فصل: (سورة فاطر: آية 45):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة فاطر: آية 45]:

{وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيرًا (45)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة لو حرف شرط غير جازم ما حرف مصدري، ما نافية {على ظهرها} متعلّق بحال من دابة والهاء في ظهرها يعود على الأرض في الآية السابقة.
{دابّة} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول.
والمصدر المؤوّل ما كسبوا.. في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {يؤاخذ}.
الواو عاطفة {لكن} للاستدراك {إلى أجل} متعلّق ب {يؤخّرهم} الفاء عاطفة والثانية رابطة لجواب الشرط {بعباده} متعلّق ب {بصيرا} خبر كان.
جملة: {لو يؤاخذ اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كسبوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {ما ترك} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {يؤخّرهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {جاء أجلهم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إنّ اللّه كان} لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي جازاهم بما هم له. اهـ.
وجملة: {كان بعباده بصيرا} في محلّ رفع خبر إنّ.

.البلاغة:

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها}.
استعارة مكنية تخييلية، فقد شبه الأرض بالدابة، التي يركب الإنسان عليها، ثم حذف المشبه به وهو الدابة، وأبقى لها شيئا من لوازمها وهو الظهر، والمراد ما ترك عليها. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(35) سورة فاطر مكّيّة وآياتها خس وأربعون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة فاطر: الآيات 1- 3]:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ (1) ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)}.

.اللغة:

{فاطِرِ السَّماواتِ} خالقها على غير مثال وأصل الفطر الشقّ مطلقا وقيل الشق طولا وبابه نصر كما في المختار وعن مجاهد عن ابن عباس: ما كنت أدري ما فاطر السموات والأرض حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها وابتدعتها، وقد جمع بعضهم معنى هذه المادة على اختلافه فقال:
الابتداء والابتداع فطر ** والصّدع والغمز وأما الفطر

فترك صوم بعض كمء فطر ** وما بدا من عنب في الشجر

{تُؤْفَكُونَ} تصرفون من الأفك بالفتح وهو الصرف يقال:
ما أفكك عن كذا أي ما صرفك عنه وقيل هو من الإفك بالكسر وهو الكذب وفي المختار: والأفك بالفتح مصدر أفكه أي قلبه وصرفه عن الشيء وبابه ضرب ومنه قال تعالى: {قالوا أجئتنا لتأفكنا عما وجدنا عليه آباءنا}.

