فصل: قال صاحب روح البيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وتعقب بأنه لم يعرف التأويب بمعنى التصرف في لغة العرب، وقيل: المعنى ارجعي إلى مراده فيما يريد من حفر واستنباط أعين واستخراج معدن ووضع طريق، والجملة معمولة لقول مضمر أي قولنا يا جبال على أنه بدل من {فَضْلًا} بدل كل من كل أو بدل اشتمال أو قلنا يا جبال على أنه بدل من {ءاتَيْنَا} وجوز كونه بدلًا من {فَضْلًا} بناء على أنه يجوز إبدال الجملة من المفرد، وجوز أبو حيان الاستئناف وليس بذاك.
وقرأ ابن عباس والحسن وقتادة وابن أبي إسحاق {أَوّبِى} بضم الهمزة وسكون الواو أمر من الأوب وهو الرجوع وفرق بينهما الراغب بأن الأوب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة والرجوع يقال فيه وفي غيره.
والمعنى على هذه القراءة عند الجمهور ارجعي معه في التسبيح وأمر الجبال كامر الواحدة المؤنثة لأن جمع ما لا يعقل يجوز فيه ذلك، ومنه يا خيل الله اركبي وكذا {مآَرِبُ أخرى} [طه: 8 1] وقد جاء ذلك في جمع من يعقل من المؤنث قال الشاعر:
تركنا الخيل والنعم المفدي ** وقلنا للنساء بها أقيمي

لكن هذا قليل {والطير} بالنصب وهو عند أبي عمرو بن العلاء باضمار فعل تقديره وسخرنا له الطير وحكى أبو عبيدة عنه أن ذاك بالعطف على {فَضْلًا} ولا حاجة إلى الإضمار لأن إيتاءها إياه عليه السلام تسخيرها له، وذكر الطيبي أن ذلك كقوله:
علفتها تبنا وماء باردا

وقال الكسائي: بالعطف أيضًا إلا أنه قدر مضافًا أي وتسبيح الطير ولا يحتاج إليه، وقال سيبويه: الطير معطوف على محل {جِبَالٍ} نحو قوله:
ألا يا زيد والضحاك سيرا

بنصب الضحاك، ومنعه بعض النحويين للزوم دخول يا علي المنادى المعرف بأل.
والمجيز يقول: رب شيء يجوز تبعًا ولا يجوز استقلالًا، وقال الزجاج: هو منصوب على أنه مفعول معه.
وتعقبه أبو حيان بأنه لا يجوز لأن قبله {مَعَهُ} ولا يقتضي اثنين من المفعول معه إلا على البدل أو العطف فكما لا يجوز جاء زيد مع عمرو مع زينب إلا بالعطف كذلك هذا، وقال الخفاجي: لا يأباه {مَعَهُ} سواء تعلق بأوبى على أنه ظرف لغو أو جعل حالا لأنهما معمولان متغايران إذ الظرف والحال غير المفعول معه وكل منها باب على حده وإنما الموهم لذلك لفظ المعية فما اعترض به أبو حيان غير متوجه وإن ظن كذلك، وأقبح من الذنب الاعتذار حيث أجيب بأنه يجوز أن يقال حذفت واو العطف من قوله تعالى: {والطير} استثقالًا لاجتماع الواوين أو اعتبر تعلق الثاني بعد تعلق الأول.
وقرأ السلمي وابن هرمز وأبو يحيى وأبو نوفل ويعقوب وابن أبي عبلة وجماعة من أهل المدينة وعاصم في رواية {والطير} بالرفع وخرج على أنه معطوف على {جِبَالٍ} باعتبار لفظه وحركته لعروضها تشبه حركة الاعراب ويغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع، وقيل معطوف على الضمير المستتر في {أَوّبِى} وسوغ ذلك الفصل بالظرف، وقيل: هو بتقدير ولتئوب الطير نظير ما قيل في قوله تعالى: {اسكن أَنتَ وَزَوْجُكَ الجنة} [البقرة: 5 3].
وقيل: هو مرفوع بالابتداء والخبر محذوف أي والطير تئوب {وَأَلَنَّا لَهُ الحديد} وجعلناه في يده كالشمع والعجين ينصرفه كما يشاء من غير نار ولا ضرب مطرقة قاله السدى.
وغيره، وقيل: جعلناه بالنسبة إلى قوته التي آتيناها إياه لينا كالشمع بالنسبة إلى قوى سائر البشر.
{أَنِ اعمل سابغات}.
{أن} مصدرية وهي على إسقاط حرف الجر أي ألنا له الحديد لعمل سابغات أو وأمرناه بعمل سابغات، والأول أولى، وأجاز الحوفي وغيره أن تكون مفسرة ولما كان شرط المفسرة أن يتقدمها معنى القول دون حروفه وألنا ليس فيه ذلك قدر بعضهم قبلها فعلا محذوفًا فيه معنى القول ليصح كونها مفسرة أي وأمرناه أن أعمل أي أي اعمل، وأورد عليه أن حذف المفسر لم يعهد، والسابغات الدروع وأصله صفة من السبوغ وهو التمام والكمال فغلب على الدروع كالابطح قال الشاعر:
لا سابغات ولا جأواء باسلة ** تقي المنون لدى استيفاء آجال

