فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{بين أسفارنا} جائز ومثله ظلموا أنفسهم وكذا أحاديث.
{كل ممزق} كاف.
{شكو}ر تام.
{ظنه} جائز.
{من المؤمنين} كاف ومثله في شك.
{حفيظ} تام.
{من دون الله} جائز لأن ما بعده يصلح حالًا واستئنافًا ومعناه ادعوا الذين زعمتم أنهم ينصرونكم ليكشف عنكم ما حل بكم والتجؤا إليهم.
{من شرك} حسن.
{من ظهير} تام.
{إلا من أذن له} تام على القراءتين قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بضم همزة أذن مجهولًا أقاموا له مقام الفاعل والباقون بفتح الهمزة والفاعل الله أي إلا من أذن الله له أن يشفع لغيره أو إلا لمن أذن الله لغيره أن يشفع فيه.
{قالوا ماذا قال ربكم} ليس بوقف لأن مقول قالوا الحق وجمع الضمير في قالوا تعظيمًا للله تعالى أي أي شيء قال ربكم في الشفاعة فيقول الملائكة قال الحق أي قال القول الحق فالحق منصوب بفعل محذوف دل عليه قال.
{والحق} كاف.
{الكبير} تام.
{والأرض} جائز.
{قل الله} حسن إن لم يوقف على والأرض.
{مبين} كاف ومثله عما تعملون وكذا بالحق على استئناف ما بعده.
{العليم} تام.
{شركاء كلا} تام عند أبي حاتم والخليل لأن المعنى كلا لا شريك لي ولا تروني ولا تقدرون على ذلك فلما أفحموا عن الإتيان بجواب وتبين عجزهم زجرهم عن كفرهم فقال كلا ثم استأنف بل هو الله العزيز الحكيم.
{والحكيم} تام.
{ونذيرًا} ليس بوقف لحرف الاستدراك بعده.
{لا يعلمون} كاف ومثله صادقين.
{ولا يستقدمون} كاف.
{بين يديه} حسن وجواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرًا عظيمًا.
{إلى بعض القول} كاف ومثله لكنا مؤمنين وكذا مجرمين وأندادًا والعذاب.
{في أعناق الذين كفروا} حسن.
{يعلمون} تام.
{مترفوها} ليس بوقف لاتصال المقول بما قبله.
{كافرون} تام.
{وأولادًا} جائز ولا كراهة في الابتداء بما بعده لأنه حكاية عن كلام الكفار والقارئ غير معتقد معنى ذلك.
{بمعذبين} تام.
{ويقدر} ليس بوقف لتعلق ما بعده بما قبله استدراكًا وعطفًا.
{لا يعلمون} كاف.
{زلفى} ليس بوقف لأنه لا يبتدأ بأداة الاستثناء.
{وعمل صالحًا} حسن لأن أولئك مبتدأ مع الفاء.
{آمنون} كاف.
{محضرون} تام {ويقدر له} كاف وتام عند أبي حاتم للابتداء بالنفي ومثله فهو يخلفه.
{الرازقين} كاف إن نصب ويوم بفعل مقدر.
{كانوا يعبدون} كاف وأكفى منه الجن وتام عند أبي حاتم.
{مؤمنون} تام.
{ولا ضرًا} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده متصلًا بما قبله.
{تكذبون} كاف.
{آباؤكم} جائز ومثله إلا إفك مفترى.
{سحر مبين} تام.
{يدرسونها} كاف ومثله من نذير.
{من قبلهم} ليس بوقف لأن الجملة بعده حال.
{ما أتيناهم} جائز.
{فكذبوا رسلي} كاف لاستئناف التوبيخ.
{نكير} تام.
{بواحدة} تام عند نافع أي بكلمة واحدة بجعل أن تقوموا في محل خبر مبتدأ محذوف أي هي أن تقوموا وليس بوقف إن جعل أن تقوموا تفسيرًا لقوله بواحدة وتكون أن في موضع جر بدلًامن قوله بواحدة لأأنه لا يفصل بين البدل والمبدل منه.
{ثم تتفكروا} تام أي هل كان محمد صلى الله عليه وسلم ساحرًا أو كذابًا أو مجنونًا ثم قال الله ما بصاحبكم من جنة.
{من جنة} تام لاستئناف النفي ومن جنة فاعل بالجار لاعتماده.
{شديد} كاف.
{فهو لكم} حسن ومثله على الله.
{شهيد} كاف ومثله بالحق إن رفع علام الغيوب على الاستئناف أي هو علام أو نصب على المدح وليس بوقف إن رفع نعتًا على موضع اسم إن وقد ردّ الناس هذا المذهب أعني جواز الرفع عطفًا على محل اسم إن مطلقًا أعني قبل الخبر وبعده وفي المسئلة أربعة مذاهب مذهب المحققين المنع مطلقًا ومذهب التفصيل قبل الخبر يمتنع وبعده يجوز مذهب الفراء إن خفي إعراب الاسم جاز لزوال الكراهة اللفظية وسمع أنك وزيد ذاهبان وليس بالحق وقفًا إن جعل علام بدلًا من الضمير في يقذف أو جعل خبرًا ثانيًا أو بدلًا من الموضع في قوله إنَّ ربي.
{الغيوب} كاف ومثله الحق.
{وما يعيد} تام.
{على نفسي} جائز.
{ربي} كاف على استئناف ما بعده.
{سميع قريب} تام.
{فلا فوت} كاف وأخذوا من مكان قريب الأولى وصله لأن وقالوا آمنا به عطف على وأخذوا.
{آمنا به} جائز على استئناف الاستفهام.
{بعيد} كاف ومثله بعيد والتناوش مبتدأ وأنى خبره أي كيف لهم التناوش أي الرجوع إلى الدنيا وأنشدوا:
تمنى أن يؤب إلى منىّ ** وليس إلى تناوشها سبيل

