فصل: قال ابن العربي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن العربي:

قَوْله تَعَالَى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمنًا كَمَنْ كَانَ فَاسقًا لَا يَسْتَوُونَ}.
فيهَا مَسْأَلَتَان: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: فيمَنْ نَزَلَتْ؟ وَقَدْ رُويَ أَنَّهَا نَزَلَتْ في عَليّ بْن أَبي طَالبٍ الْمُؤْمن، وَفي عُقْبَةَ بْن أَبي مُعَيْطٍ الْكَافر، فَاخَرَ عُقْبَةُ عَليًّا، فَقَالَ: أَنَا أَبْسَطُ منْك لسَانًا، وَأَحَدُّ سنَانًا، وَأَمْلَأُ في الْكَتيبَة منْك حَشْوًا.
فَقَالَ لَهُ عَليٌّ: لَيْسَ كَمَا قُلْت يَا فَاسقُ.
قَالَ قَتَادَةُ: وَاَللَّه مَا اسْتَوَيَا في الدُّنْيَا، وَلَا عنْدَ الْمَوْت، وَلَا في الْآخرَة.
الْمَسْأَلَةُ الثَّانيَةُ: في هَذَا الْقَوْل نَفْيُ الْمُسَاوَاة بَيْنَ الْمُؤْمن وَالْكَافر، وَبهَذَا مُنعَ الْقصَاصُ بَيْنَهُمَا؛ إذْ منْ شُرُوط وُجُود الْقصَاص الْمُسَاوَاةُ بَيْنَ الْقَاتل وَالْمَقْتُول، وَبذَلكَ احْتَجَّ عُلَمَاؤُنَا عَلَى أَبي حَنيفَةَ في قَتْله الْمُسْلمَ بالذّمّيّ.
وَقَالَ: أَرَادَ نَفْيَ الْمُسَاوَاة هَاهُنَا في الْآخرَة في الثَّوَاب، وَفي الدُّنْيَا في الْعَدَالَة، وَنَحْنُ حَمَلْنَاهُ عَلَى عُمُومه؛ وَهُوَ أَصَحُّ؛ إذْ لَا دَليلَ يَخُصُّهُ حَسْبَمَا قَرَرْنَاهُ في مَسَائل الْخلَاف. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمنًا كَمَن كَانَ فَاسقًا}.
المؤمن هنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه والفاسق عقبة بن أبي معيط قال ابن عباس: سابّ عقبة عليًا فقال أنا أبسط منك لسانًا وأحدّ منك سنانًا وأملأ منك حشوًا فقال له علي كرم الله وجهه: ليس كما قلت يا فاسق فنزلت، فيهما هذه الآية.
{لاَ يَسْتَوُونَ} قال قتادة: لا والله لا يستوون لا في الدينا ولا عند الموت ولا في الآخرة.
قوله تعالى: {وَلَنُذيقَنَّهُم مّنَ الْعَذَاب الأَدْنَى دُونَ الْعَذَاب الأَكْبَر} أما العذاب الأدنى ففي الدنيا وفيه سبعة أقاويل:
أحدها: أنها مصائب الدنيا في الأنفس والأموال، قاله أُبي.
الثاني: القتل بالسيف، قاله ابن مسعود.
الثالث: أنه الحدود، قاله ابن عباس.
الرابع: القحط والجدب، قاله إبراهيم.
الخامس: عذاب القبر، قاله البراء بن عازب ومجاهد.
السادس: أنه عذاب الدنيا كلها، قاله ابن زيد.
السابع: أنه غلاء السعر والأكبر خروج المهدي، قاله جعفر الصادق.
ويحتمل ثامنًا: أن العذاب الأدنى في المال، والأكبر في الأنفس.
والعذاب الأكبر عذاب جهنم في الآخرة.
{لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ} فيه وجهان:
أحدهما: يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم.
الثاني: يتوبون من الكفر، قاله ابن عباس. اهـ.

