فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



21- وقوله جل وعز {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} آية 24 أي سلف فيها نبي.
22- وقوله جل وعز {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانه وغرابيب سود} آية 27 قال الضحاك أي ألوان مختلفة أي أبيض وأحمر وأسود قال والجدد الطرائق قال أبو جعفر قال أبو عبيدة الغريب الشديد السواد.
23- ثم قال جل وعز {ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك} آية 28 قال الضحاك أي من الناس الأبيض والأحمر والأسود.
24- ثم قال جل وعز {إنما يخشى الله من عباده العلماء} آية 28 أي العلماء بقدرته على ما يشاء فمن علم ذلك أيقن بمعاقبته على المعصية فخافه كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إنما يخشى الله من عباده العلماء قال الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير وفي الحديث «كفى بخشية الله علما وبالغرة به جهلا».
25- وقوله جل وعز {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} آية 32 قيل إن الناجي هو المقتصد والسابق وأن قوله تعالى {جنات عدن يدخلونها} للمقتصد والسابق هذا مذهب ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وقتادة روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس فمنهم ظالم لنفسه قال كافر.
وعن ابن عباس قال الكتاب كل كتاب أنزل وعنه كلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم من رواية ابن أبي طلحة عنه وهذا أولى ما قيل فيها وروى الثوري عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز وجل {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} إلى آخر الآية قال هذا مثل قوله جل وعز {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون} قال فنجت فرقتان قال مجاهد فمنهم ظالم لنفسه أصحاب المشأمة.
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله السابقون من الناس كلهم وقال عكرمة فمنهم ظالم لنفسه كما قال فذوقوا فما للظالمين من نصير وقال الحسن وقتادة فمنهم ظالم لنفسه المنافق قال قتادة الكتاب شهادة أن لا إله إلا الله وقيل إن الفرق الثلاث ناجية قال ذلك عمر وأبو الدرداء وإبراهيم النخعي وكعب الأحبار.
وقال عثمان هم أهل باديتنا يعني الظالم لنفسه قال عمر سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له وقال أبو الدرداء السابق يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا والظالم لنفسه يؤخذ منه ثم ينجو فذلك قوله جل وعز {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} وقال كعب هذه الأمة على ثلاث فرق كلها في الجنة ثم تلا {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه} إلى قوله {جنات عدن يدخلونها} فقال دخلوها ورب الكعبة وبعد هذا للكفار.
26- وهو قوله جل وعز {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا} آية 36 قال محمد بن يزيد الرجال أربعة جواد وبخيل ومسرف ومقتصد فالجواد الذي وجه نصيب آخرته ونصيب دنياه جميعا إلى آخرته والبخيل الذي لا يعطي واحدة منهما حقا والمسرف الذي يجمعهما للدنيا والمقتصد الذي يلحق بكل واحدة نصيبها أي عمله قصد ليس بمجتهد.
قال أبو إسحق معنى أذهب عنا الحزن أي الهم بالمعيشة والخوف من العذاب وتوقع الموت وكل ما قاله قد جاء في التفسير فهو عام لجميع الحزن والمقامة والمقام واحد والنصب التعب واللغوب الإعياء واللغوب بفتح اللام ما يلغب منه وقرأ الحسن لا يقضى عليهم فيموتون والمعنى على قراءته لا يقضى عليهم الموت ولا يموتون.
27- وقوله جل وعز {أو لم نعمركم ما يتذكر فيه} من تذكر قال أبو هريرة وابن عباس ستين سنة وعنه أيضا أربعين وهذا أشبه لأن في الأربعين تناهي العقل وما قبل ذلك وما بعده منتقص عنه والله جل وعز أعلم وقال الحسن أيضا أربعين ويقال إن ابن سبع عشرة داخل فيها ثم قال تعالى {وجاءكم النذير} آية 37 قال ابن زيد النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل يعني الشيب والأول أكثر والمعنى على الثاني حتى شبتم وهو قول ابن عباس.
28- وقوله جل وعز {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} آية 39 أي تخلفون من كان قبلكم وتعتبرون بما نزل بهم.
29- ثم قال جل وعز {فمن كفر فعليه كفره} آية 39 أي جزاء كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا آية 39 المقت أسد الإبغاض.
30- وقوله جل وعز {قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله} آية 40 المعنى عند سيبويه أخبروني عن الذين تدعون من دون الله على التوقيف.
