فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والثاني: أنه يعود على المعمر نفسه لفظًا ومعنى، والمعنى: أنه إذا ذهب من عمره حول أحصى وكتب ثم حول آخر كذلك فهذا هو النقص، وإليه ذهب ابن عباس وابن جبير وأبو مالك ومنه قول الشاعر:
حياتك أنفاس تعد فكلما ** مضى نفس منك انتقصت به جزأ

وقال الزمخشري: هذا من الكلام المتسامح فيه ثقة في تأويله بأفهام السامعين واتكالًا على تسديدهم معناه بعقولهم، وأنه لا يلتبس عليهم إحالة الطول والقصر في عمر واحد، وعليه كلام الناس المستفيض يقولون: لا يثيب الله عبدًا ولا يعاقبه إلا بحق قال: وفيه تأويل آخر وهو: أنه لا يطول عمر إنسان ولا يقصر إلا في كتاب، وصورته: أن يكتب في اللوح: إن حج فلان أو غزا فعمره أربعون سنة، وإن حج وغزا فعمره ستون سنة فإذا جمع بينهما فبلغ الستين فقد عمر، وإذا أفرد أحدهما فلم يتجاوز به الأربعون فقد نقص عن عمره الذي هو الغاية وهو الستون، وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «إن الصدقة والصلة تعمران الديار وتزيدان في الأعمار».
وعن كعب أنه قال حين طعن عمر رضي الله تعالى عنه: لو أن عمر دعا الله لأخر في أجله فقيل لكعب: أليس قد قال الله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
فقال: هذا إذا حضر الأجل فأما قبل ذلك فيجوز أن يزاد وينقص، وقرأ هذه الآية وقد استفاض على الألسنة: أطال الله تعالى بقاءك، وفسح في مدتك وما أشبهه.
وعن سعيد بن جبير: يكتب في الصحيفة عمره كذا وكذا سنة، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان ذهب ثلاثة أيام حتى يأتي على آخره، وعن قتادة المعمر من بلغ ستين سنة، والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة، والكتاب في قوله تعالى: {إلا في كتاب} أي: مكتوب فيه عمر فلان كذا وكذا، وعمر فلان كذا إن عمل كذا وعمره كذا إن لم يعمل كذا هو اللوح المحفوظ قاله ابن عباس، قال الزمخشري: ويجوز أن يراد بكتاب الله علم الله تعالى أو صحيفة الإنسان.
ولما كان ذلك أمرًا لا يحيط به العد ولا يحصره الحد فكان في عداد ما ينكره الجهلة قال تعالى مؤكدًا لسهولته {إن ذلك} أي: الأمر العظيم من كتب الآجال كلها وتقديرها {على الله} أي: الذي له جميع العزة {يسير} أي: هين. وقوله تعالى: {وما يستوي البحران هذا عذب} أي: طيب حلو لذيذ ملائم طبعه {فرات} أي: بالغ العذوبة {سائغ شرابه} أي: شربه مرئ سهل انحداره لما له من اللذة والملايمة للطبع {وهذا ملح أجاج} أي: جمع إلى الملوحة المرارة فلا يسوغ شرابه بل لو شرب لآلم الحلق وأجج في البطن ما هو كالنار ضرب مثلًا للمؤمن والكافر، وقوله تعالى: {ومن كل} أي: الملح والعذب {تأكلون} أي: من السمك المنّوع إلى أنواع تفوت الحصر {لحمًا طريًا} أي: شهي المطعم {وتستخرجون} أي: من الملح دون العذب {حلية تلبسونها} أي: نساؤكم من الجواهر الدر والمرجان وغيرهما، ذكر استطرادًا في صفة البحرين وما فيهما من النعم وتمام التمثيل، والمعنى: كما أنهما وإن اشتركا في بعض الفوائد لا يتساويان من حيث إنهما لا يتساويان فيما هو مقصود بالذات من الماء فإنه خالط أحدهما ما أفسده، وغيره عن كمال فطرته فلا يتساوى المؤمن والكافر وإن اتفق اشتراكهما في بعض الصفات كالشجاعة والسخاوة لاختلافهما فيما هو الخاصة العظمة وهي بقاء أحدهما على الفطرة الأصلية دون الآخر.
وقيل: تخرج الحلية منهما كما هو ظاهر قوله تعالى: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}.
قال البغوي: لأنه قد يكون في البحر الأجاج عيون عذبة تمتزج بالملح فيكون اللؤلؤ من ذلك انتهى.
فائدة:
عاب المبرد وغيره قول الشافعي رضي الله تعالى عنه: كل ماء من بحر عذب أو مالح فالتطهر به جائز وقالوا: إنه لحن وإنما يقال: ملح كما قال تعالى: {وهذا ملح أجاج} وهم مخطئون في ذلك كما قيل:
وكم من عائب قولًا صحيحًا ** وآفته من الفهم السقيم

