فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وسبحوه بكرة وأصيلًا} قال: صلاة الصبح، وصلاة العصر.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر، وبعد العصر ساعة، أكفك ما بينهما».
وأخرج أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن أقعد أذكر الله، وأكبره، وأحمده، وأسبحه، وأهلله، حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل».
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدع رجل منكم أن يعمل لله ألف حسنة حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، فإنها ألف حسنة فإنه لن يعمل إن شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب، ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرًا».
وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقول سبحان الله وبحمده انهما القربتان».
وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله العظيم غرس له نخلة، أو شجرة في الجنة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر».
وأخرج ابن أبي شيبة عن هلال بن يسار رضي الله عنه قال: كانت امرأة من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبدالله: ألا أدلك على خير من ذلك؟ تقولين: الله أكبر كبيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا «يعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة؟ فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح الله مائة تسبيحة، فتكتب له ألف حسنة، وتحط عنه ألف خطيئة».
{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرًا إلا أشركنا فيه، فنزلت {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني رأيت في منامي أن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست، قال: وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، ثم قرأ: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاة الله: ثناؤه. وصلاة الملائكة عليهم: السلام الدعاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: صلاة الرب: الرحمة. وصلاة الملائكة: الاستغفار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: الله يغفر لكم، وتستغفر لكم ملائكته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه أنه سئل عن قوله «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» قال: أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم} قال: إن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلي ربك؟ فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام، فأوحى الله إليه أخبرهم اني أصلي، وأن صلاتي أن رحمتي سبقت غضبي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: إذا قال العبد: سبحان الله. قالت الملائكة: وبحمده. وإذ قال: سبحان الله وبحمده. صلوا عليه.
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في الآية قال: قال بنو اسرائيل: يا موسى سل لنا ربك هل يصلي؟ فتعاظم عليه ذلك فقال: «يا موسى ما يسألك قومك؟ فأخبره قال: نعم. أخبرهم اني أصلي، وإن صلاتي أن رحمتي سبقت غضبي، ولولا ذلك لهلكوا».
وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاته على عباده «سبوح قدوس تغلب رحمتي غضبي».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلت لجبريل عليه السلام: هل يصلي ربك؟ قال: نعم. قلت: وما صلاته؟ قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي».
{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} تحية أهل الجنة: السلام {وأعد لهم أجرًا كريمًا} أي الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} قال: يوم يلقون ملك الموت، ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.
وأخرج المروزي في الجنائز وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ}.
لم يكن مضافًا إِلى ولدٍ فله عليكم شفقة الآباء.. ولكن ليس بأبيكم.
ويقال نَسَبُه ظاهرٌ. ولكن إنما يُعْْرَفُ بي لا بنَسَبِه؛ فقلَّما يقال: محمدُ بن عبد الله، ولكن إلى أبد الأبد يقال: محمد رسول الله. وشعارُ الإيمانِ وكلمةُ التوحيدِ-بعد لا إله إلا الله- محمدٌ رسولُ الله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)}.
الإشارة فيه أَحِبُّوا الله؛ لأنَّ النبي- صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أحبَّ شيئًا أكثر من ذكره» فيجب أن تقول الله، ثم لا تنسَ الله بعد ذكرك الله.
ويقال: اذكروا الله بقلوبكم؛ فإِنَّ الذكرَ الذي تمكن استدامته ذكرُ القلب؛ فأمَّا ذِكْرُ اللسانِ فإدامته مُسْرَمَدًا كالمتعذر.
{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} التسبيحُ من قبيل الذكر، ولكنه ذََكَره بلفظين لئلا تعتريك سآمة.
{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}.
الصلاة في الأصلِ الدعاءُ؛ فصلاتُه- سبحانه- دعاؤه لنا بالتقريب، وصلاةُ الملائكة دعاؤهم إليه لنا: بالغفرانِ للعاصي، وبالإحسانِ للمطيع.
ويقال الصلاةُ من الله بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى الشفاعة.
{لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} ما ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
ويقال ليخرجكم من الظلمات إلى النور أي يعصمكم من الضلال بَرْوح الوصال.