31- ثم قال جل وعز {أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات} آية 40 أي أعبدتموهم لأنهم خلقوا من الأرض شيئا أم لهم شركة في خلق السموات أم آتيناهم كتابا بالشركة فهم على بينة منه أي على بينات منه.
32- وقوله جل وعز {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} آية 41 المعنى عند البصريين كراهة أن تزولا كما قال سبحانه {واسأل القرية}.
33- ثم قال جل وعز {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده} آية 41 يجوز أن يكون المعنى لزوالهما يوم القيامة ويجوز أن يقال هذا وإن لم تزولا وإن بمعنى ما وهو يشبه قوله تعالى {ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا} قال أبو جعفر وفي الآية سؤال يقال هذا موضع قدرة، فكيف قال إنه كان حليما غفورا فالجواب أنهم لما قالوا اتخذ الرحمن ولدا كادت الجبال تزول وكادت السموات ينفطرن وكادت الأرض تخر لعظم ما قالوا فأسكنها الله جل وعز وأخر عقابهم وحلم عنهم فذلك قوله سبحانه: {إنه كان حليما غفورا} آية 41.
34- وقوله جل وعز {لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم} آية 42 معنى أهدى من إحدى الأمم من اليهود والنصارى.
35- وقوله جل وعز {استكبارا في الأرض ومكر السئ ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله} آية 43 ومكر السئ قيل أي ومكر الكفر، ثم قال تعالى {ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله} أي ولا ينزل مكروه المكر السئ إلا بأهله أي بالذين يمكرونه.
36- ثم قال جل وعز {فهل ينظرون إلا سنة الأولين} آية 43 أي فهل ينتظرون إلا سنة الأولين في العذاب حين كفروا.
37- وقوله جل وعز {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} آية 45 قال أبو عبيدة يعني الناس خاصة وعن عبد الله بن مسعود ما يدل على أنه يعني الناس وغيرهم قال: كاد الجعل يعذب بذنب بني آدم ثم تلا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة الآية قال قتادة قد فعل ذلك في أيام نوح صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى {على ظهرها} آية 45 قيل قد عرف أن المعنى على ظهر الأرض قال أبو جعفر والأجود أن يكون الإضمار يعود على ما جرى ذكره في قوله سبحانه {أولم يسيروا في الأرض}.
38- وقوله جل وعز {فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا} آية 45 فإذا جاء أجلهم أي أجل عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا أي بصيرا بما يستحق كل فريق منهم انتهت سورة فاطر. اهـ.

.قال الفراء:

سورة فاطر:
{الْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وقوله: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}.
هذا في الأجنحة التي جَعَلها لجبريل وميكائيل يعنى بالزيادة في الأجنحَة.
{مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
وقوله: {وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ}.
ولم يقل: لهَا، وقد قال قبل ذلكَ {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} فكان التأنيث في {لهَا} لظهور الرحمة. ولو قال: فلا مُمسكَ له لجاز، لأن الهَاء إنما ترجع عَلَى ما ولو قيل في الثانية: فلا مرسل لها لأن الضمير عَلَى الرَّحمة جَاز، ولكنها لمّا سقطت الرحمة من الثانى ذُكّر على ما.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إله إلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}.
وقوله: {اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.
وَما كان في القرآن من قوله: {اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} فمْعناه: احفظوا، كما تقول: اذكر أيادِىّ عنك أي احفظها.
وقوله: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} تقرأ {غيرُ} و{غيرِ} قرأها شقيق بن سَلَمة غير وهو وجه الكلام. وقرأها عاصم {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} فمن خفض في الإعراب جَعَل غير من نعت الخالِق. ومن رفع قال: أردت بغير إلاّ، فلمّا كانت ترتفع ما بعد إلّا جعلت رفع ما بعدَ إلّا في غير كما تقول: ما قام من أحدٍ إلاَّ أبوك. وكلّ حسَنٌ. ولو نصبت غير إذا أريد بها إلّا كان صَوَابًا.
العرب تقول: ما أتانى أحد غَيْرَك والرفع أكثر، لأنّ إلا تصلح في موضعها.
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}.
وقوله: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}.
