فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



عن قتادة: نزل جبريل ورسول الله في بيت زينب بنت جحش، يغسل رأسه، فقال: عفا الله عنك، ما وضعت الملائكة سلاحها منذ أربعين ليلة، فانهد إلى بني قريظة، فإني قطعت أوتارهم، وقلعت أوتادهم، وتركتهم في زلزال وبلبال، فحاصرهم النبي عليه السلام، ثم قتل مقاتليهم، وسبى ذراريهم.
{تردن الحياة الدنيا وزينتها} (28) قال الحسن: تطلعت نفس بعض نسائه إلى الدنيا، فنزلت الآية.
{يضاعف لها العذاب} (30) لأن النعمة عندهن بصحبة الرسول أعظم، والحجة عليهن ألزم. وقال أبو عمرو: أقرأ بالتشديد للتفسير بضعفين، ولو كان مضاعفة لكان العذاب ثلاثًا أو أكثر. وبينه أبو عبيدة فقال: التضعيف: جعل الشيء ضعفين، والمضاعفة: أن يجعل إلى الشيء شيئين.
{فلا تخضعن بالقول} (32) لا تلينه.
{قولًا معروفًا} صحيحًا غليظًا، غير مؤنس مطمع.
{وقرن} (33) من وقر يقر وقورًا ووقارًا، إذا سكن واطمأن، أي: كن ذوات وقار فلا تخففن بالخروج من البيوت. ويجوز من قر بالمكان يقر. وكان اقررن فتركوا حرفًا من التضعيف، كما قالوا: ظلت في ظللت. ثم نقلوا حركته إلى القاف، واستغنوا عن ألف الوصل فصار قرن، وإن شئت قرن، كما قرئ: {ظلت عليه عاكفًا} بالكسر والفتح.
{ولا تبرجن} (33) لا تظهرن المحاسن. وقيل: لا تمشين بين يدي الرجال.
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله} (36) في زينب بنت جحش وكانت ابنت عمة رسول الله، خطبها لزيد بن حارثة، فامتنعت وأخوها عبد الله.
{وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} (37) أيضًا فيها.
{وتخفي في نفسك ما الله مبديه} من الميل إليها وإرادة طلاقها. وقال الحسن: هو ما أعلمه الله أنها ستكون زوجته.
{فلما قضى زيد منها وطرًا} أي: من طلاقها، عن قتادة. وعن مقاتل: من نكاحها. والرواية الصحيحة: ما حدث أنس أنه خطبها لرسول الله، ثم قبل العقد، خطبها لزيد، لما كان من أمر زيد، واختيار رسول الله على أبيه، وقول رسول الله: آثرني على أبيه، فسأوثره على ما أخطب لنفسي، وأزوج منه ابنت عمتي، لئلا يسبقني أحد إلى فضل، فأجابت المرأة على كراهة شديدة، وما وافقتها صحبته، لما تقدم لها من رغبة رسول الله فيها. وأوحى الله إليه لتنكحنها ولتصيرن من أمهات المؤمنين، فذلك الذي كان يخفيه عن زيد حياءً، إلى أن أمره الله.
{وكان أمر الله قدرًا مقدورًا} (38) جاريًا على تقدير وحكمة.
{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} (40) الحسن والحسين إذ ذاك لم يكونا رجلين.
{ودع أذاهم} (48) اصبر. وقيل: لا تحزن، وكلهم إلينا فأنا حسبك وحسيبهم.
{من عدة تعتدونها} (49) تفتعلون من العد، أي: تحسبونها، عددت واعتددت، مثل: حسبت واحتسبت.
{ترجي} (51) تؤخر.
{وتئوي} تضم. ومعناهما: الطلاق والإمساك. وقال الحسن: النكاح وتركه.
{ومن ابتغيت ممن عزلت} (51) أي: طلبت إصابته بعد العزل {فلا جناح}.
{ذلك أدنى أن تقر أعينهن} أي: إذا علمن أنك لا تطلقهن، وأنك لا تتزوج عليهن.