وقرئ {التناوش} بهمزة بدلها.
{ما يشتهون} ليس بوقف لأن الكاف متصلة بما قبلها.
{من قبل} كاف.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة سبأ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
هارون عن طُلَيْق المعلِّم قال: سمعت أشياخنا يقرءون: {لَيَأْتِيَنَّكم} بالياء.
قال أبو الفتح: جاز التذكير هنا بعد قوله تعالى: {لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ} لأن المخوف منها إنما هو عقابها، والمأمول ثوابها؛ فغلب معنى التذكير الذي هو مَرْجو أو مخوف؛ فذكَّر على ذلك وإذا جاز تأنيث المذكر على ضرب من التأول كان تذكير المؤنث- لغلبة التذكير- أحرى وأجدر. ألا ترى إلى قول الله سبحانه: {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} لأن بعضها سيارة أيضا؟ وعليه قولهم: ذهبَتْ بعضُ أصابعه؛ لأن بعضها إصبع في المعنى.
وحكى الأصمعي عن أبي عمرو قال: سمعت رجلا من اليمن يقول: فلان لغوبٌ، جاءته كتابي فاحتقرها. فقلت له: أتقول: جاءته كتابي؟ فقال: نعم، أليس بصحيفة. وهذا من أعرابيٍّ جافٍ هو الذي نبه أصحابنا على انتزاع العلل. وكذلك ما يجري مجراه فاعرفه، وكذلك الآية المقدم ذكرها.
ومن ذلك ما رواه عمرو بن ثابت عن سعيد بن جبير: {تَأْكُلُ مِنْ سَأَتِهِ} قال من عصاه.
قال أبو الفتح: المشهور المجمع عليه في ذلك: {مِنْسَأتَهُ} بالهمز، وبالبدل من الهمز، وهي العصا: مفعلة من نسأتُ الناقة والبعير: إذا زجرتَه. قال الفراء: هي العصا العظيمة تكون مع الراعي، وأنشد أبو الحسن:
إذا دببتَ على المنساةِ من كِبَرٍ ** فَقَدْ تباعَدَ عنْكَ اللهْوُ وَالْغَزَلُ

وقال الفراء: هي من سِئَة القوْس، وهي مهموزة. وقال غيرُه: أسأيتُ القوس، فالمحذوف من سئة هو اللام، وأن يكون ياء أجدر؛ لغلبة الياء على اللام، وكان رؤبة يهمز سئة القوس. قال الفراء: ولم تقرأ: {مِن سَأتِهِ} ، ولم تثبت عند قراءة سعيد بن جبير. قال: ويجوز فيها سِئَة وسَأَة، وشبهها بالقِحَة والقَحَة، والضِعَة والضَعَة.
وبعد فالتفسير إنما هو على العصا لاسئة القوس، وهي من ن س ء، فإن كانت السأة من نسأت فيه علة، والفاء محذوفة. وهذا الحذف إنما هو من هذا الضرب في المصادر، نحو: العدة، والزنة، والضعة، والقحة. وذلك مما فاؤه واو لا نون، ولم يمرر بنا ما حذفت نونه وهي فاء. وسئة القوس: فعة، واللام محذوفة كما ترى.
قال أبو حاتم: إن ابن إسحاق سأل أبا عمرو: لم تركت همز {منسأته}؟ فقال: وجدت لها في كتاب الله أمثالا: {هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة} و {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم}. وقال هارون كان أبو عمرو يهمز، ثم تركها.
قول أبي عمرو: {خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} و {لَتَرَوُنَّ} يريد أن {البرية} من برأ الله الخلق، فترك همزها تخفيفا. وكذلك {لَتَرَوُنَّ} يريد تخفيف همز ترى؛ لأن أصلها ترأى، فاجتمع على تخفيف الهمزتين في الموضعين. ولا يريد أن واو {لَتَرَوُنَّ} غير مهموزة؛ وذلك لأن همز هذه الواو لضمتها شاذ من حيث كانت الحركة لالتقاء الساكنين، وليست بلازمة.
وقال أبو حاتم في حرف عبد الله: {إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ أكَلَتْ مِنْسَأَتَهُ} وفي حرف أبي {منَسَيَتَه} قال وهي تدل على الهمز؛ لأن الهمزة قد تحذف من الخط. فقول ابن مسعود: {أكلتْ} هو تفسير الدلالة، أي ما دلهم على موته إلا دابة الأرض ثم فسر وجه الدلالة، فقال: {أكَلَتْ مِنْسَأَتَهُ} أي: فخرّ، فتبينتِ الجنّ.
ومن ذلك قراءة ابن عباس والضحاك وأبي عبد الله وعلي بن حسين: {تَبَيَّنَتِ الإنْسُ}.
قال أبو الفتح: أي: تبينت الإنس أن الجن لو علموا بذلك ما لبثوا في العذاب. يدل على صحة هذا التأويل ما رواه معبد عن قتادة، قال: في مصحف عبد الله {تَبَيَّنَتِ الإنْسُ أن الجن لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا}.
ومن ذلك قراءة ابن جندب: {وَهَلْ يُجْزَى إِلَّا الْكَفُور}.
قال أبو الفتح: حدثنا أبو بكر محمد بن علي المراغي، ورُوِّيناه أيضا عن شيخنا أبي عليٍّ، قال: كان أبو إسحاق يقول: جزيت الرجل في الخير، وجازيته في الشر. واستدل على ذلك بقراءة العامة: {وَهَلْ يُجَازَى إِلَّا الْكَفُور} وقرأت على أبي عليّ عن أبي زيد:
لَعَمْرِي لَقَد برَّ الضبابَ بَنُوه ** وَبَعضُ البَنِينَ حُمَّةٌ وسُعَالُ

