فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزي وَالدٌ عَنْ وَلَده}.
إن لم يكن {يا أيها الناس} خطابًا خاصًا بالمشركين فهو عام لجميع الناس كما تقرر في أصول الفقه، فيعم المؤمن والمشرك والمعطل في ذلك الوقت وفي سائر الأزمان إذ الجميع مأمورون بتقوى الله وأن الخطوات الموصلة إلى التقوى متفاوتة على حسب تفاوت بُعد السائرين عنها، وقد كان فيما سبق من السورة حظوظ للمؤمنين وحظوظ للمشركين فلا يبعد أن تعقَّب بما يصلح لكلا الفريقين، وإن كان الخطاب خاصًا بالمشركين جرْيًا على ما روي عن ابن عباس أن {يا أيها الناس} خطاب لأهل مكة، فالمراد بالتقوى: الإقلاع عن الشرك.
وموقع هذه الآية بعد ما تقدمها من الآيات موقع مقصد الخُطبة بعد مقدماتها إذ كانت المقدمات الماضية قد هيّأت النفوس إلى قبول الهداية والتأثر بالموعظة الحسنة، وإن لاصطياد الحكماء فُرصًا يحرصون على عدم إضاعتها، وأحسن مُثُلها قول الحريري في المقامة الحادية عشرة: فلما ألحدوا الميْت، وفات قول ليت، أشرف شيخ من رُباوة، متحضرٌ بهراوة، فقال: لمثْل هذا فليعمل العاملون، فاذكروا أيأيها الغافلون، وشمروا أيها المقصرون. إلخ.
فأما القلوب القاسية، والنفوس المتعاصية، فلن تأسُوَها آسية.
ولاعتبار هذا الموقع جعلت الجملة استئنافًا لأنها بمنزلة الفذلكة والنتيجة.
والتقوى تبتدىء من الاعتراف بوجود الخالق ووحدانيته وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتنتهي إلى اجتناب المنهيات وامتثال المأمورات في الظاهر والباطن في سائر الأحوال.
وتقدم تفصيلها عند قوله تعالى: {هدىً للمتقين} في سورة البقرة (2) وتقدم نظير هذا في سورة الحج (32).
وخشية اليوم: الخوف من أهوال ما يقع فيه إذ الزمان لا يخشى لذاته، فانتصب {يومًا} على المفعول به.
والأمر بخشيته تتضمن وقوعه فهو كناية عن إثبات البعث وذلك حظ المشركين منه الذين لا يؤمنون به حتى صار سمة عليهم قال تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} [الفرقان: 21].
وجملة {لا يَجْزي والدٌ عن ولده} الخ صفة يوم وحذف منها العائد المجرور ب في توسعًا بمعاملته معاملة العائد المنصوب كقوله: {واتقوا يومًا لا تجزي نفس عن نفس شيئًا} في سورة البقرة (48).
وجَزى إذا عدي ب عن فهو بمعنى قضى عنه ودفع عنه، ولذلك يقال للمتقاضي: المتجازي.
وجملة {ولا مولود} الخ عطف على الصفة و{مولود} مبتدأ.
و{هو} ضمير فصل.
و{جاز} خبر المبتدأ.
وذكر الوالد والولد هنا لأنهما أشد محبة وحمية من غيرهم فيعلم أن غيرهما أولى بهذا النفي، قال تعالى: {يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه} الآية [عبس: 34 35].
وابتدىء ب {الوالد} لأنه أشد شفقة على ابنه فلا يجد له مخلصًا من سوء إلا فعله.
ووجه اختيار هذه الطريقة في إفادة عموم النفي هنا دون طريقة قوله تعالى: {واتقوا يومًا لا تجزي نفسٌ عن نفس شيئًا} في سورة البقرة (123)، أن هذه الآية نزلت بمكة وأهلها يومئذ خليط من مسلمين وكافرين، وربما كان الأب مسلمًا والولد كافرًا وربما كان العكس، وقد يتوهم بعضُ الكافرين حين تُداخلهم الظنون في مصيرهم بعد الموت أنه إذا ظهر صدق وعيد القرآن إياهم فإن من له أب مسلم أو ابن مسلم يدفع عنه هنالك بما يُدلّ به على رَبّ هذا الدين، وقد كان قارًا في نفوس العرب التعويل على المولَى والنصير تعويلًا على أن الحَمية والأنفة تدفعهم إلى الدفاع عنهم في ذلك الجمع وإن كانوا من قبل مختلفين لهم لضيق عطن أفهامهم يقيسون الأمور على معتادهم.