.قال ابن عطية:

وقوله تعالى: {أفمن كان مؤمنًا} الآية، روي عن عطاء بن يسار أنها نزلت في علي بن أبي طالب: والوليد بن عقبة بن أبي معيط وذلك أنهما تلاحيا فقال لها الوليد: أنا أبسط منك لسانًا وأحد سنانًا وأرد للكتيبة، فقال له علي بن أبي طالب: اسكت فإنك فاسق، فنزلت الآية.
وذكر الزجاج والنحاس وغيرهما أنها نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط، وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية، لأن عقبة لم يكن بالمدينة وإنما قتل في طريق مكة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، ويعترض القول الآخر بإطلاق اسم الفسق على الوليد وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيء كان فيه أو لما روي من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن حتى نزلت فيه {إن جاءكم فاسق بنبأ} [الحجرات: 6] ويحتمل أيضًا أن تطلق الشريعة ذلك عليه لأنه كان على طرف مما يبغي وهو الذي شرب الخمر في خلافة عثمان وصلى الصبح بالناس أربعًا ثم التفت وقال: أتريدون أن أزيدكم ونحو هذا مما يطول ذكره. ثم قسم الله تعالى المؤمنين والفاسقين الذي فسقهم بالكفر لأن التكذيب الذي في آخر الآية يقتضي ذلك، وقرأ طلحة {جنة} بالإفراد، وقرأ أبو حيوة {نزْلًا} بإسكان الزاي، والجمهور على ضمها وسائر باقي الآية بين.
{وَلَنُذيقَنَّهُمْ منَ الْعَذَاب الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَاب الْأَكْبَر لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ (21)}.
الضمير في قوله: {لنذيقنهم} لكفار قريش، أعلم الله تعالى أنه يصيبهم بعذاب دون عذاب الآخرة، واختلف المتأولون في تعيين {العذاب الأدنى}، فقال إبراهيم النخعي ومقاتل: هم السنون التي أجاعهم الله تعالى فيها، وقال ابن عباس وأبي بن كعب: هو مصائب الدنيا من الأمراض ونحوها وقاله ابن زيد، وقال ابن مسعود والحسن بن علي هو القتل بالسيف كبدر وغيرها.
قال الفقيه الإمام القاضي: فيكون على هذا التأويل الراجع غير الذي يذوق بل الذي يبقى بعده وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير لعل وقال أبيّ بن كعب أيضًا هي البطشة، واللزام، والدخان. وقال ابن عباس أيضًا عنى بذلك الحدود.
قال الفقيه الإمام القاضي: ويتجه على هذا التأويل أن تكون في فسقة المؤمنين، وقال مجاهد: عنى بذلك عذاب القبر، ثم قال تعالى: {ومن أظلم} على جهة التعجب، والتقدير أي لا أحد أظلم ممن هذه صفته، وهي بخلاف ما تقدم في صفة المؤمنين من أنهم إذا ذكروا بآيات الله خروا سجدًا، ثم توعد تعالى: {المجرمين} وهم المتجاسرون على ركوب الكفر والمعاصي بالنقمة، وظاهر الإجرام هنا أنه الكفر، وحكى الطبري عن يزيد بن رفيع أنه قال: إن قول الله تعالى في القرآن {إنا من المجرمين منتقمون} إنا هو في أهل القدر.
قال الفقيه الإمام القاضي: يريد القائلين بأن الأمر أنف، وأن أفعال العبد من قبله، قال ثم قرأ يزيد بن رفيع {إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر 47- 49].
قال الفقيه الإمام القاضي: في هذا المنزع من البعد ما لا خفاء به، وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث من فعلهن فقد أجرم، من عقد لواء في غير حق، ومن عق والديه، ومن نصر ظالمًا». اهـ.

.قال القرطبي:

