فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والفاء في قوله: {فَمَالِئُونَ} فاء التفريع، وفيها معنى التعقيب، أي لا يلبثون أن تمتلىء بطونهم من سرعة الالتقام، وذلك تصوير لكراهتها فإن الطعام الكريه كالدواء إذا تناوله آكله أسرع ببلعه وأعظم لقمه لئلا يستقر طعمه على آلة الذوق.
و{ثُم} في قوله: {ثُمَّ إنَّ لهم عليها لشوْبًا من حميمٍ} للتراخي الرتبي لأنها عطفت جُملة، وليس للتراخي في الإِخبار معنى إلا إفادة أن ما بعد حرف التراخي أهم أو أعجب مما قبله بحيث لم يكن السامع يرقبه فهو أعلى رتبة باعتبار أنه زيادة في العذاب على الذي سبقه فوقْعه أشدّ منه، وقد أشعر بذلك قوله: {عليها} أي بعدها أي بعد أكلهم منها.
والشَّوب: أصله مصدر شاب الشيءَ بالشيء إذا خلَطه به، ويطلق على الشيء المشوب به إطلاقًا للمصدر على المفعول كالخلْق على المخلوق.
وكلا المعنيين محتمل هنا.
وضمير {عليها} عائد إلى {شَجَرَة الزقُّومِ} بتأويل ثمرها.
و على بمعنى مع، ويصح أن تكون للاستعلاء لأن الحميم يشربونه بعد الأكل فينزل عليه في الأمعاء.
والحميم: القيح السائل من الدُّمَّل، وتقدم عند قوله تعالى: {لهم شراب من حميم} في سورة [الأنعام: 70].
والقول في عطف {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} كالقول في عطف {ثم إن لهم عليها لشوبًا من حميم}.
والمرجع: مكان الرجوع، أي المكان الذي يعود إليه الخارج منه بعد أن يفارقه.
وقد يستعار للانتقال من حالة طارئة إلى حالة أصلية تشبيهًا بمغادرة المكان ثم العود إليه كقول عُمر بن الخطاب في كلامه مع هُنَيْىءٍ صاحب الحِمَى فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نَخْل وزرع، يعني عثمان بن عفان وعبد الرحمان بنَ عوف، فإنه إنما عَنى أنهما ينتقلان من الانتفاع بالماشية إلى الانتفاع بالنخل والزرع وكذلك ينبغي أن يفسر الرجوع في الآية لأن المشركين حين يطعمون من شجرة الزقوم ويشربون الحميم لم يفارقوا الجحيم فأريد التنبيه على أن عذاب الأكل من الزقوم والشراب من الحميم زيادةٌ على عذاب الجحيم، ألاَ ترى إلى قوله: {إنها شجرة تخرجُ في أصللِ الجحيمِ} فليس ثمة مغادرة للجحيم حتى يكون الرجوع حقيقة، مثله قول النبي صلى الله عليه وسلم حين رجوعه من إحدى مغازيه «رجعْنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» يريد مجاهدة النفس فإنه لم يعْننِ أنهم حين اشتغالهم بالجهاد قد تركوا مجاهدة أنفسهم وإنما عنى أنهم كانوا في جهاد زائد فصاروا إلى الجهاد السابق.
{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69)}.
تعليل لِما جازاهم الله به من العذاب وإبداء للمناسبة بينه وبين جُرمهم، فإن جرمهم كان تلقيًا لما وجدوا عليه آباءهم من الشرك وشُعَبه بدون نظر ولا اختيار لما يختاره العاقل، فكان من جزائهم على ذلك أنهم يطعمون طعامًا مؤلمًا ويسقَون شرابًا قذِرًا بدون اختيار كما تلَقوا دين آبائهم تقليدًا واعتباطًا.
فموقع {إنَّ} موقع فاء السببية، ومعناها معنى لام التعليل، وهي لذلك مفيدة ربط الجملة بالتي قبلها كما تربطها الفاء ولام التعليل كما تقدم غير مرة.
والمراد: المشركون من أهل مكة الذين قالوا: {إنا وجدنا آباءنا على أمة} [الزخرف: 22].
وفي قوله: {ألْفَوا ءَابَاءَهُم ضَالِينَ} إيماء إلى أن ضلالهم لا يخفى عن الناظر فيه لو تُركوا على الفطرة العقلية ولم يغشَوها بغشاوة العناد.
