعير يجعله يميل برقبته، ويشبه به الإنسان المتكبر الذي يميل بخدّه، ويُعرض عن الناس تكبّرًا، ونسمع في العامية يقولون للمتكبر فلان ماشي لاوي رقبته.
فقول الله تعالى: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ للنَّاس} [لقمان: 18] واختيار هذا التشبيه بالذات كأن الحق سبحانه يُنبّهنا أن التكبُّر وتصعير الخدّ داء، فهذا داء جسدي، وهذا داء خلقي. وقد تنبه الشاعر إلى هذا المعنى فقال:
فَدَعْ كُلَّ طَاغيةٍ للزَّمان ** فإنَّ الزمانَ يُقيم الصَّعَر

يعني: إذا لم يستطع أبناء الزمان تقويم صعر المتكبر، فدعْه للزمان فهو جدير بتقويمه، وكثيرًا ما نرى نماذج لأناس تكبروا وتجبروا، وهم الآن لا يستطيع الواحد منهم قيامًا أو قعودًا، بل لا يستطيع أنْ يذب الطير عن وجهه.
والإنسان عادة لا يتكبر إلا إذا شعر في نفسه بميزة عن الآخرين، بدليل أنه إذا رأى مَنْ هو أعلى منه انكسر وتواضع وقوَّم من صَعره، ومثَّلنا لذلك ب فتوة الحارة الذي يجلس على القهوة مثلًا واضعًا قدمًا على قدم، غير مُبَال بأحد، فإذا دخل عليه فتوة آخر أقوى منه تلقائيًا يعتدل في جلسته.
وهذه المسألة تفسر لنا الحكمة التي تقول اتق شر من أحسنت إليه لماذا؟ لأن الذي أحسنتَ إليه مرتْ به فترة كان ضعيفًا محتاجًا وأنت قوي فأحسنتَ إليه، وقدَّمْتَ له المعروف الذي قوّم حياته فأصبح لك يَدٌ عليه، وكلما رآك ذكَّرته بفترة ضعفه، ثم إن الأيام دُوَل تدور بين الخَلْق، والضعيف يصبح قويًا ويحب أنْ يُعلي نفسه بين معارفه، لكنه لابد أن يتواضع حينما يرى مَنْ أحسن إليه، وكأن وجود مَنْ أحسن إليه هو العقبة أمام عُلُوّه وكبريائه؛ لذلك قبل: اتق شر من أحسنت إليه.
ثم أن الذي يتكبر ينبغي أنْ يتكبَّر بشيء ذاتي فيه لا بشيء موهوب له، وإذا رأيتَ في نفسك ميزة عن الآخرين فانظر فيما تميزوا وهم به عليك، وساعة تنظر إلى الخَلْق والخالق تجد كل مخلوق لله جميلًا.
لذلك تروى قصة الجارية التي كانت تداعب سيدتها، وهي تزينها وتدعو لها بفارس الأحلام ابن الحلال، فقالت سيدتها: لكني مشفقة عليك؛ لأنك سوداء لم ينظر أحد إليك، فقالت الجارية: يا سيدتي، اذكري أن حُسْنك لا يظهر لأعين الناس إلا إذا رأوا قُبْحي- فالذي تراه أنت قبيحًا هو في ذاته جميل، لأنه يبدي جمال الله تعالى في طلاقة القدرة- ثم قالت: يا هذه، لا تغضبي الله بشيءٍ من هذا، أتعيبين النقش، أم تعيبين النقاش؟ ولو أدركت ما فيَّ من أمانة التناول لك في كل ما أكلف به وعدم أمانتك فيما يكلفك به أبوك لعلمت في أي شيء أنا جميلة.
ويقول الشاعر في هذا المعنى:
فَالوَجْه مثْلُ الصُّبْح مُبيضُّ ** والشَّعْر مثْل الليْل مُسْوَدُّ

