فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويروى عن ابن عباس.
قال الفرّاء في قوله سبحانه: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ} قرأها الناس بنصب التاء ورفعها، والرفع أحبّ إليّ؛ لأنها عن علي وعبد الله وابن عباس.
وقال أبو زكريا الفراء: العجب إن أسند إلى الله عز وجل فليس معناه من الله كمعناه من العباد؛ وكذلك قوله: {الله يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ} [البقرة: 15] ليس ذلك من الله كمعناه من العباد.
وفي هذا بيان الكسر لقول شُرَيْح حيث أنكر القراءة بها.
روى جرير والأعمش عن أبي وائل شَقِيق بن سَلَمة قال: قرأها عبد الله يعني ابن مسعود {بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ} قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء إنما يعجب مَن لا يعلم.
قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم فقال: إن شريحًا كان يعجبه رأيه، إن عبد الله كان أعلم من شُرَيح وكان يقرؤها عبد الله {بَلْ عَجِبْتُ}.
قال الهرويّ: وقال بعض الأئمة: معنى قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} بل جازيتهم على عجبهم؛ لأن الله تعالى أخبر عنهم في غير موضع بالتعجب من الحق؛ فقال: {وعجبوا أَن جَاءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ} [ص: 4]، وقال: {إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ} [يونس: 2] فقال تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ} بل جازيتهم على التعجُّب.
قلت: وهذا تمام معنى قول الفرّاء واختاره البيهقي.
وقال عليّ بن سليمان: معنى القراءتين واحد، التقدير: قل يا محمد بل عجبت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن.
النحاس: وهذا قول حسن وإضمار القول كثير.
البيهقي: والأول أصح.
المهدوي: ويجوز أن يكون إخبار اللَّهِ عن نفسه بالعجب محمولًا على أنه أظهر من أمره وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين؛ كما يُحْمَل إخباره تعالى عن نفسه بالضحك لمن يرضى عنه على ما جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنه أظهر له من رضاه عنه ما يقوم له مقام الضحك من المخلوقين مجازًا واتساعا.
قال الهرويّ: ويقال معنى {عَجبَ رَبُّكُم} أي رضي وأثاب؛ فسّماه عجبًا وليس بعجب في الحقيقة؛ كما قال تعالى: {وَيَمْكُرُ الله} [الأنفال: 30] معناه ويجازيهم الله على مكرهم، ومثله في الحديث:
{عَجبَ رَبُّكُمْ مِنْ إِلِّكُمْ وقُنوطكم} وقد يكون العجب بمعنى وقوع ذلك العمل عند الله عظيمًا.
فيكون معنى قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} أي بل عَظُم فعلهم عندي.
قال البيهقي: ويشبه أن يكون هذا معنى حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {عَجَب ربك من شاب ليست له صَبْوة} وكذلك ما خرجه البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل} قال البيهقي: وقد يكون هذا الحديث وما ورد من أمثاله أنه يُعجِّب ملائكته من كرمه ورأفتِه بعباده، حين حملهم على الإيمان به بالقتال والأسر في السلاسل، حتى إذا آمنوا أدخلهم الجنة.
وقيل: معنى {بَلْ عَجِبْتُ} بل أنكرت.
حكاه النقاش.
وقال الحسين بن الفضل: التعجب من الله إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب.
وقد جاء في الخبر {عجب ربكم من إِلّكم وقُنوطكم} {وَيَسْخُرُونَ} قيل: الواو واو الحال؛ أي عجبت منهم في حال سخريتهم.
وقيل: تم الكلام عند قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} ثم استأنف فقال: {وَيَسْخُرُونَ} أي مما جئت به إذا تلوتَه عليهم.
وقيل: يسخرون منك إذا دعوتَهم.
قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُواْ} أي وُعظوا بالقرآن في قول قتادة.
{لاَ يَذْكُرُونَ} لا ينتفعون به.
وقال سعيد بن جبير: أي إذا ذُكر لهم ما حل بالمكذبين من قبلهم أعرضوا عنه ولم يتدبروا.
{وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً} أي معجزة {يَسْتَسْخِرُونَ} أي يسخرون في قول قتادة.
ويقولون إنها سحر.
واستسخر وسخر بمعنًى مثل استقر وقرّ، واستعجب وعجب.
وقيل: {يَسْتَسْخِرُونَ} أي يستدعون السخرى من غيرهم.