والفاء الداخلة على جملة {فهم على آثارِهِم يُهرعُون} فاء العطف للتفريع والتسبب، أي متفرّع على إلفائهم آباءهم ضالّين أنْ اقتفوا آثارهم تقليدًا بلا تأمل، وهذا ذَمّ لهم.
والآثار: ما تتركه خُطَى الماشِين من مَوطىء الأقدام فيَعلم السائر بعدَهم أن مواقعها مسلوكة موصلة إلى معمور، فمعنى على الاستعلاء التقريبي، وهو معنى المعية لأنهم يسيرون معها ولا يلزم أن يكونوا مُعْتَلِين عليها.
{ويُهْرَعُونَ} بفتح الراء مبنيًّا للمجهول مضارع: أهرعه، إذا جعله هارعًا، أي حمله على الهرع وهو الإِسراع المفرط في السير، عبر به عن المتابعة دون تأمل، فشبه قبولُ الاعتقاد بدون تأمل بمتابعة السائر متابعة سريعة لقصد الالتحاق به.
وأسند إلى المجهول للدلالة على أن ذلك ناشىء عن تلقين زعمائهم وتعاليم المضلّلين، فكأنهم مدفوعون إلى الهرع في آثار آبائهم فيحصل من قوله: {يُهْرَعُونَ} تشبيه حال الكفرة بحال من يُزْجَى ويدفع إلى السير وهو لا يعلم إلى أين يُسار به.
{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)}.
عُقّب وصفُ حال المشركين في الآخرة وما علّل به من أنهم ألْفَوْا آباءهم ضالّين فاتبعوا آباءهم بتنظيرهم بمن سلفوا من الضالّين وتذكيرًا للرسول صلى الله عليه وسلم بذلك مسلاة له على ما يلاقيه من تكذيبهم، واستقصاء لهم في العبرة والموعظة بما حلّ بالأمم قبلهم، فهَذه الجملة معطوفة على مضمون الجملة التي قبلها إكمالًا للتعليل، أي اتبعوا آثار آبائهم واقتدوا بالأمم أشياعهم.
ووصف الذين ضلّوا قبلهم بأنهم {أكْثَرُ الأوَّلِينَ} لئلا يَغترّ ضعفاء العقول بكثرة المشركين ولا يعْتزّوا بها، ليعلموا أن كثرة العدد لا تبرّر ضلال الضالّين ولا خطأ المخطئين، وأن الهدى والضلال ليسا من آثار العدد كثرة وقلة ولكنهما حقيقتان ثابتتان مستقلتان فإذا عرضت لإِحداهما كثرة أو قلة فلا تكونان فتنة لقصار الأنظار وضعفاء التفكير.
قال تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث} [المائدة: 100].
وأكملت العلة والتسلية والعبرة بقوله: {ولقد أرسلنا فيهم مُنذرين} أي رسلًا ينذرونهم، أي يحذرونهم ما سَيحل بهم مثل ما أرسلناك إلى هؤلاء.
وخصّ المرسلين بوصف المنذرين لمناسبة حال المتحدث عنهم وأمثالهم.
وضمير {فِيهِم} راجع إلى {الأوَّلِينَ} أي أرسلنا في الأول منذِرين فاهتدى قليل وضلّ أكثرهم.
وفرّع على هذا التوجيه الخطاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ترشيحًا لما في الكلام السابق من جانب التسلية والتثبيت مع التعريض بالكلام لتهديد المشركين بذلك، ويجوز أن يكون الخطاب لكل من يسمع القرآن فشمل النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمرُ بالنظر مستعمل في التعجيب والتهويل فإن أريد بالعاقبة عاقبتهم في الدنيا فالنظر بصريّ، وإن أريد عاقبتهم في الآخرة كما يقتضيه السياق فالنظر قلبي، ولا مانع من إرادة الأمرين واستعمال المشترك في المعنيين.
والتعريف في قوله: {المُنذَرِينَ} تعريف العهد، وهم المنذَرون الذين أرسل إليهم المنذِرون، أي فهم الضالّون المعبر عنهم بأنهم {أكْثَرُ الأوَّلين} فالمعنى: فانظر كيف كان عاقبة الضالّين الذين أنذرناهم فلم ينتذروا كما فعل هؤلاء الذين ألْفَوْا آباءهم ضالّين فاتبعوهم، فقد تحقق اشتراك هؤلاء وأولئك في الضلال، فلا جرم أن تكون عاقبة هؤلاء كعاقبة أولئك.
وفعل النظر معلق عن معموله بالاستفهام، والاستفهام تعجيبي للتفظيع.
