فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشعراوي:

{الم (1)} هذه من الحروف المقطَّعة المبنية على الوقف، على خلاف آيات القرآن التي بُنيتْ كما قُلْنا على الوصل من أول القرآن إلى آخره، بل على وصل آخره بأوله؛ لذلك لا ينبغي أن تقرأ القرآن على الوصل، ما دام نَفَسُكَ يساعدك، ولا تقف إلا إذا انقطع النفَس، فتقف وتُسكّن الحرف الذي وقفتَ عليه.
وقد قال علماء القراءات: وليس في القرآن منْ وقف وجب؛ لأنه بُني على الوصل، فلا تقف إلا إذا ضاق نَفَسُك؛ لذلك جعلوا في القرآن مواضع للوقف، وتُرسم في المصحف صلى، قلى، ج، لكن الأصل الوصل.
وقلنا: إن أوضح مثال على الوصل في القرآن أن كلمة الناس في آخر سورة الناس، وهي آخر القرآن لم تأْت ساكنة، إنما متحركة بالكسر الناس؛ لأن الله تعالى قدَّر حلَّكَ في الناس فجعلك ترحل إلى بسم الله الرحمن الرحيم في أول الفاتحة، فلا تقطع الصلة بين آخر القرآن وأوله، وسمَّيْنا قارئ القرآن لذلك الحالّ المرتحل.
وهنا تأتي {الم} [السجدة: 1] بعد مفاتح الغيب الخمسة التي سبقتْ في آخر سورة لقمان، وكأنها مُلْحقة بها، فهي سرٌّ استأثر الله تعالى بعلمه، ونحن في تفسيرنا لها نحوم حولها؛ لذَلك كل مَنْ فسَّر الحروف المقطَّعة في بدايات السور لابد أن يقول بعدها: والله أعلم بمراده؛ لأن تفسيراتنا كلها اجتهادات تحوم حول المعنى المراد؛ لذلك نحن لا نقول هذه الكلمة في كل آيات القرآن، إنما في هذه الآيات والحروف بالذات.
وكيف بنا حين يجمعنا الله تعالى إنْ شاء الله في مقعد صدْق عند مليك مقتدر، كيف بنا حين نسمع هذا القرآن مباشرة من الله عز وجل؟ لا شكَّ أننا سنسمع كلامًا كثيرًا غير الذي سمعناه، ومعاني كثيرة غير التي توصَّلنا إليها في اجتهاداتنا، وعندها سنعرف مرادات الله تعالى في هذه الحروف، وسنعرف كم قَصُرَتْ عقولنا عن فهمها، وكم كنا أغبياء في فَهْمنا لمرادات ربنا.
وقوله تعالى: {الم} [السجدة: 1] عادةً يأتي بعد هذه الحروف المقطعة أمر يخصُّ الكتاب العزيز.
وهنا يقول سبحانه: {تَنْزيلُ الْكتَاب لَا رَيْبَ فيه منْ رَبّ الْعَالَمينَ (2)}.
مادة نزل وردتْ في القرآن بلفظ: نزل، ونزَّل، وأنزل، أنزل تدل على التعدية، يعني: أن الله تعالى عدَّى القرآن من اللوح المحفوظ، إلى أنْ يباشر مهمته في السماء الدنيا، وهذا الإنزال من الله تعالى.
أما نزَّل فالتنزيل مهمة الملائكة؛ لذلك يقول تعالى في الإنزال: {إنَّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلَة القدر} [القدر: 1] أي: من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم تتنزَّل به الملائكة مُنجَّمًا حسب الأحداث، وفي ذلك يقول تعالى: {نَزَلَ به الروح الأمين} [الشعراء: 193].
ويقول سبحانه: {وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ} [الإسراء: 105] فقد كان محفوظًا عندنا في اللوح المحفوظ {لاَّ يَمَسُّهُ إلاَّ المطهرون} [الواقعة: 193] ثم نزل به الروح الأمين جبريل.
وما دام {نَزَلَ به} [الشعراء: 193] فهذا يعني أن القرآن نزل معه، فقوله: {نَزَلَ به الروح الأمين} [الشعراء: 193] تساوي تمامًا {وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ} [الإسراء: 105]. فالنزول يُنسَب مرة إلى القرآن، ومرَّة إلى الروح الأمين.
ومادة نزل وما يُشتق منها من إنزال وتنزيل تفيد كلها أنه جاء من جهة العلو إلى جهة أسفل منه، كأنك تتلقّى من جهة أعلى منك وأرفع، وما دُمْتَ تتلقى من جهة أعلى منك، فإيَّاك أنْ يضل بك الفكر لناحية أخرى.