وقال مجاهد: يستهزئون.
وقيل: أي يظنون أن تلك الآية سخرية.
{وقالوا إِن هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} أي إذا عجزوا عن مقابلة المعجزات بشيء قالوا هذا سحر وتخييل وخداع.
{أَإِذَا مِتْنَا} أي أنبعث إذا متنا؟.
فهو استفهام إنكار منهم وسخرية {أَوَ آبَآؤُنَا الأولون} أي أوَ تبعث آباؤنا.
دخلت ألف الاستفهام على حرف العطف.
وقرأ نافع: {أَوْ آبَاؤُنَا} بسكون الواو.
وقد مضى هذا في سورة الأعراف.
في قوله تعالى: {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ القرى} [الأعراف: 98].
قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ} أي نعم تبعثون.
{وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ} أي صاغرون أذلاء؛ لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون.
وقيل: أي ستقوم القيامة وإن كرهتم، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم.
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} أي صيحة واحدة؛ قاله الحسن.
وهي النفخة الثانية.
وسمّيت الصيحة زجرة؛ لأن مقصودها الزجر؛ أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السَّوق.
{فَإِذَا هُمْ} قِيَامٌ {يَنظُرُونَ} أي ينظر بعضهم إلى بعض.
وقيل: المعنى ينتظرون ما يفعل بهم.
وقيل: هي مثل قوله: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ} [الأنبياء: 97].
وقيل: أي ينظرون إلى البعث الذي أنكروه.
قوله تعالى: {وَقَالُواْ ياويلنا هذا يَوْمُ الدين} نادوا على أنفسهم بالويل؛ لأنهم يومئذ يعلمون ما حلّ بهم.
وهو منصوب على أنه مصدر عند البصريين.
وزعم الفرّاء أن تقديره: ياوَيْ لَنَا، ووَيْ بمعنى حُزْن.
النحاس: ولو كان كما قال لكان منفصلًا وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدًا يكتبه إلا متصلًا.
و{يَوْمُ الدِّينِ} يوم الحساب.
وقيل: يوم الجزاء.
{هذا يَوْمُ الفصل الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} قيل: هو من قول بعضهم لبعض؛ أي هذا اليوم الذي كذبنا به.
وقيل: هو من قول الله تعالى لهم.
وقيل: من قول الملائكة؛ أي هذا يوم الحكم بين الناس فيبين المحق من المبطل.
ف {فَرِيقٌ فِي الجنة وَفَرِيقٌ فِي السعير} [الشورى: 7]. اهـ.

.قال أبو حيان:

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا}.
الاستفتاء نوع من السؤال، والهمزة، وإن خرجت إلى معنى التقرير، فهي في الأصل لمعنى الاستفهام، أي فاستخبرهم، والضمير لمشركي مكة.
وقيل: نزلت في أبي الأشد بن كلدة، وكني بذلك لشدة بطشه وقوته.
وعادل في هذا الاستفهام التقريري في الأشدية بينهم وبين من خلق من غيرهم من الأمم والجن والملائكة والأفلاك والأرضين.
وفي مصحف عبد الله: أم من عددنا، وهو تفسير لمن خلقنا، أي من عددنا من الصافات وما بعدها من المخلوقين.
وغلب العاقل على غيره في قوله: {من خلقنا} واقتصر على الفاعل في {خلقنا} ولم يذكر متعلق الخلق اكتفاء ببيان ما تقدمه، وكأنه قال: أم من خلقنا من غرائب المصنوعات وعجائبها.
وقرأ الأعمش: أمن بتخفيف الميم دون أم، جعله استفهامًا ثانيًا تقريرًا أيضًا، فهما جملتان مستقلتان في التقرير، ومن مبتدأ، والخبر محذوف تقديره أشد.
فعلى أم من هو تقرير واحد ونظيره: {أأنتم أشد خلقًا أم السماء} قال الزمخشري: وأشد خلقًا يحتمل أقوى خلقًا، من قولهم: شديد الخلق، وفي خلقه شدة، وأصعب خلقًا.
وأشد خلقًا وأشقه يحتمل أقوى خلقًا من قولهم: شديد الخلق، وفي خلقه شدة، على معنى الرد، لإنكارهم البعث والنشأة الأخرى.
وإن من هان عليه خلق هذه الخلائق العظيمة، ولم يصعب عليه اختراعها، كان خلق الشر عليه أهون.
