فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



كما ذكرنا، لا يجوز: ما زيد بالذي يخرج إلا أخوه، ولا مازيد بالذي يضرب إلا عمرًا، ولا ما زيد بالذي يمر إلا ببكر.
والتركيب الذي ركبه الزمخشري من قوله: لا يقرب أحدًا إلا المؤمن، غير موافق للقرآن؛ ففي الذي ركبه يجوز ما قال، وفي لفظ القرآن لا يجوز.
وأجاز الفراء أن تكون من في موضع رفع، وتقدير الكلام عنده ما هو المقرب {إلا من آمن}. انتهى.
وقوله كلام لا يتحصل منه معنى، كأنه كان نائمًا حين قال ذلك.
وقرأ الجمهور: {جزاء الضعف} على الإضافة، أضيف فيه المصدر إلى المفعول، وقدره الزمخشري مبنيًا للمفعول الذي لم يسم فاعله، فقال: أن يجازو الضعف، والمصدر في كونه يبنى للمفعول الذي لم يسم فاعله فيه خلاف، والصحيح المنع، ويقدر هنا أن يجاوز الله بهم الضعف، أي يضاعف لهم حسناتهم، الحسنة بعشر أمثالها، وبأكثر إلى سبعمائة لمن يشاء.
وقرأ قتادة: جزاء الضعف برفعهما؛ فالضعف بدل، ويعقوب في رواية بنصب جزاء ورفع الضعف، وحكى هذه القراءة الداني عن قتادة، وانتصب جزاء على الحال، كقولك: في الدار قائمًا زيد.
وقرأ الجمهور: {في الغرفات} جمعًا مضموم الراء؛ والحسن، وعاصم: بخلاف عنه؛ والأعمش، ومحمد بن كعب: بإسكانها؛ وبعض القراء: بفتحها؛ وابن وثاب، والأعمش، وطلحة، وحمزة: وأطلق في اختياره في الغرفة على التوحيد ساكنة الراء؛ وابن وثاب أيضًا: بفتحها على التوحيد.
ولما ذكر جزاء من آمن، ذكر عقاب من كفر، ليظهر تباين الجزأين، وتقدم تفسير نظير هذه الكلمة.
ولما كان افتخارهم بكثرة الأموال والأولاد، أخبروا أن ذلك على ما شاء الله كبر، وذلك المعنى تأكيد أن ذلك جار على ما شاء الله، إلا أن ذلك على حسب الاستحقاق، لا التكرمة، ولا الهوان.
ومعنى {فهو يخلفه} أي يأتي بالخلف والعوض منه، وكان لفظ من عباده مشعرة بالمؤمنين، وكذلك الخطاب في {وما أنفقتم} يقصد هنا رزق المؤمنين، فليس مساق.
{قل إن ربي يبسط} مساق ما قيل للكفار، بل مساق الوعظ والتزهيد في الدنيا، والحض على النفقة في طاعة الله، وإخلاف ما أنفق، إما منجزًا في الدنيا، وإما مؤجلًا في الآخرة، وهو مشروط بقصد وجه الله.
وقال مجاهد: من كان عنده من هذا المال ما يقيمه فليقتصد، وأن الرزق مقسوم، ولعل ما قسم له قليل، وهو ينفق نفقة الموسع عليه، فينفق جميع ما في يده، ثم يبقى طول عمره في فقر ولا يتأتى.
{وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} في الآخرة، ومعنى الآية: ما كان من خلف فهو منه.
وجاء {الرازقين} جمعًا، وإن كان الرازق حقيقة هو الله وحده، لأنه يقال: الرجل يرزق عياله، والأمير جنده، والسيد عبده، والرازقون جمع بهذا الاعتبار، لكن أولئك يرزقون مما رزقهم الله، وملكهم فيه التصرف، ولله تعالى يرزق من خزائن لا تفنى، ومن إخراج من عدم إلى وجود.
{ويوم يحشرهم جميعًا} أي المكذبين، من تقدم ومن تأخر.
وقرأ الجمهور: نحشرهم، نقول بالنون فيهما، وحفص بالياء، وتقدمت في الأنعام وخطاب الملائكة تقريع للكفار، وقد علم تعالى أن الملائكة منزهون براء مما وجه عليهم من السؤال، وإنما ذلك على طريق توقيف الكفار، وقد علم سوء ما ارتبكوه من عبادة غير الله، وأن من عبدوه متبرىء منهم.
و {هؤلاء} مبتدأ و، خبره {كانوا يعبدون} و {إياكم} مفعول {يعبدون}.
ولما تقدم انفصل، وإنما قدم لأنه أبلغ في الخطاب، ولكون {يعبدون} فاصلة.
فلو أتى بالضمير منفصلًا، كان التركيب يعبدونكم، ولم تكن فاصلة.
واستدل بتقديم هذا المعمول على جواز تقديم خبر كان عليها إذا كان جملة، وهي مسألة خلاف، أجاز ذلك ابن السراج، ومنع ذلك قوم من النحويين، وكذلك منعوا توسطه إذا كان جملة.
وقال ابن السراج: القياس جواز ذلك، ولم يسمع.