لذلك يقول تعالى مخاطبًا رسوله صلى الله عليه وسلم في أمر التكليف: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] فنحن نفهم أن تعالوا بمعنى تعالَ. أي: أقبل، لكنها تحمل مع هذا المعنى معنى العلو: أقبل دانيًا إلى متعالٍ، تعالَ من أوضاعك الرضية إلى عُلُو ربك في الملأ الأعلى.
تعالَ يعني: لا تأخذ من نفسك ولا من مُسَاوٍ لك، إنما ارتفع وخُذْ من الأعلى، ارتفع عن مستوى الأرض وعقولهم وأفكارهم، وخُذْ من الذي شرَّع لك؛ لأنه لابد أن تكون عنده أمور ومواصفات آمن لك وأسلم؛ لأن علمه أوسع، فلا يُشَرّع لك اليوم ما ينقضه غدًا.
ثم إنَّ شرعه لك يستوعب كل نواحي حياتك وأقضيتها، وهذه المواصفات لا تكون إلا في الحق- تبارك وتعالى- وهو سبحانه أرحم بك من الوالدة بولدها، فلا يُشرّع لك إلا ما يُصلحك، ثم هو سبحانه ليس له غرض أو مصلحة ذاتية من وراء هذا التشريع، كما نرى في تشريعات البشر للبشر.
وقد رأينا الرأسماليين حينما شرّعوا قانونًا جاء يخدمهم، وليكونوا هم أول المنتفعين به؛ لذلك سرعان ما تهاوى؛ لأن شرط المشرّع الحق ألاَّ ينتفع هو بما يُشرّع، وعليه فلا مشرّع حقٍّ إلا الله.
لذلك رأينا حتى غير المؤمنين بالله من الكافرين أو المشركين بعد أنْ تعضَّهم الأحداث، وتخفق قوانينهم في حَلَّ مشاكلهم يلجئون إلى حلول لها من قوانين الإسلام.
ولما سُئلنا في سان فرانسيسكو عن قوله تعالى: {هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدين الحق ليُظْهرَهُ عَلَى الدين كُلّه وَلَوْ كَرهَ المشركون}.
[التوبة: 33] وفي موضع آخر {يُريدُونَ ليُطْفئُوا نُورَ الله بأَفْوَاههمْ والله مُتمُّ نُوره وَلَوْ كَرهَ الكافرون} [الصف: 8].
قالوا لنا: هذا يعني أن الإسلام ظاهر على الأديان منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان، فما بالنا نرى الآن أكثر أهل الأرض من غير المسلمين؟
فقلت في الرد عليهم: والله لو فهمتُم أسرار اللغة، وتأملتُم هذه الآية لوجدتم أن الرَّد فيها، فواحدة تقول: {وَلَوْ كَرهَ الكافرون} [الصف: 8]، والأخرى تقول: {وَلَوْ كَرهَ المشركون} [التوبة: 33].
إذن: فالكفر والشرك موجودان مع وجود الإسلام، وليس معنى الظهور هنا أن يطمس هؤلاء، أو أنْ يُقْضَى عليهم قضاء مبرمًا، إنما يظهر عليهم بحيث يُضطرون إليه، ويلجئون إلى أحكامه، رغم عدم إيمانهم به، وهذا أبلغ في الظهور، أنْ تأخذ بما في القرآن وأنت غير مؤمن به؛ لأنك لا تجد حلًا لقضاياك إلا فيه.
وأوضح مثال على ذلك أنهم هاجموا شرع الله في مسألة الطلاق، وفي مسألة تعدُّد الزوجات، واتهموا الإسلام بالوحشية. إلخ، ثم تضطرهم أقضية الحياة ومشاكلها أنْ يشرّعوا الطلاق، وأنْ يأخذوا به على مرأى ومَسْمع من الفاتيكان، فماذا جرى؟ فنقول لهم: هل أسلمتم وآمنتم؟ لا، إنما لجأنا إليه؛ لأن فيه الحل لهذه المشاكل التي أحاطتْ بنا.
فهذه إذن شهادة العدو لدين الله، وهذا هو أعظم الإظهار للإسلام على هذه الأديان؛ لأنهم أسلموا، لقالوا عنهم: أخذوا بهذا الشرع لأنهم لو أسلموا، إنما ها هم يأخذون به وهم به كافرون مشركون.