وخلقهم من طين لازب، إما شهادة عليهم بالضعف والرخاوة، لأن ما يصنع من الطين غير موصوف بالصلابة والقوة؛ أو احتجاج عليهم بأن الطين اللازب الذي خلقوا منه تراب.
فمن أين استنكروا أن يخلقوا من تراب مثله؟ قالوا: {أئذا كنا ترابًا} وهذا المعنى يعضده ما يتلوه من ذكر إنكارهم البعث. انتهى.
والذي يظهر الاحتمال الأول.
وقيل: {أم من خلقنا} من الأمم الماضية، كقوله: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشًا} وقوله: {وكانوا أشد منكم قوة} وأضاف: الخلق من الطين إليهم، والمخلوق منه هو أبوهم آدم، إذ كانوا نسله.
وقال الطبري: خلق ابن آدم من تراب وماء ونار وهواء، وهذا كله إذا خلط صار طينًا لازبًا يلزم ما جاوره.
وعن ابن عباس: اللازب بالجر، أي الكريم الجيد.
وقرأ الجمهور: {بل عجبت} بتاء الخطاب، أي من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة، وهم يسخرون منك ومن تعجبك، ومما تريهم من آثار قدرة الله، أو عجبت من إنكارهم البعث، وهم يسخرون من أمر البعث.
أو عجبت من إعراضهم عن الحق وعماهم عن الهدى، وأن يكونوا كافرين مع ما جئتم به من عند الله.
وقرأ حمزة، والكسائي، وابن سعدان، وابن مقسم: بياء المتكلم.
ورويت عن عليّ، وعبد الله، وابن عباس، والنخعي، وابن وثاب، وطلحة، وشقيق، والأعمش.
وأنكر شريح القاضي هذه القراءة.
وقال: الله لا يعجب، فقال إبراهيم: كان شريح معجبًا بعلمه، وعبد الله أعلم منه، يعني عبد الله ابن مسعود.
والظاهر أن ضمير المتكلم هو لله تعالى، والعجب لا يجوز على الله تعالى، لأنه روعة تعتري المتعجب من الشيء.
وقد جاء في الحديث إسناد العجب إلى الله تعالى، وتؤول على أنه صفة فعل يظهرها الله تعالى في صفة المتعجب منه من تعظيم أو تحقير حتى يصير الناس متعجبين منه.
فالمعنى: بل عجبت من ضلالتهم وسوء عملهم، وجعلتها للناظرين فيها وفيما اقترن فيها من شرعي وهداي متعجبًا.
وقال الزمخشري: أي بلغ من عظيم آياتي وكثرة خلائقي أني عجبت منها، فكيف بعبادي وهؤلاء، لجهلهم وعنادهم، يسخرون من آياتي؟ أو عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله، وهم يسخرون بمن يصف الله بالقدرة عليه، قال: ويجرد العجب لمعنى الاستعظام، أو يخيل العجب ويفرض.
وقيل: هو ضمير الرسول، أي قل بل عجبت.
قال مكي، وعليّ بن سليمان: وهم يسخرون من نبوتك والحق الذي عندك.
{وإذا ذكروا} ووعظوا، {لا يذكرون} ولا يتعظون.
وذكر جناح بن حبيش: ذكروا، بتخفيف الكاف.
روي أن ركانة رجلًا من المشركين من أهل مكة، لقيه الرسول في جبل خال يرعى غنمًا له، وكان من أقوى الناس، فقال له: «يا ركانة، أرأيت إن صرعتك أتؤمن من بي؟ قال: نعم، فصرعه ثلاثًا، ثم عرض عليه آيات من دعاء شجرة وإقبالها، فلم يؤمن، وجاء إلى مكة فقال: يا بني هاشم، ساحروا بصاحبكم أهل الأرض»، فنزلت فيه وفي نظرائه: {وإذا رأوا آية يستسخرون}.
قال مجاهد، وقتادة: يسخرون، يكون استفعل بمعنى المجرد.
وقيل: فيه معنى الطلب، أي يطلبون أن يكونوا ممن يسخرون.
وقال الزمخشري: يبالغون في السخرية، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها.
وقرئ: {يستسحرون} بالحاء المهملة، وهو عبارة عن ما قال ركانة لأسحر الرسول.
والإشارة بهذا إلى ما ظهر على يديه، عليه السلام، من الخارق المعجز.
