فصل: (سورة يس: الآيات 77- 78):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة يس: الآيات 77- 78]:

{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام التوبيخيّ التعجّبيّ الواو استئنافيّة {أنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه {من نطفة} متعلّق ب {خلقناه}.
والمصدر المؤوّل {أنّا خلقناه} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يرى.
الفاء عاطفة {إذا} فجائيّة {مبين} نعت لخصيم مرفوع.
جملة: {لم ير} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقناه} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {هو خصيم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الواو عاطفة في الموضعين، وحالية في الثالث {لنا} متعلّق ب {ضرب} {من} اسم استفهام مبتدأ.
وجملة: {ضرب} لا محلّ لها معطوفة على جملة هو خصيم.
وجملة: {نسي} لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب.
وجملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {من يحيي} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يحيي} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {هي رميم} في محلّ نصب حال.

.الصرف:

{رميم} صفة مشتقّة بمعنى فاعل أو مفعول، وزنه فعيل، ولم تلحقه التاء إمّا لأنه بمعنى مفعول أو لغلبة الاسميّة عليه إذا كان بمعنى فاعل، وهو من رمّ باب ضرب.

.البلاغة:

حسن البيان: في قوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ}.
وحسن البيان هو إخراج المعنى في أحسن الصور الموضحة له، وإيصاله إلى فهم المخاطب بأقرب الطرق وأسهلها، وقد تأتي العبارة عنه من طريق الإيجاز، وقد تأتي من طريق الإطناب، بحسب ما تقضيه الحال، وقد أتى بيان الكتاب العزيز في هذه الآية من الطريقين، فكانت جامعة مانعة في الاحتجاج القاطع للخصم.

.الفوائد:

إحياء الموتى:
بينت هذه الآية أن اللّه عز وجل، الذي خلق الإنسان من نطفة، قادر على أن يحييه مرة أخرى بعد أن يصبح عظاما بالية، واللّه عز وجل، الذي خلق الإنسان- ولم يكن شيئا مذكورا- قادر على أن يعيده مرة أخرى، وقد نزلت هذه الآية في أمية بن خلف الجمحي، خاصم النبي صلّى اللّه عليه وسلم في إنكار البعث، وأتاه بعظم قد رمّ وبلي ففتته بيده وقال: أترى يحيي اللّه هذا بعد ما رمّ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: نعم، ويبعثك ويدخلك النار. وصدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقد مات أمية على الكفر يوم بدر، ولم تكتب له الهداية.

.[سورة يس: الآيات 79- 80]:

{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نارًا فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80)}.

.الإعراب:

{أوّل} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له الواو عاطفة {بكلّ} متعلّق بعليم.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يحييها} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنشأها} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {هو} {عليم} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
{الذي} موصول بدل من الموصول الأول فاعل يحييها {لكم} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان {من الشجر} متعلّق بحال من نارا الفاء عاطفة {إذا أنتم منه توقدون} مثل إذا هو خصيم مبين، {منه} متعلّق ب {توقدون}.
وجملة: {جعل} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي} الثاني.
وجملة: {أنتم منه توقدون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة مربوطة معها برابط السببيّة تابعة لها.
وجملة: {توقدون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنتم}.

.الصرف:

{الأخضر} اسم دال على اللون ويستعمل في مجال الوصف وزنه أفعل.

.[سورة يس: الآيات 81- 83]:

{أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شيء وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام التعجّبيّ الإنكاريّ الواو عاطفة {قادر} مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس {أن} حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل {أن يخلق} في محلّ جرّ متعلّق بقادر.
{بلى} حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى هو قادر الواو عاطفة {العليم} خبر ثان للمبتدأ هو.
جملة: {ليس الذي خلق} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أيّ: أليس الذي أنشأ المخلوقات أوّل مرّة، وليس الذي خلق السموات.
وجملة: {خلق} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {يخلق} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {هو الخلاق} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي بلى هو قادر على ذلك وهو الخلاق.
{إنّما} كافّة ومكفوفة {أن} حرف مصدريّ {له} متعلّق ب {يقول} {كن} فعل أمر تام وفاعله أنت وكذلك المضارع {يكون} والفاعل هو الفاء قبل يكون عاطفة- أو استئنافيّة- والمصدر المؤوّل {أن يقول} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أمره}.
وجملة: {أمره} {أن يقول} لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
وجملة: {أراد شيئا} في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأمره قوله له كن.. والشرط وفعله وجوابه اعتراض.
وجملة: {يقول} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {كن} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يكون} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة الاسميّة لا محلّ لها معطوفة على جملة أمره.. أن يقول.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {سبحان} مفعول مطلق لفعل محذوف {بيده} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر ملكوت الواو عاطفة {إليه} متعلّق ب {ترجعون} و الواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: {سبّح سبحان} في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان أمره كذلك فسبّحه.
وجملة: {بيده ملكوت} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {ترجعون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

سورة يس:
مكيّة.
وآياتها ثلاث وثمانون.

