فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والمستفهم عن رؤيته في مثل هذا التركيب في الاستعمال هو أحوال المرئي وإناطة البصر بها، أي أن أمر المستفهم عنه واضح بادٍ لكل من يراهُ كقوله: {أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم} [الماعون: 1، 2] وقوله: {أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته} [الإسراء: 62]. إلخ.
والأكثر أن يكون ذلك توطئة لكلام يأتي بعده يكون هو كالدليل عليه أو الإِيضاح له أو نحو ذلك، فيئول معناه بما يتصل به من كلام بعده، ففي قوله هنا: {أرأيتم شركاءكم} تمهيد لأن يطلب منهم الإِخبار عن شيء خلقه شركاؤهم فصار المراد من {أرأيتم شركاءكم} انظروا ما تخبرونني به من أحوال خلقهم شيئًا من الأرض، فحصل في قوله: {أرأيتم شركاءكم} إجمال فصّله قوله: {أروني ماذا خلقوا من الأرض} فتكون جملة {أروني ماذا خلقوا} بدلًا من جملة {أرأيتم شركاءكم} بدل اشتمال أو بدل مفصل من مجمل.
والمراد بالشركاء من زعموهم شركاء الله في الإِلهية فلذلك أضيف الشركاء إلى ضمير المخاطبين، أي الشركاء عندكم، لظهور أن ليس المراد أن الأصنام شركاء مع المخاطبين بشيء فتمحضت الإِضافة لمعنى مُدَّعَيْكُم شركاء لله.
والموصول والصلة في قوله: {الذين تدعون من دون الله} للتنبيه على الخطأ في تلك الدعوة كقول عبدة بن الطبيب:
إن الذين ترونهم إخوانكم ** يشفي غليل صدورهم أن تُصرْعَوا

وقرينة التخطئة تعقيبه بقوله: {أروني ماذا خلقوا من الأرض}، فإنه أمر للتعجيز إذ لا يستطيعون أن يُرُوه شيئًا خلقته الأصنام، فيكون الأمر التعجيزي في قوة نفي أن خلقوا شيئًا مّا، كما كان الخبر في بيْت عبدة الوارد بعد الصلة قرينة على كون الصلة للتنبيه على خطأ المخاطبين.
وفعل الرؤية قلبي بمعنى الإِعلام والإِنباء، أي أنبئُوني شيئًا مخلوقًا للذين تدْعُون من دون الله في الأرض.
و{ماذا} كلمة مركبة من ما الاستفهامية و ذا التي بمعنى الذي حين تقع بعد اسم استفهام، وفعل الإِراءة معلَّق عن العمل في المفعول الثاني والثالث بالاستفهام.
والتقدير: أروني شيئًا خلقوه مما على الأرض.
و{مِن} ابتدائية، أي شيئًا ناشئا من الأرض، أو تبعيضية على أن المراد بالأرض ما عليها كإطلاق القرية على سكانها في قوله: {واسأل القرية} [يوسف: 82].
و{أم} منقطعة للإِضراب الانتقالي، وهي تؤذن باستفهام بعدها.
والمعنى: بل ألهم شرك في السماوات.
والشرك بكسر الشين: اسم للنصيب المشترك به في ملك شيء.
والمعنى: ألهم شرك مع الله في ملك السموات وتصريف أحوالها كسير الكواكب وتعاقب الليل والنهار وتسخير الرياح وإنزال المطر.
ولما كان مقرُّ الأصنام في الأرض كان من الراجح أن تتخيَّل لهم الأوهام تصرفًا كاملًا في الأرض فكأنهم آلهة أرضية، وقد كانت مزاعم العرب واعتقاداتهم أفانين شتى مختلطة من اعتقاد الصابئة ومن اعتقاد الفُرس واعتقاد الروم فكانوا أشباها لهم فلذلك قيل لأشباههم في الإِشراك {أروني ماذا خلقوا من الأرض}، أي فكان تصرفهم في ذلك تصرف الخالقية، فأما السماوات فقلما يخطر ببال المشركين أن للأصنام تصرفًا في شئونها، ولعلهم لم يدّعوا ذلك ولكن جاء قوله: {أم لهم شرك في السماوات} مَجيء تكملة الدليل على الفرض والاحتمال، كما يقال في آداب البحث فإن قلتَ.
وقد كانوا ينسبون للأصنام بنوة لله تعالى قال تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذن قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل اللَّه بها من سلطان} [النجم: 19 23].
