فصل: فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



1076- الحَدِيث الْخَامِس:
فِي الحَدِيث يَقُول العَبْد يَوْم الْقِيَامَة إِنِّي لَا أُجِيز عَلّي شَاهدا إِلَّا من نَفسِي فيختم عَلَى فِيهِ وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ ثمَّ يُخلى بَينه وَبَين الْكَلَام فَيَقُول بعدا لَكِن وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل.
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي الزّهْد من حَدِيث عبيد الله الْأَشْجَعِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبيد الْمَكِّيّ عَن فُضَيْل عَن الشّعبِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ كُنَّا عِنْد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِك فَقَالَ «هَل تَدْرُونَ مِم أضْحك» قَالَ قُلْنَا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ «من مُخَاطبَة العَبْد لرَبه فَيَقُول يَا رب ألم تُجِرْنِي من الظُّلم فَيَقُول بلَى فَيَقُول فَإِنِّي لَا أُجِيز عَلَى نَفسِي إِلَّا شَاهدا مني قَالَ فَيَقُول فَكَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك شَهِيدا وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبين شُهُودًا قَالَ فيختم عَلَى فِيهِ وَيُقَال لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي قَالَ فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ ثمَّ يُخلى بَينه وَبَين الْكَلَام فَيَقُول بعدا لَكِن وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل» انْتَهَى.
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي كتاب الْأَهْوَال بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
وَقَالَ الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ لِلشَّعْبِيِّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث انْتَهَى.
وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير فِي سُورَة الانفطار بعد أَن رَوَاهُ لَا أعلم أحدا رَوَاهُ عَن الثَّوْريّ غير الْأَشْجَعِيّ وَهُوَ حَدِيث غَرِيب.
1077- الحَدِيث السَّادِس:
قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَنا النَّبِي لَا أكذب ** أَنا ابْن عبد الْمطلب

وَقَالَ:
هَل أَنْت إِلَّا أصْبع دميت ** وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيت

قلت أخرجهَا البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْجِهَاد وَمُسلم فِي الْمَغَازِي.
الأول من حَدِيث الْبَراء بن عَازِب قَالَ لَهُ رجل أَفَرَرْتُم عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين قَالَ لَا لَكِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يفر إِن هوَازن كَانُوا قوما رُمَاة وَإِنَّا لما لَقِينَاهُمْ حملنَا عَلَيْهِم فَانْهَزَمُوا فَأقبل الْمُسلمُونَ عَلَى الْغَنَائِم استقبلونا بِالسِّهَامِ فَأَما رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يفر فَلَقَد رَأَيْته وَإنَّهُ لعَلَى بغلته الْبَيْضَاء وَإِن أَبَا سُفْيَان آخذ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:
«أَنا النَّبِي لَا كذب ** أَنا ابْن عبد الْمطلب»
انْتَهَى.
الثَّانِي من حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي بعض الْمشَاهد وَقد دميت أَصَابِعه فَقَالَ:
«هَل أَنْت إِلَّا أصْبع دميت»
إِلَى آخِره.
1078- الحَدِيث السَّابِع:
حَدِيث تَلْبِيَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك».
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث ابْن عمر أَن تَلْبِيَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك لبيْك لَا شريك لَك لبيْك إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك لَا شريك لَك» قَالَ وَكَانَ عبد الله بن عمر يزِيد فِي تَلْبِيَة لبيْك لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر بَين يَديك وَالرغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل انْتَهَى.
وَقَوله كسر أَبُو حنيفَة وَرفع الشَّافِعِي وَكِلَاهُمَا تَعْلِيل يَعْنِي همزَة إِن وَهَذَا الْخلاف لَا أعرفهُ لَكِن قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين فِي الإِمَام قَالَ الْخطابِيّ هما رِوَايَتَانِ وَالْكَسْر أَجود قَالَ ثَعْلَب من كسر فقد عَم وَمن فتح فقد خص قَالَ القَاضِي عِيَاض وَالْأَوْجه مَا قَالَه وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْنف الْأَخْبَار وَالِاعْتِرَاف لله بِمَا يجب لَهُ من الْحَمد وَمَا لَهُ من النِّعْمَة وَإِذا فتح فَإِنَّمَا تَقْتَضِي التَّلْبِيَة لَهُ من أجل ذَلِك وَلَا تعلق لِلتَّلْبِيَةِ بهَا إِلَّا عَلَى بعد وَتَخْرِيج وَهَذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ثَعْلَب من الْعُمُوم وَالْخُصُوص انْتَهَى كَلَامه.
1079- الحَدِيث الثَّامِن:
رُوِيَ أَن جمَاعَة من كفار قُرَيْش مِنْهُم أبي بن خلف وَأَبُو جهل وَالْعَاص بن وَائِل والوليد بن الْمُغيرَة تكلمُوا فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُم أبي أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُول مُحَمَّد إِن الله يبْعَث الْأَمْوَات قَالَ وَاللات والعزى لأسيرن لَهُ ولأخصمنه وَأخذ عظما بَالِيًا فَجعل يفته بِيَدِهِ وَيَقُول يَا مُحَمَّد أَتَرَى الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا رم فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نعم وَيَبْعَثُك وَيُدْخِلك جَهَنَّم».
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَنَقله الثَّعْلَبِيّ عَن قَتَادَة هَكَذَا بِلَفْظ المُصَنّف.
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث عَمْرو بن عون ثَنَا هَيْثَم أَنا أَبُو بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن الْعَاصِ بن وَائِل أَخذ عظما من الْبَطْحَاء فَفتهُ بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُحْيِي الله هَذَا بعد مَا أرَى فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام «نعم يُمِيتك الله ثمَّ يُحْيِيك ثمَّ يدْخلك جَهَنَّم» قَالَ وَنزلت الْآيَات من آخر يس انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ.
وَحَدِيث أبي رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور عَن خَالِد عَن حُصَيْن عَن أبي مَالك قَالَ جَاءَ أبي بن خلف بِعظم فَجعل يفتته بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَأنْزل الله آخر سُورَة يس انْتَهَى.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثَنَا عمي ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس من حَدِيث الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن عبد الله ابْن أبي جَاءَ بِعظم يفتته فَذكر نَحوه وَهَذَا فِيهِ نَكَارَة فَإِن السُّورَة مَكِّيَّة وَعبد الله بن أبي بن سلول إِنَّمَا كَانَ فِي الْمَدِينَة وَعَلَى كل تَقْدِير فَسَوَاء كَانَت فِي أبي بن خلف أَو فِي الْعَاصِ بن وَائِل أَو فيهمَا فَهِيَ عَامَّة فِي كل من أنكر الْبَعْث، وَقد تقدم فِي أول النَّحْل شَيْء من هَذَا.
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث نهشل بن سعيد عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي جهل جَاءَ بِعظم حَائِل بَال إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذراه فَقَالَ من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم فَقَالَ الله يَا مُحَمَّد قل يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أول مرّة وَهُوَ بِكُل خلق عليم. انْتَهَى.