ولكن تأخذ الآذان منه ** على قدر القريحة والفهوم

قال النووي: وأجاب أصحابنا بأجوبة: أصحها أن فيه أربع لغات: ملح ومالح ومليح وملاح بضم الميم وتخفيف اللام قال عمر بن أبي ربيعة:
ولو تفلت في البحر والبحر مالح ** لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا

وقال آخر:
وللرزق أسباب تروح وتغتدي ** وإني منها غير غاد ورائح

قنعت بثوب العدم من حلة الغنى ** ومن بارد عذب زلال بمالح

وقال محمد بن حازم:
تلونت ألوانًا علي كثيرة ** وخالط عذبًا من إخائك مالح

وقال خالد بن يزيد بن معاوية في رملة بنت الزبير:
ولو وردت ماء وكانت قبيله ** مليحًا شربنا ماءه باردًا عذبًا

وقال الخطابي: يقال: ماء ملاح كما يقال: أجاج وزعاق وزلال قال: وإنما نزل الشافعي من اللغة العالية إلى التي هي أدنى للإيضاح وحسمًا للإشكال والالتباس؛ لئلا يتوهم متوهم أنه أراد بالملح المذاب فيظن أن الطهارة به جائزة.
وثاني الأجوبة: أن الشافعي إمام في اللغة فقوله فيها حجة.
وثالثها: أن هذه اللفظة ليست من كلام الشافعي ولم يذكرها بل من كلام المزني وهذا ليس بشيء، وكيف ينسب الخطأ إلى المزني وعنه مندوحة، وقولهم: لم يذكرها الشافعي غير صحيح وقد أنكره البيهقي وقال: بل سمى الشافعي البحر مالحًا في كتابين أمالي الحج والمناسك الكبير.
فائدة:
أخرى: وهي أن ابن عمر قال في البحر: التيمم أحب إلينا منه وقال: بحركم هذا نار وتحت النار بحر حتى عد سبعة أبحر وسبعة أنوار، ولكن روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يطهره البحر فلا طهره الله» ويئول كلام ابن عمر بأنه سيصير يوم القيامة نارًا أو بأنه مهلكة يهلك كما تهلك النار، ولما كان الأكل والاستخراج من المنافع العامة عمَّ الخطاب.
ولما كان استقرار شيء في البحر دون غرق أمرًا غريبًا لكنه صار لشدة ألفه لا يقوم بأنه من أكبر الآيات دلالة على القادر المختار إلا أهل البصائر خص بالخطاب فقال: {وترى الفلك} أي: السفن سمى فلكًا لدورانه وسفينة لقشره الماء، وقدم الظرف في قوله تعالى: {فيه} لأنه أشد دلالة على ذلك {مواخر} أي: جواري مستدبرة الريح شاقة للماء بجريها هذه مقبلة وهذه مدبرة وجهها إلى ظهر هذه بريح واحدة يقال: مخرت السفينة الماء ويقال للسحاب: بنات مخر؛ لأنها تمخر الهواء، والسفن الذي اشتقت منه السفينة قريب من المخر؛ لأنها تسفن الماء كأنها تقشره كما تمخره ثم علق بالمخر معللًا قوله تعالى: {لتبتغوا} أي: تطلبوا طلبًا شديدًا {من فضله} أي: الله بالتوصل بذلك إلى البلاد الشاسعة للمتاجر وغيرها، ولو جعلها ساكنة لم يترتب عليها ذلك ولم يجر به ذكر في الآية ولكن فيما قبلها، ولو لم يجر لم يشكل لدلالة المعنى عليه {ولعلكم تشكرون} أي: وليكون حالكم بهذه الدالة على عظيم قدرة الله تعالى ولطفه حال من يرجى شكره.
تنبيه:
حرف الرجاء مستعار لمعنى الإرادة ألا ترى كيف سلك به مسلك لام التعليل؟ كأنما قيل: لتبتغوا ولتشكروا.
ولما ذكر تعالى اختلاف الذوات الدالة على بديع صنعه أتبعه اختلاف الأزمنة الدالة على بديع قدرته بقوله تعالى: {يولج} أي: يدخل الله {الليل في النهار} فيصير الظلام ضياء.
ولما كان هذا الفعل في غاية الإعجاب وكان لكثرة تكراره قد صار مألوفًا فغفل عما فيه من الدلالة على تمام القدرة نبه عليه بإعادة الفعل بقوله تعالى: {ويولج النهار في الليل} فيصير ما كان ضياء ظلامًا، وتارة يكون التوالج بقصر هذا وطول هذا فدل كل ذلك على أنه تعالى فاعل بالاختيار.