جَزَوْنِي بما رَبَّيْتُهُمْ وَحَمَلْتُهُمْ ** كذلِكَ ما إنَّ الخُطُوبَ دَوَالُ

وينبغي أن يكون أبو إسحاق يريد أنك إذا أرسلتهما ولم تعدهما إلى المفعول الثاني كانا كذلك، فإذا ذكرته اشتركا. ألا ترى إلى قوله:
جَزَانِي الزُّهدَمَانِ جَزَاء سَوء ** وكنتُ المرءَ أُجْزَى بالكَرَامَهْ

فأما قراءة ابن جندب: {وَهَلْ يُجْزَى إِلَّا الْكَفُور} فوجهه أنه إذا كان عن الحسنة عشرا فذلك تفضل، وليس جزاء، وإنما الجزاء في تعادل العمل والثواب عنه. ولله در جرير وعذوبته قال:
يا أُمَّ عمرٍو جَزاكِ اللهُ صالِحَةً ** رُدِّي عَلَيَّ فُؤادِي كالذِي كَانَا

وقال أبو حاتم {وَهَلْ يجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} بالنصب قراءة قتادة وابن وثاب والنخعي، في جماعة ذَكَرَهم.
ومن ذلك قراءة ابن عباس ومحمد بن علي ابن الحنفية وابن يعمر بخلاف والكلبي وعمرو ابن فائد: {رَبُّنَا} رفع {بَعَّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} رفع الباء على الخبر، وفتح الباء من {بعد} والعين، ونصب النون من {بين}.
وقرأ: {رَبَّنَا بَعُدَ} بفتح الباء والدال، وضم العين {بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ابن يعمر وسعيد ابن أبي الحسن ومحمد بن السميفع وسفيان بن حسين- بخلاف- والكلبي، بخلاف.
وقرأ: {رَبَّنَا بَاعَدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ابن عباس وابن يعمر ومحمد بن علي وأبو رجاء والحسن- بخلاف- وأبو صالح وسلام ويعقوب وابن أبي ليلى والكلبي.
قال أبو الفتح: أما {بَعَّدَ} و {بَاعَدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} فإن {بين} فيه منصوب نصب المفعول به، كقولك: بَعَّدَ وبَاعَدَ مسافة أسفارنا، وليس نصبه على الظرف. يدلك على ذلك قراءة من قرأ: {بَعُدَ بَيْنُ أَسْفَارِنَا} كقولك: بَعُدَ مَدَى أسفارِنا، فرفعُه دليل كونه اسمًا، وعليه قوله:
كأنَّ رِماحَهُم أشْطانُ بِئْرٍ ** بَعِيد بينَ جَالَيها جَرُور

أي: بعيد مدى جاليها، أو مسافة جاليها. ويؤكد كون بينَ هنا اسمًا لا ظرفًا أن بَعَّدَ وبَاعَدَ فعلان متعديان، فمفعولهما معهما، وليس بين هاهنا مثلها في قولك: جلست بين القوم؛ لأن معناه جلست في ذلك الموضع وليس يريد هنا بَعِّد أو بَاعِد فيما بين أسفارنا شيئا.