وهذا أيضًا وجه الجمع بين نفي جزاء الوالد عن ولده وبين نفي جزاء الولَد عن والده ليشمل الفريقين في الحالتين فلا يتوهم أن أحد الفريقين أرجى في المقصود.
ثم أوثرت جملة: {ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا} بطرق من التوكيد لم تشتمل على مثلها جملة {لا يجزي والد عن ولده} فإنها نظمت جملة اسمية، ووُسّط فيها ضمير الفصل، وجعل النفي فيها منصبًّا إلى الجنس.
ونكتة هذا الإيثار مبالغة تحقيق عدم جَزْء هذا الفريق عن الآخر إذ كان معظمُ المؤمنين من الأبناء والشبابب، وكان آباؤهم وأمهاتهم في الغالب على الشرك مثل أبي قحافة والد أبي بكر، وأبي طالب والد علي، وأم سعد بن أبي وقاص، وأم أسماء بنت أبي بكر، فأُريد حسم أطماع آبائهم وما عسى أن يكون من أطماعهم أن ينفعوا آباءهم في الآخرة بشيء.
وعبر فيها ب {مولود} دون ولد لإشعار {مولود} بالمعنى الاشتقاقي دون ولد الذي هو اسم بمنزلة الجوامد لقصد التنبيه على أن تلك الصلة الرقيقة لا تخول صاحبها التعرض لنفع أبيه المشرك في الآخرة وفاء له بما تُومىء إليه الموْلُودية من تجشّم المشقة من تربيته، فلعله يتجشم الإلحاح في الجزاء عنه في الآخرة حسمًا لطمعه في الجزاء عنه، فهذا تعكيس للترقيق الدنيوي في قوله تعالى: {وقل ربّ ارحمهما كما رَبَّيَاني صغيرًا} [الإسراء: 24] وقوله: {وصاحبْهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15].
وجملة {إن وعد الله حق} علة لجملتي {اتقوا ربّكم واخْشَوْا يومًا}.
ووعدُ الله: هو البعث، قال تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون} [سبأ: 29 30].
وأكد الخبر ب {إنّ} مُراعاة لمنكري البعث، وإذ قد كانت شبهتهم في إنكاره مشاهدة الناس يموتون وبخلفهم أجيال آخرون ولم يرجع أحد ممن مات منهم {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} [الجاثية: 24] وقالوا: {إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين} [الأنعام: 29].
فُرع على هذا التأكيد إبطال شبهتهم بقوله: {فلا تَغرنَّكم الحياة الدنيا} أي لا تغرنّكم حالة الحياة الدنيا بأن تتوهموا الباطل حقًا والضرّ نفعًا، فإسناد التغرير إلى الحياة الدنيا مجاز عقلي لأن الدنيا ظرف الغرور أو شُبْهَته، وفاعل التغرير حقيقة هم الذين يُضلّونهم بالأقيسة الباطلة فيشبهون عليهم إبطاء الشيء باستحالته فذُكرت هنا وسيلة التغرير وشبهته ثم ذكر بعده الفاعل الحقيقي للتغرير وهو الغَرور.
و{الغَرور} بفتح الغين: من يكثر منه التغرير والمراد به الشيطان بوسوسته وما يليه في نفوس دعاة الضلالة من شبه التمويه للباطل في صورة وما يلقيه في نفوس أتباعهم من قبول تغريرهم.
وعطف {ولا يغرنكم بالله الغرور} لأنه أدخل في تحذيرهم ممن يلقون إليهم الشبه أو من أوهام أنفسهم التي تخيل لهم الباطل حقًا ليهموا آراءهم.
وإذا أريد بالغَرور الشيطان أو ما يشمله فذلك أشد في التحذير لما تقرر من عداوة الشيطان للإنسان، كما قال تعالى: {يا بني آدم لا يَفْتننَّكم الشيطان كما أخرج أبوَيْكم من الجَنة} [الأعراف: 27] وقال: {إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذُوه عدوًا} [فاطر: 6]، ففي التحذير شوب من التنفير.
والباء في قوله: {ولا يغرنكم بالله} هي كالباء في قوله تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم} [الانفطار: 6].
وقرر في الكشاف في سورة الانفطار معنى الباء بما يقتضي أنها للسببية، وبالضرورة يكون السبب شأنًا من شؤون الله يناسب المقام لا ذاتَ الله تعالى.