واستثني {عِبَادَ الله المُخلصين} من {الأوَّلِينَ} استثناءً متّصلًا فإن عباد الله المخلصين كانوا من جملة المنذَرين فصدّقوا المنذِرين ولم يشاركوا المنذَرين في عاقبتهم المنظور فيها وهي عاقبة السوء.
وتقدم اختلاف القراء في فتح اللام وكسرها من قوله: {المخلصين} عند قوله تعالى: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} [الصافات 39- 40]. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50)}.
قوله: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} معطوف على يطاف، أي: يسأل هذا ذاك، وذاك هذا حال شربهم عن أحوالهم التي كانت في الدنيا، وذلك من تمام نعيم الجنة، والتقدير: فيقبل بعضهم على بعض، وإنما عبر عنه بالماضي للدلالة على تحقق وقوعه {قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ} أي: قال قائل من أهل الجنة في حال إقبال بعضهم على بعض بالحديث، وسؤال بعضهم لبعض {إِنّى كَانَ لِى قَرِينٌ} أي: صاحب ملازم لي في الدنيا كافر بالبعث منكر له كما يدلّ عليه قوله: {أَءنَّكَ لَمِنَ المصدقين} يعني: بالبعث، والجزاء، وهذا الاستفهام من القرين لتوبيخ: ذلك المؤمن، وتبكيته بإيمانه، وتصديقه بما وعد الله به من البعث، وكان هذا القول منه في الدنيا.
ثم ذكر ما يدلّ على الاستبعاد للبعث عنده، وفي زعمه، فقال: {أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وعظاما أَءنَّا لَمَدِينُونَ} أي: مجزيون بأعمالنا، ومحاسبون بها بعد أن صرنا ترابًا، وعظامًا، وقيل: معنى مدينون: مسوسون، يقال دانه: إذا ساسه.
قال سعيد بن جبير: قرينه شريكه، وقيل: أراد بالقرين الشيطان الذي يقارنه، وأنه كان يوسوس إليه بإنكار البعث، وقد مضى ذكر قصتهما في سورة الكهف، والاختلاف في اسميهما، قرأ الجمهور {لمن المصدقين} بتخفيف الصاد من التصديق، أي: لمن المصدّقين بالبعث، وقرئ بتشديدها، ولا أدري من قرأ بها، ومعناها بعيد؛ لأنها من التصدّق لا من التصديق، ويمكن تأويلها بأنه أنكر عليه التصدّق بماله لطلب الثواب، وعلل ذلك باستبعاد البعث.
وقد اختلف القراء في هذه الاستفهامات الثلاثة، فقرأ نافع الأولى، والثانية بالاستفهام بهمزة، والثالثة بكسر الألف من غير استفهام.
ووافقه الكسائي إلا أنه يستفهم الثالثة بهمزتين، وابن عامر الأولى، والثالثة بهمزتين، والثانية بكسر الألف من غير استفهام، والباقون بالاستفهام في جميعها.
ثم اختلفوا، فابن كثير يستفهم بهمزة واحدة غير مطوّلة، وبعده ساكنة خفيفة، وأبو عمرو مطوّلة، وعاصم، وحمزة بهمزتين.
{قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ} القائل: هو المؤمن الذي في الجنة بعد ما حكى لجلسائه فيها ما قاله له قرينه في الدنيا، أي: هل أنتم مطلعون إلى أهل النار؟ لأريكم ذلك القرين الذي قال لي تلك المقالة كيف منزلته في النار؟ قال ابن الأعرابي: والاستفهام هو: بمعنى الأمر أي: اطلعوا، وقيل القائل: هو الله سبحانه، وقيل: الملائكة، والأوّل أولى {فاطلع فَرَءاهُ في سَوَاء الجحيم} أي: فاطلع على النار ذلك المؤمن الذي صار يحدث أصحابه في الجنة بما قال له قرينه في الدنيا، فرأى قرينه في وسط الجحيم.
قال الزجاج: سواء كل شيء وسطه.
قرأ الجمهور {مطلعون} بتشديد الطاء مفتوحة، وبفتح النون، فاطلع ماضيًا مبنيًا للفاعل من الطلوع.
وقرأ ابن عباس، ورويت هذه القراءة عن أبي عمرو {مطلعون} بسكون الطاء، وفتح النون {فأطلع} بقطع الهمزة مضمومة، وكسر اللام ماضيًا مبنيًا للمفعول.
قال النحاس: فأطلع فيه قولان على هذه القراءة: أحدهما: أن يكون فعلًا مستقبلًا، أي: فأطلع أنا، ويكون منصوبًا على أنه جواب الاستفهام.
