فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال القتبي: من بمعنى في يعني: أروني ماذا خلقوا في الأرض.
يعني: أي شيء خلقوا في الأرض كما خلق الله عز وجل {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ في السموات} يعني: عون على خلق السموات والأرض.
ويقال: نصيب في السموات.
اللفظ لفظ الاستفهام والشك، والمراد به النفي.
يعني: ليس لهم شرك في السموات.
ثم قال: {قُلْ أَرَءيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ} يعني: أعطيناهم كتابًا.
اللفظ لفظ الاستفهام، والمراد به النفي.
يعني: كما ليس لهم كتاب فيه حجة على كفرهم {فَهُمْ على بَيّنَةٍ مّنْهُ} يعني: ليسوا على بيان مما يقولون.
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، وعاصم، في رواية حفص {على بَيّنَةٍ} بغير ألف.
وقرأ الباقون: {بينات} بلفظ الجماعة، ومعناهما واحد، لأن الواحد ينبىء عن الجماعة.
ثم قال: {بَلْ إِن يَعِدُ الظالمون بَعْضُهُم بَعْضًا} يعني: ما يعد الظالمون بعضهم بعضًا.
يعني: الشياطين للكافرين من الشفاعة لمعبودهم {إِلاَّ غُرُورًا} يعني: باطلًا.
قوله عز وجل: {إِنَّ الله يُمْسِكُ السموات} يعني: يحفظ السموات {والأرض أَن تَزُولاَ} يعني: لئلا تزولا عن مكانها {وَلَئِن زَالَتَا} يعني: يوم القيامة {إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مّن بَعْدِهِ} يعني: لا يقدر أحد أن يمسكهما.
ويقال: {وَلَئِن زَالَتَا} يعني: إن زالتا في الحال، وهما لا يزولان {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا} عن قول الكُفَّار، حيث قالوا: لله ولد، فكادت السموات والأرض أن تزولا فأمسكهما بحلمه فلم يزولا {غَفُورًا} يعني: متجاوزًا عنهم إن تابوا.
ويقال: {غَفُورًا} حيث لم يعجل عليهم بالعقوبة، وأمسك السموات والأرض أن تزولا.
وقوله عز وجل {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم} يعني: كفار مكة كانوا يعيرون اليهود والنصارى بتكذيبهم أنبياءهم، وقالوا: لو أرسل الله عز وجل إلينا رسولًا، لكنا أهدى من إحدى الأمم، وكانوا يحلفون على ذلك فذلك قوله: {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم} فكل من حلف بالله، فهو جهد اليمين {لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ} يعني: رسول {لَّيَكُونُنَّ أهدى مِنْ إِحْدَى الامم} يعني: أصوب دينًا من اليهود والنصارى {فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ} وهو محمد صلى الله عليه وسلم {مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} يعني: ما زادهم الرسول إلا تباعدًا عن الهدى.
قوله عز وجل: {استكبارا في الأرض} يعني: تكبرًا في الأرض، {استكبارا} مفعول المعنى زادهم الرسول تكبرًا هذا كقوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القرءان مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82] وكأن القرآن سبب لخسرانهم فأضاف إليهم.
ثم قال: {وَمَكْرَ السيىء} يقول: قول الشرك واجتماعهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
قرأ حمزة {وَمَكْرَ السيىء} بجزم الياء.
وقرأ الباقون بالكسر لتبين الحروف، وجزم حمزة لكثرة الحركات.
ثم قال: {وَلاَ يَحِيقُ المكر السيىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ} يعني: لا يدور وينزل المكر السيىء إلا بأهله.
يعني عقوبة المكر ترجع إليهم {فَهَلْ يَنظُرُونَ} يعني: ما ينتظرون {إِلاَّ سُنَّةَ آلاْوَّلِينَ} يعني: عقوبة الأمم الخالية أن ينزل بهم مثل ما نزل بالأولين {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا} يعني: لصنعة الله تعالى.
ويقال: لملة الله.
ويقال: لسنة الله في العذاب {تَبْدِيلًا} يعني: لا يقدر أحد أن يبدله {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا} يعني: تغييرًا.
يعني: لا يقدر أحد أن يغير فعل الله تعالى.
ثم وعظهم ليعتبروا فقال عز وجل: {أَوَلَمْ يَسيرُواْ في الأرض} يعني: أو لم يسافروا في الأرض {فَيَنظُرُواْ} يعني: فيعتبروا {كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين} يعني: آخر أمر الذين كانوا {مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} يعني: منعة {وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ مِن شَىْء} يعني: ليسبقه، ويفوته من شيء.
ويقال: لا يقدر أحد أن يهرب من عذابه {فِي السموات وَلاَ في الأرض إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا} بخلقه بأنه لا يفوت منهم أحد {قَدِيرًا} يعني: قادرًا عليهم بالعقوبة.
