فصل: بحث بعنوان: تعدُّد الزَّوجات في الإسْلام:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت: فبدأ بي فقال: «إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك» قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، فقال: إن الله قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} إلى تمام الآيتين. فقلت له: ففي أي هذا استأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.
وأخرج ابن سعد عن عمرو بن سعيد عن أبيه عن جده قال لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بدأ بعائشة رضي الله عنها قال: إن الله خيرك فقالت: اخترت الله ورسوله، ثم خير حفصة رضي الله عنها فقلن جميعًا: اخترنا الله ورسوله، غير العامرية اختارت قومها، فكانت بعد تقول: أنا الشقية، وكانت تلقط البعر وتبيعه، وتستأذن على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: أنا الشقية.
وأخرج ابن سعد عن أبي جعفر رضي الله عنه قال: قال نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نساء أغلى مهورًا منا، فغار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يعتزلهن، فاعتزلهن تسعة وعشرين يومًا، ثم أمره أن يخيرهن فخيرهن.
وأخرج ابن سعد عن أبي صالح قال: اخترنه صلى الله عليه وسلم جميعًا غير العامرية، كانت ذاهبة العقل حتى ماتت.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرًا، فدخل عليَّ صبيحة تسعة وعشرين، فقلت: يا رسول الله ألم تكن حلفت لتهجرنا شهرًا، قال: إن الشهر هكذا وهكذا وهكذا. وضرب بيده جميعًا، وخنس يقبض أصبعًا في الثالثة ثم قال: «يا عائشة إني ذاكر لك أمرًا، فلا عليك أن تعجلي حتى تستشيري أبويك» وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة سني قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: إني أمرت أن أخيركن، ثم تلا هذه الآية: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها} إلى قوله: {أجرًا عظيمًا} قالت: فيم استشير أبوي يا رسول الله؟ بل اختار الله ورسوله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وسمع نساؤه فتواترن عليه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه بين الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن رضي الله عنهما قالا: أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة، والجنة والنار، قال الحسن رضي الله عنه: في شيء كن أردنه من الدنيا.
وقال قتادة رضي الله عنه: في غيرة كانت غارتها عائشة رضي الله عنها، وكان تحته يومئذ تسع نسوة، خمس من قريش. عائشة. وحفصة. وأم حبيبة بنت أبي سفيان. وسودة بنت زمعة. وأم سلمة بنت أبي أمية. وكانت تحته صفية بنت حيي الخيبرية. وميمونة بنت الحارث الهلالية. وزينب بنت جحش الأسدية. وجويرية بنت الحارث من بني المصطلق. وبدأ بعائشة رضي الله عنها، فلما اختارت الله ورسوله والدار الآخرة رؤي الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتابعن كلهن على ذلك، فلما خيرهن واخترن الله ورسوله والدار الآخرة، شكرهن الله تعالى على ذلك إذ قال: {لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن} فقصره الله تعالى عليهن، وهن التسع اللاتي اخترن الله ورسوله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك}. قال أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبر نساءه في هذه الآية فلم تختر واحدة منهن نفسها غير الحميرية.
وأخرج البيهقي في السنن عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة} يعني العصيان للنبي صلى الله عليه وسلم {يضاعف لها العذاب ضعفين} في الآخرة {وكان ذلك على الله يسيرًا} يقول: وكان عذابها عند الله هينًا {ومن يقنت} يعني من يطع منكن الله ورسوله {وتعمل صالحًا نؤتها أجرها مرتين} في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو صدقة أو تكبيرة أو تسبيحة باللسان، مكان كل حسنة تكتب عشرين حسنة {واعتدنا لها رزقًا كريمًا} يعني حسنًا. وهي الجنة.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يضاعف لها العذاب ضعفين} قال: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {يضاعف لها العذاب ضعفين} قال: يجعل عذابهن ضعفين، ويجعل على من قذفهن الحد ضعفين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {يا نساء النبي}. قال: إن الحجة على الأنبياء أشد منها على الأتباع في الخطيئة، وإن الحجة على العلماء أشد منها على غيرهم، فإن الحجة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أشد منها على غيرهن، فقال: إنه من عصى منكن فإنه يكون عليها العذاب الضعف منه على سائر نساء المؤمنين، ومن عمل صالحًا فإن الأجر لها الضعف على سائر نساء المسلمين. اهـ.

