فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الثعلبي:

{الم تلْكَ آيَاتُ الكتاب الحكيم هُدًى وَرَحْمَةً}.
قرأ العامة بالنصب على الحال والقطع، وقرأ حمزة {ورحمةٌ} بالرفع على الابتداء {لّلْمُحْسنينَ الذين يُقيمُونَ الصلاة وَيُؤْتُونَ الزكاة وَهُمْ بالآخرة هُمْ يُوقنُونَ أولئك على هُدًى مّن رَّبّهمْ وأولئك هُمُ المفلحون}.
قوله: {وَمنَ الناس مَن يَشْتَري لَهْوَ الحديث}.
قال الكلبي ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد الدار بن قصي، كان يتجر فيخرج إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها ويحدّث بها قريشًا ويقول لهم: إنَّ محمّدًا يحدّثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أُحدّثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأعاجم والأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، وقال مجاهد: يعني شراء القيان والمغنّين، ووجه الكلام على هذا التأويل يشتري ذات أو ذا لَهْو الْحَديث.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المزكى سنة ثلاث وثمانين، حدّثني جدّي محمد بن إسحاق بن خزيمة عن علي بن خزيمة عن علي بن حجرة، عن مُستمغل بن ملجان الطائي، عن مطرح بن يزيد، عن عبيدالله بن زجر، عن علي بن يزيد، عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلّ تعليم المغنيات ولا بيعهن، وأثمانهن حرام، وفي مثل هذا نزلت هذه الآية: {وَمنَ الناس مَن يَشْتَري لَهْوَ الحديث ليُضلَّ عَن سَبيل الله} إلى آخر الآية.
وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلاّ بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتّى يكون هو الذي يسكت. وقال آخرون: معناه يستبدل ويختار اللهو والغناء والمزامير والمعازف على القرآن وقال: سبيل الله: القرآن.
وقال أبو الصهباء البكري: سألت ابن مسعود عن هذه الآية، فقال: هو الغناء والله الذي لا إله إلاّ هو يردّدها ثلاث مرّات، ومثله روى سعيد بن جبير عن ابن عبّاس. ابن جريج: هو الطبل. عبيد عن الضحّاك: هو الشرك. جويبر عنه: الغناء، وقال: الغناء مفسدة للمال، مسخطة للربّ مفسدة للقلب. وقال ثوير بن أبي فاخته عن أبيه عن ابن عبّاس: نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنّيه ليلًا ونهارًا. وكلّ ما كان من الحديث مُلهيًا عن سبيل الله إلى ما نهى عنه فهو لهو ومنه الغناء وغيره. وقال قتادة: هو كلّ لهو لعب. قال عطاء: هو الترّهات والبسابس. وقال مكحول: مَنْ اشترى جارية ضرّابة ليمسكها لغناها وضَرْبها مقيمًا عليه حتّى يموت لم أُصلّ عليه، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: {وَمنَ الناس مَن يَشْتَري لَهْوَ الحديث}. إلى آخر الآية.
وروى علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله تعالى بعثني رحمةً وهدىً للعالمين وأمرني بمحق المعازف والمزامير والأوتار والصّلب وأمر الجاهلية، وحلفَ ربّي بعزّته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر متعمّدًا إلاّ سقيته من الصديد مثلها يوم القيامة مغفورًا له أو معذّبًا، ولا يسقيها صبيًّا صغيرًا ضعيفًا مسلمًا إلاّ سقيته مثلها من الصديد يوم القيامة مغفورًا له أو معذّبًا، ولا يتركها من مخافتي إلاّ سقيته من حياض القدس يوم القيامة. لا يحلّ بيعهن ولا شرائهن ولا تعليمهن ولا التجارة بهن وثمنهنّ حرام» يعني الضوارب.
وروى حمّاد عن إبراهيم قال: الغناء ينبت النفاق في القلب. وكان أصحابنا يأخذون بأفواه السكك يحرقُون الدفوف.
أخبرنا عبدالله بن حامد، عن ابن شاذان، عن جيغويه، عن صالح بن محمد، عن إبراهيم ابن محمد، عن محمد بن المنكدر قال: بلغني أنَّ الله عزّ وجلّ يقول يوم القيامة: أين الذين كانوا ينزّهون أنفسهم وأسماعهم عن اللّهو ومزامير الشيطان؟ أدخلوهم رياض المسك، ثمّ يقول للملائكة: أسمعوا عبادي حمدي وثنائي وتمجيدي وأخبروهم أنْ لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
قوله: {ليُضلَّ عَن سَبيل الله بغَيْر علْمٍ وَيَتَّخذَهَا هُزُوًا} قرأ الأعمش وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب {وَيَتَّخذَهَا} بنصب الذال عطفًا على قوله: {ليُضلَّ} وهو اختيار أبي عبيد قال: لقربه من المنصوب، وقرأ الآخرون بالرفع نسقًا على قوله: {يَشْتَري}.
{أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهينٌ وَإذَا تتلى عَلَيْه آيَاتُنَا ولى مُسْتَكْبرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ في أُذُنَيْه وَقْرًا فَبَشّرْهُ} إخبرهُ {بعَذَابٍ أَليمٍ إنَّ الذين آمَنُوا وَعَملُوا الصالحات لَهُمْ جَنَّاتُ النعيم خَالدينَ فيهَا وَعْدَ الله حَقًّا وَهُوَ العزيز الحكيم خَلَقَ السماوات بغَيْر عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وألقى في الأرض رَوَاسيَ أَن تَميدَ بكُمْ وَبَثَّ فيهَا من كُلّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا منَ السماء مَاءً فَأَنْبَتْنَا فيهَا من كُلّ زَوْجٍ كَريمٍ} أي نوعًا حسنًا {هذا} الذي ذكرت ممّا يعاينون {خَلْقُ الله فَأَرُوني مَاذَا خَلَقَ الذين من دُونه} من آلهتكم التي تعبدونها {بَل الظالمون في ضَلاَلٍ مُّبينٍ}.
قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحكمة} يعني العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأُمور.
قال محمّد بن إسحاق بن يسار: وهو لقمان بن باعور بن باحور بن تارخ وهو آزر، وقال وهب: كان ابن أُخت أيّوب. وقال مقاتل: ذُكر أنَّ لقمان كان ابن خالة أيّوب.
قال الواقدي: كان قاضيًا في بني إسرائيل، واتّفق العلماء على أنّه كان حكيمًا ولم يكن نبيًّا إلاّ عكرمة فإنّه قال: كان لقمان نبيًّا، تفرّد بهذا القول.
حدّثنا أبو منصور الجمشاذي قال: حدّثني أبو عبدالله محمد بن يوسف، عن الحسين بن محمد، عن عبدالله بن هاشم، عن وكيع عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرمة قال: كان لقمان نبيًّا. وقال بعضهم: خُيّر لقمان بين النبوّة والحكمة، فاختار الحكمة.
وروى عبدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه يقول: «حقًّا أقول لم يكن لقمان نبيًّا ولكن عبد صمصامة كثير التفكير، حسن اليقين، أحبَّ الله فأحبّه وضمن عليه بالحكمة».
وروي أنّ لقمان في ابتداء أمره كان نائمًا نصف النهار إذ جاءهُ نداء: يا لقمان هل لك أنْ يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحقّ؟ فأجاب الصوت فقال: إنْ خيّرني ربّي قبلت العافية ولم أقبل البلاء، وإنْ عزم عليَّ فسمعًا وطاعة. فإنّي أعلم إنْ فعل ذلك بي عصمني وأعانني، فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لمَ يا لقمان؟ قال: لأنّ الحاكم بأشدّ المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كلّ مكان إن وفى فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنّة، ومن يكن في الدنيا ذليلًا وفي الآخرة شريفًا خير من أن يكون في الدنيا شريفًا وفي الآخرة ذليلًا.
ومن تخيّر الدنيا على الآخرة تفتهُ الدنيا ولا يصيب الآخرة، فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأُعطي الحكمة. فانتبه يتكلّم بها.
ثمّ نودي داود بعده فقبلها ولم يشرط ما شرط لقمان فهوى في الخطيئة غير مرّة كلّ ذلك يعفو الله عزّ وجلّ عنه، وكان لقمان يؤازره بحكمته، فقال له داود: طوبى لك يا لقمان أُعطيت الحكمة وصُرفتْ عنك البلوى. وأُعطي داود الخلافة وأُبتلي بالبليّة والفتنة.
وحدّثنا الإمام أبو منصور بن الجمشاذي لفظًا قال: حدّثني أبو عبدالله بن يوسف عن الحسن بن محمد، عن عبدالله بن هاشم، عن وكيع، عن محمّد بن حسّان، عن خالد الربعي قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجّارًا. وأخبرنا أبو عبدالله بن فنجويه قال: حدّثني أبو بكر بن مالك القطيعي، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبي عن أسود بن عامر، عن حمّاد، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيب أنّ لقمان كان خيّاطًا.
