فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



42- ثم قال جل وعز {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون} آية 56 في ظلال جمع ظل ويجوز أن يكون جمع ظلة فأما ظلل فهو جمع ظلة لا غير قال ابن عباس وقتادة الأرائك السرر في الحجال وقيل الفرش في الحجال وقيل: الفرش في الحجال.
وقيل هي الفرش أين كانت وهذا معروف في كلام العرب قال ذو الرمة:
خدودا جفت في السير حتى كأنما ** يباشرن بالمعزاء مس الأرائك

43- وقوله جل وعز {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون} آية 57 قال أبو عبيدة أي ما يتمنون يقال ادع علي ما شئت أي تمن قال أبو جعفر هو مأخوذ من الدعاء بالشيء أي كلما دعوا بشيء أعطوه.
44- ثم قال جل وعز {سلام قولا من رب رحيم} آية 58 قال الفراء أي لهم ذلك سلام أي مسلم قال أبو إسحاق سلام بدل من ما أي ولهم أن يسلم الله جل وعز عليهم وذلك غاية أمنيتهم وفي قراءة عبد الله سلاما قال أبو إسحاق قولا أي يقول الله ذلك السلام قولا قال الفراء يجوز أن يكون المعنى ولهم ما يدعون قولا كما تقول عدة.
45- وقوله جل وعز {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} آية 59 أي انفرزوا ثم عن المؤمنين يقال مزته فانماز وامتاز وميزته فتميز.
46- وقوله جل وعز {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} آية 60 أي ألم أتقدم إليكم وأوصيكم.
47- وقوله جل وعز {ولقد أضل منكم جبلا كثيرا} قال مجاهد أي خلقا قال أبو جعفر فيه سبعة أوجه قرئ منها بخمسة فأما الخمسة التي قرئ بها فهي ولقد أضل منكم جبلا وجبلا وجبلا وجبلا وجبلا وأما الإثنان اللذان لم يقرأ بهما ف جبلا وجبلا.
48- وقوله جل وعز {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم} آية 58 وفي قراءة عبد الله بن مسعود اليوم نختم على أفواههم ولتكلمنا أيديهم في الكلام حذف على هذه القراءة كما قال تعالى {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين}.
49- وقوله جل وعز {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط} آية 66 قال الحسن أي لتركناهم عميا يترددون قال أبو جعفر المطموس والطميس عند أهل اللغة الأعمى الذي ليس في عينيه شق {فاستبقوا الصراط} أي ليجوزوا قال مجاهد الصراط الطريق ثم قال تعالى {فأنى يبصرون} أي فمن أين يبصرون.
50- ثم قال جل وعز {ولو نشاء لمسحناهم رسول على مكانتهم} آية 67 قال الحسن أي لأقعدناهم.
وعن ابن عباس قال أي لو نشاء لأهلكناهم في مساكنهم قال أبو جعفر المكان والمكانة واحد.
51- وقوله جل وعز {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون} آية 68 قال قتادة هو الهرم يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت.
52- وقوله جل وعز {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} آية 69 أي ما ينبغي أن يقوله قال أبو إسحاق ليس هذا يوجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمثل بيت شعر ولكنه يوجب أنه صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر وأن القرآن لا يشبه الشعر قال قتادة بلغني أن عائشة قالت لم يتمثل النبي صلى الله عليه وسلم بيت شعر إلا بيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار من لم تزود

فقال ويأتيك من لم تزود بالأخبار فقال أبو بكر ليس هو كذلك يا رسول الله فقال إني لا أحسن الشعر ولا ينبغي لي.
53- وقوله جل وعز {لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين} آية 71 حيا قيل عاقلا وقيل مؤمنا وقال قتادة حي القلب.
54- وقوله جل وعز {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما} العرب تستعمل اليد في موضع القوة والله أعلم بما أراد.
55- وقوله جل وعز {فهم لها مالكون} آية 71 أي ضابطون لأن المقصود هاهنا التذليل وأنشد سيبويه:
أصبحت لا أملك السلاح ولا ** أملك رأس البعير إن نفرا