.بحث بعنوان: تعدُّد الزَّوجات في الإسْلام:

.تقدمة وتمهيد:

يحاول أعداء الاسلام- من ملاحدة ومستشرقين- أن يثيروا على النظام الإسلامي اتهاما باطلة، وشبهات مغرضة، وحملات حاقدة، ليشككوا بصلاحية هذا النظام، ومقومات خلوده على مدى الزمان والأيام، وليجدوا من المسلمين من يستجيب لآرائهم ويؤمن بمعتقداتهم وأفكارهم، ويقع في حبائل شكوكهم واتهاماتهم.
فمن هذه الاتهامات التي يثيرونها، والحملات المغرضة التي يشنونها:
إباحة الإسلام لنظام تعدد الزوجات، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين تسع زوجات في وقت واحد ويتخذ أولئك الأعداء من هذا التعدد ذريعة للطعن بنظام الإسلام، وبالرسول محمد عليه الصلاة والسلام، بل يتهمون الإسلام بأنه أهدر كرامة المرأة، وأسقط اعتبارها الذاتيفي الحياة!!.
هذا الكلام المعسول الذي يروّج له أولئك المثيرون قد يستهوي بعض العقول القاصرة بادئ ذي بدء، بل ربما يتأثر البعض- ممن ينتسب إلى الإسلام- بهذه الاتهامات المغرضة، فيذهبون إلى ترويجها وإشاعتها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
وهؤلاء المروّجون لمثل هذه الشبهات والاتهامات: إما أن يكونوا عالمين بالحقائق وحكمة التشريع، وإما أن يكونوا جاهلين بها.
فإن كانوا عالمين، فإنهم يبرهنون بشكل قاطع لا يقبل الريبة والشك أنهم عملاء لأعداء الإسلام، بل أداة تنفذ لإشاعة كل ما يثيرونه من أراجيف، وما يروجونه من أكاذيب، وما أكثر أولئك الذين يرتبطون بالأعداء، ويوصمون بالعمالة، وما هم في الحقيقة إلا طابور خامس لإثارة الفتن، وتمزيق وحدة الأمه، وربط البلاد بعجلة الدول الأجنبية، والسير بالجيل الناشئ نحو الإلحاد الشائن، والضلال الممقوت.
وإن كانوا جاهلين، فإن من الواجب عليهم أن يسألوا ويفهموا، قبل أن يحكموا ويروّجوا، حتى تظهر لهم الحقائق ناصعة بأجلى مظاهرها ومعانيها، وليس عارًا على الإنسان أن يبحث ويسأل ويتعلم، ولكن العار كل العار أن يعيش في بيداء الجهل، ويسير في متاهات الضلالة، يتبع كل ناعق، ويخطو وراؤ كل عميل، ورحم الله من قال:
لاتأخذ العلم إلا عن جهابذة ** بالعلم نحيا وبالأرواح نفديه