{لا يحل لك النساء من بعد} (52) أي: من بعد هؤلاء التسع، والمعنى فيه أنه لما خيرهن فاخترنه، أمر أن يكتفي بهن. وإنما جاء لا يحل بالياء للذهاب إلى الجمع في النساء، لا الجماعة، أو إلى ضمير مضاف محذوف. كأنه: لا يحل لك نكاح النساء، أو جميع النساء، أو شيء من النساء.
{غير ناظرين إناه} (53) غير منتظرين حينه ووقته.
{ذلك أدنى أن يعرفن} (59) أي: الحرة من الأمة. وقيل: الصالحات من المتبرجات.
{ءاذوا موسى} (69) اتهموه بقتل هارون، فأحياه الله فبرأه ثم مات.
{إنا عرضنا الأمانة} (72) على طريق المثل والاستعارة، أي: لو كانت السموات والأرض من أهل الأمانة، لأشفقن منها مع عظيم هيئتها، ووثاقة بنيتهما، كما قال:
أما وجلال الله لو تذكرينني ** كذكريك ما نهنهت للعين مدمعا

فقالت بلى والله ذكرًا لو أنه ** تضمنه صم الصفا لتصدعا

إلا أن الشعر وأمثاله معلق بشرط لو يكون، فيجوز أن يقال: إنه لا يكون. وعرض الله الأمانة قد كان، لأنه من المحال أن يقول: {عرضنا الأمانة} ولم يعرضها لا مجازًا ولا حقيقة. فعند ذلك يقدر محذوف في {فأبين} أي: فأبين خيانتها بدليل قوله عز وجل: {قالتا أتينا طائعين}. وتكون الأمانة ما أودعها الله في العالم من دلائل التوحيد أن يظهروها، فأظهروها، إلا الإنسان فإنه جحدها، وحمل الخيانة فيما حمل من الأمانة.
أو يقال: إن هذا العرض، بمعنى المعارضة، أي: عورضت السموات والأرض، وقويست بثقل الأمانة، فكانت الأمانة أوزن وأرجح، لعظم مقدارها، وتغليظ أحكامها.
{فأبين أن يحملنها} لم يوازنها، {وأشفقن منها} أي: خفن، على المجاز، كما قيل:
يريد الرمح قلب أبي براء ** ويرغب عن دماء بني عقيل

وعن القاضي أبي القاسم الداوودي: أن هذه الأمانة هي القوى الثلاثة، التي في الإنسان: قوة العقل، وقوتا الشهوة والغضب، فإنه لم يحمل جميعها من بين السموات والأرض أحد سوى الإنسان. وهذا الإنسان الضعيف الظلوم الحامل ما لا تحمله السموات والأرض من هذه القوى الثلاثة المتضادة، شبه في رموز الحكماء ببيت فيه ملك، وخنزير وسبع، فالملك عقله، والخنزير شهوته، والسبع غضبه. وقالوا: أي الثلاثة غلبت فالبيت له.
فليت عقله إذًا ثبت لمغالبة العدوين الذين يجاذبانه إلى هلاكه ختلًا، ويساكنانه أبدًا. وأما إذا كان ناقصًا جهولًا ضعيفًا بين قويين ظلومين على ما هو الأغلب في الناس، فهناك كل شر وفساد، إذ قيل: ويل للقوي بين الضعيفين، فكيف للضعيف بين القويين.
تمت سورة الأحزاب. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الأحزاب:
{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لرَجُلٍ مّن قَلْبَيْن في جَوْفه}.
قال: {مّن قَلْبَيْن في جَوْفه} إنَّما هُوَ ما جَعَلَ اللهُ لرَجُلٍ قَلْبَيْن في جَوْفه وجاءت {منْ} توكيدا كما تقول رأيتُ زَيْدًا نَفْسَهُ فأدخل منْ توكيدا.
{ادْعُوهُمْ لآبَآئهمْ هُوَ أَقْسَطُ عندَ اللَّه فَإن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإخوَانُكُمْ في الدّين وَمَوَاليكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فيمَآ أَخْطَأْتُمْ به ولكن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحيمًا}.
وقال: {ادْعُوهُمْ لآبَآئهمْ} لأنك تقول هو يُدْعَى لفلان.