ومعنى {لاَ رَيْبَ فيه} [السجدة: 2] أي: لا شكَّ فيه، وقلنا: إن النسب في القضايا. أي نسبة شيء لشيء إما مجزوم بها أو غير مجزوم بها، فلو قُلْنا: الأرض كروية هذه قضية جزم بها الآن، ونستطيع التدليل على صحتها دليلًا حسيًا، فهذه قضية واقعة ومجزوم بصحتها، وعليها دليل في الكون.
فإنْ كانت القضية غَيْرَ مجزوم بها، فهي بين ثلاث حالات: إما فيها شكّ، أو ظنّ، أو وهم: الشك أنْ تتساوى الكفَّتان: الإثبات والنفي، والظن أن تغلب جانب الإثبات فلا تجزم به إنما ترجّحه، فإنْ غلَّبْتَ الأخرى وجعلتها هي الراجحة، فهذا توهم.
وهنا قال سبحانه: {لاَ رَيْبَ فيه} [السجدة: 2] لا شكَّ فيه، فنفى الشكَّ، وهو تساوي النفي والإثبات، وما دام قد نفى التساوي، فهذا يعني أنه أراد أنْ يثبت الأعلى. أي: أنه حقٌّ لا يرقى إليه الشك.
وجملة {لاَ رَيْبَ فيه} [السجدة: 2] جملة اعتراضية بين {الكتاب} [السجدة: 2]، وبين {من رَّبّ العالمين} [السجدة: 2] وما دام أنه من {من رَّبّ العالمين} [السجدة: 2] فلابد أنه حقٌّ لا ريب فيه.
ثم يقول الحق سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ افتراه}.
عجيب أنْ يقابلَ العربُ كلامَ الله بهذا الاتهام، وهم أمة فصاحة وبلاغة وبيان، وقد بلغوا في هذا شأنًا عظيمًا، حتى جعلوا للكلام معارض وأسواقًا، كما نقيم الآن المعارض لمنتجاتنا، ولا يُعرض في المعارض هذه إلا السلع الجيدة محلّ الفخر، فقبل الإسلام كان في عكاظ وذي المجاز مضمار للقول وللأداء البياني بين الأدباء والشعراء.
فعجيبٌ منهم ألاَّ يميزوا كلام الله عن كلام البشر، خاصة وقد تحدَّاهم وتحدَّى فصاحتهم وبلاغتهم أنْ تأتي بآية واحدة من مثله، ومعلوم أن التحدي يكون للقوي لا للضعيف، فتحدَّى القرآن للعرب يُحسَبُ لهم، وهو اعتراف بمكانتهم ومكانة لغتهم، فهو- إذن- شهادة لهم، ويكفيهم أن الله تعالى أدخلهم معه في مجال التحدي.
ولما عجزوا عن الإتيان بمثله راحوا يتهمونه ويتهمون رسول الله، فمرة يقولون: شاعر، ومرة: ساحر، وأخرى يقولون: مجنون، ومرة يقولون: بل يُعلّمه ذلك أحد الأعاجم. إلخ، وهذا كله إفلاس في الحجة، فهم يريدون أنْ يُكذّبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما القرآن في حدّ ذاته، فلا يَخْفى عليهم أنه كلام الله، وأن البشر لا يقولون مثل هذا الكلام، بدليل أن الوليد بن المغيرة لما سمعه قال: والله، إن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغْدق، وأنه يعلو ولا يُعلى عليه.
لذلك لما لم يجدوا في القرآن مطعنًا اعترفوا بأنه من عند الله، لكن كان اعتراضهم أنْ ينزل على هذا الرجل بالذات: {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرآن على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظيمٍ} [الزخرف: 31] فكانوا ينتظرون أنْ يُنزَّل القرآن على عظيم من عظمائهم او ملَك من الملوك، لكن أنْ ينزل على محمد هذا اليتيم الفقير، فهذا لا يُرضيهم، وقد ردَّ القرآن عليهم: {أَهُمْ يَقْسمُونَ رَحْمَتَ رَبّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعيشَتَهُمْ في الحياة الدنيا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الزخرف: 32].
يعني: إذا كنا قد قسمنا بينهم أمور الدنيا وما يتفاضلون به من عرضها، فهل نترك لهم أمور الآخرة يُقسمونها على هواهم وأمزجتهم؟ والرسالة رحمة من الله يختصُّ بها مَنْ يشاء من عباده {والله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رسَالَتَهُ} [الأنعام: 124].