ويقال ليخرجكم من ظلمات التدبير إلى فضاء شهود التقدير.
ويقال ليخرجكم من ظلمات نفوسكم إلى أنوار البصائر في قلوبكم.
ويقال ليخرجكم من أسباب التفرقة إلى شهود عين التوفيق، والتحقق بأوصاف الجمع.
ويقال يصونكم من الشِّرْكِ، ويُثبِتُكم بشواهد الإيمان.
{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}.
التحيةُ إذا قُرِنَتْ بالرؤية، واللقاءُ إذا قُرِنَ بالتحية فلا يكون ذلك إلا بمعنى رؤية البَصَر.
والسلام خطاب يفاتح به الملوك إِخبارًا عن عُلُوِّ شأنهم ورتبتهم، فإلقاؤه حاصِلٌ وخطابُه مسموعٌ، ولا يكون ذلك إلا برؤية البصر.
{أجْرًا كَرِيمًا} الكَرَمُ نَفْيُ الدناءة، وكريمًا أي حسنًا.
وفي الإشارة أجرهم موفور على عملٍ يسير؛ فإنَّ الكريم لا يستقصي عند البيع والشراء في الأعداد، وذلك تعريف بالإحسانِ السابق في وقت غيبتك. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة} أي كان في الأول مقدرًا لكم متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلقت قدرتنا بإخراج أرواحكم من العدم إلى الوجود عقيب إخراج روح الرسول من العدم إلى الوجود: «أول ما خلق الله نوري أو روحي» وبحسب القرب إلى روح الرسول والبعد عنه يكون حال الأسوة، وكل ما يجري على الإنسان من بداية عمره إلى نهاية عمره من الأفعال والأقوال والأخلاق والأحوال. فمن كان يرجو الله كان عمله خالصًا لوجه الله تعالى، ومن كان يرجو اليوم الآخر يكون عمله للفوز بنعيم الحنان. وكل هذه المقامات مشروط بالذكر وهو كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» نفيًا وإثباتًا، وهما قدمان للسائرين إلى الله وجناحان للطائرين بالله.
{ولما رأى المؤمنون الأحزاب} المجتمعين على إضلالهم واهلاكهم من النفس وصفاتها، والدنيا وزينتها، والشيطان واتباعه {قالوا} متوكلين على الله {هذا ما وعدنا الله ورسوله} أن البلاء موكل بالأنبياء والأولياء ثم الأمثل فالأمثل {من المؤمنين رجال} يتصرفون في الموجودات تصرف الذكور في الإناث {صدقوا ما عاهدوا الله عليه} أن لا يعبدوا غيره في الدنيا والعقبى.
{فمنهم من قضى نحبه} فوصل إلى مقصده {ومنهم من ينتظر} الوصول وهو في السير وهذا حال المتوسطين {وكفى الله المؤمنين القتال} بريح القهر أذهبت على النفوس فأبطلت شهواتها، وعلى الشيطان فردت كيده، وعلى الدنيا فأزالت زينتها.
{وأنزل الذين ظاهروهم} أي أعانوا النفس والشيطان والهوى على القلوب من أهل الكتاب طالبي الرخص لأرباب الطلب المنكرين أحوال أهل القلوب {من صياصيهم} هي حصون تكبرهم وتجبرهم، وأنزل وقعهم من حصون اعتقاد أرباب الطلب كيلا يقتدوا بهم ولا يغتروا بأقوالهم، وقذف بنور قلوبهم في قلوب النفوس والشياطين الرعب {فريقًا تقتلون} وهم النفس وصفاتها والشيطان وأتباعه {وتأسرون فريقًا} وهم الدنيا وجاهها {وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم} لتنفقوا في سبيل الله وتجعلوها بذر مزرعة الآخرة {وارضًا لم تطؤها} يشير إلى مقامات وكمالات لم يلغوها فيبلغوها باستعمال الدنيا فإن ذلك بعد الوصول لا يضر لأنه يتصرف بالحق للحق.
