فصل: قال الشنقيطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فمعنى {كان ظلومًا جهولًا} أنه قصّر في الوفاء بحق ما تحمله تقصيرًا: بعضُه عن عمْد وهو المعبر عنه بوصف ظلوم، وبعضه عن تفريط في الأخذ باسباب الوفاء وهو المعبر عنه بكونه جهولًا، فظلوم مبالغة في الظلم وكذلك جهول مبالغة في الجهل.
والظلم: الاعتداء على حق الغير واريد به هنا الاعتداء على حق الله الملتزم له بتحمل الأمانة، وهو حق الوفاء بالأمانة.
والجهل: انتفاء العلم بما يتعين علمه، والمراد به هنا انتفاء علم الإِنسان بمواقع الصواب فيما تحمل به، فقوله: {إنه كان ظلومًا جهولًا} مؤذن بكلام محذوف يدل هو عليه إذ التقدير: وحملها الإِنسان فلم يف بها إنه كان ظلومًا جهولًا، فكأنه قيل: فكان ظلومًا جهولًا، أي ظلومًا، اي في عدم الوفاء بالأمانة لأنه اجحاف بصاحب الحق في الأمانة أيًّا كان، وجهولًا في عدم تقديره قدر إضاعة الأمانة من المؤاخذة المتفاوتة المراتب في التبعية بها، ولولا هذا التقدير لم يلتئم الكلام لأن الإِنسان لم يحمل الأمانة باختياره بل فُطَر على تحملها.
ويجوز أن يراد {ظلومًا جهولًا} في فطرته، اي في طبع الظلم، والجهل فهو معرض لهما ما لم يعصمه وازع الدين، فكان من ظلمه وجهله أن أضاع كثير من الناس الأمانة التي حملها.
ولك أن تجعل ضمير {إنه} عائدًا على الإِنسان وتجعل عمومه مخصوصًا بالإِنسان الكافر تخصيصًا بالعقل لظهور أن الظلوم الجهول هو الكافر.
أو تجعل في ضمير {إنه} استخدامًا بأن يعود إلى الإنسان مرادًا به الكافر وقد أطلق لفظ الإِنسان في مواضع كثيرة من القرآن مرادًا به الكافرُ كما في قوله تعالى: {ويقول الإِنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيًا} [مريم: 66] الآية قوله: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} [الانفطار: 6] الآيات.
وفي ذكر فعل {كان} إشارة إلى أن ظلمه وجهله وصفان متأصلان فيه لأنهما الغالبان على أفراده الملازمان لها كثرة أو قلة.
فصيغتا المبلاغة منظور فيهما إلى الكثرة والشدة في أكثر أفراد النوع الإِنسان والحكم الذي يسلط على الأنواع والأجناس والقبائل يراعى فيه الغالب وخاصة في مقام التحذير والترهيب.
وهذا الإِجمال يبينه قوله عقبه: {ليعذب الله المنافقين} إلى قوله: {ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات} [الأحزاب: 73] فقد جاء تفصيله بذكر فريقين: أحدهما: مضيع للأمانة والآخر مراعٍ لها.
ولذلك أثنى الله على الذين وَفّوا بالعهود والأمانات فقال في هذه السورة {وكان عهد الله مسئولًا} [الأحزاب: 15] وقال فيها: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23] وقال: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صاق الوعد} [مريم: 54].
وقال في ضد ذلك: {وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} إلى قوله: {أولئك هم الخاسرون} [البقرة: 26، 27].
{لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ}.
متعلق بقوله: {وحملها الإنسان} [الأحزاب: 72] لأن المنافقين والمشركين والمؤمنين من اصناف الإِنسان.
وهذه اللام للتعليل المجازي المسماة لامَ العاقبة.
وقد تقدم القول فيها غير مرة إحداها قوله تعالى: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا} في آل عمران (178).
والشاهد الشائع فيها هو قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا} [القصص: 8] وعادة النحاة وعلماء البيان يقولون: إنها في معنى فاء التفريع: وإذ قد كان هذا عاقبة لحمل الإِنسان الأمانة وكان فيما تعلق به لام التعليل إجمال تعين أن هذا يفيد بيانًا لما أُجمل في قوله: {إنه كان ظلومًا جهولًا} [الأحزاب: 72] كما قدمناه آنفًا، اي فكان الإِنسان فريقين: فريقًا ظالمًا جاهلًا، وفريقًا راشدًا عالمًا.
والمعنى: فعذب الله المنافقين والمشركين على عدم الوفاء بالأمانة التي تحملوها في اصل الفطرة وبحسب الشريعة، وتاب على المؤمنين فغفر لهم من ذنوبهم لأنهم وفوا بالأمانة التي تحملوها.
وهذا مثل قوله فيما مر: {ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم} [الأحزاب: 24] أي كما تاب على المؤمنين بأن يندموا على ما فرط من نفاقهم فيخلصوا الإِيمان فيتوب الله عليهم وقد تحقق ذلك في كثير منهم.
وإظهار اسم الجلالة في قوله: {ويتوب الله} وكان الظاهر إضماره لزيادة العناية بتلك التوبة لما في الإِظهار في مقام الإِضمار من العناية.