وتقدم الخلاف في كسر ميم {متنا} وضمها.
ومن قرأ: {أئذا} بالاستفهام، فجواب إذا محذوف، أي نبعث، ويدل عليه إنا لمبعوثون، أو يعرى عن الشرط ويكون ظرفًا محضًا، ويقدر العامل: أنبعث إذا متنا؟ وقرأ الجمهور: {أو آباؤنا} بفتح الواو في أو.
وقرأ أبو جعفر، وشيبة، وابن عامر، ونافع في رواية قالون: بالسكون، فهي حرف عطف، ومن فتح قالوا وحرف عطف دخلت عليه همزة الاستفهام.
قال الزمخشري: {أو آباؤنا} معطوف على محل إن واسمها، أو على الضمير في مبعوثون.
والذي جوز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام، والمعنى: أيبعث أيضًا آباؤنا؟ على زيادة الاستبعاد، يعنون أنهم أقدم، فبعثهم أبعد وأبطل. انتهى.
أما قوله معطوف على محل إن واسمها فمذهب سيبويه خلافه، لأن قولك: إن زيدًا قائم وعمرو، فيه مرفوع على الابتداء، وخبره محذوف.
وأما قوله: أو على الضمير في {مبعوثون} إلى آخره، فلا يجوز عطفه على الضمير، لأن همزة الاستفهام لا تدخل إلا على الجمل، لا على المفرد، لأنه إذا عطف على المفرد كان الفعل عاملًا في المفرد بوساطة حرف العطف، وهمزة الاستفهام لا يعمل فيما بعدها ما قبلها.
فقوله: {أو آباؤنا} مبتدأ، خبره محذوف تقديره مبعوثون، ويدل عليه ما قبله.
فإذا قلت: أقام زيد أو عمرو، فعمرو مبتدأ محذوف الخبر لما ذكرنا، واستفهامهم تضمن إنكارًا واستبعادًا، فأمر الله نبيه أن يجيبهم بنعم.
{وأنتم داخرون} أي صاغرون، وهي جملة حالية، العامل فيها محذوف تقديره نعم تبعثون، وزادهم في الجواب أن بعثهم وهم ملتبسون بالصغار والذل.
وقرأ ابن وثاب: {نعم} بكسر العين، وتقدم الخلاف فيها في سورة الأعراف، وهي كناية عن البعثة، فإنما بعثتهم {زجرة} أي صيحة، وهي النفخة الثانية.
لما كانت بعثتهم ناشئة عن الزجرة جعلت إياها مجازًا.
وقال الزمخشري: هي مبهمة يوضحها خبرها. انتهى.
وكثيرًا ما يقول هو وابن مالك أن الضمير يفسره الخبر، وجعل من ذلك ابن مالك {إن هي إلا حياتنا الدنيا} وتكلمنا معه في ذلك في شرح التسهيل.
وقال الزمخشري: فإنما جواب شرط مقدر، وتقديره: إذا كان ذلك، فما هي إلا زجرة واحدة. انتهى.
وكثيرًا ما تضمن جملة الشرط قبل فاء إذا ساغ، تقديره: ولا ضرورة تدعو إلى ذلك، ولا يحذف الشرط ويبقى جوابه إلا إذا انجزم الفعل في الذي يطلق عليه أنه جواب الأمر والنهي، وما ذكر معهما على قول بعضهم، أما ابتداء فلا يجوز حذفه.
و{ينظرون} من النظر، أي فإذا هم بصراء ينظرون، أو من الانتظار، أي فإذا هم ينتظرون ما يفعل بهم وما يؤمرون به.
والظاهر أن قوله: {يا ويلنا} من كلام بعض الكفار لبعض، إلى آخر الجملتين، أقروا بأنه يوم الجزاء، وأنه يوم الفصل، وخاطب بعضهم بعضًا.
ووقف أبو حاتم على قوله: {يا ويلنا} وجعل {هذا يوم الدين} إلى آخره من قول الله لهم أو الملائكة.
وقيل: {هذا يوم الدين} من كلام الكفرة، و{هذا يوم الفصل} ليس من كلامهم، وإنما المعنى يقال لهم هذا يوم الفصل.
ويوم الدين: يوم الجزاء والمعاوضة، ويوم الفصل: يوم الفرق بين فرق الهدى وفرق الضلال.
وفي {الذي كنتم به تكذبون} توبيخ لهم وتقريع. اهـ.