ويقال سوابغ أيضًا كما في قوله:
عليها أسود ضاريات لبوسهم ** سوابغ بيض لا تخرقها النبل

فلا حاجة إلى تقدير موصوف أي دروعًا سابغات، ولا يرد هذا نقصًا على ما قيل إن الصفة ما لم تكن مختصة بالموصوف كحائض لا يحذف موصوفها.
وقرىء {صابغات} بإبدال السين صادًا لأجل الغين.
{سابغات وَقَدّرْ في السرد} السرد نسج في الأصل كما قال الراغب خرز ما يخشن ويغلظ قال الشماخ:
فظلت سراعًا خيلنا في بيوتكم ** كما تابعت سرد العنان الخوارز

واستعير لنظم الحديد.
وفي البحر هو اتباع الشيء بالشيء من جنسه ويقال للدرع مسرودة لأنه توبع فيها الحلق بالحلق قال الشاعر:
وعليهما مسرودتان قضاهما ** داود أو صنع السوابغ تبع

ولصانعها سراد وزراد بإبدال السين زايًا، وفسره هنا غير واحد بالنسج وقال: المعنى اقتصد في نسخ الدروع بحيث تتناسب حلقها، وابن عباس فيما أخرجه عنه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق بالحلق أي اجعل حلقها على مقادير متناسبة، وقال ابو زيد: لا تعملها صغيرة فتضعف فلا يقوى الدرع على الدفاع ولا كبيرة فينال صاحبها من خلالها، وجاء في رواية أخرى عن ابن عباس تفسيرها بالمسامير وروي ذلك عن قتادة ومجاهد أي قدر مساميرها فلا تعملها دقاقًا ولا غلاظًا أي اجعلها على مقدار معين دقة وغيرها مناسبة للثقب الذي هىء لها في الحلقة فإنها إن كانت دقيقة اضطربت فيها فلم تمسك طرفيها وإن كانت غلظة خرقت طرف الحلقة الموضوعة فيه فلا تمسك أيضًا، ويبعد هذا أن إلانة الحديد له عليه السلام بحيث كان كالشمع والعجيب يغني عن التسمير فإنه بعد جمع الحلق وإدخال بعضه في بعض يزال انفصال طرفي كل حلقة بمزج الطرفين كما يمزج طرفا حلقة من شمع أو عجين والإحكام بذلك أتم من الإحكام بالتسمير بل لا يبقى معه حاجة إلى التسمير أصلًا فلعله إن صح مبني على أنه عليه السلام كان يعمل الحلق من غير مزج لطرفي كل فيسمر للإحكام بعد إدخال بعضه في بعض، ويظهر ذلك على التفسير الثاني لقوله تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الحديد} إذ غاية القوة كسر الحديد كما يريد من غير آلة دون وصل بعضه ببعض، ولا يعارض ذلك ما نقل عن البقاعي أنه قال: أخبرنا بعض من رأى ما نسب إلى داود عليه السلام من الدروع أنه بغير مسامير فإنه نقل عن مجهول فلا يلتفت لمثله، وقيل معنى {قُدِرَ في السرد} لا تصرف جميع أوقاتك فيه بل مقدار ما يحصل به القوت وأما الباقي فاصرفه إلى العبادة قيل وهو الأنسب بالأمر الآتي، وحكى أنه عليه السلام أول من صنع الدرع حلقًا وكانت قبل صفائح وروي ذلك عن قتادة.
وعن مقاتل أنه عليه السلام حين ملك على بني إسرائيل يخرج متنكرًا فيسأل الناس عن حاله فعرض له ملك في صورة إنسان فسأله فقال: نعم العبد لولا خلة فيه فقال: وما هي؟ قال: يرزق من بيت المال ولو أكل من عمل يده تمت فضائله فدعا الله تعالى أن يعلمه صنعة ويسهلها عليه فعلمه صنعة الدروع وألان له الحديد فأثرى وكان ينفق ثلث المال في مصالح المسلمين وكان يفرغ من الدرع في بعض يوم أو في بعض ليل وثمنها ألف درهم.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال: كان داود عليه السلام يرفع في كل يوم درعًا فيبيعها بستة آلاف درهم ألفان له ولأهله وأربعة آلاف يطعم بها بني إسرائيل الخبز الحواري، وقيل: كان يبيع الدرع بأربعة آلاف فينفق منها على نفسه وعياله ويتصدق على الفقراء، وفي مجمع البيان عن الصادق رضي الله تعالى عنه أنه عمل ثلثمائة وستين درعًا فباعها بثلثمائة وستين ألف درهم فاستغنى عن بيت المال {واعملوا صالحا} خطاب لداود وآله عليهم السلام وهم وإن لم يجر لهم ذكر يفهمون على ما قاله الخفاجي التزامًا من ذكره، وجوز أن يكون خطابًا له عليه السلام خاصة على سبيل التعظيم، وأيًا ما كان فالظاهر أنه أمر بالعمل الصالح مطلقًا، وليس هو على الوجه الثاني أمرًا بعمل الدروع خالية من عيب.
{إِنّى بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فأجازيكم به وهو تعليل للأمر أو لوجوب الامتثال به على وجه الترغيب والترهيب. اهـ.