{قل لأزواجك} فيه إشارة إلى أن حب الدنيا يمنعهن من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم مع أنهن محال النطفة الإنسانية الروحانية الربانية، والأجر العظيم هو لقاء الله العظيم فمن أحب غير الله وإن كان الجنة نقص من الأجر بقدر ذلك إلا محبة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن محبة الجنة بالحظ دون الحق فيها ما تشتهي الأنفس، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم بالحق لا الحظ {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31] ومضاعفة العذاب سقوطهن عن قرب الله وعن الجنة كما أن إيتاء الأجر مرتين عبارة عن هذين، وكان من دعاء السري السقطي: اللهم إن كنت تعذبني بشيء فلا تعذبني بذل الحجاب. والرزق الكريم رزق المشاهدات الربانية {يا نساء النبي} هم الذين اسلموا أرحام قلوبهم لتصرفات ولاية الشيخ ليست أحوالهم كأحوال غيرهم من الخلق {إن اتقيتن} بالله من غيره {فلا تخضعن بالقول} لشيء من الدارين فإن كثيرًا من الصادقين خضعوا بالقول لأرباب الدنيا الذين في قلوبهم مرض حب المال والجاه فاستجروهم ووقعوا في ورطة الهلاك والحجاب.
فالقول المعروف وهو المتوسط الذي لا يكون فيه الميل الكلي إلى أهل الدنيا أصوب وإلى الحق أقرب.
{وقرن في بيوتكن} من عالم الملكوت {ولا تبرجن} في عالم الحواس راغبين في زينة كعادة الجهلة {وأقمن الصلاة} التي هي معراج المؤمن يرفع يده من الدنيا ويكبر عليها ويقبل على الله بالإعراض عما سواه، ويرجع من مقام تكبر الإنسان إلى خضوع ركوع الحيوان، ومنه إلى خشوع سجود النبات، ثم إلى قعود الجماد فإنه بهذا الطريق أهبط إلى أسفل القالب فيكون رجوعه بهذا الطريق إلى أن يصل إلى مقام الشهود الذي كان فيه في البداية الروحاينة، ثم يتشهد بالتحية والثناء على الحضرة، ثم يسلم عن يمينه على الآخرة وما فيها وعن شماله على الدنيا وما فيها. وإيتاء الزكاة بذل الوجود المجازي لنيل الوجود الحقيقي. الرجس لوث الحدوث، والبيت لأهل الوحدة بيت القلب يتلى فيه آيات الواردات والكشوف. إن الذين استسلموا للأحكام الأزلية وآمنوا بوجود المعارف الحقيقية، وقتنوا أي أغرقوا الوجود في الطاعة والعبودية، وصدقوا في عهدهم وصبروا على الخصال الحميدة وعن الأوصاف الذميمة، وخشعوا أي أطرقت سريرتهم عند بواده الحقيقة، وتصدقوا بأموالهم وأعراضهم حتى لم يبق لهم مع أحد خصومة، وصاموا بالإمساك عن الشهوات وعن رؤية الدرجات، وحفظوا فروجهم في الظاهر عن الحرام وفي الباطن عن زوائد الحلال، وذكروا الله بجميع أجزاء وجودهم الجسمانية والروحانية.
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة} إذا صدر أمر المكلف أو عليه، فإن كان مخالفًا للشرع وجب عليه الإنابة والاستغفار، وإن كان موافقا للشرع فإن كان موافقا لطبعه وجب عليه الشكر، وإن كان مخالفًا لطبعه وجب أن يستقبله بالصبر والرضا. وفي قوله: {والله أحق أن تخشاه} دلالة على أن المخلصين على خطر عظيم حتى إنهم يؤاخذون بميل القلب وحديث النفس وذلك لقوة صفاء باطنهم، فاللطيف أسرع تغيرًا.
{فلما قضى زيد منها وطرًا} قضاء شهوته بين الخلق إلى قيام الساعة {ما كان على النبيّ من حرج} فيما فيه أمان هو نقصان في نظر الخلق فإنه كمال عند الحق إلا إذا كان النظر للحق {ولكن رسول الله} صلى الله عليه وسلم فيه أن نسبة المتابعين إلى حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم كنسبة الابن إلى الأب الشفيق ولهذا قال: «كل حسب ونسب ينقطع إلاّ حسبي ونسبي». اهـ.