1080- قَوْله:
عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَيْسَ من شَجَرَة إِلَّا وفيهَا نَار إِلَّا الْعنَّاب.
1081- الحَدِيث التَّاسِع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن لكل شَيْء قلب وقلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس يُرِيد بهَا وَجه الله تَعَالَى غفر الله لَهُ وَأَعْطَاهُ من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مرّة وَأَيّمَا مُسلم قرئَ عِنْده إِذا نزل بِهِ ملك الْمَوْت سُورَة يس نزل بِكُل حرف منا عشرَة أَمْلَاك يقومُونَ بَين يَدَيْهِ صُفُوفا يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيشْهدُونَ غسله ويشيعون جنَازَته وَيصلونَ عَلَيْهِ وَيشْهدُونَ دَفنه وَأَيّمَا مُسلم قَرَأَ سُورَة يس وَهُوَ فِي سَكَرَات الْمَوْت لم يقبض ملك الْمَوْت روحه حَتَّى يَجِيئهُ رضوَان خَازِن الْجنَّة بِشَربَة من شراب الْجنَّة يشْربهَا وَهُوَ عَلَى فرَاشه فَيقبض ملك الْمَوْت روحه وَهُوَ رَيَّان وَلَا يحْتَاج إِلَى حَوْض من حِيَاض الْأَنْبِيَاء حَتَّى يدْخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان».
قلت رَوَاهُ الْقُضَاعِي فِي مُسْند الشهَاب من طَرِيق مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ ثَنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى ثَنَا شَبابَة ثَنَا مخلد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بنى زيد بن جدعَان وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن لكل شَيْء قلب وَإِن قلب الْقُرْآن يس من قَرَأَ يس وَهُوَ يُرِيد بهَا الله عَزَّ وَجَلَّ غفر الله لَهُ وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآن اثْنَتَيْ عشر مرّة وَأَيّمَا مُسلم قرئَ عِنْده إِذا نزل بِهِ ملك الْمَوْت سُورَة يس نزل بِكُل حرف مِنْهَا عشرَة أَمْلَاك يقومُونَ بَين يَدَيْهِ صُفُوفا يصلونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيشْهدُونَ عَلَيْهِ ويشيعون جنَازَته وَيصلونَ عَلَيْهِ وَيشْهدُونَ دَفنه وَأَيّمَا مُسلم قَرَأَ يس وَهُوَ فِي سَكَرَات الْمَوْت لم يقبض ملك الْمَوْت روحه حَتَّى يَجِيئهُ رضوَان خَازِن الْجنَّة بِشَربَة من الْجنَّة فَيَشْرَبهَا وَهُوَ عَلَى فرَاشه فَيقبض ملك الْمَوْت روحه وَهُوَ رَيَّان وَيمْكث فِي قَبره وَهُوَ رَيَّان وَيبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ رَيَّان وَيُحَاسب وَهُوَ رَيَّان وَلَا يحْتَاج إِلَى حَوْض من حِيَاض الْأَنْبِيَاء حَتَّى يدْخل الْجنَّة وَهُوَ رَيَّان» انْتَهَى. وَلم أَجِدهُ فِي تَفْسِير الطَّبَرِيّ.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا بِلَفْظ الْقُضَاعِي.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة عَن هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا فَذكره سَوَاء.
وَقَوله فِي الحَدِيث أَن لكل شَيْء قلب وقلب الْقُرْآن يس هُوَ فِي التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ فِي فَضَائِل الْقُرْآن من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي عَن الْحسن ابْن صَالح عَن هَارُون أبي مُحَمَّد عَن مقَاتل بن حبَان عَن قَتَادَة عَن انس قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن لكل شَيْء قلبا وَإِن قلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس كتب الله لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات» انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن.
وَهَارُون أَبُو مُحَمَّد شيخ مَجْهُول وَفِي الْبَاب عَن أبي بكر الصّديق وَأبي هُرَيْرَة وَحَدِيث أبي بكر الصّديق لَا يَصح وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة مَنْظُور فِيهِ.
قلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن حميد الْمَكِّيّ مولَى آل عَلْقَمَة عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِن لكل شَيْء قلب وَإِن قلب الْقُرْآن يس» انْتَهَى وَقَالَ لَا نعلمهُ يرويهِ عَن حميد إِلَّا زيدا انْتَهَى.
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة الْبَزَّار وَسكت عَنهُ وَتعقبه ابْن الْقطَّان فَقَالَ حميد هَذَا مولَى بني عَلْقَمَة لَا نَعْرِف رَوَى عَنهُ إِلَّا زيد بن الْحباب قَالَ وَقد ذكر هُوَ ذَلِك فِي أَحْكَامه الْكُبْرَى انْتَهَى.
1082- الحَدِيث الْعَاشِر:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِن فِي الْقُرْآن سُورَة تشفع قَارِئهَا وَتغْفر لِمُسْتَمِعِهَا أَلا وَهِي سُورَة يس».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسلم الْمَلْطِي بِمصْر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن حَمْدَوَيْه النَّيْسَابُورِي ثَنَا أَحْمد بن عمرَان الرَّازِيّ عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن فِي الْقُرْآن سُورَة تشفع لِقَارِئِهَا وَيغْفر لِمُسْتَمِعِهَا أَلا وَهِي سُورَة يس». انْتَهَى.
وَعَزاهُ الْقُرْطُبِيّ فِي التذْكَار لأبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عَائِشَة وَالتِّرْمِذِيّ الْحَكِيم من حَدِيث أبي بكر وَينظر. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