.قال صاحب روح البيان:

{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُادَ مِنَّا فَضْلا}.
أعطى الله تعالى داود اسمًا ليس فيه حروف الاتصال فدل على أنه قطعه عن العالم بالكلية وشرفه بألطافه الخفية والجلية فإن بين الاسم والمسمى مناسبة لا يفهما إلا أهل الحقيقة وقد صح أن الألقاب والأسماء تنزل من صوب السماء والفضل الزيادة والتنوين للنوع أي: نوعًا من الفضل على سائر الأنبياء مطلقًا سواء كانوا أنبياء بني إسرائيل أو غيرهم كما دل عليه قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (البقرة: 253) والفاضل من وجه لا ينافي كونه مفضولًا من وجه آخر وهذا الفضل هو ما ذكر بعد من تأويب الجبال وتسخير الطير وإلانة الحديد فإنه معجزة خاصة به وهذا لا يقتضي انحصار فضله فيها فإنه تعالى أعطاه الزبور كما قال في مقام الامتنان والتفضل.
{وَءَاتَيْنَا دَاوُادَ زَبُورًا} (النساء: 163).
قال في التأويلات النجمية: والفرق بين داود وبين نبينا صلى الله عليه وسلّم أنه ذكر فضله في حق داود على صفة النكرة وهي تدل على نوع من الفضل وشيء منه وهو الفيض الإلهي بلا واسطة كما دل عليه كلمة {منا} وقال في حق نبينا صلى الله عليه وسلّم {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء: 113) والفضل الموصوف بالعظمة يدل على كمال الفضل وكذا قوله فضل الله لما أضاف الفضل إلى الله اشتمل على جميع الفضل كما لو قال أحد دار فلان اشتملت على جميع الدور انتهى بنوع من التغيير.
ويجوز أن يكون التنكير للتفخيم ومن التأكيد فخامته الذاتية لفخامته الإضافية على أن يكون المفضل عليه غير الأنبياء فالمعنى إذا ولقد آتينا داود بلا واسطة فضلًا عظيمًا على سائر الناس كالنبوة والعلم والقوة والملك والصوت الحسن وغير ذلك {يا جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ} بدل من آتينا بإضمار قلنا أومن فضلا باضمار قولنا.
والتأويب على معنيين:
أحدهما: الترجيع وهو بالفارسية نغمه كردانيدن لأنه من الأوب وهو الرجوع.
والثاني: السير بالنهار كله فالمعنى على الأول رجعي معه التسبيح وسبحي مرة بعد مرة.
قال في كشف الأسرار: أوّبي سبحي معه إذا سبح وهو بلسان الحبشة انتهى، وذلك بأن يخلق الله تعالى فيها صوتًا مثل صوته كما خلق الكلام في شجرة موسى عليه السلام فكان كلما سبح سمع من الجبال ما يسمع من المسبح ويعقل معنى معجزة له قالوا: فمن ذلك الوقت يسمع الصدى من الجبال وهو ما يرده الجبل على المصوت فيه.
فإن قلت: قد صح عند أهل الحقيقة أن للأشياء جميعًا تسبيحًا بلسان فصيح ولفظ صريح يسمعه الكمل من أهل الشهود فما معنى الفضل فيه لداود؟ قلت: الفضل موافقة الجبال له بطريق خرق العادة كما دل عليه كلمة مع.
فإن قلت: قد ثبت أيضًا عندهم أن أذكار العوالم متنوعة فمتى سمع السالك من الأشياء الذكر الذي هو مشغول به فكشفه خيالي غير صحيح يعني أنه خيال أقيم له في الموجودات وليس له حقيقة وإنما الكشف الصحيح الحقيقي هو أن يسمع من كل شيء ذكرًا غير ذكر الآخر.