{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمنًا كَمَنْ كَانَ فَاسقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)} فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمنًا كَمَن كَانَ فَاسقًا لاَّ يَسْتَوُونَ} أي ليس المؤمن كالفاسق؛ فلهذا آتينا هؤلاء المؤمنين الثواب العظيم.
قال ابن عباس وعطاء بن يَسار: نزلت الآية في عليّ بن أبي طالب والوليد بن عُقبة بن أبي مُعَيْط؛ وذلك أنهما تلاحَيَا فقال له الوليد: أنا أَبْسَطُ منك لسانًا وأحدّ سنانًا وأردّ للكتيبة وروي وأملأ في الكتيبة جسدًا.
فقال له عليّ: اسكت! فإنك فاسق؛ فنزلت الآية.
وذكر الزجاج والنحاس أنها نزلت في عليّ وعُقبة بن أبي مُعَيْط.
قال ابن عطية: وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية؛ لأن عُقبة لم يكن بالمدينة، وإنما قُتل في طريق مكة مُنْصَرَف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر.
ويعترض القول الآخر بإطلاق اسم الفسق على الوليد.
وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيء كان في نفسه، أوْ لما روي من نقله عن بني المُصْطَلق ما لم يكن، حتى نزلت فيه: {إن جَاءَكُمْ فَاسقُ بنَبَإٍ فتبينوا} [الحجرات: 6] على ما يأتي في الحُجُرات بيانه.
ويحتمل أن تطلق الشريعة ذلك عليه؛ لأنه كان على طرف مما يبغي، وهو الذي شرب الخمر في زمن عثمان رضي الله عنه، وصلّى الصبح بالناس ثم التفت وقال: أتريدون أن أزيدكم، ونحو هذا مما يطول ذكره.
الثانية: لما قسّم الله تعالى المؤمنين والفاسقين الذين فسقهم بالكفر لأن التكذيب في آخر الآية يقتضي ذلك اقتضى ذلك نفي المساواة بين المؤمن والكافر؛ ولهذا منع القصاص بينهما؛ إذ من شرط وجوب القصاص المساواة بين القاتل والمقتول.
وبذلك احتج علماؤنا على أبي حنيفة في قتله المسلم بالذميّ.
وقال: أراد نفي المساواة هاهنا في الآخرة في الثواب وفي الدنيا في العدالة.
ونحن حملناه على عمومه، وهو أصح، إذ لا دليل يخصه؛ قاله ابن العربي.
الثالثة: قوله تعالى: {لاَّ يَسْتَوُونَ} قال الزجاج وغيره: من يصلح للواحد والجمع.
النحاس: لفظ من يؤدي عن الجماعة؛ فلهذا قال: {لاَ يَسْتَوُونَ}؛ هذا قول كثير من النحويين.
وقال بعضهم: {لا يَسْتَوُونَ} لاثنين؛ لأن الاثنين جمع، لأنه واحد جمع مع آخر وقاله الزجاج أيضًا.
والحديث يدلّ على هذا القول؛ لأنه عن ابن عباس وغيره قال: نزلت {أَفَمَن كَانَ مُؤْمنًا} في عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، {كَمَن كَانَ فَاسقًا} في الوليد بن عُقبة بن أبي مُعَيْط.
وقال الشاعر:
أليس الموت بينهما سواء ** إذا ماتوا وصاروا في القبور

قوله تعالى: {أَمَّا الذين آمَنُوا وَعَملُوا الصالحات فَلَهُمْ جَنَّاتُ المأوى} أخبر عن مقرّ الفريقين غدًا؛ فللمؤمنين جنات المأوى، أي يأوون إلى الجنات؛ فأضاف الجنات إلى المأوى لأن ذلك الموضع يتضمن جنات.
{نُزُلًا} أي ضيافة والنُّزُلُ: ما يُهيّأ للنازل والضيف وقد مضى في آخر آل عمران وهو نصب على الحال من الجنات؛ أي لهم الجنات معدّة، ويجوز أن يكون مفعولًا له.
{وَأَمَّا الذين فَسَقُوا} أي خرجوا عن الإيمان إلى الكفر {فَمَأْوَاهُمُ النار} أي مقامهم فيها.
{كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواُ منْهَآ أُعيدُوا فيهَا} أي إذا دفعهم لهب النار إلى أعلاها ردّوا إلى موضعهم فيها، لأنهم يطمعون في الخروج منها.
وقد مضى هذا في الحج.
{وَقيلَ لَهُمْ} أي يقول لهم خَزَنة جهنم.
أو يقول الله لهم: {ذُوقُوا عَذَابَ النار الذي كُنتُمْ به تُكَذّبُونَ} والذوق يُستعمل محسوسًا ومعنًى.
وقد مضى في هذه السورة بيانه.
قوله تعالى: {وَلَنُذيقَنَّهُمْ مّنَ العذاب الأدنى} قال الحسن وأبو العالية والضحاك وأبَيّ بن كعب وإبراهيم النَّخَعيّ: العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها مما يُبْتَلَى به العبيد حتى يتوبوا؛ وقاله ابن عباس.
وعنه أيضًا أنه الحدود.
وقال ابن مسعود والحسين بن عليّ وعبد الله بن الحارث: هو القتل بالسيف يوم بدر.
وقال مقاتل: الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا الجيف؛ وقاله مجاهد.
وعنه أيضًا: العذاب الأدنى عذاب القبر؛ وقاله البراء بن عازب.
قالوا: والأكبر عذاب يوم القيامة.
قال القشيريّ: وقيل عذاب القبر.
وفيه نظر؛ لقوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ}.
قال: ومن حمل العذاب على القتل قال: {لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ} أي يرجع من بقي منهم.
ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذابُ جهنم؛ إلا ما روي عن جعفر بن محمد أنه خروج المهدي بالسيف.
والأدنى غلاء السعر.
وقد قيل: إن معنى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ} على قول مجاهد والبراء: أي لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه؛ كقوله: {فارجعنا نَعْمَلْ صَالحًا} [السجدة: 12].
وسُمّيت إرادة الرجوع رجوعًا كما سُمّيت إرادة القيام قيامًا في قوله تعالى: {إذَا قُمْتُمْ إلَى الصلاة} [المائدة: 6].
ويدلّ عليه قراءة من قرأ: {يُرْجَعُون} على البناء للمفعول؛ ذكره الزمخشري.
قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ} أي لا أحد أظلم لنفسه.
{ممَّن ذُكّرَ بآيَات رَبّه} أي بحججه وعلاماته.
{ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ} بترك القبول.
{إنَّا منَ المجرمين مُنتَقمُونَ} لتكذيبهم وإعراضهم. اهـ.

