فصل: القراءات والوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولما كان ربما ادعى فجورًا حال إمساك الرحمة أو النقمة أنه هو الممسك قال: {من بعده} أي بعد إمساكه، فمن كان في يده شيء فليمسك ما أتى به الله حال إيجاده بأن يعدمه.
ولما كان هذا ظاهرًا في العزة في أمر الناس والحكمة في تدبيرهم عمم فقال: {وهو} أي هو فاعل ذلك والحال أنه وحده {العزيز} أي القادر على الإمساك والإرسال الغالب لكل شيء ولا غالب له {الحكيم} الذي يفعل في كل من الإمساك والإرسال وغيرهما ما يقتضيه علمه به ويتقن ما أراد على قوانين الحكمة، فلا يستطاع نفض شيء منه.
ولما بيّن بما يشاهده كل أحد في نفسه أنه المنعم وحده.
أمر بذكر نعمته بالاعتراف أنها منه، فإن الذكر يقود إلى الشكر، وهو قيد الموجود وصيد المعدوم المفقود، فقال: {يا أيها الناس} أي الذين فيهم أهلية الاضطراب عامة {اذكروا} بالقلب واللسان {نعمت الله} أي الذي لا منعم في الحقيقة سواه، ولما كانت نعمة عامة غامرة من كل جانب قال: {عليكم} أي في دفع ما دفع من المحن، وصنع ما صنع من المنن، على ما تقدم في الفتح والإمساك لتشكروه ولا تكفروه، والذي يخص أهل مكة بعد ما شاركوا به الناس- إسكانهم الحرم، وحفظهم من جميع الأمم، وتشريفهم بالبيت، وذلك موجب لأن يكونوا أشكر الناس.
ولما أمر بذكر نعمته، أكد التعريف بأنها منه وحده على وجه بين عزته وحكمته، فقال منبهًا لمن غفل، وموبخًا لمن جحد، ورادًا على أهل القدر الذين ادعوا أنهم يخلقون أفعالهم، ومنبهًا على نعمة الإيجاد الأول: {هل} ولما كان الاستفهام بمعنى النفي أكده ب {من} فقال: {من خالق} أي للنعم وغيرها، ولما كانت {من} للتأكيد، فكان {خالق} في موضع رفع، قرأ الجمهور قوله: {غير الله} بالرفع، وجره حمزة والكسائي على اللفظ، وعبر بالجلالة إشارة إلى أنه المختص بصفات الكمال.
ولما كان الجواب قطعًا: لا، بل هو الخالق وحده، قال منبهًا على نعمة الإبقاء الأول: {يرزقكم} أي وحده.
ولما كانت كثرة الرزق كما هو مشاهد مع وحدة المنبع أدل على العظمة قال: {من السماء والأرض} بالمطر والنبات وغيرهما.
ولما بين أنه الرزاق وحده انقطع أمل كل أحد من غيره حتى من نفسه فحصل الإخلاص فتعين أنه سبحانه الإله وحده فقال: {لا إله إلا هو} فتسبب الإنكار على من عبد غيره ظاهرًا أو باطنًا فقال: {فأنى} أي فمن أيّ وجه وكيف {تؤفكون} أي تصرفون وتقلبون عن وجه السداد في التوحيد بهذه الوجوه الظاهرة إلى الشرك الذي لا وجه له.
ولما قررهم على ما تقدم وختم بالتوحيد الذي هو الأصل الأول من أصول الدين، نبه على أنه المقصود بالذات بذكر ما يعقبه في الأصل الثاني، وهو الرسالة من تصديق وتكذيب، فقال ناعيًا على قريش سوء تلقيهم لآياته، وطعنهم في بيناته، مسليًا له صلى الله عليه وسلم، عاطفًا على ما تقديره: فإن يصدقوك فهم جديرون بالتصديق لما قام على ذلك من الدلائل، وشهد به من المقاصد والوسائل: {وإن يكذبوك} أي عنادًا وقلة اكتراث بالعواقب فتأسّ بإخوانك {فقد} أي بسبب أنه قد {كذبت رسل} أي يا لهم من رسل! وبني الفعل للمجهول لأن التسلية محطها، وقوع التكذيب لا تعيين المكذب، ونفى أن يرسل غيره بعد وجوده بقوله: {من قبلك} وأفرد التكذيب بالذكر اهتامًا بالتسلية تنبيهًا على أن الأكثر يكذب، قال القشيري: وفي هذا إشارة للحكماء وأرباب القلوب مع العوام والأجانب من هذه الطريقة فإنهم لا يقبلون منهم إلا القليل، وأهل الحقائق أبدًا منهم في مقاساة الأذية، والعوام أقرب إلى هذه الطريقة من القراء المتقشفين.