{النَّبيُّ أَوْلَى بالْمُؤْمنينَ منْ أَنْفُسهمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَام بَعْضُهُمْ أَوْلَى ببَعْضٍ في كتَاب اللَّه منَ الْمُؤْمنينَ وَالْمُهَاجرينَ إلاَّ أَن تَفْعَلُوا إلَى أَوْليَآئكُمْ مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلكَ في الْكتَاب مَسْطُورًا}.
وقال: {إلاَّ أَن تَفْعَلُوا} في موضع نصب واستثناء خارج.
{إذْ جَاءُوكُمْ مّن فَوْقكُمْ وَمنْ أَسْفَلَ منكُمْ وَإذْ زَاغَت الأَبْصَارُ وَبَلَغَت الْقُلُوبُ الْحَنَاجرَ وَتَظُنُّونَ باللَّه الظُّنُونَا}.
وقال: {الظُّنُونَا} (160) والعرب تلحق الواو والياء والالف في آخر القوافي. فشبهوا رءوس الاي بذلك.
{قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفرَارُ إن فَرَرْتُمْ مّنَ الْمَوْت أَو الْقَتْل وَإذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إلاَّ قَليلًا}.
وقال: {وَإذًا لاَّ تُمَتَّعُونَ إلاَّ قَليلًا} فرفعت ما بعد إذًَا لمكان الواو وكذلك الفاء وقال: {فإذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ تَفسيرا} وهي في بعض القراءة نصب اعملوها كما يعملونها بغير فاء ولا واو.
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رّجَالكُمْ ولكن رَّسُولَ اللَّه وَخَاتَمَ النَّبيّينَ وَكَانَ اللَّهُ بكُلّ شَيْءٍ عَليمًا}.
وقال: {ولكن رَّسُولَ اللَّه وَخَاتَمَ النَّبيّينَ} اي: ولكنْ كانَ رسولَ الله وخاتَم النبيين.
{لاَّ يَحلُّ لَكَ النّسَاءُ من بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بهنَّ منْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلّ شَيْءٍ رَّقيبًا}.
وقال: {وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بهنَّ منْ أَزْوَاجٍ} فمعناه- والله أعلم- أَنْ تَبَدَّلَ بهنَّ أَزْواجًا. وأدخلَت {منْ} للتوكيد.
{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبيّ إلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظرينَ إنَاهُ وَلَكنْ إذَا دُعيتُمْ فَادْخُلُوا فَإذَا طَعمْتُمْ فَانْتَشرُوا وَلاَ مُسْتَأْنسينَ لحَديثٍ إنَّ ذَلكُمْ كَانَ يُؤْذي النَّبيَّ فَيَسْتَحْيي منكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيي منَ الْحَقّ وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ من وَرَاء حجَابٍ ذالكُمْ أَطْهَرُ لقُلُوبكُمْ وَقُلُوبهنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُوا رَسُولَ اللَّه وَلاَ أَن تَنكحُوا أَزْوَاجَهُ من بَعْده أَبَدًا إنَّ ذالكُمْ كَانَ عندَ اللَّه عَظيمًا}.
وقال: {وَلاَ مُسْتَأْنسينَ} فعطفه على {غَيْر} فجعله نصبا أو على ما بعد {غَيْر} فجله جرا.
وقال: {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبيّ إلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظرينَ إنَاهُ} نصب على الحال أي: {إلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ غَيْرَ نَاظرينَ} ولا يكون جرا على الطعام إلا أَنْ تقول أَنْتُمْ، ألا ترى انك لو قلت: ائذَن لعبد الله على امرأة مبغضا لها لم يكن فيه إلا النصب إلا أن تقول مبغض لها هو لأنك اذا اجريت صفته عليها ولم تظهر الضمير الذي يدل على أن الصفة له لم يكن كلاما. لو قلت: هذا رَجُلٌ مَعَ امْرَأةٍ ملازمها كان لحنا حتى تقول مُلازمُها فترفع أو تقول ملازمها هُوَ فتجر.
{إنَّ اللَّهَ وَمَلاَئكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْه وَسَلّمُوا تَسْليمًا}.