وهذا يعني أنهم انتهوا إلى أن القرآن مُعْجز، وأنه من عند الله لا غُبَار عليه، والذي قرأه منهم، وأيقن أنه حق قال: {اللهم إن كَانَ هذا هُوَ الحق منْ عندكَ فَأَمْطرْ عَلَيْنَا حجَارَةً مّنَ السماء أَو ائتنا بعَذَابٍ أَليمٍ} [الأنفال: 32].
وهذا كلام لا يقول به عاقل، وقد دلَّ على غبائهم وحُمْقهم، وكان الأَوْلَى بهم أنْ يقولوا: اللهم إنْ كان هذا هو الحق من عندك فاهْدنا إليه.
وقد ردَّ القرآن على كل افتراءاتهم على رسول الله، وفنَّدها جميعًا، وأظهر بطلانها، لما قالوا عن رسول الله إنه مجنون ردَّ الله عليهم:
{ن والقلم وَمَا يَسْطُرُونَ مَآ أَنتَ بنعْمَة رَبّكَ بمَجْنُونٍ وَإنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإنَّكَ لعلى خُلُقٍ عَظيمٍ} [القلم: 1-4].
والمجنون لا يكون أبدًا على خلق عظيم؛ لأنه محكوم بالغريزة لا يختار بين البدائل والتصرفات كالحيوان، ولا ينشأ عن ذلك خُلق كريم.
أما الإنسان السَّويُّ فإنه يختار بين البدائل المتعددة، فلو اعتدى عليه إنسان فقد يردُّ عليه. بمثل هذا الاعتداء، وقد يفكر في المثلية، وأن اعتداءه قد يزيد فيميل إلى التسامح، واحد يكظم غيظه وآخر يزيل كل أثر للغيظ، ويبغي الأجر على ذلك من الله، عملًا بقوله تعالى: {أَلاَ تُحبُّونَ أَن يَغْفرَ الله لَكُمْ} [النور: 22] وكأن الله يشجعنا على عمل الخير.
لذلك لما سُئل الحسن البصري: كيف يطلب الله منَّا أنْ نُحسن إلى مَنْ أساء إلينا؟ قال: هذه مَرَاق في مجال الفضائل، وقد أباح الله لك أنْ تردَّ الإساءة بمثلها {وَجَزَاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا} [الشورى: 40] لكن بترك الباب مفتوحًا أمام أريحية النفس المؤمنة {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} [الشورى: 40].
ثم إذا حسبنا هذه المسألة بمقاييس العقل، فإن الخَلْق كلهم عيال الله، وهم عنده سبحانه سواء، فماذا لو اعتدى أحد عيالك على الآخر؟ لا شكَّ أنك ستكون في جانب المظلوم، فتأخذه في حضنك وترعاه وتعطف عليه، وكذلك الحق- تبارك وتعالى- يكون في جانب عبده إذا ظلم. وقد قال أحدهم: ألاَ أُحسن إلى مَنْ جعل الله في جانبي؟
من هنا يقولون: أنت لا تكسب كثيرًا من الأخيار، إنما كل كسب لك يأتي من الأشرار حين يسيئون إليك وتحسن إليهم؛ لذلك يقولون: فلان هذا رجل طيب، لكن مَنْ يمشي معه لا يستفيد منه حسنة أبدًا، لماذا؟ يقولون: لأنه خادم للجميع، وجعل خدَّه مداسًا لمن معه، فلا يجعل أحد يستفتح منه بحسنة.
ورُوي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تبسَّم في مجلس مع أصحابه، فقالوا: ما يُضحك يا رسول الله؟ فقال: «رأيتُ ربي، وقد أجلس بين يديه خَصْمين، فقال أحدهما: يا ربّ إن هذا ظلمني فخُذْ لي حقّي منه، فقال: كيف آخذ لك حقك منه؟ قال: أعطني من حسناته بقدر ما أساء إليّ، فقال: ليست له حسنات، فقال: فخُذْ من سيئاتي واطرح عليه، فقال أَوَيرضيك ألاَّ تكون لك سيئة؟ قال: إذن، يا رب كيف أقضي حقي منه؟ قال: انظر يمينك، فنظر الرجل يمينه، فوجد قصورًا وبساتين وجنَانًا، مما لا عَيْنٌ رأت، ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطر على قلب بشر، فقال: لمَنْ هذه يا ربّ؟ قال: لمن يدفع ثمنها، فقال: وما ثمنها يا رب؟ قال: أنْ تأخذَ بيد أخيك إلى الجنة، فعجبتُ من رَبّ يُصلح بين عباده».