56- وقوله جل وعز {لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون} آية 75 أي أنهم يعبدونهم ويقومون بنصرتهم فهم لهم بمنزلة الجند قال قتادة يغضبون لهم في الدنيا وهذا بين حسن وقيل تفسير هذا ما روي في الحديث «أنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون من دون الله جل وعز فيتبعونه إلى النار» فهم لهم جند محضرون إلى النار.
57- وقوله جل وعز {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} آية 77 روى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال أخذ العاص بن وائل عظما حائلا ففته فقال يا محمد أيحيي الله هذا بعد ذا فقال «نعم يميتك الله ثم يبعثك ثم يدخلك نار جهنم» فأنزل الله عز وجل {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم} إلى آخر السورة قال مجاهد وقتادة نزلت في أبي بن خلف قال أبو جعفر يقال رم العظم فهو رميم ورمام.
58- وقوله جل وعز {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} آية 80 هو المرخ والعفار تستعمل الأعراب منه الزنود.
59- ثم قال جل وعز {أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى} آية 81 كما قال سبحانه {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس} وبلى تأتي بعد النفي ولا يجوز أن يؤتى ب نعم لو قال لك قائل أما قام زيد فقلت نعم انقلب المعنى فصار نعم ما قام فإذا قلت بلى صح المعنى.
58- وقوله جل وعز {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون} آية 80 هو المرخ والعفار تستعمل الأعراب منه الزنود.
59- ثم قال جل وعز {أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى} آية 81 كما قال سبحانه {لخلق السموات والأرض} أكبر من خلق الناس وبلى تأتي بعد النفي ولا يجوز أن يؤتى ب نعم لو قال لك قائل أما قام زيد فقلت نعم انقلب المعنى فصار نعم ما قام فإذا قلت بلى صح المعنى وهي عند الكوفيين بل زيدت عليها الياء لأن بل عندهم إيجاب بعد نفي فاختيرت لهذا وزيدت عليها الياء لتدل على هذا المعنى وتخرج من النسق.
60- وقوله جل وعز {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} آية 83 أي تنزيها للذي بيده ملك كل شيء وخزائنه فهو يقدر على إحياء الموتى وما يريد وإليه ترجعون أي تردون وتصيرون بعد مماتكم. تمت سورة يس. اهـ.

.قال الفراء:

سورة يس:
وقوله: {يس}.
حَدّثنا أبو العباس قال حدّثنا محمد قال حدّثنا الفَرّاء قال: حدّثَنى شيخ من أهل الكوفة عن الحسن نفسِه قال: يس: يا رجل. وهو في العربيَّة بمنزلة حرف الهجاء؛ كقولك: {حم} وأشباهها.
القراءة بوقف النون من يس. وقد سمعت من العرب من ينصبها فيقول: {ياسينَ والقرآنِ الحكِيم} كأنه يجعلها متحركة كتحريك الأدوات إذا سكن ما قبلهَا؛ مثل لَيْتَ وَلعلّ ينصبُ منها ما سَكنَ الذي يلى آخر حروفه. ولو خُفض كما خُفض جَيْرِ لا أفعلُ ذلكَ خُفضت لمكان اليَاء التي في جَيْرِ.
{عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
وقوله: {عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
يكون خيرًا بعد خبر: إنك لَمِن المرسلينَ، إنك على صراطٍ مُستقيم. ويكون: إنك لمن الذين أُرسِلوا على صراطٍ مستقيم على الاستقامة.
{تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}.
وقوله: {تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}.
القراءة بالنصب، على قولك: حَقًّا إنك لَمِنَ المرسلينَ تنزيلًا حَقًّا. وقرأ أهل الحجاز بالرفع، وعاصم والأعمش ينصبانها. ومَن رفعهَا جَعَلَها خبرًا ثالثًا: إنك لتنزيل العزيز الرحيم. ويكون رفعه على الاستئنَاف؛ كقولك: ذلك تنزيل العزيز الرحيم؛ كما قال: {لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعةً مِنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ} أي ذلكَ بلاغ.
{لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}.
وقوله: {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ}.
يقال: لتنذر قومًا لم يُنذَر آباؤهم أي لم تنذرهم ولا أتاهم رسول قَبلك. ويقال: لتنذرهم بما أنذِر آباؤهم، ثم تُلقى البَاء، فيكون ما في موضع نصبٍ كما قال: {أنْذَرْتكُم صاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وثَمُودَ}.
{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلًا فَهِىَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ}.
وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلًا فَهِىَ إِلَى الأَذْقَانِ}.
فكنى عن هى، وهى للأيمَان ولم تذُكر. وذلك أن الغُلّ لايكون إلاّ باليمين، والعنق، جامِعًا لليمين، والعُنق، فيكفِى ذِكر أحدهما مِن صَاحِبه، كَمَا قال: {فمنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أو إثمًا فأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ} فضمّ الوَرَثة إلى الوصىّ ولم يُذكروا؛ لأن الصلح إنما يقع بين الوَصىّ والوَرَثة. ومثله قول الشاعر:
وما أدرى إذا يمّمت وجهًا ** أُريد الخير أيُّهما يلينى