ولما كان التقدير نفيًا للتعجب من التكذيب الجاري على غير قياس صحيح: فمن الله الذي لا أمر لأحد معه تصدر الأمور، عطف عليه قوله مهددًا لمن خالف أمره: {وإلى الله} أي وحده له الأمور كلها {ترجع الأمور} أي حسًا ومعنى، فاصبر ورد الأمر إلينا بترك الأسباب إلا ما نأمرك به كما فعل إخوانك من الرسل. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{غير الله} بالجر: يزيد وحمزة وعليّ. الآخرون: بالرفع حملًا على المحل {فلا تذهب} من الإذهاب {نفسك} منصوبًا: يزيد. الآخرون: بفتح التاء والهاء من الذهاب {نفسك} مرفوعًا: {الريح} على التوحيد: ابن كثير وحمزة وعلي وخلف {ولا ينقص} بفتح الياء وضم القاف: روح وزيد. الباقون بالعكس.
{من عمره} باختلاس الضمة: عباس {والذين يدعون} على الغيبة: قتيبة.

.الوقوف:

{ورباع} ط {يشاء} ط {قدير} o {لها} ج {بعده} ط {الحكيم} o {عليكم} ط {والأرض} ط {إلا هو} ز للاستفهام ولفاء التعقيب وإتحاد المعنى {تؤفكون} o {قبلك} ط {الأمور} o {الغرور} o {عدوًّا} ط {السعير} o ط لأن {الذين} مبتدأ.
{شديد} o {كبير} o {حسنًا} ط لحذف الجواب {حسرات} ط {يصنعون} o {موتها} ط {النشور} o {جميعًا} ط {يرفعه} ط {شديد} o {يبور} o {أزواجًا} ط {بعلمه} ط {في كتاب} ط {يسير} o {أجاج} ط {تلبسونها} ج لانقطاع النظم مع اتفاق المعنى {تشكرون} o {مسمى} ط {الملك} ط {قطمير} o {دعاءكم} ج للشرط مع العطف {لكم} ط {بشرككم} ط {خبير} o {إلى الله} ط لاتفاق الجملتين مع حسن الفصل بين وصفي الخالق والمخلوق {الحميد} o {جديد} o ج لاحتمال ما بعده الاستئناف والحال {بعزيز} o {أخرى} ط لاستئناف الشرط {قربى} ط {الصلاة} ط {لنفسه} ط {المصير} o {والبصير} o لا {ولا النور} o لا {ولا الحرور} oج للطول والتكرار {الأموات} ط {يشاء} ج للعطف مع الإثبات إلى النفي مع اتفاق الجملتين {القبور} o {إلا نذير} o {ونذيرًا} ط {نذير} o {من قبلهم} ج لاحتمال ما بعده الحال والاستئناف {المنير} o {نكير} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{الحمد للَّهِ فَاطِرِ السموات والأرض جَاعِلِ الملائكة رُسُلًا}.