فمِن أجل ذلك جيء في جانب الاستدلال على انتفاء تأثير الأصنام في العوالم السماوية بإبطال أن يكون لها شرك في السماوات لأنهم لا يدَّعُون لها في مزاعمهم أكثر من ذلك.
ولما قضي حق البرهان العقلي على انتفاء إلهية الذين يدعون من دون الله انتقل إلى انتفاء الحجة السمعية من الله تعالى المثبتة آلهة دونه لأن الله أعلم بشركائه وأنداده لو كانوا، فقال تعالى: {أم آتيناهم كتابًا فهم على بينات منه} المعنى: بل آتيناهم كتابًا فهم يتمكنون من حجة فيه تصرح بإلهية هذه الآلهة المزعومة.
وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم {على بينات} بصيغة الجمع.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب {على بَينة} بصيغة الإِفراد.
فأما قراءة الجمع فوجهها أن شأن الكتاب أن يشتمل على أحكام عديدة ومواعظ مكررة ليتقرر المراد من إيتاء الكتب من الدلالة القاطعة بحيث لا تحتمل تأويلًا ولا مبالغة ولا نحوها على حدّ قول علماء الأصول في دلالة الأخبار المتواترة دلالة قطعية، وأما قراءة الإِفراد فالمراد منها جنس البينة الصادق بأفراد كثيرة.
ووصف البينات أو البينة ب {منه} للدلالة على أن المراد كون الكتاب المفروض إيتاؤه إياهم مشتملًا على حجة لهم تثبت إلهية الأصنام.
وليس مطلق كتاب يُؤتَوْنه أمارة من الله على أنه راضضٍ منهم بما هم عليه كدلالة المعجزات على صدق الرسول، وليست الخوارق ناطقة بأنه صادق فأريد: أآتيناهم كتابًا ناطقًا مثل ما آتينا المسلمين القرآن.
ثم كرّ على ذلك كله الإِبطال بواسطة {بل}، بأن ذلك كله منتف وأنهم لا باعث لهم على مزاعمهم الباطلة إلا وعد بعضهم بعضًا مواعيد كاذبة يغرّ بعضهم بها بعضًا.
والمراد بالذين يَعِدُونهم رؤساء المشركين وقادتهم بالموعودين عامتهم ودهماؤهم، أو أريد أن كلا الفريقين واعد وموعود في الرؤساء وأيمة الكفر يَعِدُون العامة نفعَ الأصنام وشفاعتها وتقريبها إلى الله ونصرها غرورًا بالعامة والعامة تَعِدُ رؤساءها التصميم على الشرك قال تعالى حكاية عنهم: {إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} [الفرقان: 42].
و{إن} نافية، والاستثناء مفرّع عن جنس الوعد محذوفًا.
وانتصب {غرورًا} على أنه صفة للمستثنى المحذوف.
والتقدير: إن يعد الظالمون بعضهم بعضًا وعدًا إلا وعدًا غرورًا.
والغرور تقدم معناه عند قوله تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} في آل عمران (196). اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ}.
أخرج عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس؛ أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي، نزلت فيه {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة} الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {يرجون تجارة لن تبور} قال: الجنة {لن تبور} لا تبيد {ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله} قال: هو كقوله: {ولدينا مزيد} [ق: 35] {إنه غفور} قال: لذنوبهم {شكور} لحسناتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {يرجون تجارة لن تبور} قال: لن تهلك.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة}. قال كان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء.
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ورثهم الله كل كتاب أنزل، فظالمهم مغفور له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب.
وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: في هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} قال: «هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة، وكلهم في الجنة».
وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبي الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} فأما الذين سبقوا، فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب. وأما الذين اقتصدوا، فأولئك الذين يحاسبون حسابًا يسيرًا، وأما الذين ظلموا أنفسهم، فأولئك يحبسون في طول المحشر، ثم هم الذين تلقاهم الله برحمة، فهم الذين يقولون {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} قال البيهقي: إن أكثر الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلًا.
وأخرج الطيالسي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه عن عقبة بن صهبان قلت لعائشة: أرأيت قول الله {ثم أورثنا الكتاب}. قالت: أما السابق، فقد مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهد له بالجنة. وأما المقتصد، فمن اتبع أمرهم، فعمل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم. وأما الظالم لنفسه، فمثلي ومثلك، ومن اتبعنا. وكل في الجنة.
وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلهم من هذه الأمة، وكلهم في الجنة».
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمتي ثلاثة أثلاث: فثلث يدخلون الجنة بغير حساب. وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، ثم يدخلون الجنة. وثلث يمحصون ويكسفون، ثم تأتي الملائكة فيقولون: وجدناهم يقولون: لا إله إلا الله وحده فيقول الله: أدخلوهم الجنة بقولهم لا إله إلا الله وحده، واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب» وهي التي قال الله {وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم} وتصديقًا في التي ذكر الملائكة قال الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فجعلهم ثلاثة أنواع {فمنهم ظالم لنفسه} فهذا الذي يكسف ويمحص {ومنهم مقتصد} وهو الذي يحاسب حسابًا يسيرًا {ومنهم سابق بالخيرات} فهو الذي يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب باذن الله. يدخلونها جميعًا لم يفرق بينهم {يحلون فيها من أساور من ذهب} إلى قوله: {لغوب}.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: هذه الآية ثلاثة أثلاث يوم القيامة. ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلث يحبسون بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا. فيقول الرب «أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي» ثم قرأ {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في البعث عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا نزع بهذه الآية قال: الا أن سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له.
وأخرج العقيلي وابن لال وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن عمر بن الخطاب. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له» وقرأ عمر {فمنهم ظالم لنفسه}.
وأخرج ابن النجار عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له».
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب. والمقتصد برحمة الله، والظالم لنفسه، وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عثمان بن عفان: أنه نزع بهذه الآية قال: إن سابقنا أهل جهاد. ألا وأن مقتصدنا ناج أهل حضرنا، ألا وأن ظالمنا أهل بدونا.
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله: {فمنهم ظالم لنفسه} قال: أشهد على الله أنه يدخلهم الجنة جميعًا.
وأخرج الفريابي وابن مردويه عن البراء قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال: «كلهم ناج وهي هذه الأمة».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {ثم أورثنا الكتاب}. قال: هي مثل الذي في الواقعة {فأصحاب الميمنة} {وأصحاب المشئمة} {والسابقون} صنفان ناجيان، وصنف هالك.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {فمنهم ظالم لنفسه}. قال: {الظالم لنفسه} هو الكافر {والمقتصد} أصحاب اليمين.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي عن كعب الأحبار أنه تلا هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} إلى قوله: {لغوب} قال: دخلوها ورب الكعبة، وفي لفظ قال: كلهم في الجنة.
ألا ترى على أثره {والذين كفروا لهم نار جهنم} فهؤلاء أهل النار فذكر ذلك للحسن فقال: أبت ذلك عليهم الواقعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجنة فقال «مسوّرون بالذهب والفضة، مكللة بالدر وعليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة، وعليهم تاج كتاج الملوك، جرد، مرد، مكحلون».
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن حذيفة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يبعث الله الناس على ثلاثة أصناف، وذلك في قوله: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} فالسابق بالخيرات يدخل الجنة بلا حساب، والمقتصد يحاسب حسابًا يسيرًا، والظالم لنفسه يدخل الجنة برحمة الله».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ثم أورثنا الكتاب} قال: جعل الله أهل الإِيمان على ثلاثة منازل كقوله: {أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} [الواقعة: 41]، {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} [الواقعة: 27]، {والسابقون السابقون} [الواقعة: 10]، {أولئك المقربون} [الواقعة: 11] فهم على هذا المثال.
وأخرج ابن مردويه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {فمنهم ظالم لنفسه} قال: الكافر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {فمنهم ظالم لنفسه} قال: هذا المنافق {ومنهم مقتصد} قال: هذا صاحب اليمين {ومنهم سابق بالخيرات} قال: هذا المقرب قال قتادة: كان الناس ثلاث منازل عند الموت، وثلاث منازل في الدنيا، وثلاث منازل في الآخرة. فأما الدنيا فكانوا: مؤمن، ومنافق، ومشرك. وأما عند الموت فإن الله قال: {فأما إن كان من المقربين} [الواقعة: 88] {وأما إن كان من أصحاب اليمين} [الواقعة: 90] {وأما إن كان من المكذبين الضالين} [الواقعة: 92]. وأما الآخرة فكانوا أزواجًا ثلاثة {فأصحاب الميمنة} {وأصحاب المشئمة} {والسابقون السابقون أولئك المقربون}.