ضدَّان لما اسْتجْمعَا حَسُناَ ** والضّد يُظْهر حُسْنَهُ الضّدُّ

والله تعالى يُعلّمنا هذا الدرس في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مّنْهُمْ وَلاَ نسَاءٌ مّن نّسَاءٍ عسى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مّنْهُنَّ} [الحجرات: 11].
فإذا رأيتَ إنسانًا دونك في شيء ففتش في نفسك، وانظر، فلابد أنه متميز عليك في شيء آخر، وبذلك يعتدل الميزان.
فالله تعالى وزَّع المواهب بين الخَلْق جميعًا، ولم يحاب منهم أحدًا على أحد، وكما قلنا: مجموع مواهب كل إنسان يساوي مجموع مواهب الآخر.
وسبق أن ذكرنا أن رجلًا قال للقمان: لقد عرفناك عبدًا أسود غليظ الشفاه، تخدم فلانًا وترعى الغنم، فقال لقمان: نعم، لكني أحمل قلبًا أبيض، ويخرج من بين شفتيَّ الغليظتين الكلام العذب الرقيق.
ويكفي لقمان فخرًا أن الله تعالى ذكر كلامه، وحكاه في قرآنه وجعله خالدًا يُتْلى ويُتعبَّد به، ويحفظه الله بحفظه لقرآنه.
ولنا مَلْحظ في قوله تعالى: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ للنَّاس} [لقمان: 18] فكلمة للناس هنا لها مدخل، وكأن الله تعالى يقول لمن يُصعّر خده؛ لا تَدْعُ الناس إلى العصيان والتمرد على أقدار الله بتكبُّرك عليهم وإظهار مزاياك وسَتْر مزاياهم، فقد تصادف قليلَ الإيمان الذي يتمرد على الله ويعترض على قدره فيه حينما يراك متكبرًا متعاليًا وهو حقير متواضع، فإنْ كنت محترف صَعَر وكييف تكبُّر، فليكُنْ ذلك بينك وبين نفسك، كأن تقف أمام المرآة مثلًا وتفعل ما يحلو لك مما يُشْبع عندك هذا الداء.
فكأن كلمة {للنَّاس} [لقمان: 18] تعني: أن الله تعالى يريد أنْ يمنع رؤية الناس لك على هذا الحال؛ لأنك قد تفتن الضعاف في دينهم وفي رضاهم عن ربهم.
ثم يقول لقمان: {وَلاَ تَمْش في الأرض مَرَحًا} [لقمان: 18] المرح هو الاختيال والتبختر، فربُّكَ لا يمنعك أنْ تمشي في الأرض، لكن يمنعك أنْ تمشي مشيْة المتعالي على الناس، المختال بنفسه، والله تعالى يأمرنا: {فامشوا في مَنَاكبهَا وَكُلُوا من رّزْقه وَإلَيْه النشور} [الملك: 15].
فالمشي في الأرض مطلوب، لكن بهيئة خاصة تمشي مَشْيًا سويًا معتدلًا، فعمر- رضي الله عنه- رأى رجلًا يسير متماوتًا فنهره، وقال: ما هذا التماوت يا هذا، وقد وهبك الله عافية، دَعْها لشيخوختك.
ورأى رجلًا يمشي مشية الشطار- يعني: قُطَّاع الطرق- فنهاه عن القفز أو الجري والإسراع في المشي.
إذن: المطلوب في المشي هيئة الاعتدال، لذلك سيأتي في قول لقمان: {واقصد في مَشْيكَ} [لقمان: 19] يعني: لا تمش مشية المتهالك المتماوت، ولا تقفز قفز أهل الشر وقُطَّاع الطريق.
{إنَّ الله لاَ يُحبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18] المختال: هو الذي وجد له مزية عند الناس، والفخور الذي يجد مزية في نفسه، والله تعالى لا يحب هذا ولا ذاك؛ لأنه سبحانه يريد أنْ يحكم الناس بمبدأ المساواة ليعلم الناس أنه تعالى ربُّ الجميع، وهو سبحانه المتكبّر وحده في الكون، وإذا كان الكبرياء لله وحده فهذا يحمينا أنْ يتكبّر علينا غيره، على حدّ قول الناظم:
والسُّجُود الذي تَجْتويه ** من أُلُوف السُّجُود فيه نَجَاةُ