.[سورة يس: الآيات 1- 9]:

{الْأَذْقانِ} جمع ذقن بفتح الذال والقاف وبكسر الذال وفتح القاف مجتمع اللحيين من أسفلهما.
{مُقْمَحُونَ} المقمح هو الذي يرفع رأسه ويغضّ بصره، يقال قمح البعير فهو قامح إذا رفع رأسه بعد الشرب لارتوائه أو لبرودة الماء أو لكراهة طعمه وفي المختار: الاقماح: رفع الرأس وغض البصر يقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه وفي القاموس: وأقمح الغل الأسير ترك رأسه مرفوعا لضيقه.
{سَدًّا} السد والسد بفتح السين وضمها: الحاجز بين الشيئين والجبل والجمع أسداد قال علي بن أبي طالب وضرب على قلبه بالأسداد أي سدت عليه الطرق وعميت عليه المذاهب.
{فَأَغْشَيْناهُمْ} أي فأغشينا أبصارهم أي غطيناها وجعلنا عليها غشاوة عن أن تطمح إلى مرئي وسيأتي المزيد من هذه الصور في بابي البلاغة والإعراب.

.الإعراب:

{يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} يس تقدم القول في فواتح السور معنى وإعرابا. والواو حرف قسم وجر والقرآن مقسم به والحكيم صفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره أقسم.
{إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} وان واسمها واللام المزحلقة ومن المرسلين خبرها.
{عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} على صراط خبر ثان لإن وقيل حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور وأجاز الزمخشري أن يتعلق بالمرسلين ومستقيم صفة لصراط أي الذين أرسلوا على طريقة مستقيمة ولا بأس بهذا الإعراب.
{تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} تنزيل مفعول مطلق لفعل محذوف أي نزل القرآن تنزيلا وأضيف لفاعله أو منصوب بفعل محذوف تقديره أعني أو أمدح وقرئ بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، وعبارة الزمخشري: قرىء {تنزيل العزيز الرحيم} بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وبالنصب على أعني وبالجر على البدلية من القرآن.
{لِتُنْذِرَ قَوْمًا ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ} اللام للتعليل وتنذر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والجار والمجرور متعلقان بتنزيل أو بمعنى قوله من المرسلين أي مرسل لتنذر، وقوما مفعول به وما نافية لأن قريشا لم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم وأنذر فعل ماض مبني للمجهول وآباؤهم نائب فاعل فالجملة على هذا صفة لقوما أي قوما لم ينذروا ويجوز أن تكون موصولة أو نكرة موصوفة أو مصدرية فتعرب هي وصفتها أو صلتها مفعولا ثانيا لتنذر على الأولين ومفعولا مطلقا على الثالث وسنورد لك التأويلات الثلاثة:
الموصولة: لتنذر قوما الذي أنذره آباؤهم.
النكرة: لتنذر قوما عذابا أنذره آباؤهم.
المصدرية: لتنذر قوما إنذار آبائهم.
الزائدة: وأورد أبو البقاء وجها رابعا وهو أن تكون زائدة وتكون جملة أنذر صفة لقوما.
فهم الفاء تعليلية للنفي إذا جعلت ما نافية أي لم ينذروا فهم غافلون على أن عدم إنذارهم هو سبب غفلتهم أو تعليلية للارسال كما تقول أرسلتك إلى فلان لتنذره فإنه غافل وهم مبتدأ وغافلون خبر.
{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} اللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق وحق القول فعل وفاعل وعلى أكثرهم متعلقان بحق والفاء تعليلية أيضا وهم مبتدأ وجملة لا يؤمنون خبر والمعنى واللّه لقد ثبت وتحقق عليهم القول بسبب إصرارهم على الكفر والإنكار.
{إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ} كلام مستأنف مسوق لتمثيل تصميمهم على الكفر وانه لا سبيل إلى ارعوائهم عن غيهم وان واسمها وجملة جعلنا خبرها وجعلنا فعل وفاعل وفي أعناقهم في محل نصب مفعول جعلنا الثاني وأغلالا مفعول جعلنا الأول فهي الفاء للعطف والتعقيب أو للعطف والتعليل وسيرد الفرق بين المعنيين، وهي مبتدأ والى الأذقان متعلقان بمحذوف خبر أي مجموعة أو مرفوعة، وسيأتي المزيد من أسرار هذا التعبير في باب البلاغة، فهم الفاء كالفاء الأولى وسماها بعضهم فاء النتيجة وهم مبتدأ ومقمحون خبر.
{وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} الواو عاطفة وجعلنا فعل وفاعل ومن بين أيديهم في موضع نصب مفعول جعلنا الثاني وسدا مفعول جعلنا الأول ومن خلفهم سدا عطف على من بين أيديهم سدا.
{فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} الفاء عاطفة وأغشيناهم فعل وفاعل ومفعول به والفاء تعليلية وهم مبتدأ وجملة لا يبصرون خبر هم.