قال إلكيا هراسي:
سورة يس:
قوله تعالى: {مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ} الآية 78، 79.
فيه دليل على استعمال القياس والاعتبار والتعلق بطريق الأولى، فإن الابتداء أصعب من الإعادة، والإعادة أيسر من الابتداء، والقادر على الأعظم قادر على الأهون الأدون لا محالة.
فاستدل قوم من أصحاب الشافعي بذلك على أن العظام فيها حياة، وقد بينا ضعف ذلك في الفقه، وبينا أن الحياة تطلق بمعنى حياة النمو وذلك حقيقة في العظم والشعر، والأخرى الحس ولا يتحقق ذلك في العظام. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

قال ابن المثنى:
سورة يس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله: {يس} (1) مجازه مجاز ابتداء أوائل السور.
{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ} (7) أي وجب.
{إِلَى الْأَذْقانِ} (8) الذقن مجتمع اللحيين.
{فَهُمْ مُقْمَحُونَ} (8) المقمح والمقنع واحد، تفسيره أي يجذب الذقن حتى يصير في الصدر ثم يرفع رأسه قال بشر بن أبى خازم الأسدىّ:
ونحن على جوانبها قعود ** نغضّ الطّرف كالإبل القماح

{سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} (10) لها ثلاثة مواضع، لفظها لفظ الاستفهام وليس باستفهام قال زهير:
سواء عليه أي حين أتيته ** أساعة نحس تتّقى أم بأسعد

فخرج لفظها على لفظ الاستفهام وإنما هو إخبار وكذلك قال حسّان بن ثابت:
ما أبالى أنبّ بالحزن تيس ** أم لحانى بظهر غيب لئيم

وكذلك قول زهير:
وما أدرى وسوف إخال أدرى ** أقوم آل حصن أم نساء

{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ} (12) أي جعلنا.
{فِي إِمامٍ مُبِينٍ} (12) أي في كتاب مبي.
{فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ} (14) أي قوّينا وشددنا قال النّمر بن تولب:
كأنّ جمرة أو عزّت لها شبها ** بالجذع يوم تلاقينا بإرمام

أو عزّتها: أو غلبتها، يقال في المثل من عزّ بزّ: من قهر سلب وتفسير بزّ انتزع، قال علىّ بن أبى طالب:
فعففت عن أثوابه ولو اننى ** كنت المقطّر بزّنى أثوابى

{قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ} (19) أي حظكم من الخير والشر.
{قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} (20) بعض العرب يقول: يا قوم، يكسرها ولا يطلق ياء الاضافة كما حذفوا التنوين من نداء المفرد قالوا: يا زيد أقبل وبعضهم ينشد بيت زهير:
تبيّن خليل هل ترى من ظعائن ** تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم

{اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (21) من في موضع جمي.
{وَلا يُنْقِذُونِ} 23 تكف هذه الياء- كما تكف ياء الإضافة- هاهنا وفي آية أخرى: {رَبِّي أَكْرَمَنِ وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ} (89 15- 16) قال الأعشى:
ومن كاشح ظاهر غمره ** إذا ما انتسبت له أنكرن

والعرب تكفّ الياءات المكسورات والمفتوحات من الأرداف قال لبيد بن ربيعة:
وقبيل من لكيز شاهد ** رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ

مرجوم العصرى من بنى عصر من عبد القيس وابن المعلّى جد الجارود الجذمى.