قوله عز وجل: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ} يعني: لو عاقبهم {مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا} يعني: على ظهر الأرض {مِن دَابَّةٍ} يعني: لهلكت الدواب من قحط المطر.
قال قتادة: {مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا} من دابة إلا أهلكهم كما أهلك من كان في زمان نوح عليه السلام ويقال: {مِن دَابَّةٍ} يعني: من الجن والإنس فيعاقبهم بذنوبهم، فيهلكهم.
وقال مجاهد: {مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} يعني من هوام الأرض من العقارب، ومن الخنافس.
وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: كاد الجعل أن يعذب في حجره بذنب بني آدم.
ثم قرأ {وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس} الآية.
والعرب تكني عن الشيء إذا كان مفهومًا كما كنى ها هنا عن الأرض كقوله: {مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا} وَإِن لم يسبق ذكر الأرض.
ثم قال: {ولكن يُؤَخِرُهُمْ إلى أَجَلٍ مسمى} يعني: إلى الميعاد الذي وعدهم الله تعالى.
ويقال: إلى الوقت الذي وقت لهم في اللوح المحفوظ {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ} يعني: إلى انقضاء حياتهم.
ويقال: هو البعث.
قال تعالى: {فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} يعني: عالمًا بهم وبأعمالهم.
روى الزهري عن سعيد بن المسيب قال: لما طعن عمر رضي الله عنه، قال كعب: لو دعى الله عمر لأخر في أجله.
فقال الناس: سبحان الله أليس قد قال الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] فقال كعب: وقد قال: {والله خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أزواجا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ في كتاب إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ} [فاطر: 11] قال الزهري: فنرى أن ذلك ما لم يحضر الأجل فإذا حضر لم يؤخر، وليس أحد إلا وعمره مكتوب في اللوح المحفوظ، والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخْرَى} أي لا تحمل نفس ما تحمله نفس أخرى من ذنوبها، ومنه الوزير لأنه يحمل أثقال الملك بتدبيره.
{وَإن تَدَعُ مُثْقَلَةٌ إلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَل مِنْهُ شَيْءٌ} قال مجاهد مثقلة بالذنوب، ومعنى الكلام أن النفس التي قد أثقلتها ذنوبها إذا دعت يوم القيامة من يتحمل الذنوب عنها لم تجد من يتحمل عنها شيئًا من ذنوبها.
{وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} ولو كان المدعو إلى التحمل قريبًا مناسبًا، ولو تحمله عنها ما قُبل تحمله، لما سبق من قوله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
{إنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهَم بِالْغَيْبِ} فيه وجهان:
أحدهما: في السر حيث لا يطلع عليه أحد، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: في التصديق بالآخرة، حكاه ابن عيسى.
ويحتمل ثالثًا: يخشونه في ضمائر القلوب كما يخشونه في ظواهر الأفعال.
قوله عز وجل: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} الآية. فيه قولان:
أحدهما: أن هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر، كما لا يستوي الأعمى والبصير، ولا تستوي الظلمات ولا النور، ولا يستوي الظل ولا الحرور لا يستوي المؤمن والكافر، قاله قتادة.
الثاني: أن معنى قوله وما يستوي الأعمى والبصير أي عمى القلب بالكفر وبصره بالإيمان، ولا تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان، ولا يستوي ظل الجنة وحرور النار، قاله السدي.
والحرور الريح الحارة كالسموم، قال الفراء: الحرور يكون بالليل والنهار، والسموم لا يكون إلا بالنهار.
وقال الأخفش: الحرور لا يكون إلا مع شمس النهار، والسموم يكون بالليل والنهار.
قال قطرب: الحرور الحر، والظل البرد. ومعنى الكلام: أنه لا يستوي الجنة والنار.
قوله عز وجل: {وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر، كما أنه لا يستوي الأحياء والأموات فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر، قاله قتادة.
الثاني: أن الأحياء المؤمنون الذين أحياهم الإيمان. والأموات الكفار الذين أماتهم الكفر وهذا مقتضى قول السدي.
الثالث: أن الأحياء العقلاء، والأموات الجهال، قاله ابن قتيبة وفي {لاَ} في هذا الموضع وفيما قبله قولان:
أحدهما: أنها زائدة مؤكدة.
الثاني: أنا نافية لاستواء أحدهما بالآخر.
{إنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ} أي يهدي من يشاء.
{وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِِ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه مثل ضربه الله، كما أنك لا تُسمع الموتى في القبور كذلك لا تسمع الكافر.