قد ذكرنا فيما تقدم أن الحمد يكون على النعمة في أكثر الأمر، ونعم الله قسمان: عاجلة وآجلة، والعاجلة وجود وبقاء، والآجلة كذلك إيجاد مرة وإبقاء أخرى، وقوله تعالى: {الحمد للَّهِ الذي خَلَقَ السموات والأرض وَجَعَلَ الظلمات والنور} [الأنعام: 1] إشارة إلى النعمة العاجلة التي هي الإيجاد، واستدللنا عليه بقوله تعالى: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} [الأنعام: 2] وقوله في الكهف: {الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب} [الكهف: 1] إشارة إلى النعمة العاجلة التي هي الإبقاء، فإن البقاء والصلاح بالشرع والكتاب، ولولاه لوقعت المنازعة والمخاصمة بين الناس ولا يفصل بينهم، فكان يفضي ذلك إلى التقاتل والتفاني، فإنزال الكتاب نعمة يتعلق بها البقاء العاجل، وفي قوله في سورة سبأ: {الحمد للَّهِ الذي لَهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض وَلَهُ الحمد في الآخرة} [سبأ: 1] إشارة إلى نعمة الإيجاد الثاني بالحشر، واستدللنا عليه بقوله: {يَعْلَمُ مَا يَلْجُ في الأرض} من الأجسام {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء} من الأرواح {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} [سبأ: 2] وقوله عن الكافرين: {وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة قُلْ بلى وَرَبّي} [سبأ: 3] وهاهنا الحمد إشارة إلى نعمة البقاء في الآخرة، ويدل عليه قوله تعالى: {جَاعِلِ الملائكة رُسُلًا} أي يجعلهم رسلًا يتلقون عباد الله، كما قال تعالى: {وتتلقاهم الملئكة} [الأنبياء: 103] وعلى هذا فقوله تعالى: {فَاطِرِ السموات} يحتمل وجهين الأول: معناه مبدعها كما نقل عن ابن عباس والثاني: {فَاطِرِ السموات والأرض} أي شاقهما لنزول الأرواح من السماء وخروج الأجساد من الأرض ويدل عليه قوله تعالى: {جَاعِلِ الملائكة رُسُلًا} فإن في ذلك اليوم تكون الملائكة رسلًا، وعلى هذا فأول هذه السورة متصل بآخر ما مضى، لأن قوله كما فعل بأشياعهم بيان لانقطاع رجاء من كان في شك مريب وتيقنه بأن لا قبول لتوبته ولا فائدة لقوله آمنت.
كما قال تعالى عنهم: {وَقَالُواْ ءَامَنَّا بِهِ وأنى لَهُمُ التناوش} [سبأ: 52] فلما ذكر حالهم بين حال الموقن وبشره بإرساله الملائكة إليهم مبشرين، وبين أنه يفتح لهم أبواب الرحمة.
وقوله تعالى: {أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مثنى وثلاث ورباع} أقل ما يكون لذي الجناح أن يكون له جناحان وما بعدهما زيادة، وقال قوم فيه إن الجناح إشارة إلى الجهة، وبيانه هو أن الله تعالى ليس فوقه شيء، وكل شيء فهو تحت قدرته ونعمته، والملائكة لهم وجه إلى الله يأخذون منه نعمه ويعطون من دونهم مما يأخذوه بإذن الله، كما قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الروح الأمين على قَلْبِكَ} [الشعراء: 193، 194] وقوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ القوى} [النجم: 5] وقال تعالى في حقهم: {فالمدبرات أَمْرًا} [النازعات: 5] فهما جناحان، وفيهم من يفعل ما يفعل من الخير بواسطة، وفيهم من يفعله لا بواسطة، فالفاعل بواسطة فيه ثلاث جهات، ومنهم من له أربع جهات وأكثر، والظاهر ما ذكرناه أولًا وهو الذي عليه إطباق المفسرين.
وقوله تعالى: {يَزِيدُ فِي الخلق مَا يَشَاء} من المفسرين من خصصه وقال المراد الوجه الحسن، ومنهم من قال الصوت الحسن، ومنهم من قال كل وصف محمود، والأولى أن يعمم، ويقال الله تعالى قادر كامل يفعل ما يشاء فيزيد ما يشاء وينقص ما يشاء.
وقوله تعالى: {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يقرر قوله: {يَزِيدُ في الخلق مَا يَشَاءُ}.
ثم قال تعالى: {مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ}.
لما بين كمال القدرة ذكر بيان نفوذ المشيئة ونفاذ الأمر، وقال: {ما يفتح الله للناس} يعني إن رحم فلا مانع له، وإن لم يرحم فلا باعث له عليها، وفي الآية دليل على سبق رحمته غضبه من وجوه: أحدها التقديم حيث قدم بيان فتح أبواب الرحمة في الذكر، وهو وإن كان ضعيفًا لكنه وجه من وجوه الفضل وثانيها: هو أن أنث الكناية في الأول فقال: {مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} وجاز من حيث العربية أن يقال له ويكون عائدًا إلى ما، ولكن قال تعالى: {لَهَا} ليعلم أن المفتوح أبواب الرحمة ولا ممسك لرحمته فهي وصلة إلى من رحمته، وقال عند الإمساك {وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ} بالتذكير ولم يقل لها فما صرح بأنه لا مرسل للرحمة، بل ذكره بلفظ يحتمل أن يكون الذي لا يرسل هو غير الرحمة فإن قوله تعالى: {وَمَا يُمْسِكْ} عام من غير بيان وتخصيص بخلاف قوله تعالى: {مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ} فإنه مخصص مبين وثالثها: قوله: {مِن بَعْدِهِ} أي من بعد الله، فاستثنى هاهنا وقال لا مرسل له إلا الله فنزل له مرسلًا.