قلت: لا يلزم من موافقة الجبال لداود أن لا يكون لها تسبيح آخر في نفسها مسموع لداود كما هي فيه والمعنى على الثاني سيرى معه حيث سار، ولعل تخصيص الجبال بالتسبيح أو السير لأنها على صور الرجال كما دل عليه ثباتها {وَالطَّيْرُ} بالنصب عطفًا على فضلًا يعني وسخرنا له الطير لأن إيتاءها إياه عليه السلام لتسخيرها له فلا حاجة إلى إضماره ولا إلى تقدير المضاف أي: تسبيح الطير كما في الإرشاد: نزل الجبال والطير منزلة العقلاء حيث نوديت نداءهم إذ ما من حيوان وجماد إلا وهو منقاد لمشيئته ومطيع لأمره فانظر إذ من طبع الصخور الجمود ومن طبع الطيور النفور ومع هذا قد وافقته عليه السلام فأشد منها القاسية قلوبهم لا يوافقون ذكرًا ولا يطاوعون تسبيحًا وينفرون من مجالس أهل الحق نفور الوحوش بل يهجمون عليها بأقدام الإنكار كأنهم الأعداء من الجيوش.
قال المولى الجامي في شرح الفصوص: وإنما كان تسبيح الجبال والطير لتسبيحه لأنه لما قوي توجهه عليه السلام بروحه إلى معنى التسبيح والتحميد سري ذلك إلى أعضائه وقواه فإنها مظاهر روحه ومنها إلى الجبال والطير فإنها صور أعضائه وقواه في الخارج فلا جرم يسبحن لتسبيحه وتعود فائدة تسبيحها إليه يعني لما كان تسبيحها ينشأ من تسبيحه لا جرم يكون ثوابه عائدًا إليه لا إليها لعدم استحقاقها لذلك انتهى.
والحاصل: أن الذكر من اللسان يعبر إلى أن يصل إلى الروح ثم ينعكس النور من الروح إلى جبال النفس وطير القلب ثم بالمداومة ينعكس من النفس إلى البدن فيستوعب جميع أجزاء البدن ظاهرها وباطنها ثم ينعكس من أجزائه العنصرية إلى العناصر الأربعة مفردها ومركبها وينعكس من النفس إلى النفوس أعني النفس النامية والنفس الحيوانية والنفس السماوية والنفس النجومية وينعكس من الروح الإنساني إلى عالم الأرواح إلى أن يستوعب جميع العالم ملكه وملكوته وإليهما الإشارة بالجبال والطير فيذكر العالم بما فيه موافقة للذاكر ثم يعبر الذكر عن المخلوقات ويصعد إلى رب العالمين كما قال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (فاطر: 10) فيذكره الله تعالى فيكون ذاكرًا ومذكورًا متصفًا بصفة الرب وبخلقه ويكون الفضل في حقه كونه مذكورًا للحق.
ثم إن الله تعالى ما بعث نبيًا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان لداود عليه السلام حسن صوت جدًا زائد على غيره كما أنه كان ليوسف عليه السلام حسن زائد على حسن غيره.
قال القرطبي: حُسْنُ الصوت هبة الله تعالى وقد استحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بتزيين الصوت وبالترجيع ما لم يكن لحنًا مفسدًا مغيرًا للمبنى مخرجًا للنظم عن صحة المعنى لأن ذلك سبب للرقة وإثارة الخشية كما في فتح القريب كيف يسمع صوتي مع هذه الأصوات فنزل ملك وأخذ بعضد داود وأوصله إلى البحر فوضع قدمه عليه فانفلق حتى وصل إلى الأرض تحته فوضع قدمه عليها حتى انشقت فوصل إلى الحوت تحت الأرض ثم إلى الصخرة تحت الحوت فوضع قدمه على الصخرة فظهرت دودة وكانت تنشر فقال له الملك: يا داود إن ربك يسمع نشير هذه الدودة في هذا الموضع من وراء السبع الطباق فكيف لا يسمع صوتك من بين أصوات الصخور والجبال فتنبه داود لذلك ورجع إلى مقامه.