والذي يناسب هنا أن يكون النهي عن الاغترار بما يسوّله الغَرور للمشركين كتوهم أن الأصنام شفعاء لهم عند الله في الدنيا واقتناعهم بأنه إذا ثبت البعث على احتمال مرجوح عندهم شفعت لهم يومئذ أصنامهم، أو يغرُّهم بأن الله لو أراد البعث كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لبعث آباءهم وهم ينظرون، أو أن يغرهم بأن الله لو أراد بعث الناس لعجّل لهم ذلك وهو ما حكى الله عنهم: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [يونس: 48] فذلك كله غرور لهم مُسبب بشؤون الله تعالى.
ففي هذا ما يوضح معنى الباء في قوله تعالى: {ولا يغرنكم بالله الغرور} وقد جاء مثله في سورة الحديد (14).
وهذا الاستعمال في تعدية فعل الغرور بالباء قريب من تعديته ب من الابتدائية في قول امرىء القيس:
أغرّكك مني أن حبَّك قَاتلي.
أي: لا يغرنَّك من معاملتي معك أن حبك قاتلي.
{إنَّ اللَّهَ عنْدَهُ علْمُ السَّاعَة وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ}.
كان من جملة غرورهم في نفي البعث أنهم يجعلون عدم إعلام الناس بتعيين وقته أمارةً على أنه غير واقع.
قال تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [يونس: 48] وقال: {وما يُدْريك لعلّ السَّاعة قريبٌ يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} [الشورى: 17، 18]، فلما جرى في الآيات قبلها ذكر يوم القيامة أعقبت بأن وقت الساعة لا يعلمه إلا الله.
فجملة {إن الله عنده علم الساعة} مستأنفة استئنافًا بيانيًا لوقوعها جوابًا عن سؤال مقدَّر في نفوس الناس.
والجمل الأربع التي بعدها إدماج لجمع نظائرها تعليمًا للأمة.
وقال الواحدي والبغوي: إن رجلًا من محارب خصفة من أهل البادية سماه في الكشاف الحارث بن عمرو ووقع في تفسير القرطبي وفي أسباب النزول للواحدي تسميته الوارث بن عمرو بن حارثة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وتركتُ امرأتي حبلى فما تلد؟ وماذا أكسب غدًا؟ وبأي أرض أموت؟، فنزلت هذه الآية، ولا يُدرى سند هذا.
ونُسب إلى عكرمة ومقاتل، ولو صح لم يكن منافيًا لاعتبار هذه الجملة استئنافًا بيانيًا فإنه مقتضى السياق.
وقد أفاد التأكيد بحرف {إن} تحقيق علم الله تعالى بوقت الساعة، وذلك يتضمن تأكيد وقوعها.
وفي كلمة {عنده} إشارة إلى اختصاصه تعالى بذلك العلم لأن العندية شأنها الاستئثار.
وتقديم {عند} وهو ظرف مسند على المسند إليه يُفيد التخصيص بالقرينة الدالة على أنه ليس مراد به مجرد التقوي.
وجملة {وينزل الغيث} عطف على جملة الخبر.
والتقدير: وإن الله ينزل الغيث، فيفيد التخصيص بتنزيل الغيث.
والمقصود أيضًا عنده علم وقت نزول الغيث وليس المقصود مجرد الإخبار بأنه ينزل الغيث لأن ذلك ليس مما ينكرونه ولكن نُظمت الجملة بأسلوب الفعل المضارع ليحصل مع الدلالة على الاستئثار بالعلم به الامتنان بذلك المعلوم الذي هو نعمة.
وفي اختيار الفعل المضارع إفادة أنه يجدد إنزال الغيث المرة بعد المرة عند احتياج الأرض.
ولا التفاتَ إلى من قدروا: {ينزل الغيث} بتقدير أنْ المصدرية على طريقة قول طرفة:
ألا أيهذا الزاجري احضُر الوغى.
للبون بين المقامين وتفاوت الدرجتين في البلاغة.
وإذ قد جاء هذا نسقًا في عداد الحصر كان الإتيان بالمسند فعلًا خبرًا عن مسند إليه مقدم مفيدًا للاختصاص بالقرينة؛ فالمعنى: وينفرد بعلم وقت نزول الغيث من قرب وبعد وضبط وقت.