يقول: شُبّه عليه عمله، فرأى سّيئه حَسَنًا. ثم قال: {فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} فكان الجواب مُتبعًا بقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} واكتُفى بإتباع الجواب بالكملة الثانية؛ لأنها كافية من جواب الأولى: ولو أخرج الجواب كله كان: أفمن زين له سوءُ عَمله ذهبت نفسُك، أو تذهب نفسُك لأن قوله: {فَلاَ تَذْهَبْ} نهى يدلّ عَلَى أن مَا نهى عنه قد مَضى في صدر الكلمة. ومثله في الكلام: إذا غضبت فلا تقتل، كأنّه كان يقتل على الغضب، فنُهى عن ذلكَ. والقراء مجتمعونَ على {تَذْهَبْ نَفْسُكَ} وقد ذكَر بعضهم عن أبى جعفر المَدَنِىّ {فلا تُذْهِبْ نفسَك عليهم} وكلّ صَوَابَ.
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}.
وقوله: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}.
فان {العزَّة} معناه: من كان يريد عِلْم العزَّة ولَمنْ هي فإنها لله جميعًا، أي كل وجهٍِ من العزَّة فلله.
وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} القُرّاء مجتمعونَ على {الكَلِم} إلا أبا عبدالرحمن فإنه قرأ: {الكلام الطيِّب} وكلّ حَسَنٌ، و{الكَلِم} أجود، لأنها كلمة وكلم. وقوله: {الكلمات} في كثير من القرآن يَدلّ على أن الكلم أجود: والعرب تقول كَلِمة وكَلِم، فأمَّا الكلام فمصدر.
وقد قال الشاعر:
مالكِ تَرْغين ولا يَرْغُو الخَلِفْ ** وَتضْجَرين والمطىّ مُعترِف

فجمعَ الخَلِفة بطرح الهاء، كما يقال: شجرة وشجر.
وقوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} أي يرفع الكلمَ الطيّب. يقول: يُتقبَّل الكلام الطيّب إذا كان معه عمل صَالح. ولو قيل: {والعَمَلَ الصَّالحَ} بالنصب على معنى: يرفع الله العملَ الصَّالح، فيكون المعْنَى: يرفع الله {الْعَمَلُ الصَّالِحُ} ويجوز عَلَى هذا المعْنى الرفعُ، كما جاز النصب لمكَان الواو في أَوَّله.
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وقوله: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ}.
يقول: ما يُطَوَّل من عمر، ولا يُنْقَص من عمره، يرد آخر غير الأوّل، ثم كُنى عنه بالهاء كأنه الأوّل.
ومثله فىالكلام: عندى درهم ونصفه يعنى نصف آخر. فجاز أن يكنى عنه بالهاء؛ لأن لفظ الثانى قد يظهر كلفظ الاوّل. فكنى عنه ككناية الاوَّل.
وفيها قول آخر: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} يقول: إذا أَتى عليه الليلُ والنهار نَقَصَا من عمره، والهاء في هذا المْعنى للأوّل لا لغيره، لأن المعْنى ما يطوَّل ولا يذهب منه شيء إلا هو محصىً في كتابٍ، وكلّ حسن وكأنَّ الأوَّل أشبه بالصواب.
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
وقوله: {وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا}.
يريد: من البَحرين جَميعًا: من المِلْح والعَذْب.
{وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً} من المِلح دون العذب.
وقوله: {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ} ومَخْرها: خرقها للماء إذا مَرَّتْ فيه، واحدهَا ماخِرة.
{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.
وقوله: {وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا}.
يقول: إن دعت داعية ذاتُ ذُنُوبٍ قد أثقلتها إلى ذنوبها ليُحمل عنها شيء من الذنوبِ لم تجد ذلكَ. ولو كانَ الذي تدعوه أبًا أو ابنَا. فذلك قوله: {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} ولو كانت: {ذو قربى} لجَازَ؛ لأنه لم يُذكر فيصيرَ نكرة. فمَن رفع لم يضمر في كان شيئًا، فيصيرُ مثل قوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ} ومن نصب أضمر. وهى في قراءة أُبَىّ: {وَإِنْ كَانَ ذَا عُسْرَةٍ} على ذلك. وإنما أنّث {مُثْقَلَةٌ} يذهب إلى الدابة أو إِلى النفس، وهما يعبِّران عن الذكر والأنثى، كما قَالَ: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المُوْتِ} للذكَر والأنثى.
{وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}.
وقوله: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}.
فالأعمى ها هنا الكافر، والبصير المؤمنُ.
{وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ}.
وقوله: {وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ}.
الظلمات: الكفر، والنور: الإيمان.
{وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ}.
وقوله: {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ}.
الظّل: الجنة، والحَرور: النار.
{وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}.
وقوله: {وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ}.
الأحياء: المؤمنون، والأموات: الكفّار.