وذكر المنافقات والمشركات والمؤمنات مع المنافقين والمشركين والمؤمنين في حين الاستغناء عن ذلك بصيغة الجمع التي شاع في كلام العرب شموله للنساء نحو قولهم: حل ببني فلان مرض يريدون وبنسائهم.
فذِكْرُ النساء في الآية إشارة إلى أن لهن شأنًا كان في حوادث غزوة الخندق من إعانة لرجالهن على كيد المسلمين وبعكس ذلك حال نساء المسلمين.
وجملة {وكان الله غفورًا رحيمًا} بشارة للمؤمنين والمؤمنات بأن الله عاملهم بالغفران وما تقتضيه صفة الرحمة. اهـ.

.قال الشنقيطي:

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ}.
ذكر جل وعلا في الآية الكريمة: أنه عرض الأمانة، وهي التكاليف مع ما يتبعها من ثواب وعقاب، على السماوات والأرض والجبال، وأنهن أبين أن يحملنها، وأشفقن منها: أي خفن من عواقب حملها أن ينشأ لهن من ذلك عذاب الله وسخطه، وهذا العرض والإباء، والإشفاق كله حق، وقد خلق الله للسماوات والأرض والجبال إدراكًا بعلمه هو جل وعلا، ونحن لا نعلمه، وبذلك الإدراك أدركت عرض الأمانة عليها، وأبت وأشفقت أي خافت.
ومثل هذا تدل عليه آيات وأحاديث كثيرة، فمن الآيات الدالة على إدراك الجمادات المذكورة قوله تعالى في سورة البقرة في الحجارة: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله} [البقرة: 74] فصرح بأن من الحجارة ما يهبط من خشية الله، وهذه الخشية التي نسبها الله لبعض الحجارة بإدراك يعلمه هو تعالى.
ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السماوات السبع والأرض وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] الآية. ومنها قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال يُسَبِّحْنَ والطير وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 79] الآية. إلى غير ذلك من الآيات.
ومن الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك قصة حنين الجذع، الذي كان يخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما انتقل بالخطبة إلى المنبر، وهي في صحيح البخاري وغيره.
ومنها: ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إني لأعرف حجرًا كان يسلم عليَّ في مكة» وأمثال هذا كثيرة، فكل ذلك المذكور في الكتاب والسنة، إنما يكون بإدراك يعلمه الله، ونحن لا نعلمه. كما قال تعالى: {ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] ولو كان المراد بتسبيح الجمادات، دلالتها على خالقها لكنا نفقهه، كما هو معلوم وقد دلت عليه آيات كثيرة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة {وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الظاهر أن المراد بالإنسان آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وأن الضمير في قوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] راجع للفظ الإنسان مجردًا عن إرادة المذكور منه الذي هو آدم:
والمعنى: أنه أي الإنسان الذي لا يحفظ الأمانة كان ظلومًا جهولًا: أي كثير الظلم والجهل، والدليل على هذا أمران.
أحدهما: قرينة قرآنية دالة على انقسام الإنسان في حمل الأمانة المذكورة إلى معذب ومرحوم في قوله تعالى بعده متصلًا به: {لِّيُعَذِّبَ الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات وَيَتُوبَ الله عَلَى المؤمنين والمؤمنات وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 73] فدل هذا على أن الظلوم الجهول من الإنسان، هو المعذب والعياذ بالله، وهم المنافقون، والمنافقات، والمشركون، والمشركات، دون المؤمنين والمؤمنات. واللام في قوله: ليعذب: لام التعليل وهي متعلقة بقوله: وحملها الإنسان.
الأمر الثاني: أن الأسلوب المذكور الذي هو رجوع الضمير إلى مجرد اللفظ دون اعتبار المعنى التفصيلي معروف في اللغة التي نزل بها القرآن، وقد جاء فعلًا في آية من كتاب الله، وهي قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ} [فاطر: 11]، لأن الضمير في قوله: ولا ينقص من عمره: راجع إلى لفظ المعمر دون معناه التفصيلي. كما هو ظاهر، وقد أوضحناه في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا} [الفرقان: 61] وبينا هناك أن هذه المسألة هي المعروفة عند علماء العربية بمسألة عندي درهم ونصفه: أي نصف درهم آخر كما ترى. وبعص من قال من أهل العلم إن الضمير في قوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} عائد إلى آدم، قال المعنى: أنه كان ظلومًا لنفسه جهولًا: أي غرًا بعواقب الأمور، وما يتبع الأمانة من الصعوبات، والأظهر هو ما ذكرنا والعلم عند الله تعالى. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}.
كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة، يقولون: حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء، بلبس الأردية والملاحف، وستر الرءوس والوجوه، ليحتشمن ويهبن، فلا يطمع فيهن.
وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن، فنزلت.
قيل: والجلابيب: الأردية التي تستر من فوق إلى أسفل، وقال ابن جبير: المقانع؛ وقيل: الملاحف، وقيل: الجلباب: كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها، وقيل: كل ما تستتر به من كساء أو غيره.