ولما ذكر الليل والنهار ذكر ما ينشأ عنهما بقوله تعالى: {وسخر الشمس والقمر} ثم استأنف قوله تعالى: {كل} أي: منهما {يجري} أي: في فلكه {لأجل} أي: لأجْلِ أجَلٍ {مسمى} مضروب له لا يقدر أن يتعداه، فإذا جاء ذلك الأجل غرب هكذا كل يوم إلى أن يأتي الأجل الأعظم فيختل هذا النظام بإذن الملك العلام، وتقوم الناس ليوم الزحام وتكون الأمور العظام.
ولما ذكر سبحانه أنه الفاعل المختار القادر على ما يريد بما يشاهده كل أحد في نفسه وفي غيره وختم بما تكرر مشاهدته في كل يوم مرتين أنتج ذلك قطعًا قوله تعالى معظمًا بأداة البعد وميم الجمع {ذلكم} أي: العالي المقدار الذي فعل هذه الأفعال كلها {الله} الذي له صفة كل كمال، ثم نبههم على أنه لا مدبر لهم سواه بخبر آخر بقوله تعالى: {ربكم} أي: الموجد لكم من العدم المربّي بجميع النعم لا رب لكم سواه، ثم استأنف قوله تعالى: {له} أي: وحده {الملك} أي: كله وهو مالك كل شيء {والذين تدعون} أي: تعبدون {من دونه} أي: غيره وهم الأصنام وغيرها وكل شيء دونه {ما يملكون} في حال من الأحوال وأعرق في النفي بقوله تعالى: {من قطمير} وهو كما روي عن ابن عباس: لفافة النواة وهي القشرة الرقيقة الملتفة عليها، كناية عن أدنى الأشياء فكيف بما فوقه؟ فليس لهم شيء من الملك، والآية من الاحتباك ذكر الملك أولًا دليلًا على حذفه ثانيًا والملك ثانيًا دليلًا على حذفه أولًا.
وقيل: القطمير هو القمع وقيل: ما بين القمع والنواة، ففي النواة على الأول أربعة أشياء يضرب بها المثل: في القلة الفتيل: وهو ما في شق النواة، والقطمير: وهو اللفافة والنقير: وهو ما في ظهر النواة والرقروق: وهو ما بين القمع والنواة ثم بين ذلك بقوله تعالى: {إن تدعوهم} أي: المعبودات من دونه دعاء عبادة أو استعانة {لا يسمعوا دعاءكم} أي: لأنهم جماد {ولو سمعوا} أي: على سبيل الفرض والتقدير {ما استجابوا لكم} أي: لعدم قدرتهم على الانتفاع.
ولما بين عدم النفع فيهم في الدنيا بين عدم النفع منهم في الآخرة ووجود الضرر منهم في الآخرة بقوله سبحانه {ويوم القيامة} أي: حين ينطقهم الله تعالى: {يكفرون بشرككم} أي: بإشراككم فينكرونه ويتبرؤن منه بقولهم {ما كنتم إيّانا تعبدون}.
كما حكى الله تعالى ذلك عنهم في آية أخرى {ولا ينبئك} أي: يخبرك أي: السامع بالأمر مخبر هو {مثل خبير} أي: عالم به أي: أن الخبير بالأمر وحده هو الذي يخبرك بالحقيقة دون سائر المخبرين به؛ لأنه لا يمكن الطعن في شيء مما أخبر به بخلاف غيره والمعنى: أن هذا الذي أخبرتكم به من حال الأوثان هو الحق؛ لأني خبير بما أخبرت به. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)}.
ثم أخبر سبحانه عن نوع من أنواع بديع صنعه، وعظيم قدرته، ليتفكروا في ذلك، وليعتبروا به، فقال: {والله الذي أَرْسَلَ الرياح} قرأ الجمهور: {الرياح}، وقرأ ابن كثير، وابن محيصن، والأعمش، ويحيى بن وثاب، وحمزة، والكسائي {الريح} بالإفراد {فَتُثِيرُ سحابا} جاء بالمضارع بعد الماضي استحضارًا للصورة، لأن ذلك أدخل في اعتبار المعتبرين، ومعنى كونها: تثير السحاب أنها تزعجه من حيث هو {فَسُقْنَاهُ إلى بَلَدٍ مَّيّتٍ} قال أبو عبيدة: سبيله، فتسوقه، لأنه قال: {فتثير سحابًا}.
قيل: النكتة في التعبير بالماضيين بعد المضارع: الدلالة على التحقق.
قال المبرد: ميت وميّت واحد، وقال: هذا قول البصريين، وأنشد:
ليس من مات فاستراح بميت ** إنما الميت ميت الأحياء

{فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرض} أي: أحيينا بالمطر الأرض بإنبات ما ينبت فيها، وإن لم يتقدّم ذكر المطر، فالسحاب يدل عليه، أو أحيينا بالسحاب، لأنه سبب المطر {بَعْدَ مَوْتِهَا} أي: بعد يبسها، استعار الإحياء للنبات، والموت لليبس {كَذَلِكَ النشور} أي: كذلك يحيي الله العباد بعد موتهم كما أحيا الأرض بعد موتها، والنشور: البعث، من نشر الإنسان نشورًا، والكاف في محل رفع على الخيرية، أي: مثل إحياء موات الأرض إحياء الأموات، فكيف تنكرونه، وقد شاهدتم غير مرّة ما هو مثله وشبيه به؟
{مَن كَانَ يُرِيدُ العزة} قال الفرّاء: معناه: من كان علم العزة لمن هي؟ فإنها الله جميعًا.
وقال قتادة: من كان يريد العزّة، فليتعزز بطاعة الله، فجعل معنى فللّه العزّة: الدعاء إلى طاعة من له العزّة، كما يقال: من أراد المال، فالمال لفلان، أي: فليطلبه من عنده.
وقال الزجاج: تقديره من كان يريد بعبادة الله العزّة، والعزّة له سبحانه، فإن الله عزّ وجلّ يعزّه في الدنيا والآخرة.
وقيل: المراد بقوله: {مَن كَانَ يُرِيدُ العزة} المشركون، فإنهم كانوا يتعزّزون بعبادة الأصنام: كقوله: {واتخذوا مِن دُونِ الله ءالِهَةً لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزًّا} [مريم: 81].
وقيل المراد: الذين كانوا يتعزّزون بهم من الذين آمنوا بألسنتهم {الذين يَتَّخِذُونَ الكافرين أَوْلِيَاء مِن دُونِ المؤمنين أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العزة} [النساء: 139] الآية.
{فَلِلَّهِ العزة جَمِيعًا} أي: فليطلبها منه لا من غيره، والظاهر في معنى الآية: أن من كان يريد العزّة، ويطلبها، فليطلبها من الله عزّ وجلّ: فللّه العزّة جميعًا، ليس لغيره منها شيء، فتشمل الآية كل من طلب العزّة، ويكون المقصود بها التنبيه لذوي الأقدار، وألهمم من أين تنال العزّة، ومن أيّ جهة تطلب؟
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكلم الطيب والعمل الصالح يَرْفَعُهُ} أي: إلى الله يصعد لا إلى غيره، ومعنى صعوده إليه: قبوله له، أو صعود الكتبة من الملائكة بما يكتبونه من الصحف، وخصّ الكلم الطيب بالذكر لبيان الثواب عليه، وهو يتناول كل كلام يتصف بكونه طيبًا من ذكر لله، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتلاوة، وغير ذلك، فلا وجه لتخصيصه بكلمة التوحيد، أو بالتحميد، والتمجيد.
وقيل: المراد بصعوده صعوده إلى سماء الدنيا.
وقيل: المراد بصعوده علم الله به، ومعنى {والعمل الصالح يَرْفَعُهُ} أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، كما قال الحسن، وشهر بن حوشب، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، وأبو العالية، والضحاك، ووجهه: أنه لا يقبل الكلم الطيب إلاّ مع العمل الصالح.
وقيل: إن فاعل {يرفعه} هو {الكلم الطيب}، ومفعوله {العمل الصالح}، ووجهه: أن العمل الصالح لا يقبل إلاّ مع التوحيد، والإيمان.
وقيل: إن فاعل {يرفعه} ضمير يعود إلى الله عزّ وجلّ.
والمعنى: أن الله يرفع العمل الصالح على الكلم الطيب، لأن العمل يحقق الكلام.
وقيل: والعمل الصالح يرفع صاحبه، وهو الذي أراد العزّة.
وقال قتادة: المعنى: أن الله يرفع العمل الصالح لصاحبه، أي: يقبله، فيكون قوله: {والعمل الصالح} على هذا مبتدأ خبره يرفعه، وكذا على قول من قال يرفع صاحبه.
قرأ الجمهور: {يصعد} من صعد الثلاثي.
و{الكلم الطيب} بالرفع على الفاعلية.
وقرأ علي، وابن مسعود: {يصعد} بضم حرف المضارعة من أصعد، و{الكلم الطيب} بالنصب على المفعولية، وقرأ الضحاك على البناء للمفعول، وقرأ الجمهور: {الكلم}، وقرأ أبو عبد الرحمن: {الكلام}، وقرأ الجمهور: {والعمل الصالح} بالرفع على العطف، أو على الابتدا ء.