والقول الثاني: أن يكون فعلًا ماضيًا، وقرأ حماد بن أبي عمار {مطلعون} بتخفيف الطاء، وكسر النون، فاطلع مبنيًا للمفعول، وأنكر هذه القراءة أبو حاتم، وغيره.
قال النحاس: هي: لحن، لأنه لا يجوز الجمع بين النون، والإضافة، ولو كان مضافًا لقال: هل أنتم مطلعيّ، وإن كان سيبويه، والفراء قد حكيا مثله، وأنشدا:
هم القائلون الخير والآمرونه ** إذا ما خشوا من محدث الدهر معظما

ولكنه شاذ خارج عن كلام العرب {قَالَ تالله إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ} أي: قال ذلك الذي من أهل الجنة لما اطلع على قرينه، ورآه في النار: {تالله إن كدت لتردين} أي: لتهلكني بالإغواء.
قال الكسائي: لتردين: لتهلكني، والردي: الهلاك.
قال المبرد: لو قيل: لتردين: لتوقعني في النار لكان جائزًا.
قال مقاتل: المعنى: والله لقد كدت أن تغويني، فأنزل منزلتك، والمعنى متقارب، فمن أغوى إنسانًا، فقد أهلكه {وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبّى لَكُنتُ مِنَ المحضرين} أي: لولا رحمة ربي، وإنعامه عليّ بالإسلام، وهدايتي إلى الحقّ، وعصمتي عن الضلال لكنت من المحضرين معك في النار.
قال الفراء: أي: لكنت معك في النار محضرًا.
قال الماوردي: وأحضر لا يستعمل إلا في الشرّ.
ولما تمم كلامه مع ذلك القرين، الذي هو في النار عاد إلى مخاطبة جلسائه من أهل الجنة، فقال: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ} والهمزة للاستفهام التقريري، وفيها معنى: التعجيب، والفاء للعطف على محذوف كما في نظائره، أي: أنحن مخلدون منعمون، فما نحن بميتين {إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى} التي كانت في الدنيا، وقوله هذا كان على طريقة الابتهاج، والسرور بما أنعم الله عليهم من نعيم الجنة الذي لا ينقطع، وأنهم مخلدون لا يموتون أبدًا، وقوله: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} هو من تمام كلامه، أي: وما نحن بمعذبين كما يعذب الكفار.
ثم قال مشيرًا إلى ما هم فيه من النعيم: {إِنَّ هذا لَهُوَ الفوز العظيم} أي: إن هذا الأمر العظيم، والنعيم المقيم، والخلود الدائم الذي نحن فيه لهو الفوز العظيم الذي لا يقادر قدره، ولا يمكن الإحاطة بوصفه، وقوله: {لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العاملون} من تمام كلامه، أي: لمثل هذا العطاء، والفضل العظيم، فليعمل العاملون، فإن هذه هي التجارة الرابحة، لا العمل للدنيا الزائلة، فإنها صفقة خاسرة نعيمها منقطع، وخيرها زائل، وصاحبها عن قريب منها راحل.
وقيل: إن هذا من قول الله سبحانه، وقيل: من قول الملائكة، والأوّل أولى.
قرأ الجمهور {بميتين} وقرأ زيد بن عليّ {بمايتين} وانتصاب {إلا موتتنا} على المصدرية، والاستثناء مفرّغ، ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعًا.
أي: لكن الموتة الأولى التي كانت في الدنيا {أذلك خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزقوم} الإشارة بقوله ذلك: إلى ما ذكره من نعيم الجنة، وهو: مبتدأ، وخبره {خير} و{نزلًا} تمييز، والنزل في اللغة: الرزق الذي يصلح أن ينزلوا معه، ويقيموا فيه، والخيرية بالنسبة إلى ما اختاره الكفار على غيره.
قال الزجاج: المعنى: أذلك خير في باب الإنزال التي يبقون بها نزلًا، أم نزل أهل النار، وهو قوله: {أَمْ شَجَرَةُ الزقوم} وهو ما يكره تناوله.
قال الواحدي: وهو شيء مرّ كريه يكره أهل النار على تناوله، فهم يتزقمونه، وهي على هذا مشتقة من التزقم، وهو البلع على جهد لكراهتها، ونتنها.
واختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي يعرفها العرب أم لا؟ على قولين: أحدهما: أنها معروفة من شجر الدنيا، فقال قطرب: إنها شجرة مرّة تكون بتهامة من أخبث الشجر.