.الإعراب:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} {الحمد} مبتدأ و{للّه} خبره و{فاطر السموات} صفة له {والأرض} عطف على {السماوات} وأل في {الحمد} جنسية استغراقية أي جنس الحمد، والاضافة في {فاطر السموات} محضة لأنه للماضي.
{جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} جاعل {الملائكة} صفة ثانية والإضافة هنا محضة أيضا واعتبرها بعضهم غير محضة لأنها حكاية حال ولهذا ساغ إعمال اسم الفاعل لأنه لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي، ولهذا جعل بعضهم {رسلا} منصوبة بفعل مضمر، وجوز الكسائي عمله على كل حال. و{رسلا} مفعول ثان لـ: {جاعل} وإذا كانت {جاعل} بمعنى خالق كانت {رسلا} حالا مقدرة و{أولي أجنحة} نعت لـ: {رسلا} و{مثنى وثلاث ورباع } صفات لـ: {أجنحة} وقد منعت من الصرف للوصف والعدل عن المكرر أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة وقد تقدم الكلام في هذه الصفات في سورة النساء وأعربها الكازروني في حاشيته بدلا من {أجنحة} .
{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} كلام مستأنف مقرر لما قبله و{في الخلق} متعلقان بـ: {يزيد} و{ما} مفعول به وجملة {يشاء} صلة وإن واسمها و{على كل شيء } متعلقان بـ: {قدير} و{قدير} خبر إن والجملة تعليلية لا محل لها.
{ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها} ما اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم لـ: {يفتح} و{يفتح} فعل الشرط و{اللّه} فاعل و{للناس} متعلقان بـ: {يفتح} و{من رحمة} حال والفاء رابطة لجواب الشرط ولا نافية للجنس و{ممسك} اسمها و{لها} خبرها والجملة في محل جزم جواب الشرط.
{وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الواو عاطفة و{ما} اسم شرط جازم في محل نصب أيضا مفعول مقدم لـ: {يمسك} و{يمسك} فعل الشرط والفاء رابطة ولا نافية للجنس و{مرسل} اسمها و{له} خبرها وفي قوله أولا {فلا ممسك لها } حمل التأنيث على معنى ما لأن المراد الرحمة وفي الثاني حمل على اللفظ، و{من بعده} حال أي بعد إمساكه {وهو} مبتدأ و{العزيز} خبر أول و{الحكيم} خبر ثان.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} {يا} حرف نداء وأي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب والهاء للتنبيه و{الناس} بدل و{اذكروا نعمة اللّه } فعل أمر وفاعل ومفعول به ومضاف إليه و{عليكم} متعلقان بنعمة لأنها بمعنى الإنعام وإذا كانت بمعنى المنعم به تعلق الجار والمجرور بمحذوف على أنه حال.
{هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ} {هل} حرف استفهام ومن حرف جر زائد وخالق مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا وغير اللّه صفة لخالق على المحل أو على اللفظ أو منصوب على الاستثناء وقرىء بها جميعا وخبر خالق محذوف أي لكم ويجوز أن تكون جملة يرزقكم نصبا على الحال أو رفعا صفة لخالق على المحل أو جرا صفة لخالق على اللفظ ويجوز أن تكون خبرا لخالق، ومن السماء متعلقان بيرزقكم والأرض عطف وسيأتي المزيد من إعراب هذه الآية وما قيل فيها في باب الفوائد ومعنى الاستفهام التقرير والتوبيخ.
{لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} جملة مستأنفة مسوقة لتقرير النفي المستفاد من الاستفهام وقد تقدم إعراب لا إله إلا اللّه مفصلا، فأنى الفاء استئنافية وأنى اسم استفهام في محل نصب حال وتؤفكون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.

.الفوائد:

1- معنى {نزيد في الخلق ما نشاء}:
اشتملت هذه الآيات على فوائد كثيرة أولها معنى الزيادة في الخلق، ونرى أن خير ما قيل فيها ما أورده الزمخشري في كشافه فبعد أن أورد ما قاله العلماء فيها قال: والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق من طول قامة واعتدال صورة وتمام في الأعضاء وقوة في البطش وحصافة في العقل وجزالة في الرأي وجراءة في القلب وسماحة في النفس وذلاقة في اللسان ولباقة في التكلم وحسن تأنّ في مزاولة الأمور وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف وهذا الكلام على وجازته وبلاغته جامع مانع وفيه تعليل مرض لما تراه من تفاوت في مخلوقات اللّه.
واستعار الفتح للإطلاق والإرسال كأنما هي أبواب موصدة لا يفتح مغالقها إلا اللّه من صنوف النعم وضروب الآلاء كالرزق والمطر والصحة والأمن في الأوطان وغير ذلك مما لا يحصى عدده.
وفي تنكير الرحمة ما يدل على الاشاعة والإبهام لتندرج في مطاويها ضروب النعم كما تقدم.
2- إعراب هل من خالق:
منع بعضهم أن تكون جملة يرزقكم خبرا لخالق لأن هل لا تدخل على مبتدأ مخبر عنه بفعل على الأصح.
3- مواضع زيادة من:
قلنا في مكان آخر أن من الجارة تزاد قبل النكرة إذا سبقت بنفي أو نهي أو استفهام ونضيف هنا أن ذلك يطرد في تسعة أوجه:
1- في الابتداء.
2- في الفاعل.
3- في اسم كان.
4- في مفعول ما يتعدى لواحد.
5- في أول مفعولي ظننت.
6- في أول مفاعيل علمت.
7- في أول مفعولي أعطيت.
8- في ثاني مفعولي أعطيت.
9- في مفعول ما لم يسم فاعله.

.[سورة فاطر: الآيات 4- 7]:

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}.