فسجودنا جميعًا للإله الحق يحمينا أن نسجد لكل طاغية ولكل متكبر ومتجبر، فكأن كبرياء الحق- تبارك وتعالى- في صالح العباد.
ثم يقول الحق سبحانه على لسان لقمان عليه السلام: {واقصد في مَشْيكَ}.
القصد: هو الإقبال على الحدث، إقبالًا لا نقيضَ فيه لطرفين، يعني: توسطًا واعتدالًا، هذا في المشي {واغضض من صَوْتكَ} [لقمان: 19] أي: اخفضه وحَسْبك من الأداء ما بلغ الأذن.
لكن، لماذا جمع السياق القرآني بين المشي والصوت؟ قالوا: لأن للإنسان مطلوبات في الحياة، هذه المطلوبات يصل إليها، إما بالمشي- فأنا لا أمشي إلى مكان إلا إذا كان لي فيه مصلحة وغرض- وإما بالصوت فإذا لم أستطع المشي إليه ناديته بصوتي.
إذن: إما تذهب إلى مطلوبك، أو أنْ تستدعيه إليك. والقصد أي التوسط في الأمر مطلوب في كل شيء؛ لأن كل شيء له طرفان لابد أن يكون في أحدهما مبالغة، وفي الآخرة تقصير؛ لذلك قالوا: كلا طرفي قصد الأمور ذميم.
ثم يقول سبحانه مُشبّهًا الصوت المرتفع بصوت الحمار: {إنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير} [لقمان: 19] والبعض يفهم هذه الآية فهمًا يظلم فيه الحمير، وعادة ما يتهم البشرُ الحميرَ بالغباء وبالذلة، لذلك يقول الشاعر:
ولاَ يُقيم علَى ضيَمْ يُرَادُ به ** إلاَّ الأذلاَّن عَيْرُ الحيّ والوَتدُ

هذا على الخسفْ مربوطٌ برمته ** وذَا يُشَدُّ فَلاَ يَرْثى لَهُ أَحَد

ونعيب على الشاعر أن يصف عيرَ الحي- والمراد الحمار- بالذلة، ويقرنه في هذه الصفة بالوتد الذي صار مضرب المثل في الذلة حتى قالوا أذلّ من وتد لأنك تدقّ عليه بالآلة الثقيلة حتى ينفلق نصفين، فلا يعترض عليك، ولا يتبرم ولا يغيثه أحد، فالحمار مُسخّر، وليس ذليلًا، بل هو مذلَّل لك من الله سبحانه.
ولو تأملنا طبيعة الحمير لوجدنا كم هي مظلومة مع البشر، فالحمار تجعله لحمل السباخ والقاذورات، وتتركه ينام في الوحل فلا يعترض عليك، وتريده دابة للركوب فتنظفه وتضع عليه السّرْج، وفي فمه اللجام، فيسرع بك إلى حيث تريد دون تذمر أو اعتراض.
وقالوا في الحكمة من علو صوت الحمار حين ينهق: أن الحمار قصير غير مرتفع كالجمل مثلًا، وإذا خرج لطلب المرعى ربما ستره تلّ أو شجرة فلا يهتدي إليه صاحبه إلا إذا نهق، فكأن صوته آلة من آلات البادية الطبيعية ولازمة من لوازمه الضرورية التي تناسب طبيعته.
لذلك يجب أن نفهم قول الله تعالى: {إنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير} [لقمان: 19] فنهيق الحمار ليس مُنكَرًا من الحمار، إنما المنكر أن يشبه صوت الإنسان صوت الحمار، فكأن نهيق الحمار كمال فيه، وصوتك الذي يشبهه مُنكَر مذموم فيك، وإلا فما ذنب الحمار؟
إنك تلحظ الجمل مثلًا وهو أضخم وأقوى من الحمار إذا حمَّلته حمْلًا فإنه ينعَّر إذا ثقل عليه، أما الحمار فتُحمّله فوق طاقته فيحمل دون أنْ يتكلم أو يبدي اعتراضًا، الحمار بحكم ما جعل الله فيه من الغريزة ينظر مثلًا إلى القناة فإنْ كانت في طاقته قفز، وإنْ كانت فوق طاقته امتنع مهما أجبرته على عبورها.
أما الإنسان فيدعوه غروره بنفسه أنْ يتحمّل ماَلا يطيق. ويُقال: إن الحمار إذا نهق فإنه يرى شيطانًا، وعلمنا بالتجربة أن الحيوانات ومنها الحمير تشعر بالزلزال قبل وقوعه، وأنها تقطّع قيودها وتفرّ إلى الخلاء، وقد لوحظ هذا في زلزال أغادير بالمغرب، ولاحظناه في زلزال عام 1992م عندما هاجت الحيوانات في حديقة الحيوان قبيل الزلزال.
ثم إن الحمار إنْ سار بك في طريق مهما كان طويلًا فإنه يعود بك من نفس الطريق دون أنْ تُوجّهه أنت، ويذهب إليه مرة أخرى دون أنْ يتعدَّاه، لكن المتحاملين على الحمير يقولون: ومع ذلك هو حمار لأنه لا يتصرف، إنما يضع الخطوة على الخطوة، ونحن نقول: بل يُمدح الحمار حتى وإنْ لم يتصرف؛ لأنه محكوم بالغريزة.
كذلك الحال في قول الله تعالى: {مَثَلُ الذين حُمّلُوا التوراة ثُمَّ لَمْ يَحْملُوهَا كَمَثَل الحمار يَحْملُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5].
فمتى نثبت الفعل وننفيه في آن واحد؟ المعنى: حملوها أي: عرفوها وحفظوها في كتبهم وفي صدورهم، ولم يحملوها أي: لم يؤدوا حق حملها ولم يعملوا بها، مثَلهم في ذلك {كَمَثَل الحمار يَحْملُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5] فهل يُعَدُّ هذا ذَمًا للحمار؟ لا، لأن الحمار مهمته الحمل فحسب، إنما يُذَمّ منهم أَنْ يحملوا كتاب الله ولا يعملوا به، فالحمار مهمته أنْ يحمل، وأنت مهمتك أنْ تفقه ما حملت وأنْ تؤديه.
فالاعتدال في الصوت أمر ينبغي أن يتحلى به المؤمن حتى في الصلاة وفي التعبد يُعلّمنا الحق سبحانه: {وَلاَ تَجْهَرْ بصَلاَتكَ وَلاَ تُخَافتْ بهَا وابتغ بَيْنَ ذلك سَبيلًا} [الإسراء: 110] أما ما تسمعه من الجعر في مكبرات الصوت والنُّواح طوال الليل فلا ينالنا منه إلا سخط المريض وسخط صاحب العمل وغيرهم، ولقد تعمدنا عمل إحصاء فوجدنا أن الذين يأتون إلى المسجد هم هم لم يزيدوا شيئًا ب الميكروفونات.
كذلك الذين يعرفون أصواتهم بقراءة القرآن في المساجد فيشغلون الناس، وينبغي أن نترك كل إنسان يتقرب إلى الله بما يخفّ على نفسه: هذا يريد أنْ يصلي، وهذا يريد أن يُسبّح أو يستغفر، وهذا يريد أنْ يقرأ في كتاب الله، فلماذا تحمل الناس على تطوعك أنت؟. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحكْمَةَ أَن اشْكُرْ للَّه}.
لقمان: اسم علم، فإن كان أعجميًا فمنعه من الصرف للعجمة والعلمية، وإن كان عربيًا فمنعه للعلمية وزيادة الألف والنون، ويكون مشتقًا من اللقم مرتجلًا، إذ لا يعلم له وضع في النكرات.
صعر: مشدد العين، لغة بني تميم.
قال شاعرهم:
وكنا إذا الجبار صعر خده ** أقمنا له من ميله فيقوم