قال أبو زيد:
تجلببت من سواد الليل جلبابًا

وقيل: الجلباب أكبر من الخمار.
وقال عكرمة: تلقي جانب الجلباب على غيرها ولا يرى.
وقال أبو عبيدة السلماني، حين سئل عن ذلك فقال: أن تضع رداءها فوق الحاجب، ثم تديره حتى تضعه على أنفها.
وقال السدي: تغطي إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين. انتهى.
وكذا عادة بلاد الأندلس، لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة.
وقال الكسائي: يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن، أراد بالإنضمام معنى: الإدناء.
وقال ابن عباس، وقتادة: وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده، ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها، لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه.
والظاهر أن قوله: {ونساء المؤمنين} يشمل الحرائر والإماء، والفتنة بالإماء أكثر، لكثرة تصرفهن بخلاف الحرائر، فيحتاج إخراجهن من عموم النساء إلى دليل واضح.
ومن في: {من جلابيبهن} للتبعيض، و{عليهن} شامل لجميع أجسادهن، أو {عليهن} على وجوههن، لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه.
{ذلك أدنى أن يعرفن} لتسترهن بالعفة، فلا يتعرض لهن، ولا يلقين بما يكرهن؛ لأن المرأة إذا كانت في غاية التستر والانضمام، لم يقدم عليها، بخلاف المتبرجة، فإنها مطموع فيها.
{وكان الله غفورًا رحيمًا} تأنيس للنساء في ترك الاستتار قبل أن يؤمر بذلك.
ولما ذكر حال المشرك الذي يؤذي الله ورسوله، والمجاهر الذي يؤذي المؤمنين، ذكر حال المسر الذي يؤذي الله ورسوله، ويظهر الحق ويضمر النفاق.
ولما كان المؤذون ثلاثة، باعتبار إذايتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، كان المشركون ثلاثة: منافق، ومن في قلبه مرض، ومرجف.
فالمنافق يؤذي سرًا، والثاني يؤذي المؤمن باتباع نسائه، والثالث يرجف بالرسول، يقول: غلب، سيخرج من المدينة، سيؤخذ، هزمت سراياه.
وظاهر العطف التغاير بالشخص، فيكون المعنى: لئن لم ينته المنافقون عن عداوتهم وكيدهم، والفسقة عن فجورهم، والمرجفون عما يقولون من أخبار السوء ويشيعونه.
ويجوز أن يكون التغاير بالوصف، فيكون واحدًا بالشخص ثلاثة بالوصف.
كما جاء: أن المسلمين والمسلمات، فذكر أوصافًا عشرة، والموصوف بها واحد، ونص على هذين الوصفين من المنافقين لشدة ضررهما على المؤمنين.
قال عكرمة: {الذين في قلوبهم مرض} هو العزل وحب الزنا، ومنه فيطمع الذي في قلبه مرض.
وقال السدي: المرض: النفاق، ومن في قلوبهم مرض.
وقال ابن عباس: هم الذين آذوا عمر.
وقال الكلبي: من آذى المسلمين.
وقال ابن عباس: {المرجفون} ملتمسو الفتن.
وقال قتادة: الذين يؤذون قلوب المؤمنين بإيهام القتل والهزيمة.
{لنغرينك بهم} أي لنسلطنك عليهم، قاله ابن عباس.
وقال قتادة: لنحرسنك بهم.
{ثم لا يجاورونك فيها} أي في المدينة، و{ثم لا يجاورونك} معطوف على {لنغرينك} ولم يكن العطف بالفاء، لأنه لم يقصد أنه متسبب عن الإغراء، بل كونه جوابًا للقسم أبلغ.
وكان العطف بثم، لأن الجلاء عن الوطن كان أعظم عليهم من جميع ما أصيبوا، به فتراخت حالة الجلاء عن حالة الإغراء.
{إلا قليلًا} أي جوارًا قليلًا، أو زمانًا قليلًا، أو عددًا قليلًا، وهذا الأخير استثناء من المنطوق، وهو ضمير الرفع في {يجاورونك} أو ينتصب قليلًا على الحال، أي إلا قليلين، والأول استثناء من المصدر الدال عليه {يجاورونك} والثاني من الزمان الدال عليه {يجاورونك} والمعنى: أنهم يضطرون إلى طلب الجلاء عن المدينة خوف القتل.
وانتصب {ملعونين} على الذم، قاله الطبري؛ وأجاز ابن عطية أن يكون بدلًا من {قليلًا} قال: هو من إقلاء الذي قدرناه؛ وأجاز هو أيضًا أن يكون حالًا من الضمير في {يجاورونك} قال: كأنه قال: ينتفون من المدينة معلونين، فلا يقدر {لا يجاورونك} فقدر ينتفون حسن هذا. انتهى.
وقال الزمخشري، والحوفي، وتبعهما أبو البقاء: يجوز أن يكون حالًا من الضمير في {لا يجاورونك} كما قال ابن عطية.
قال الزمخشري: وهذا نصه ملعونين، نصب على الشتم أو الحال، أي لا يجاورونك، إلا ملعونين.