الثاني: أن الكافر قد أماته الكفر حتى أقبره في كفره فلذلك لا يسمع، وقيل إن مراد الله تعالى بهذه الآية الإخبار أن بين الخير فروقًا، كما أن بين الشر فروقًا، ليطلب من درجات الخير أعلاها ولا يحتقر من درجات الشر أدناها، وهو الظاهر من قول علي ابن عيسى.
قوله عز وجل: {إنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا} أي بالقرآن بشرى بالجنة.
{وَنَذِيرًا} من النار.
{وَإن مَّنْ أُمَّةِ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ} أي سلف فيها نبي، قال ابن جريج: إلا العرب.
قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَنْا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} وفيه مضمر محذوف تقديره مختلف ألوانها وطعومها وروائحها، فاقتصر منها على ذكر اللون لأنه أظهرها {وَمِنَ الْجبَالَ جُدَدٌ} فيه وجهان:
أحدهما: أن الجدد القطع مأخوذ من جددت الشيء إذا قطعته، حكاه ابن بحر.
الثاني: أنها الخطط واحدتها جُدة مثل مُدة ومدد، ومنه قول زهير:
كأنه أسفع الخدين ذو جُدد ** طاوٍ ويرتع بعد الصيف عريانا

{بِيضُ وَحُمرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} والغربيب الشديد السواد الذي لونه كلون الغراب. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الشَّيخَ الْغِرْبِيبَ» يعني الذي يخضب بالسواد، قال امرؤ القيس:
العين طامعة واليد سابحة ** والرجل لافحة والوجه غربيب

وقيل فيه تقديم وتأخير، وتقديره سود غرابيب.
وفي المراد بالغرابيب السود ثلاثة أوجه:
أحدها: الجبال السود، قاله السدي.
الثاني: الطرائف السود، قاله ابن عباس.
الثالث: الأودية السود، قاله قتادة.
{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوآبِّ وَالأَنعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلَوَانُهُ كَذلِكَ} فيه وجهان:
أحدهما: كذلك مختلف ألوانه أبيض وأحمر وأسود.
الثاني: يعني بقوله كذلك أي كما اختلف ألوان الثمار والجبال والناس والدواب والأنعام كذلك تختلف أحوال العباد في الخشية.
ثم استأنف فقال: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عَبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} يعني بالعلماء الذين يخافون.
قال الربيع بن أنس: من لم يخش الله فليس بعالم. قال ابن مسعود: المتقون سادة، والعلماء قادة. وقيل: فاتحة الزبور الحكمة خشية الله.
قوله عز وجل: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} يعني الجنة، وفيها وجهان:
أحدهما: لن تفسد، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: لن تكسد، قاله علي بن عيسى والأول أشبه لقول الشاعر:
يا رسول المليك إن لساني ** راتق ما فتقت إذا أنا بور

قوله عز وجل: {لِيُوَفِّيهُمْ أُجُورَهُمْ} يعني ثواب أعمالهم.
{وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: يفسح لهم في قبورهم، قاله الضحاك.
الثاني: يشفعهم فيمن أحسن إليهم في الدنيا، قاله أبو وائل.
الثالث: يضاعف لهم حسناتهم، وهو مأثور.
الرابع: غفر الكثير والشكر اليسير، قاله بعض المتأخرين.
ويحتمل خامسًا: يوفيهم أجورهم على فعل الطاعات ويزيدهم من فضله على اجتناب المعاصي {إنَّهُ غَفُورٌ} للذنب.
{شَكُورٌ} للطاعة. ووصفه بأنه شكور مجاز ومعناه أن يقابل بالإحسان مقابلة الشكور لأنه يقابل على اليسير بأضعافه.
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِن عِبَادِنَا} فيه وجهان:
أحدهما: أن الكتاب هو القرآن، ومعنى الإرث انتقال الحكم إليهم.
الثاني: أن إرث الكتاب هو الإيمان بالكتب السالفة لأن حقيقة الإرث انتقال الشيء من قوم إلى قوم.
وفي {الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبادِنَا} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم الأنبياء، حكاه ابن عيسى.
الثاني: أنهم بنو إسرائيل لقوله عز وجل: {إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا} [آل عمران: 33] الآية. قاله ابن بحر.
الثالث: أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قاله الكلبي.
{فَمِنْهُمْ ظَالِِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ} فيه وجهان:
أحدهما: أن قوله: {فَمِنْهُمْ ظَالِِمٌ لِّنَفْسِهِ} كلام مبتدأ لا يرجع إلى المصطفين، وهذا قول من تأول المصطفين الأنبياء، فيكون من عداهم ثلاثة أصناف على ما بينهم.
الثاني: أنه راجع إلى تفصيل أحوال الذين اصطفينا، ومعنى الاصطفاء الاختيار وهذا قول من تأول المصطفين غير الأنبياء، فجعلهم ثلاثة أصناف.