ووجه الدلالة من الآية أن تقديم المعمول مؤذن بتقديم العامل، فكما جاز تقديم {إياكم} جاز تقديم {يعبدون} وهذه القاعدة ليست مطردة، والأولى منع ذلك إلى أن يدل على جوازه سماع من العرب.
ولما أجابوا الله بدأوا بتنزيهه وبراءته من كل سوء، كما قال عيس عليه السلام: {سبحانك} ثم انتسبوا إلى موالاته دون أولئك الكفرة، أي {أنت ولينا} إذ لا موالاة بيننا وبينهم.
وفي قولهم: {بل كانوا يعبدون الجن} إشعار لهم بما عبدوه، وإن لم يصرح به.
لكن الإضراب ببل يدل عليه وذلك لأن المعبود إذ لم يكن راضيًا بعبادة عابده مريدًا لها، لم يكن ذلك العابد عابدًا له حقيقة، فلذلك قالوا: {بل كانوا يعبدون الجن} لأن أفعالهم القبيحة من وسوسة الشياطين وإغوائهم ومراداتهم عابدون لهم حقيقة، فلذلك قالوا: {بل كانوا يعبدون الجن} إذ الشياطين راضون تلك الأفعال.
وقيل: صورت لهم الشياطين صور قوم من الجن، وقالوا: هذه صور الملائكة فاعبدوها.
وقيل: كانوا يدخلون في أجواف الأصنام إذا عبدت، فيعبدون بعبادتها.
وقال ابن عطية: لم تنف الملائكة عبادة البشر اياها، وإنما أقرت أنها لم يكن لها في ذلك مشاركة.
وعبادة البشر الجن هي فيما يقرون بطاعتهم إياهم، وسماعهم من وسوستهم وإغوائهم، فهذا نوع من العبادة.
وقد يجوز أن يكون في الأمم الكافرة من عبد الجن، وفي القرآن آيات يظهر منها أن الجن عبدت، في سورة الأنعام وغيرها. انتهى.
وإذا هم قد عبدوا الجن، فما وجه قولهم: أكثرهم مؤمنون، ولم يقولوا جميعهم، وقد أخبروا أنهم كانوا يعبدون الجن؟ والجواب أنهم لم يدعوا الإحاطة، إذ قد يكون في الكفار من لم يطلع الملائكة عليهم، أو أنهم حلموا على الأكثر بإيمانهم بالجن لأن الإيمان من عمل القلب، فلم يذكروا الاطلاع على جميع أعمال قلوبهم، لأن ذلك لله تعالى.
ومعنى {مؤمنون} مصدقون أنهم معبودوهم، وقيل: مصدقون أنهم بنات الله، وأنهم ملائكة، {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا} وأما من قال بأن الأكثر بمعنى الجميع، فلا يرد عليه شيء، لكنه ليس موضوع اللغة.
{فاليوم} هو يوم القيامة، والخطاب في {بعضكم} قيل: للملائكة، لأنهم المخاطبون في قوله: {أهؤلاء إياكم} ويكون ذلك تبكيتًا للكفار حين بين لهم أن من عبدوه لا ينفع ولا يضر، ويؤيده: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} ولأن بعده: {ونقول للذين ظلموا} ولو كان الخطاب للكفار، لكان التركيب فذوقوا.
وقيل: الخطاب للكفار، لأن ذكر اليوم يدل على حضورهم، ويكون قوله: ويقول، تأكيدًا لبيان حالهم في الظلم.
وقيل: هو خطاب من الله لمن عبد ومن عبد.
وقوله: {نفعًا} قيل: بالشفاعة، {ولا ضرًا} بالتعذيب.
وقيل هنا: {التي كنتم بها تكذبون} وفي السجدة: {الذي كنتم به تكذبون} كل منهما، أي من العذاب ومن النار، لأنهم هنا لم يكونوا ملتبسين بالعذاب، بل ذلك أول مارأوا النار، إذ جاء عقيب الحشر، فوصفت لهم النار بأنها هي التي كنتم تكذبون بها.
وأما الذي في السجدة، فهم ملابسو العذاب، متردّدون فيه لقوله: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} فوصف لهم العذاب الذي هم مباشروه، وهو العذاب المؤبد الذي أنكروه.
والإشارة بقوله: ما {ما هذا إلا رجل} إلى تالي الآيات، المفهوم من قوله: {وإذا تتلى عليه} وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحكي تعالى مطاعنهم عند تلاوة القرآن عليهم، فبدأوا أولًا: بالطعن في التالي، فإنه يقدح في معبودات آلهتكم.
ثانيًا فيما جاء به الرسول من القرآن، بأنه كذب مختلق من عنده، وليس من عند الله.
وثالثًا: بأن ما جاء به سحر واضح لما اشتمل على ما يوجب الاستمالة وتأثير النفوس له وإجابته.
وطعنوا في الرسول، وفيما جاء به، وفي وصفه، واحتمل أن يكون ذلك صدر من مجموعهم، واحتمل أن تكون كل جملة منها قالها قوم غير من قال الجملة الأخرى.