.الإعراب:

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} كلام مستأنف مسوق لتسليته صلى اللّه عليه وسلم بأن له فيمن تقدمه من الأنبياء أسوة حسنة. وإن حرف شرط جازم ويكذبوك فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والكاف مفعول به والفاء رابطة لجواب الشرط وجملة قد كذبت في محل جزم جواب الشرط وهي من وضع السبب موضع المسبب وهو التأسي والتقدير فتأس بتكذيب الرسل من قبلك، ورسل نائب فاعل ومن قبلك صفة لرسل وبهذا التقدير يجاب عن الاعتراض بأن من حق الجزاء أن يتعقب الشرط وهذا سابق له.
{وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} الواو عاطفة والى اللّه متعلقان بترجع والأمور نائب فاعل.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} يا أيها الناس: تقدم إعرابها كثيرا وان واسمها وخبرها.
{فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الفاء الفصيحة ولا ناهية وتغرنكم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقلية وهو في محل جزم بلا الناهية والكاف مفعول به والحياة فاعل والدنيا صفة ولا يغرنكم باللّه الغرور عطف على ما تقدم والغرور بفتح الغين صيغة مبالغة كالصبور والشكور والمراد بها الشيطان لأن ذلك ديدنه.
{إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} إن واسمها ولكم متعلقان بعدو أو حال منه وعدو خبر إن والفاء الفصيحة واتخذوه فعل أمر وفاعل ومفعول به أول وعدوا مفعول به ثان.
{إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ} إنما كافة ومكفوفة ويدعو فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو وحزبه مفعول به واللام للتعليل ويكونوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام التعليل ويجوز أن تكون اللام هي لام الصيرورة أو العاقبة، والواو اسم يكونوا ومن أصحاب السعير خبرها.
{الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ} الذين مبتدأ وجملة كفروا صلة ولهم خبر مقدم وعذاب مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر الذين وشديد صفة ويجوز أن يكون اسم الموصول بدلا من الواو في ليكونوا أو صفة لحزبه فيكون موضعه النصب كما يجوز أن يكون محله الجر على أنه بدل من أصحاب أو انه نعت لأصحاب.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} الذين مبتدأ وجملة آمنوا صلة وعملوا الصالحات عطف على آمنوا ولهم خبر مقدم ومغفرة مبتدأ مؤخر والجملة خبر الذين وأجر عطف على مغفرة وكبير صفة.

.[سورة فاطر: آية 8]:

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)}.

.الإعراب:

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} كلام مستأنف مسوق لتقرير ما سبق من التباين بين عاقبتي الفريقين ببيان تباين حالهما المؤدي إلى تينك العاقبتين.
والهمزة للاستفهام الانكاري والفاء عاطفة على محذوف وقد تقدمت نظائرها ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ خبره محذوف دل عليه سياق الكلام والتقدير كمن هداه اللّه، وأعربه بدر الدين بن مالك اسم شرط وجواب الشرط محذوف تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرة، وجملة زين صلة من وله متعلقان بزين وسوء عمله نائب فاعل، فرآه الفاء عاطفة ورآه عطف على زين والهاء مفعول رأى الأول وحسنا مفعول رأى الثاني لأنها قلبية والفاء رابطة لما في الموصول من معنى الشرط وان واسمها وجملة يضل خبرها ومن يشاء مفعول يضل وجملة ويهدي من يشاء عطف على جملة يضل من يشاء.
{فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ}.
الفاء الفصيحة ولا ناهية وتذهب فعل مضارع مجزوم بلا ونفسك فاعل وعليهم متعلقان بتذهب كما تقول هلك عليه حبا ومات عليه حزنا، ولا يجوز أن يتعلق بحسرات لأن المصدر لا تتقدم عليه صلته، وحسرات مفعول لأجله والمعنى فلا تهلك نفسك للحسرات وقال المبرد انها تمييز وقال الزمخشري: يجوز أن يكون حالا كأن كلها صارت حسرات لفرط التحسر كما قال جرير:
مشق الهواجر لحمهن مع السرى ** حتى ذهبن كلا كلا وصدورا

يصف نوقا بالهزال يقال فرس ممشوق أي طويل مهزول وجارية ممشوقة القوام والهاجرة شدة الحر والسرى بالضم سير الليل والكلكل والكلكال الصدر أي صرن من شدة الحر كأنهن عظام فقط لا لحم عليهن وعطف الصدور على الكلاكل للتفسير وسيأتي المزيد من هذا البحث في باب البلاغة.
وإن واسمها وخبرها وبما يصنعون متعلقان بعليم.