فيقوم: أمر بالاستقامة للقوافي في المخفوضة، أي فيقوم إن قاله أبو عبيدة وإنشاد الطبري فيقوما فعلًا ماضيًا خطأ، وتصاعر لغة الحجاز، ويقال: يصعر.
قال الشاعر:
أقمنا له من خده المتصعر

ويقال: أصعر خده.
قال الفضل: هو الميل، وقال اليزيدي: هو التشدق في الكلام.
وقال أبو عبيدة: أصل هذا من الصعر، داء يأخذ الإبل في رءوسها وأعناقها، فتلتوي منه أعناقها.
القلم: معروف.
الختار: شديد الغدر، ومنه قولهم:
إنك لا تمد إلينا شبرًا من غدر ** إلا مددنا لك باعًا من ختر

وقال عمرو بن معدي كرب:
وإنك لو رأيت أبا عمير ** ملأت يديك من غدر وختر

وقال الأعشى:
فالأيلق الفرد من تيماء منزله ** حصن حصين وجار غير ختار

{ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يبني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا واتبع سبيل من أناب إليّ ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}.
اختلف في لقمان، أكان حرًا أم عبدًا؟ فإذا قلنا: كان حرًا، فقيل: هو ابن باعورا.
قال وهب: ابن أخت أيوب عليه السلام.
وقال مقاتل: ابن خالته.
وقيل: كان من أولاد آزر، وعاش ألف سنة، وأدرك داود عليه السلام، وأخذ منه العلم، وكان يفتي قبل مبعث داود، فلما بعث داود، قطع الفتوى، فقيل له: لم؟ فقال: ألا أكتفي إذا كفيت؟ وكان قاضيًا في بني إسرائيل.