وفي قوله: {لما جاءهم} دليل على أنه حين جاءهم لم يفكروا فيه، بل بادروه بالإنكار ونسبته إلى السحر، ولم يكتفوا بقولهم، إنه سحر حتى وصفوه بأنه واضح لمن يتأمله.
وقيل: إنكار القرآن والمعجزة كان متفقًا عليه من المشركين وأهل الكتاب، فقال تعالى: {وقال الذين كفروا للحق} على وجه العموم. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ}.
أخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه أنه سأل عن قوله: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} النفقة في سبيل الله قال: لا. ولكن نفقة الرجل على نفسه، وأهله فالله يخلفه.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب المفرد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: في غير إسراف ولا تقتير.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنفقتم على اهليكم في غير إسراف ولا تقتير، فهو في سبيل الله».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: من غير إسراف ولا تقتير.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: إذا كان لأحدكم شيء فليقتصد، ولا يتأوّل هذه الآية {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} فإن الرزق مقسوم يقول: لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} قال: ما كان من خلف فهو منه، وربما أنفق الإِنسان ماله كله في الخير، ولم يخلف حتى يموت. ومثلها {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} [هود: 6] يقول: ما آتاها من رزق فمنه، وربما لم يرزقها حتى تموت.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامنًا، إلا نفقة في بنيان، أو معصية».
وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة، وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة، وما وقي به عرضه كتب له به صدقة، وكل نفقة أنفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن، إلا نفقة في معصية، أو بنيان. قيل لابن المنكدر: وما أراد بما وقي به المرء عرضه كتب له به صدقة؟ قال: ما أعطى الشاعر، وذا اللسان المتقي».
وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إن بعد زمانكم هذا زمانًا عضوضًا، يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق، قال الله {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}».
وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «قال الله عز وجل: أنفق يا ابن آدم، أنفق عليك».
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لكل يوم نحسًا، فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة، ثم قال: اقرأوا مواضع الخلف، فإني سمعت الله يقول {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} إذا لم تنفقوا كيف يخلف».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المعونة تنزل من السماء على قدر المؤونة».
وأخرج الحكيم الترمذي عن الزبير بن العوّام رضي الله عنه قال: جئت حتى جلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ بطرف عمامتي من ورائي. ثم قال: «يا زبير إني رسول الله إليك خاصة، وإلى الناس عامة، أتدرون ماذا قال ربكم؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: ربكم حين استوى عل عرشه، فنظر خلقه: عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدي، فلا تتعبوا فيما تكفلت لكم، فاطلبوا مني أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال الله تبارك وتعالى: أنفق أنفق عليك، وأوسع أوسع عليك، ولا تُضَيِّقَ أُضَيِّقُ عليك، ولا تُصِرُّ فأصِرُّ عليك، ولا تخزن فأخزن عليك، إن باب الرزق مفتوح من فوق سبع سموات، متواصل إلى العرش، لا يغلق ليلًا ولا نهارًا، ينزل الله منه الرزق على كل امرىء بقدر نيته، وعطيته، وصدقته، ونفقته، فمن أكثر أكثر له، ومن أقل أقل له، ومن أمسك أمسك عليه، يا زبير فكل، واطعم، ولا توك فيوكي عليك، ولا تحص فيحصى عليك، ولا تقتر فيقتر عليك، ولا تعسر فيعسر عليك، يا زبير إن الله يحب الانفاق، ويبغض الإقتار، وإن السخاء من اليقين، والبخل من الشك، فلا يدخل النار من أيقن، ولا يدخل الجنة من شك. يا زبير إن الله يحب السخاوة ولو بفلق تمرة، والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حية يا زبير إن الله يحب الصبر عند زلزلة الزلازل، واليقين النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، والورع الصادق عند الحرام والخبيثات. يا زبير عظم الإِخوان، وجلل الأبرار، ووقر الأخيار، وصل الجار، ولا تماش الفجار. من فعل ذلك دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إليّ ووصيتي إليك».
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون} قال: استفهام كقوله لعيسى عليه السلام {أأنت قلت للناس} [المائدة: 116].
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {بل كانوا يعبدون الجن} قال: الشيطان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وما آتيناهم من كتب يدرسونها} قال: لم يكن عندهم كتاب يدرسونه، فيعلمون أن ما جئت به حق أم باطل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتاده رضي الله عنه في قوله: {وما آتيناهم من كتب يدرسونها} أي يقرأونها {وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير} وقال: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} [فاطر: 24] ولا ينقض هذا هذا، ولكن كلما ذهب نبي فمن بعده في نذارته حتى يخرج النبي الآخر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} يقول: من القدرة في الدنيا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وكذب الذين من قبلهم} قال: القرون الأولى {وما بلغوا} أي الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم {معشار ما آتيناهم} من القوة، والاجلال، والدنيا، والاموال.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وكذب الذين من قبلهم} قال: كذب الذين قبل هؤلاء {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} قال: يخبركم أنه اعطى القوم ما لم يعطكم من القوة وغير ذلك {فكيف كان نكير} يقول: فقد أهلك الله أولئك وهم أقوى وأخلد. اهـ.