وقال: {إنَّ اللَّهَ وَمَلاَئكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْه وَسَلّمُوا تَسْليمًا} فصلاة الناس عليه دعاؤهم له، وصلاة الله عز وجل اشاعة الخير عنه.
{لَّئن لَّمْ يَنتَه الْمُنَافقُونَ وَالَّذينَ في قُلُوبهمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجفُونَ في الْمَدينَة لَنُغْريَنَّكَ بهمْ ثُمَّ لاَ يُجَاورُونَكَ فيهَآ إلاَّ قَليلًا}.
وقال: {إلاَّ قَليلًا} أيْ: {لاَ يُجَاورُونَكَ فيهَآ إلاَّ قَليلًا} على المصدر. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الأحزاب مدنية كلها.
4- {وَما جَعَلَ أَدْعياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ} من تبنّيتموه واتخذتموه ولدا.
يقول: ما جعلهم بمنزلة الصّلب، وكانوا يورّثون من ادّعوه.
{ذلكُمْ قَوْلُكُمْ بأَفْواهكُمْ} أي قولكم على التّشبيه والمجاز، لا على الحقيقة. {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ}.
5- {هُوَ أَقْسَطُ عنْدَ اللَّه} أي أعدل وأصحّ.
6- {مَسْطُورًا} أي مكتوبا.
10- {وَإذْ زاغَت الْأَبْصارُ} أي عدلت {وَبَلَغَت الْقُلُوبُ الْحَناجرَ} أي كادت تبلغ الحلوق من الخوف.
11- {وَزُلْزلُوا زلْزالًا شَديدًا} أي شدّد عليهم وهوّل. والزّلازل: الشدائد. وأصلها من التحريك.
13- {إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ} أي خالية، فقد أمكن من أراد دخولها وأصل العورة: ما ذهب عنه السّتر والحفظ، فكأن الرجال ستر وحفظ للبيوت، فإذا ذهبوا أعورت البيوت. تقول العرب: أعور منزلك، إذا ذهب ستره، أو سقط جداره. وأعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب بالسيف أو الطعن.
يقول اللّه: {وَما هيَ بعَوْرَةٍ} لأن اللّه يحفظها. ولكن يريدون الفرار.
14- {وَلَوْ دُخلَتْ عَلَيْهمْ منْ أَقْطارها} أي من جوانبها، {ثُمَّ سُئلُوا الْفتْنَةَ} أي الكفر: {لَآتَوْها} أي أعطوا ذلك من أراده، {وَما تَلَبَّثُوا} بها أي بالمدينة.
ومن قرأ: {لأتوها} بقصر الألف، أراد: لصاروا إليها.
19- {سَلَقُوكُمْ بأَلْسنَةٍ حدادٍ} يقول: آذوكم بالكلام الشديد.
يقال: خطيب مسلق ومسلاق. وفيه لغة اخرى: صلقوكم، ولا يقرأ بها.
وأصل الصّلق: الضرب. قال ابن أحمر- يصف سوطا ضرب به ناقته:
كأنّ وقعته لوذان مرفقها ** صلق الصّفا بأديم وقعه تير

23- {مَنْ قَضى نَحْبَهُ} أي قتل. وأصل النحب: النذر. وكان قوم نذروا- إن لقو العدوّ: أن يقاتلوا حتى يقتلوا أو يفتح اللّه، فقتلوا، فقيل: فلان قضي نحبه، إذا قتل.
{منْ صَياصيهمْ} أي: من حصونهم. وأصل الصّياصي: قرون البقر، لأنها تمتنع بها، وتدفع عن أنفسها. فقيل للحصون صياصي: لأنها تمنع.
30 و31- {يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضعْفَيْن} قال أبو عبيدة: يجعل الواحد ثلاثة لا اثنين. هذا معنى قول أبي عبيدة.
ولا أراه كذاك، لأنه يقول بعد: {وَمَنْ يَقْنُتْ منْكُنَّ للَّه وَرَسُوله} أي يطعهما: {وَتَعْمَلْ صالحًا نُؤْتها أَجْرَها مَرَّتَيْن} فهذا يدلّ على أن الضّعفين ثم أيضا: مثلان.