وعطف عليه {ويعلم ما في الأرحام} أي: ينفرد بعلم جميع أطواره من نطفة وعلقة ومضغة ثم من كونه ذكرًا أو أنثى وإبان وضعه بالتدقيق.
وجيء بالمضارع لإفادة تكرر العلم بتبدل تلك الأطوار والأحوال.
والمعنى: ينفرد بعلم جميع تلك الأطوار التي لا يعلمها الناس لأنه عطف على ما قصد منه الحصر فكان المسند الفعلي المتأخر عن المسند إليه مفيدًا للاختصاص بالقرينة كما قلنا في قوله تعالى: {والله يقدّر الليل والنهار} وأما قوله: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت} فقد نسج على منوال آخر من النظم فجعل سَداه نفي علم أيَّة نفس بأخص أحوالها وهو حال اكتسابها القريب منها في اليوم الموالي يوم تأملها ونظرها، وكذلك مكانُ انقضاء حياتها للنداء عليهم بقلة علمهم؛ فإذا كانوا بهذه المثابة في قلة العلم فكيف يتطلعون إلى علم أعظم حوادث هذا العالم وهو حادث فنائه وانقراضه واعتياضه بعالم الخلود.
وهذا النفي للدراية بهذين الأمرين عن كل نفس فيه كناية عن إثبات العلم بما تكسب كل نفس والعلمُ بأي أرض تموت فيها كل نفس إلى الله تعالى، فحصلت إفادة اختصاص الله تعالى بهذين العلْمين فكانا في ضميمة ما انتظم معهما مما تقدمهما.
وعبر في جانب نفي معرفة الناس بفعل الدراية لأن الدراية علم فيه معالجة للاطلاع على المعلوم ولذلك لا يعبر بالدراية عن علم الله تعالى فلا يقال: الله يدري كذا، فيفيد: انتفاء علم الناس بعد الحرص على علمه.
والمعنى: لا يعلم ذلك إلا الله تعالى بقرينة مقابلتهما بقوله: {وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام}.
وقد علق فعل الدراية عن العمل في مفعولين بوقوع الاستفهامين بعدهما، أي ما تدري هذا السؤال، أي جوابه.
وقد حصل إفادة اختصاص الله تعالى بعلم هذه الأمور الخمسة بأفانين بديعة من أفانين الإيجاز البالغ حد الإعجاز.
ولقبت هذه الخمسة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم بمفاتح الغيب وفسر بها قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} [الأنعام: 59].
ففي صحيح البخاري من حديث ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَفاتح الغيب خمس» ثم قرأ: {إن الله عنده علم السَّاعة} الآية، ومن حديث أبي هريرة: «في خمس لا يعلمهن إلا الله: {إن الله عنده علم الساعة}» جوابًا عن سؤال جبريل: متى الساعة؟.
ومعنى حصر مفاتح الغيب في هذه الخمسة: أنها هي الأمور المغيّبة المتعلقة بأحوال الناس في هذا العالم وأن التعبير عنها بالمفاتح أنها تكون مجهولة للناس فإذا وقعت فكأنَّ وقوعها فَتح لما كان مغلقًا وأما بقية أحوال الناس فخفاؤها عنهم متفاوت ويمكن لبعضهم تعيينها مثل تعيين يوم كذا للزفاف ويوم كذا للغزو وهكذا مواقيت العبادات والأعياد، وكذلك مقارنات الأزمنة مثل: يوم كذا مدخل الربيع؛ فلا تجد مغيبات لا قبَل لأحد بمعرفة وقوعها من أحوال الناس في هذا العالم غير هذه الخمسة فأما في العَوالم الأخرى وفي الحياة الآخرة فالمغيبات عن علم الناس كثيرة وليست لها مفاتح علم في هذا العالم.
وجملة {إن الله عليم خبير} مستأنفة ابتدائية واقعة موقع النتيجة لما تضمنه الكلام السابق من إبطال شبهة المشركين بقوله تعالى: {إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا} [لقمان: 33] كموقع قوله في قصة [لقمان: 16]: {إن الله لطيف خبير} عقب قوله: {إنها إنْ تك مثقال حبة من خردل} الآية [لقمان: 16].
والمعنى: أن الله عليمٌ بمدى وعده خبيرٌ بأحوالكم مما جمعه قوله: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا} الخ ولذا جمع بين الصفتين: صفة {عليم} وصفة {خبير} لأن الثانية أخص. اهـ.