فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثالث: يلقي.
{عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} قال الضحاك: الخفيات.
قوله عز وجل: {قُلْ جَاء الْحَقُّ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله ابن زيد.
الثاني: القرآن، قاله قتادة.
الثالث: الجهاد بالسيف، قاله ابن مسعود.
{وَمَا يُبْدِيءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الباطل الشيطان. رواه معمر.
الثاني: أنه إبليس. رواه خليد.
الثالث: أنه دين الشرك، قاله ابن بحر.
وفي إبداء الباطل وإعادته ثلاثة أوجه:
أحدها: لا يخلق ولا يبعث، قاله قتادة.
الثاني: لا يحيي ولا يميت، قاله الضحاك.
الثالث: لا يثبت إذا بدا، ولا يعود إذا زال، قاله ابن بحر.
قوله عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إذْ فِزَعُواْ} في فزعهم خمسة أقاويل:
أحدها: فزعهم يوم القيامة، قاله مجاهد.
الثاني: فزعهم في الدنيا حين رأو بأس الله عز وجل: قاله قتادة.
الثالث: هو الجيش الذي يخسف بهم في البيداء فيبقى منهم رجل فيخبر الناس بما لقي أصحابه فيفزعوا فهذا هو فزعهم، قاله سعيد بن جبير.
الرابع: هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم فلم يستطيعوا فرارًا من العذاب ولا رجوعًا إلى التوبة، قاله السدي.
الخامس: هو فزعهم في القبور من الصيحة، قاله الحسن.
وفي قوله تعالى: {فَلاَ فَوْتَ} ثلاثة أوجه:
أحدها: فلا نجاة، قاله ابن عباس.
الثاني: فلا مهرب، وهو معنى قول مجاهد.
الثالث: فلا سبق، قاله قتادة.
{وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} فيه ستة أقاويل:
أحدها: من تحت أقدامهم، قاله مجاهد.
الثاني: يوم بدر، قاله زيد بن أسلم.
الثالث: هو جيش السفياني، قاله ابن عباس.
الرابع: عذاب الدنيا، قاله الضحاك.
الخامس: حين خرجوا من القبور، قاله الحسن.
السادس: هو يوم القيامة، قاله القاسم بن نافع.
ويحتمل سابعًا: في أسرِّ ما كانوا فيه نفوسًا، وأقوى ما كانوا عليه أملًا لأنه أقرب بلاء من نعمه.
قوله عز وجل: {وَقَالُوا ءَامَنَّا بِهِ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يعني بالله، قاله مجاهد.
الثاني: بالبعث، قاله الحسن.
الثالث: بالرسل، قاله قتادة.
{وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ} وفي التناوش ثلاثة أقاويل:
أحدها: هو الرجعة، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر:
تمنى أن تئوب إليّ ميٌّ ** وليس إلى تناوشها سبيل

الثاني: هو التوبة، قاله السدي.
الثالث: هو التناول من قولهم نشته أنوشه نوشًا إذا تناوله من قريب، وقد تناوش القوم إذا دنا بعضهم من بعض ولم يلتحم القتال بينهم، قال الشاعر:
فهي تنوش الحوض نوشًا من علا ** نوشًا به تقطع أجواز الفلا

{مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ} فيه ثلاثة أقوايل:
أحدها: من الآخرة إلى الدنيا، قاله مجاهد.
الثاني: ما بين الآخرة والدنيا، رواه القاسم بن نافع.
الثالث: هو طلبهم الأمر من حيث لا ينال، قاله الحسن.
ويحتمل قولًا رابعًا: بعيد عليهم لاستحالته عندهم.
قوله عز وجل: {وَقَدْ كَفَرُواْ بِهِ مِن قَبْلُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم كفروا بالله تعالى، قاله مجاهد.
الثاني: بالبعث، قاله الحسن.
الثالث: بالرسول، قاله قتادة.
{مِن قَبْلُ} فيه وجهان:
أحدهما: في الدنيا، قاله مجاهد.
الثاني: من قبل العذاب.
{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: معناه يرجمون بالظن ويقولون في الدنيا لا بعث ولا جنة ولا نار، قاله الحسن.
الثاني: أنه طعنهم في القرآن، قاله عبد الرحمن بن زيد.
الثالث: هو طعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر أو ساحر، قاله مجاهد، وسماه قذفًا لخروجه عن غير حق.
قوله عز وجل: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} يعني بالموت، وفيه خمسة تأويلات:
أحدها: حيل بينهم وبين الدنيا، قاله مجاهد.
الثاني: بينهم وبين الإيمان، قاله الحسن.
الثالث: بينهم وبين التوبة، قاله السدي.
الرابع: بينهم وبين طاعة الله تعالى، قاله خليد.
الخامس: حيل بين المؤمن وبين العمل، وبين الكافر وبين الإيمان، قاله يزيد بن أبي يزيد.
{كَمَا فُعِلَ بِأَشْياعِهِم مّن قَبْلُ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم أوائلهم من الأمم الخالية، قاله مقاتل.
الثاني: أنه أصحاب الفيل حين أرادوا خراب الكعبة، قاله الضحاك.
الثالث: هم أمثالهم من الكفار الذين لم يقبل الله سبحانه منهم التوبة عند المعاينة.
{إنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} فيه وجهان:
أحدهما: لا يعرفون نبيهم، قاله مقاتل.
الثاني: هو شكهم في وقوع العذاب، قاله الضحاك. اهـ.