أما ذوو الجهل فارغب عن مجالسهم ** قذ ضّل من كانت العميان تهديه

وقبل أن أشرع في دفع هذه الاتهامات الباطلة التي يثيرها الأعداء على نظام تعدد الزوجات أريد أن أبيّن حقيقة هامة، لها أكبر الارتباط بالكتّاب الإسلاميين الذين يكتبون عن الإسلام في هذا العصر، وهي أنهم- في أكثر مايكتبون- يظهرون الإسلام بمظهر المتهم، ويضيعونه حين يتولون الدفاع عنه في موضع الريبة والشك، بل يصل الأمر عند البعض يؤولوا النصوص، ويقلبوا الحقائق، إبعادًا للإسلام عن التهمة، وتوفيقًا بين مبادئ الإسلام وأراجيف الأعداء.
وهذا من الخطأ الفادح الذي وقع فيه كثير من الكتّاب في هذا العصر، وفي تقديري أنهم يسيئون أكثر مما يحسنون، ويزيدون التهمة تعميقًا وتثبيتًا أكثر مما يدافعون، وما كان عليهم لو أنهم وقفوا في ردودهم وكتاباتهم مقف الهجوم لكل من ينال من نظام الإسلام، أو يمس قدسية الرسول عليه الصلاة والسلام؟ فلو أنهم فعلوا مثل هذا لأفهموا خصوم الإسلام: أن مبادئ الشريعة ةنظم القرآن، هي الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وماعداه من أنظمة وضعية وقوانين بشرية، فيها الكثير من القصور والنقص والباطل. ولا شك من ذلك. ولو أنهم وقفوا من أعداء الإسلام موقف الهجوم لوضعوا التشريع الإسلامي موضعه اللائق به من التشريف والتكريم، ليعلم كل ذي عقل وفيهم أن للإسلام دوره العظيم، ومهمته الكبرى، في رد الناس إلى الحق، وهداية البشرية الحائرة. وما أجمل تعبير القرآن حين أعلن حكم الله، وهاجم حكم الجاهلية في قوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهليّة يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ منَ اللّه حُكْمًا لّقَوْمٍ يُوقنُونَ} ألا فليأخذ كتّاب الإسلام من القرآن الكريم طريقة الرد ومنهج المناظرة في دفاعهم عن نظام الإسلام، حتى لايقعوا في الخطأ الذي وقعوا فيه، وعلى الله قصد السبيل.
وبعد هذه التقدمة سأشرع في بيان نظام الإسلام في تعدد الزوجات، ثم أعّرج على ذكر الحكمة من تعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأرى- إن شاء الله- بعد ذكر هذه الحقائق أن شبابنا وشاباتنا الذي تأثروا بالدعايات المغرضة، والإشاعات الكاذبة سيؤوبون إلى الحق، ويثوبون على الرشد، ويؤمنون من قرارة نفوسهم: أن الإسلام دين العزة والكرامة، وتشريع الحق والهداية، ومبدأ العدالة والمساواة، ومنهج حكم، ونظام حياة. صدق الله العظيم القائل في محكم كتابه {وَأَنّ هََذَا صرَاطي مُسْتَقيمًا فَاتّبعُوهُ وَلاَ تَتّبعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بكُمْ عَن سَبيله ذَلكُمْ وَصّاكُمْ به لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ}.

.لمحة تاريخيّة عن التعدُّد:

لم يكن الإسلام أول من شرع نظام تعدد الزوجات، بل كان موجودًا في الأمم القديمة كلها تقريبًا: عند الأثينيين، الصينيين، الهنود، البابليين، الآشوريين، المصريين. ولم يكن له عند أكثر الأمم عدد محدود، فقد سمحت شريعة ليكي الصينية بتعدد الزوجات إلى مائة وثلاثين امرأة، وكان عند أحد أباطرة الصين نحو من ثلاثين ألف امرأة.
والديانة اليهودية كانت تبيح التعدد بدون حد، وأنبياء التوراة جميعًا بلا استثناء كانت لهم زوجات كثيرات.
ويقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه حقائق الإسلام وأباطيل خصومة ما يلي:
ولا حجر على تعدد الزوجات في التوراة أو في الانجيل، بل هو مباح ومأثور عن الأنبياء أنفسهم، من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى عهد الميلاد.
أما في الديانة النصرانية فلم يرد في الأناجيل نص صريح بمنع التعدد، بل ورد في بعض الرسائل بولس مايفيد أن التعدد جائز فقد قال: فعلى الأسقف أن يكون منزهًا عن اللوم، زوج امرأة واحدة، وقد ثبت تاريخيًا أن بين المسيحيين الأقدمين من كانوا يتزوجون أكثر من واحدة، وفي آباء الكنيسة الأقدمين من له كثير من الزوجات، وقد كان في أقدم العصور المسيحية من يرى إباحة تعدد الزوجات في أمكنة مخصوصة وأحوال استثنائية، وإليكم الشواهد على ذلك:
أ- ذكر الاستاذ عباس محمود العقاد في كتابة المرأة في القرآن الكريم أن مستر مارك العالم الثقة في تاريخ الزواج يقول: إن تعدد الزوجات باعتراف الكنيسة بقي إلى القرن السابع عشر، وكان يتكرر كثيرًا في الحالات التي لا تحصيها الكنيسة والدولة ويقول هذا العالم: إن ملوك النصارى كانوا يتزوجون أكثر من واحدة، فهذا ديار مات ملك إيرلندة كان له زوجتان وسريتان، وكان لشارلمان زوجتان وكثير من السراري. وبعد ذلك بزمن كان فيليب أوفاهيس وفريديريك وليام الثاني البروسي يبرمان عقد الزواج مع اثنتين بموافقة القساوسة اللوثريين: وكان لوثر يتكلم في شتى المناسبات عن تعدد الزوجات بغير اعتراضي، فإنه لم يحرم بأمر من الله، ولم يكن إبراهيم عليه السلام يحجم عنه إذ كان له زوجتان.
ب- وذكر العقاد في كذلك في كتابة المرأة في القرآن الكريم: أن مجلس الفرنكيين بنورمبرج أصدر قرارً يجيز للرجل أن يجمع بين زوجتيين، وذلك سنه 1560 ميلادية بعد صلح وستفاليا، وبعد أن تبين النقص في عدد السكان من جراء حروب الثلاثين، ويقول: بل ذهبت بعض الطوائف المسيحية إلى إيجاد تعدد الزوجات، ففي سنة 1531 نادى اللامعدانيون في مونستر صراحة: بأن المسيحي ينبغي أن تكون له عدة زوجات، ويعتبر المرمون كما هو معلوم أن تعدد الزوجات نظام إلهي مقدس.
ج- وقال جرجي زيدان: فالنصرانية ليس فيها نص صريح يمنع أتباعها من التزوج بأمرأتين أو اكثر، ولو شاؤوا لكان تعدد الزوجات جائزًا عندهم، ولكن رؤساءها القدماء وجدوا الاكتفاء بزوجة واحدة أقرب لحفظ نظام العائلة واتحادها، وكان ذلك شائعًا في الدولة الرومانية، فلم يعجزهم تأويل آيات الزواج حتى صار التزوج بغير امرأة واحدة حرامًا كما هو مشهور.
د- والمسيحية المعاصرة تعترف بالتعدد في افريقيا السوداء للإفريقيين المسيحيين إلى غير حدود، فقد ذكر نورجيه مؤلف كتاب الإسلام والنصرانية في أواسط افريقية هذه الحقيقة في قوله: فقد كان هؤلاء المرسلون يقولون: إنه ليسمن السياسة أن نتدخل في شئون الوثنيين الاجتماعية التي وجدناهم عليها، وليس من الكياسه أن نحرم عليهم التمتع بأزواجهم ماداموا نصارى يدينون بدين المسيح، بل لا ضرر من ذلك مادامت التوراة وهي الكتاب الذي يجب على المسيحيين أن يجعلوه أساس دينهم يبيح هذا التعدد، فضلًا عن أن المسيح أقر في ذلك بقوله: لاتظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الانبياء ماجئت لأنقض بل لأكمل. وأخيرًا أعلنت الكنيسة رسميًا السماح للإفريقيين النصارى بتعدد الزوجات إلى غير حد.
هـ- والشعوب الغربيةالنصرانية وجدة نفسها تجاه زيادة عدد النساء على الرجال-وبخاصة بعد الحربين العالميتين- إزاء مشكلة اجتماعية خطيرة، لاتزال تتخبط في إيجاد الحل المناسب؛ وقد كان بين الحلول التي برزت إباحة تعدد الزوجات.
ففي عام 1948م عقد مؤمتر للشباب في ميونخ بألمانيا، وبحث مشكلة زيادة عدد النساء في ألمانيا أضعافًا مضاعفة عن عدد الرجال بعد الحرب، وقد استعرضت مختلف الحلول لهذه المشكلة، وكانت النتيجة أن أقرت اللجنة توصية المؤتمر بالمطالبة بإباحة تعدد الزوجات لحل المشكلة.
وفي عام 1949م، تقدم أهالي بون عاصمة ألمانيا الاتحادية بطلب إلى السلطات المختصة، يطلبون فيه أن ينص في الدستور الألماني على إباحة تعدد الزوجات. ونشرت الصحف منذ عشر سنوات تقريبًا أن الحكومة الألمانية أرسلت إلى مشيخة الأزهر تطلب منها نظام التعدد في الإسلام، لأنها تفكر في الاستفادة منه كحد لمشكلة ازدياد النساء، ثم اتبع ذلك وصول وفد من العلماء الألمان اتصلوا بشيخ الأزهر لهذه الغاية.