{أَن اشكر للَّه} يعني وقلنا له: أن اشكر لله.
{وَمَن يَشْكُرْ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لنَفْسه وَمَن كَفَرَ فَإنَّ الله غَنيٌّ حَميدٌ}.
قال مجاهد: كان لقمان عبدًا أسود عظيم الشفتين، متشقّق القدمين. وروى الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد: لا تحزن من أجل أنّك أسود، فإنّه كان من أخيَر الناس ثلاثة من السودان: بلال ومهجع مولى عمر بن الخطّاب ولقمان الحكيم كان أسود نوبيًّا من سودان مصر ذا مشافر.
قوله تعالى: {وَإذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنه} واسمه أنعم {وَهُوَ يَعظُهُ يا بني لاَ تُشْركْ بالله إنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظيمٌ وَوَصَّيْنَا الإنسان بوَالدَيْه حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا على وَهْنٍ} قال ابن عبّاس: شدّة بعد شدّة. الضحاك: ضعف على ضعف. قتادة: جهدًا على جهد. مجاهد وابن كيسان: مشقّة على مشقّة.
{وَفصَالُهُ} فطامه. وروي عن يعقوب: وفصله {في عَامَيْن أَن اشكر لي وَلوَالدَيْكَ إلَيَّ المصير} أنبأني عبدالله بن حامد الأصفهاني، عن الحسين بن محمد بن الحسين البلخي قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن القاسم البلخي، عن نصير بن يحيى، عن سفيان بن عيينة في قول الله عزّ وجلّ: {أَن اشكر لي وَلوَالدَيْكَ} قال: مَنْ صلّى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات فقد شكر للوالدين.
{وَإن جَاهَدَاكَ على أَن تُشْركَ بي مَا لَيْسَ لَكَ به علْمٌ فَلاَ تُطعْهُمَا وَصَاحبْهُمَا في الدنيا مَعْرُوفًا} عشْرة جميلة، وتقديره: بالمعروف.
{واتبع سَبيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ} واسلك طريق محمّد وأصحابه.
{ثُمَّ إلَيَّ مَرْجعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} نزلت هاتان الآيتان في سعد بن أبي وقّاص وأُمّه، وقد مضت القُصّة.
{يا بني إنَّهَآ إن تَكُ مثْقَالَ حَبَّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ} قال بعض النحاة: هذه الكناية راجعة إلى الخطيئة والمعصية، يعني: إنَّ المعصية إنْ تَكُ. يدلّ عليه قول مقاتل: قال أنعم بن لقمان لأبيه: يا أبة إنْ عملت بالخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله؟ فقال له: يا بُني إنّها إنْ تَكُ. وقال آخرون: هذه الهاء عماد، وإنّما أنّث لإنّه ذهب بها إلى الحبّة، كقول الشاعر:
ويشرق بالقول الذي قد اذعته ** كما شرقت صدر القناة من الدم

ويرفع المثقال وينصب، فالنّصب على خبر كان والرّفع على اسمها ومجازه: إنْ تقع وحينئذ لا خبر له: {فَتَكُنْ في صَخْرَةٍ} قال قتادة: في جبل، وقال ابن عبّاس: هي صخرة تحت الأرضين السبع وهي التي يكتب فيها أعمال الفجّار، وخضرة السماء منها، وقال السدي: خلق الله الأرض على حوت وهو النون الذي ذكره الله عزّ وجلّ في القرآن {ن والقلم} [القلم: 1] والحوت في الماء، والماء على ظهر صفاة، والصفاة على ظهر ملك والملك، على صخرة، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض، والصخرة على الرّيح.
{أَوْ في السماوات أَوْ في الأرض يَأْت بهَا الله إنَّ الله لَطيف} باستخراجها {خَبيرٌ} عالم بمكانها. ورأيت في بعض الكتب أنّ لقمان عليه السلام قال لابنه: يا بُني {إنَّهَآ إن تَكُ مثْقَالَ حَبَّةٍ} إلى آخر الآية. فانفطر من هيبة هذه الكلمة فمات فكانت آخر حكمته.