.قال الثعلبي:

{قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السماوات والأرض قُلِ الله وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لعلى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} هذا على جهة الإنصاف في الحجاج كما يقول القائل: أحدنا كاذب وهو يعلم أنه صادق وأنّ صاحبه كاذب.
والمعنى: ما نحن وأنتم على أمر واحد، إنّ أحد الفريقين لمهتد والآخر ضال. فالنبيّ ومن معه على الهدى ومن خالفه في ضلال، فكذبهم بأحسن من تصريح التكذيب.
وقيل هذا على جهة الاستهزاء بهم وهو غير شاك في دينه، وهذا كقول الشاعر وهو أبو الأسود:
يقول الأرذلون بنو قُشير ** طوالَ الدهر لا تنسى عليّا

بنو عم النبي وأقربوه ** أحبُّ الناس كلّهمُ إلَيّا

فإن يك حبهم رشدًا أصبْهُ ** وليس بمخطئ إن كان غيًا

فقاله من غير شك، وقد أيقن أن حبهم رشد.
وقال بعضهم: أو بمعنى الواو، يعني: إنا لعلى هدىً وإنكم إياكم لفي ضلال مبين، كقول جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا ** عدلت بهم طُهيّة والخشابا

يعني ثعلبة ورياحا.
{قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا} يوم القيامة {ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا} يقضي بيننا {بالحق وَهُوَ الفتاح العليم قُلْ أَرُونِيَ الذين أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء} يعني الأصنام هل خلقوا من الأرض شيئًا أم لهم شرك في السماوات: وتفسيرها في سورة الملائكة والأحقاف.
ثم قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ هُوَ الله العزيز الحكيم} وهو القاهر القوي الذي يمنع من يشاء ولا يمنعه مانع، فهو العزيز المنتقم ممن كفر به وخالفه، الحكيم في تدبيره لخلقه، فأنّى يكون له شريك في ملكه؟
قوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً} عامة {لِّلنَّاسِ} كلهم؛ العرب والعجم وسائر الأُمم. أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا ابن فضيل قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد ومقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيتُ خمسًا ولا أقول فخرًا: بُعثت إلى الأحمر والأسود، وجُعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأُحل لي المغنم ولم يحل لأحد كان قبلي، ونُصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر وأُعطيت الشفاعة فادّخرتها لأُمتي يوم القيامة، وهي إن شاء الله نائلة من لم يشرك بالله شيئًا».
وقيل: معناه كافّ للناس. يكفّهم عما هم عليه من الكفر، ويدعوهم إلى الإسلام، والهاء فيه للمبالغة.
{بَشِيرًا وَنَذِيرًا ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بهذا القرآن وَلاَ بالذي بَيْنَ يَدَيْهِ} من الكتب، ثم أخبر حالهم في مآلهم، فقال: {وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون} الكافرون {مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ القول} يتلاومون ويحاور بعضهم بعضًا {يَقُولُ الذين استضعفوا لِلَّذِينَ استكبروا لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قَالَ الذين استكبروا لِلَّذِينَ استضعفوا أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ الهدى بَعْدَ إِذْ جَاءكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ وَقَالَ الذين استضعفوا لِلَّذِينَ استكبروا بَلْ مَكْرُ الليل والنهار} أي مكركم بنا. فهما كما يُقال: عزم الأمر وفلان نهاره صائم وليله قائم.
قال الشاعر:
ونمت وما ليل المطي بنائم... وقيل: مكر الليل والنهار بهم طول السلامة فيهما كقوله: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد} ونحوه.
{إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بالله وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّواْ} أظهروا {الندامة} وهو من الأضداد؛ يكون بمعنى الإخفاء، والإبداء {لَمَّا رَأَوُاْ العذاب وَجَعَلْنَا الأغلال} الجوامع من النار {في أَعْنَاقِ الذين كَفَرُوا} الأتباع والمتبوعين، {هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} في الدنيا؟
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ} رسول {إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ} رؤساؤها وأغنياؤها {إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلاَدًا} منكم، ولو لم يكن راضيًا بما نحن عليه من الدين والعمل لم يخوّلنا الأموال والأولاد.
{وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ} وليس يدل ذلك على العواقب والمنقلب، {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} أنها كذلك.
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بالتي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زلفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ} لكن من آمن {وَعَمِلَ صَالِحًا فأولئك لَهُمْ جَزَاء الضعف بِمَا عَمِلُواْ} من الثواب بالواحد عشرة، و {من} يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون محله نصبًا بوقوع {تقرب} عليه، والآخر: رفع تقديره: وما هو إلاّ من آمن.
{وَهُمْ فِي الغرفات} الدرجات {آمِنُونَ}.
وقراءة العامة: {جَزَاء الضعف} بالإضافة، وقرأ يعقوب: {جزاء} منصوبًا منّونًا. الضعف رفع مجازه: فأُولئك لهم الضعف جزاء على التقديم والتأخير، وقراءة العامة: الغرفات بالجمع، واختاره أبو عبيد قال: لقوله: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الجنة غُرَفًَا} وقرأ الأعمش وحمزة: {في الغرفة} على الواحدة.
{والذين يَسْعَوْنَ} يعملون {في آيَاتِنَا} بإبطال حججنا وكتابنا، و {مُعَاجِزِينَ} معاونين معاندين يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم ويعجزوننا، {أولئك فِي العذاب مُحْضَرُونَ} {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}. قال سعيد بن جبير: ما كان من غير إسراف ولا تقتير فهو يخلفه، وقال الكلبي: ما تصدقتم من صدقة وأنفقتم في الخير والبر من نفقة فهو يخلفه إما أن يعجله في الدنيا وإما أن يدخر له في الآخرة. أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن داوُد القنطري قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن عمرو بن الحرث عن أبي يونس مولى أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّ الله عزّ وجل قال لي: أنفق أُنفق عليك».
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا ابن شاذان عن جعونة بن محمد قال: حدثنا صالح ابن محمد عن سُليمان بن عمرو عن ابن حزم عن أنس بن مالك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يُنادي مناد كلّ ليلة: لدوا للموت وينادي مناد: ابنوا للخراب، ويُنادي مُناد: اللهمّ هب للمنفق خلفًا، ويُنادي مناد: اللهم هب للممسك تلفًا، وينادي مناد: ليت الناس لم يخلقوا، وينادي مناد: ليتهم إذ خُلقوا فكروا فيما له خُلقوا».
وأخبرني الحسين بن محمد الحافظ قال: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علويه قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى قال: حدثنا المسيب، قال: حدثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرَّحْمن عن أبيه قال: قال عمر لصهيب: إنك رجل لا تمسك شيئًا، قال: إني سمعت الله عز وجل يقول: {وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}.
{وَهُوَ خَيْرُ الرازقين} وأخبرني أبو سُفيان الثقفي قال: حدثنا الفضل بن الفضل الكندي قال: حدثنا الحسن بن داوُد الخشاب قال: حدثنا سُويد بن سعيد قال: حدثنا عبد الحميد بن الحسن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة وما أنفق الرجل على نفسه وأهله فهو له صدقة وما وقى به عرضه فهو صدقة، وما أنفق المؤمن من نفقة فإنّ خلفها على الله ضامن إلاّ ما كان نفقة في بنيان أو معصية».
قال عبد الحميد: فقلت لمحمد: ما معنى ما يقي به الرجل عرضه؟ قال: يُعطي الشاعر أو ذا اللسان المتّقى.
وقال مجاهد: إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد ولا يتأول هذه الآية {وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} فإنّ الرزق مقسوم، فلعل رزقه قليل وهو يُنفق نفقة الموسع عليه، ومعنى الآية ما كان من خلف فهو منه، وربما أنفق الإنسان ماله أجمع في الخير ثم لم يزل عائلًا حتى يموت، ولكن ما كان من خلف فهو منه، ودليل تأويل مجاهد ما أخبرني أبو سُفيان الحسين بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن بشير قال: أخبرني أبو بكر بن أبي الخصيب قال: حدثنا معاذ بن المثنى قال: حدثنا عمرو بن الحصين قال: حدثنا ابن علانة وهو محمد عن الأوزاعي عن ابن أبي موسى عن أبي أُمامة قال: إنكم تؤوّلون هذه الآية على غير تأويلها {وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}.