وكأنه أراد: يضاعف لها العذاب، فيجعل ضعفين، أي مثلين، كلّ واحد منهما ضعف الآخر. وضعف الشيء: مثله. ولذلك قرأ أبو عمرو: {يضعف} لأنه رأى أن يضعف للمثل، ويضاعف لما فوق ذلك.
وهذا كما يقول الرجل: إن أعطيتني درهما كافأتك بضعفين- أي بدرهمين- فإن أعطيتني فردا أعطيتك زوجين، يريد اثنين. ومثله: {رَبَّنا آتهمْ ضعْفَيْن منَ الْعَذاب} [سورة الأحزاب آية: 68] أي مثلين.
32- {فَلا تَخْضَعْنَ بالْقَوْل} أي فلا تلنّ القول، {فَيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبه مَرَضٌ} أي فجور، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} أي صحيحا: لا يطمع فاجرا.
33- {وَقَرْنَ في بُيُوتكُنَّ} من الوقار، يقال: وقر في منزله يقر وقورا.
ومن قرأ: {وَقَرْنَ في بُيُوتكُنَّ} بنصب القاف، جعله من القرار.
وكأنه من قرّ يقرّ بفتح القاف. أراد: أقررن في بيوتكن، فحذف الراء الأولى، وحول فتحتها إلى القاف. كما يقال: ظلن في موضع كذا، من أظللن قال اللّه تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [سورة الواقعة آية: 65].
ولم نسمع بقرّ يقرّ إلا في قرة العين. فأمّا في الاستقرار فإنما هو قرّ يقرّ بالقاف مكسورة. ولعلها لغة.
38- {ما كانَ عَلَى النَّبيّ منْ حَرَجٍ فيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} أي أحلّ اللّه له {سُنَّةَ اللَّه في الَّذينَ خَلَوْا منْ قَبْلُ} أنه لا حرج على أحد فيما لم يحرم عليه.
42- والأصيل: ما بين العصر إلى الليل.
43- {يُصَلّي عَلَيْكُمْ} أي يبارك عليكم. ويقال: يغفر لكم {وَمَلائكَتُهُ} أي تستغفر لكم.
{آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} أي: وعورهن.
{تُرْجي مَنْ تَشاءُ منْهُنَّ} أي تؤخر. يهمز ولا يهمز. يقال: أرجيت الأمر وأرجأته {وَتُؤْوي إلَيْكَ مَنْ تَشاءُ} أي تضمّ.
قال الحسن: كان النبي- صلّى اللّه عليه وسلّم- إذا خطب امرأة، لم يكن لأحد أن يخطبها حتى يدعها النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أو يتزوجها.
ويقال: هذا في قسمة الأيام بينهن، كان يسوّي بينهن قبل، ثم نزل أي توخر من شئت، فلا تقسم له. وتضمّ إليك من شئت، بغير قسمة.
52- {لا يَحلُّ لَكَ النّساءُ منْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بهنَّ منْ أَزْواجٍ} قصره على أزواجه، وحرم عليه ما سواهنّ، إلا ما ملكت يمينه من الإماء.
53- {غَيْرَ ناظرينَ إناهُ} أي منتظرين وقت إدراكه.
59- {يُدْنينَ عَلَيْهنَّ منْ جَلَابيبهنَّ} أي يلبسن الأردية.
60- {لَنُغْريَنَّكَ بهمْ} أي لنسلطنّك عليهم، ونولعنكّ بهم.
70- {قَوْلًا سَديدًا} أي قصدا.
72- {إنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ} يعني: الفرائض، {عَلَى السَّماوات وَالْأَرْض وَالْجبال} بما فيها من الثواب والعقاب، {فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْملْنَها} وعرضت على الإنسان- بما فيها من الثواب والعقاب- فحملها.
وقال بعض المفسرين: إن آدم لمّا حضرته الوفاة، قال: يا ربّ! من استخلف بعدي؟ فقيل له: اعرض خلافتك على جميع الخلق، فعرضها، فكلّ أباها غير ولده. اهـ.