قوله: {يا بني أَقم الصلاة وَأْمُرْ بالمعروف وانه عَن المنكر واصبر على مَآ أَصَابَكَ إنَّ ذَلكَ منْ عَزْم الأمور} أي الأُمور الواجبة التي أمر الله بها، وقال ابن عبّاس: حزم الأُمور. مقاتل: حقّ الأُمور. {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ للنَّاس} قرأ النخعي ونافع وأبو عمرو وابن محيص ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي تصاعر بالألف.
أخبرني أبو عبدالله بن فنجويه قال: أخبرني أبو حبش قال أبو القاسم بن الفضل قال أبو زرعة: حدّثني نضر بن علي قال: أخبرني أبي عن معلى الورّاق عن عاصم الجحدري {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ} بضم التاء وجزم الصاد من أصعر. الباقون {تُصَعّرْ} من التّصعير. قال ابن عبّاس: يقول لا تتكبّر فتحقر الناس وتعرض عنهم بوجهك إذا كلّموك. مجاهد: هو الرجل يكون بينه وبينك إحنة فتلقاه فيعرض عنك بوجهه. عكرمة: هو الذي إذا سُلّم عليه لوى عنقه تكبّرًا. الربيع وقتادة: لا تحقّر الفقراء، ليكن الفقير والغني عندك سواء.
عطاء: هو الذي يلوي شدقه. أخبرنا عبدالله بن حامد، عن حامد بن محمد، عن محمد ابن صالح، عن عبد الصمد، عن خارجة بن مصعب، عن المغيرة، عن إبراهيم في قوله: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ للنَّاس} قال: التشديق في الكلام. وقال المؤرّخ: لا تعبس في وجوه الناس. وأصل هذه الكلمة من المَيل، يقال: رجل أصعَر إذا كان مائل العنق. وجمعُهُ صُعر، ومنه، الصّعر: وهو داء يأخذ الإبل في أعناقها ورءوسها حتى يلفت أعناقها، فشُبّه الرجل المتكبّر الذي يعرض عن الناس احتقارًا لهم بذلك. قال الشاعر يصف إبلًا:
وردناه في مجرى سهيل يمانيًا ** بصعر البري من بين جمع وخادج

أي مائلات البري. وقال آخر:
وكنّا إذا الجبّار صعّر خدّه ** أقمنا له من ميله فتقوّما

{وَلاَ تَمْش في الأرض مَرَحًا} أي خيلاءَ. {إنَّ الله لاَ يُحبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ} في مشيته {فَخُورٍ} على الناس.
أخبرني عبدالله بن حامد الوزان، عن أحمد بن محمد بن شاذان، عن جيغويه، عن صالح ابن محمد، عن جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج رجل يتبختر في الجاهلية عليه حُلّة، فأمر الله عزّ وجلّ الأرضَ فأخذتْه، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».
{واقصد في مَشْيكَ} أي تواضع ولا تتبختر وليكن مشيك قصدًا لا بخيلاء ولا إسراع.
أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ سنة إحدى وثمانين وثلثمائة قال: أخبرني أبو العبّاس محمد بن إسحاق السرّاج وأبو الوفا، المؤيّد بن الحسين بن عيسى قالا: قال عبّاس بن محمد الدوري، عن الوليد بن سلمة قاضي الأردن، عن عمر بن صهبان، عن نافع عن ابن عمران أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «سرعة المشي يذهب بهاء المؤمن».
{واغضض} واخفض {من صَوْتكَ إنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير} قال مجاهد وقتادة والضحاك: أقبح، أوّله زفير وآخره شهيق، أمره بالاقتصاد في صوته. عكرمة والحكم بن عيينة: أشدّ. ابن زيد: لو كان رفع الصوت خيرًا ما جعله للحمير.
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحري قال: أخبرني أبو حامد أحمد بن عبدون بن عمارة الأعمش قال: أخبرني أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، عن يحيى بن صالح الوحاضي، عن موسى بن أعين قال: سمعت سفيان يقول في قوله عزّ وجلّ: {إنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير} يقول: صياح كلّ شيء تسبيح لله عزّ وجلّ إلاّ الحمار. وقيل: لأنّه ينهق بلا فائدة.
أخبرني الحسين بن محمد بن فنجويه عن محمد بن الحسين بن بشر قال: أخبرني أبو بكر ابن أبي الخصيب، عن عبدالله بن جابر، عن عبدالله بن الوليد الحراني، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زادان، عن أُمّ سعد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله عزّ وجلّ يبغض ثلاثة أصوات: نهقة الحمار، ونباح الكلب، والداعية بالحرب».