.قال الألوسي:

{أَفَمَن كَانَ مُؤْمنًا كَمَن كَانَ فَاسقًا} أي أبعد ظهور ما بينهما من التباين البين يتوهم كون المؤمن الذي حكيت أوصافه الفاضلة كالفاسق الذي ذكرت أحواله القبيحة العاطلة، وأصل الفسق الخروج من فسقت الثمرة إذا خرجت من قشرها ثم استعمل في الخروج عن الطاعة وأحكام الشرع مطلقًا فهو أعم من الكفر وقد يخص به كما في قوله تعالى: {وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلك فَأُوْلَئكَ هُمُ الفاسقون} [النور: 55] وكما هنا لمقابلته بالمؤمن مع ما ستسمعه بعد إن شاء الله تعالى: {لاَّ يَسْتَوُونَ} التصريح به مع إفادة الإنكار لنفي المشابهة بالمرة على أبلغ وجه وآكده لزيادة التأكيد وبناء التفصيل الآتي عليه، والجمع باعتبار معنى من كما أن الإفراد فيما سبق باعتبار لفظها، وقيل: الضمير لاثنين وهما المؤمن والكافر والتثنية جمع.
{أَمَّا الذين ءامَنُوا وَعَملُوا الصالحات فَلَهُمْ جنات المأوى} تفصيل لمراتب الفريقين بعد نفي استوائهما وقيل: بعد ذكر أحوالهما في الدنيا، وأضيفت الجنان إلى المأوى لأنها المأوى والمسكن الحقيقي والدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة، وقيل: المأوى علم لمكان مخصوص من الجنان كعدن، وقيل: جنة المأوى لما روي عن ابن عباس، أنها تأوي إليها أرواح الشهداء، وروي أنها عن يمين العرش ولا يخفى ما في جعله علمًا من البعد وأيًا ما كان فلا يبعد أن يكون فيه رمز إلى ما ذكر من تجافيهم عن مضاجعهم التي هي مأواهم في الدنيا.
وقرأ طلحة {جَنَّةُ المأوى} بالأفراد {نُزُلًا} أي ثوابًا وهو في الأرض ما يعد للنازل من الطعام والشراب والصلة ثم عم كل عطاء، وانتصابه على أنه حال من {جنات} والعامل فيه الظرف، وجوز أن يكون جمع نازل فيكون حالًا من ضمير {الذين كَفَرُوا} وقرأ أبو حيوة {نُزُلًا} بإسكان الزاي كما في قوله:
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا ** جعلنا القنا والمرهفات له نزلًا

{بمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي بسبب الذي كانوا يعملونه في الدنيا من الأعمال الصالحة على أن ما موصولة والعائد محذوف والباء سببية، وكون ذلك سببًا بمقتضى فضله تعالى ووعده عز وجل فلا ينافي حديث: «لا يدخل أحدكم الجنة بعمله» ويجوز أن تكون الباء للمقابلة والمعاوضة كعلى في نحو بعتك الدار على ألف درهم أي فلهم ذلك على الذي كانوا يعملونه.