.البلاغة:

في قوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا} الآية فنون شتى نوردها فيما يلي:
1- الاستعارة التمثيلية:
تقدم القول كثيرا في الاستعارة التمثيلية وهي هنا تمثيل لتصميمهم على الكفر وإصرارهم على العناد بأن جعلهم كالمغلولين المقموحين في أنهم لا يلتفتون إلى الحق ولا يثنون أعناقهم نحوه، لأن الأغلال واصلة إلى الأذقان ملزوزة إليها فلا تخليهم يطأطئون فهم دائما مقمحون رافعون رءوسهم غاضون أبصارهم، أي شبهت حالتهم وهيئتهم في عدم إتاحة الايمان لهم بهيئة من غلت يده وعنقه فلم يستطع أن يتعاطى ما يريدون، والجامع مطلق المانع. بقي هناك مبحث هام وهو هل يعود الضمير وهو قوله فهي إلى الأذقان على الأغلال أو على الأيدي، وقد رجح الزمخشري عودة الضمير على الأغلال قال:
فالأغلال واصلة إلى الأذقان ملزوزة إليها وذلك أن طوق الغل الذي في عنق المغلول يكون ملتقى طرفيه تحت الذقن حلقة فيها رأس العمود نادر من الحلقة إلى الذقن فلا تخليه يطأطىء رأسه ويوطىء قذاله فلا يزال مقمحا واستطرد الزمخشري داعما رأيه في عودة الضمير على الأغلال فقال: فإن قلت فما قولك فيمن جعل الضمير للأيدي وزعم أن الغل لما كان جامعا لليد والعنق، وبذلك يسمى جامعة، كان ذكر الأعناق دالا على ذكر الأيدي؟ قلت: الوجه ما ذكرت لك والدليل عليه قوله: فهم مقمحون، ألا ترى كيف جعل الأقماح نتيجة قوله فهي إلى الأذقان ولو كان الضمير للأيدي لم يكن معنى التسبب في الاقماح ظاهرا على أن هذا الإضمار فيه ضرب من التعسف وترك الظاهر الذي يدعوه المعنى إلى نفسه إلى الباطل الذي يجفو عنه وترك للحق الأبلج إلى الباطل اللجلج ولعل الزمخشري قد بلغ الذروة في هذا التقرير الفريد ودل على اطلاعه وتمكنه من علم البيان، على أن الوجه الثاني وهو عودة الضمير على الأيدي لا يخلو من وجاهة وسمو بيان وفيها مبالغة في تصوير الهول تتلاءم مع سياق الكلام فإن اليد وإن لم يجر لها ذكر في العبارة فإن الغل يدل عليها بل ويستلزمها، ولا شك أن ضغط اليد مع العنق في العنق يوجب الاقماح، أضف إلى ذلك أن اليد متى كانت مرسلة مخلاة كان للمغلول بعض الفرح بإطلاقها، ولعله يتحيل بها ويستعين على فكاك الغل وليس الأمر كذلك إذا كانت مغلولة فيضاف إلى ما تقدم من التشبيهات المفرقة أن يكون انسداد باب الحيل عليهم في الهداية والانخلاع من ربقة الكفر المقدر عليهم مشبها بغل الأيدي لأن اليد- كما قلنا- آلة الحيلة والوسيلة إلى الخلاص.
2- استعارة تمثيلية ثانية:
وفي قوله: {وجعلنا من بين أيديهم سدا} الآية استعارة تمثيلية ثانية فقد شبههم بمن أحاط بهم سدان هائلان فغطيا أبصارهم بحيث لا يبصرون قدامهم وورائهم في أنهم محبوسون في وهدة الجهالة ممنوعون من النظر في الآيات والدلائل أو كأنهم وقد حرموا نعمة التفكير في القرون الخالية والأمم الماضية والتأمل في المغاب الآتية والعواقب المستقبلة قد أحيطوا بسد من أمامهم وسد من ورائهم فهم في ظلمة داكنة لا تختلج العين من جانبها بقبس ولا تتوسم بصيصا من أمل.
3- القلب:
وفي قوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا} القلب وهو من فنون كلام العرب إذ حقيقته جعلنا أعناقهم في الأغلال، وقال ثعلب: في قوله تعالى: {ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} أن المعنى اسلكوا فيه سلسلة أي ادخلوا في عنقه سلسلة.
4- التنكير:
وفي تنكير أغلالا مبالغة في تعظيمها وتهويل أمرها.