وعند الإمساك الإمساك قال لا ممسك لها، ولم يقل غير الله لأن الرحمة إذا جاءت لا ترتفع فإن من رحمه الله في الآخرة لا يعذبه بعدها هو ولا غيره، ومن يعذبه الله فقد يرحمه الله بعد العذاب كالفساق من أهل الإيمان.
ثم قال تعالى: {وَهُوَ العزيز} أي كامل القدرة {الحكيم} أي كامل العلم.
ثم قال تعالى: {يا أيها النَّاسُ اذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ} لما بين أن الحمد لله وبين بعض وجوه النعمة التي تستوجب الحمد على سبيل التفصيل بين نعمه على سبيل الإجمال فقال: {اذكروا نِعْمَتَ الله} وهي مع كثرتها منحصرة في قسمين نعمة الإيجاد، ونعمة الإبقاء.
فقال تعالى: {هَلْ مِنْ خالق غَيْرُ الله} إشارة إلى نعمة الإيجاد في الابتداء.
وقال تعالى: {يَرْزُقُكُم مِّنَ السماء والأرض} إشارة إلى نعمة الإبقاء بالرزق إلى الانتهاء.
ثم بين أنه {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} نظرًا إلى عظمته حيث هو عزيز حكيم قادر على كل شيء قدير نافذ الإرادة في كل شيء ولا مثل لهذا ولا معبود لذاته غير هذا ونظرًا إلى نعمته حيث لا خالق غيره ولا رازق إلا هو.
ثم قال تعالى: {فأنى تُؤْفَكُونَ} أي كيف تصرفون عن هذا الظاهر، فكيف تشركون المنحوت بمن له الملكوت.
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}.
ثم لما بين الأصل الأول: وهو التوحيد ذكر الأصل الثاني: وهو الرسالة فقال تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ}.
ثم بين من حيث الإجمال أن المكذب في العذاب.
والمكذب له الثواب بقوله تعالى: {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} ثم بين الأصل الثالث: وهو الحشر.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض}.
يجوز في فاطر ثلاثة أوجه: الخفض على النعت، والرفع على إضمار مبتدأ، والنصب على المدح.
وحكى سيبويه: الحمد لله أهل الحمد مثله وكذا {جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ}.
والفاطر: الخالق وقد مضى في يوسف وغيرها.
والفَطْر: الشق عن الشيء؛ يقال: فطرته فانفطر ومنه: فَطَر نابُ البعير طلع، فهو بعير فاطر.
وتفطّر الشيء تشقق وسيف فُطار، أي فيه تشقق.
قال عنترة:
وسيفي كالعقيقة فهو كِمْعِي ** سلاحي لا أَفَلّ ولا فُطَارا

والفطر: الابتداء والاختراع.
قال ابن عباس: كنت لا أدري ما {فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي أنا ابتدأتها.
والفَطْر: حلب الناقة بالسبابة والإبهام.
والمراد بذكر السموات والأرض العالم كله، ونبّه بهذا على أن من قدر على الابتداء قادر على الإعادة.
{جَاعِلِ الملائكة} لا يجوز فيه التنوين، لأنه لما مضى.
{رُسُلًا} مفعول ثان، ويقال على إضمار فعل؛ لأن فاعلًا إذا كان لما مضى لم يعمل فيه شيئًا، وإعماله على أنه مستقبل حذف التنوين منه تخفيفًا.
وقرأ الضحاك {الحمد لله فطر السموات والأرض} على الفعل الماضي.
{جاعِلِ الملائِكةِ رسلًا} الرسل منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، صلى الله عليهم أجمعين.
وقرأ الحسن: {جَاعِلُ الملائكة} بالرفع.
وقرأ خُليد بن نشيط {جعل الملائكة} وكله ظاهر.
{أُوْلِي أَجْنِحَةٍ} نعت، أي أصحاب أجنحة.
{مثنى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} أي اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة.
قال قتادة: بعضهم له جناحان، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم أربعة؛ ينزلون بها من السماء إلى الأرض، ويعرجون من الأرض إلى السماء، وهي مسيرة كذا في وقت واحد، أي جعلهم رسلًا.