أَأَلخير الذي أَنَا أبتغيه ** أم الشرّ الذي لا يأتلينى

فكنى عن الشرّ وإنما ذكر الخير وَحده، وذلكَ أن الشرّ يُذكر مع الخير، وهى في قراءة عبد الله «إنا جعنا في أَيْمانهم أغلالًا فهى إلى الأذقان» فكَفتِ الأَيمان من ذكر الأعناق في حرف عبدالله، وكَفَت الأعناق من الأَيمان في قراءة العامَّة. والذَقَن أسْفل اللَّحيين. والمُقمَح: الغاضّ بصره بعد رفع رأسِهِ. ومعناه: إنا حبسناهم عن الإنفاق في سَبيل الله.
{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}.
وقوله: {فَأغْشَيْنَاهُمْ}.
أى فألبسنا أبصَارهم غِشَاوة. ونزلت هذه الآية في قوم أرادوا قتل النبىّ صلى الله عليه وسلم من بنى مخزوم، فأَتوه في مُصَلاَّهُ ليلا، فأعمى الله أبصارهم عنه، فجعلوا يسْمعونَ صوته بالقرآن ولا يرونه. فذلك قوله: {فَأغْشَيْنَاهُمْ} وتقرأ {فأعْشَيْنَاهُمْ} بالعين. أعْشيناهم عنه؛ لأن العَشْو بالليل، إذا أمسيت وأنت لا ترى شيئا فهو العَشْو.
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}.
وقوله: {وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ}.
أمّا ما قدّموا فما أسلفوا من أعمالهم. وآثارُهُم مَا اسْتُنّ به مِن بعدهم. وهو ا مثل قوله: {يُنَبَّأُ الإنْسانُ يَوْمَئذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأخَّرَ}.
وقوله: {وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} القراء مجتمعون على نصب كُلّ لما وقع من الفعل على راجع ذكرها. والرفع وجه جيّد؛ فد سمِعتُ ذلك من العرب؛ لأن كُلّ بمنزلة النكرة إذا صحبها الجحد؛ فالعرب تقول: هل أحد ضربته، وفي كلّ مِثْل هذا التأويل، ألا ترى أن مَعْنَاه: ما من شيء إلاّ قد أحصينَاه.
{إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُواْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ}.
وقوله: {إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ}.
والثالث قد كان أُرسل قبل الاثنين فكُذِّبَ. وقد تراه في التنزيل كأنه بعدهما. وإنما معنى قوله: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} بالثالث الذي قبلهمَا؛ كقولك: فعزَّزنَا بالأوَّل. والتعزيز يقول: شدّدنا أمرهما بما علَّمهما الأوّل شمعون. وكانُوا أُرسِلُوا إلى أنطاكيَة. وهى في قراءة عبدالله {فعَزَّزنا بالثالث} لأنه قد ذركر في المرسلين، وإذا ذُكرت النكرة في شيء ثم أُعيدت خرجَت معرفةً كقولك للرجل: قد أعطيتك درهمين، فيقُول: فأين الدرهمان؟ وقرأ عاصم {فعَزَزْنا} خفيفة. وهو كقولك: شدّدنا وشدَدنا.
{قَالُواْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وقوله: {لَنَرْجُمَنَّكُمْ}.
يريد: لنقتلنكم. وعامّة ما كان في القرآن من الرجم فهو قتل، كقوله: {وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ}.
{قَالُواْ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَإِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ}.
وقوله: {طَائِرُكُم مَّعَكُمْ}.
القراء مجتمعون على {طائركم} بالألف. والعرب تقول: طيركم معكم.
وقوله: {أَئِِن ذُكِّرْتُم} قراءة العَامَّة بالهمز وكسر أَلف إنْ.
وقرأ أبو رَزِين- وكان من أصْحَاب عبدالله- {أََأَنْ ذُكِّرتم} ومَن كسر قال: {أَئِن} جَعَله جزاء أُدخِل عليه ألف استفهام. وقد ذُكر عن بعض القرّاء {طائركم معكم أين ذُكِّرْتم} و{ذُكِرتم} يريد: طائركم معكم حيثما كنتم. والطائر هَا هنا: الأعمال والرزق. يقول: هو في أعناقكم. ومن جَعَلها {أَين} فينبغى له أن يخفّف {ذكرتم} وقد خَفّف أبو جَعفر المدنىّ {ذُكرتم} ولا أحفظ عنه أين.
{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}.
وقوله: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ}.
أى فاشهدُوا لى بذلكَ. يقوله حبِيب للرسل الثلاثة.
{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}.
وقوله: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}.
و{بمَا} تكون في موضع الذي وتكون ما و{غفر} في موضع مصدر. ولو جَعلت مَا في معنى أىّ كان صَوابًا. يكون المعْنى: ليتهم يَعلمونَ بأىّ شيء غَفَر لى رَبِّى. ولو كان كذلك لجاز له فيه: {بِمَ غَفَرَ لِي رَبِّي} بنُقصان الألف. كما تقول. سَلْ عَمَّ شئت، وكما: قال: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُون} وقد أتمَّها الشاعر وهى استفهام فقال:
إنا قتلنا بقتلانا سَرَاتَكُمُ ** أهلَ اللواء ففِيما يُكثَر القِيل

{إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}.
وقوله: {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً}.
نصبتها القراء، إلا أبا جعفر، فإنه رفعها، عَلَى ألاّ يُضمِر في {كانت} اسمًا. والنصب إذا اضْمرت فيها؛ كما تقول: اذهب فليس إلاّ اللهُ الواحد القهّارُ والواحدَ القهَّار، على هذا التفسير، وسمعت بعض العرب يقول لرجل يصفه بالخِبّ: لو لم يكن إلاّ ظِلُّه لخَابَّ ظِلُّه. والرفع والنصب جَائزان. وقد قرأت القراء {إلاّ أنْ تكونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً} بالرفع والنصب. وهذا مِن ذاكَ.