فصل: فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



المدغم الصغير:
أخذت لغير حفص ورويس والمكي.
الكبير:
والله هو، كان نكير، والأنعام مختلف، خلائف في الأرض.
{حليما غفورا} نذير معا، يسيروا، قديرا، يؤاخذ، يؤخرهم، جاء أجلهم، بصيرا، كله جلي.
{ومكر السيئ} قرأ حمزة بإسكان الهمزة وصلا والباقون بكسرها. فإذا وقف عليه فلحمزة فيه وجه واحد، وهو إبدال ياء خالصة لسكونها وانكسار ما قبلها. ولهشام ثلاثة أوجه. الأول: كحمزة. والثاني: إبدالها ياء مكسورة مع روم حركتها. والثالث: تسهيلها بين بين مع الروم، والباقون يقفون بإسكان الهمزة، ويجوز لهم روم حركتها.
{السيئ إلا} مثل يشاء إلى لجميع القراء.
{سنت} الثلاثة رسمت بالتاء، فوقف عليها بالهاء المكي، والبصريان والكسائي، والباقون بالتاء. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

من سورة فاطر:
قوله تعالى: {هل من خالق غير الله} يقرأبالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه أراد هل غير الله من خالق أو يجعله نعتا لخالق قبل دخول من أو يجعل هل بمعنى ما وغيرا بمعنى إلا كقوله: {ما لكم من إله غيره} والحجة لمن خفض أنه جعله نعتا لخالق أراد هل من خالق غير الله يرزقكم.
قوله تعالى: {كذلك نجزي كل كفور} يقرا بضم الياء وفتح الزاي والرفع وبالنون مفتوحة وكسر الزاي والنصب فالحجة لمن ضم أنه دل بالفعل على بنائه لما لم يسم فاعله فرفع ما أتى بعده به والحجة لمن قرأه بالنون والفتح أنه أراد حكاية ما أخبر الله عز وجل عن نفسه ونصب قوله: {كل كفور} بتعدي الفعل إليه.
قوله تعالى: {يدخلونها} يقرا بفتح الياء وضم الخاء وبضم الياء وفتح الخاء فالحجة لمن قرأه بفتح الياء أنه جعل الدخول فعلا لهم والتحلية إلى غيرهم ففرق بين الفعلين لهذا المعنى والحجة لمن قرأه بضم الياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله وزاوج بذلك بين هذا الفعل وبين قوله يدخلونها ويحلون ليشاكل بذلك بين اللفظين.
قوله تعالى: {ولؤلؤا} يقرأ بالهمز وتركه وبالنصب والخفض وقد ذكر بجميع وجوهه في سورة الحج.
قوله تعالى: {فهم على بينة منه} يقرأبالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد قوله.
{فقد جاءكم بينة من ربكم} والحجة لمن قرأه بالجمع أنه وجده مكتوبا في السواد بالتاء فأخذ بما وجده في الخط.
وفرق بينهما بعض أهل النظر بفرقان مستحسن فقال من وحد أراد الرسول عليه السلام ودليله قوله تعالى: {حتى تأتيهم البينة رسول من الله} ومن جمع أراد القرآن ودليله قوله تعالى: {وبينات من الهدى والفرقان}.
قوله تعالى: {ومكر السيء} أجمع القراء فيه على كسر الياء وخفض الهمزة إلا ما قرأه حمزة بوقف الهمزة كالجزم في الفعل وإنما فعل ذلك تخفيفا للحرف لاجتماع الكسرات وتواليها مع الهمزة كما خفف أبو عمرو في قوله: {بارئكم}.
فإن قيل فهلا فعل في الثاني كما فعل في الأول فقل لم تتوال الكسرات في الثاني كما توالت في الأول لأنه لما انضمت الهمزة للرفع زال الاستثقال فأتى به على أصل ما أوجبه الإعراب له من الرفع فاعرف حجته في ذلك فقد نسب إلى الوهم. اهـ.

.قال زنجلة:

35- سورة فاطر:
{هل من خالق غير الله يرزقكم} قرأ حمزة والكسائي {هل من خالق غير الله} خفضا جعلاه صفة للفظ وذلك حسن لإتباعه الجر الحر.
وقرأ الباقون {غير الله} بالرفع جعلوه صفة للموضع المعنى هل خالق غير الله لأن من مؤكدة.
{والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا} 9 قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي والله الذي {أرسل الريح} بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد مر الكلام فيها في سورة البقرة.
{جنت عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} 33 قرأ أبو عمرو {جنات عدن يدخلونها } بضم الباء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله قال أبو عمرو لقوله {يحلون فيها} فكان رد اللفظ على اللفظ أولى من المخالفة.
وقرأ الباقون {يدخلونها} بفتح الياء إخبارا عنهم لأن الدخول فعل لهم.
قرأ نافع وعاصم {ولؤلؤا} بالنصب على معنى يحلون من أساور لأن معنى من أساور كمعنى أساور ثم نعطف عليه لؤلؤا ويجوز على إضمار يحلون لؤلؤا وقرأ الباقون ولؤلؤ على عنى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ والتفسير على الخفض أكثر على معنى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ وجاء في التفسير أيضا أن ذلك الذهب في صفاء اللون كما قال قواريرا قوارير من فضة أي هو قوارير ولكن بياضه كبياض الفضة.
{ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور} 36 قرأ أبو عمرو {كذلك يجزى} بضم الياء وفتح الزاي كل رفع على ما لم يسم فاعله وحجته أن ما أتى في القرآن من المجازاة أكثره على لفظ ما لم يسم فاعله من ذلك اليوم تجزى كل نفس ويقوي الياء قوله ولا يخفف عنهم من عذابها.
وقرأ الباقون {نجزي} بالنون كل نصب أي نحن نجزي كل كفور ويقوي النون قوله بعدها {أو لم نعمركم} 37 {أم ءاتينهم كتبا فهم على بينت منه} 40 قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر والكسائي {فهم على بينات منه} بالألف وحجتهم أنها مرسومة في المصاحف بالتاء فدل ذلك على الجمع.
وقرأ الباقون {فهم على بينة} بغير ألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال يعني على بصيرة قال وإنما كتبوها بالتاء كما كتبوا بقيت الله بالتاء وفي التنزيل ما يدل عليه وهو قوله {أفمن كان على بينة من ربه} وقوله {قل إني على بينة من ربي}.
{استكبارا في الأرض ومكر السيء} قرأ حمزة {ومكر السيء} ساكنة الهمزة قال الفراء إنما فعل ذلك لكثرة الحركات مع الياء والهمزة فأسكنه تخفيفا كما فعل أبو عمرو في قوله {يأمركم} {وينصركم} وقرأ الباقون {ومكر السيء} بكسر الهمز. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة فاطر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة فاطر: آية 1]:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ (1)}.

.الإعراب:

{للّه} متعلّق بخبر المبتدأ الحمد {جاعل} نعت ثان للفظ الجلالة مجرور {رسلا} مفعول به لاسم الفاعل جاعل، {أولي} نعت ل {رسلا} منصوب، وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر {مثنى} نعت لأجنحة مجرور، وعلامة الجرّ الفتحة المقدّرة على الألف، ممنوع من الصرف، صفة معدولة، وكذلك {ثلاث رباع}، {في الخلق} متعلّق ب {يزيد}، ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {على كلّ} متعلّق ب {قدير}.
جملة: {الحمد للّه} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {يزيد} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {إنّ اللّه} {قدير} لا محلّ لها تعليليّة.

.البلاغة:

معنى الزيادة: في قوله تعالى: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ}:
خير ما قيل في هذه الآية، ما أورده الزمخشري في كشافه: و الآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق، من طول قامة، واعتدال صورة، وتمام في الأعضاء، وقوة في البطش، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأي، وجراءة في القلب، وسماحة في النفس، وذلاقة في اللسان، ولباقة في التكلم، وحسن تأنّ في مزاولة الأمور، وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف.

.الفوائد:

1- مفعل وفعال.
تصاغ من الأعداد من واحد إلى عشرة صيغتان ممنوعتان من الصرف هما:
مفعل وفعال. فنقول: موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث.. إلخ. وسبب المنع أن هذه الأعداد صفات معدولة.
2- قوله تعالى {جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} وقوله تعالى في سورة النساء {فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} قال النحاة والمفسرون: الواو بمعنى أو، لكن ابن هشام عقّب على قولهم بقوله: لا يعرف ذلك في اللغة، وإنما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين. وأما الآية فقال أبو طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني، في كتابه المسمّى ب الرسالة المعربة عن شرف الإعراب: القول فيها بأن الواو بمعنى أو عجز عن درك الحق، فاعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، وهو الأصول كقوله تعالى: {ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}، {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}.
وقسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، وإنما يراد به الانفراد، لا الاجتماع، وهو الأعداد المعدولة، كآية النساء وآية فاطر الآنفتي الذكر. وقال: أي منهم جماعة ذوو جناحين، وجماعة ذو وثلاثة ثلاثة، وجماعة ذو وأربعة أربعة فكل جنس مفرد بعدد.

.[سورة فاطر: آية 2]:

{ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}.

.الإعراب:

ما اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم {يفتح} مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين {للناس} متعلّق ب {يفتح}، {من رحمة} متعلّق بحال من ما الفاء رابطة لجواب الشرط لا نافية للجنس {لها} متعلّق بخبر لا الواو عاطفة {ما يمسك فلا مرسل له} مثل ما يفتح.. فلا ممسك لها {من بعده} متعلّق بالخبر المحذوف، الواو استئنافيّة {الحكيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {يفتح اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا ممسك لها} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يمسك} لا محلّ لها معطوفة على جملة يفتح.
وجملة: {لا مرسل له} في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: {هو العزيز} لا محلّ لها استئنافيّة.
{أنّى} اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب {تؤفكون}، و الواو فيه نائب الفاعل.
جملة النداء: {يأيّها} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اذكروا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {هل من خالق غير اللّه} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يرزقكم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا إله إلّا هو} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تؤفكون} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هذا هو الحقّ فأنّى تؤفكون.
(4) الواو عاطفة الفاء لربط الجواب بالشرط قد حرف تحقيق {رسل} نائب الفاعل مرفوع {من قبلك} متعلّق بنعت لرسل، الواو عاطفة {إلى اللّه} متعلّق ب {ترجع}، {الأمور} نائب الفاعل مرفوع.
وجملة: {يكذّبوك} لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: {كذّبت رسل} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {ترجع الأمور} لا محلّ لها معطوفة على جملة يكذّبوك.