فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثالث: أن رجلين اختصما إليه في مواريث درست، فقال: اذهبا وتوخيا الحق واستَهِما وليُحَلل كل واحد منكما صاحبَه.
واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات عند الغزو على قولين: الصحيح منهما الاقتراعُ، وبه قال أكثر فقهاء الأمصار، وذلك لأن السفر بجميعهن لا يمكن واختيار واحدة منهن إيثار فلم يبق إلا القرعة.
قال القرافي في الفرق: متى تعينت المصلحة أو الحق في جهة لا يجوز الاقتراع لأن في القرعة ضياع الحق ومتى تساوت الحقوق أو المصالح فهذا موضع القرعة دفعًا للضغائن فهي مشروعة بين الخُلَفاء إذا استوت فيهم الأهلية للولاية والأيمةِ والمؤذنين إذ استووا والتقدم للصف الأول عند الازدحام وتغسيل الأموات عند تزاحم الأولياء وتساويهم وبين الحاضنات والزوجات في السفر والقسمة والخصوم عند الحكام في عتق العبيد إذا أوصى بعتقهم في المرض ولم يحملهم الثلث.
وقاله الشافعي وابن حنبل.
وقال أبو حنيفة: لا تجوز القرعة بينهم.
ويعتق من كل واحِد ثلثُه ويستسعَى في قيمته ووافق في قيمة الأرض.
قال: والحق عندي أنها تجري في كل مشكل ا.ه.
قلت: وفي الصحيح «عن أم العلاء الأنصارية أنه لما اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين وقع في سهمهم عثمانُ بن مظعُون» الحديث.
وقال الجصاص: احتج بهذه الآية بعض الأغمار في إيجاب القرعة في العبيد يعتقهم المريض. وذلك إغفال منه لأن يونس ساهم في طرحه في البحر وذلك لا يجوز عند أحد من الفقهاء كما لا تجوز القرعة في قتل من خرجت عليه وفي أخذ ماله فدلّ على أنه خاص فيه.
وقال في سورة آل عمران: ومن الناس من يحتج بإلقاء الأقلام في كفالة مريم على جواز القرعة في العبيد يعتقهم الرجل في مَرضه ثم يموت ولا مال له غيرهم وليس هذا أي إلقاء الأقلام من عتق العبيد في شيء لأن الرضى بكفالة الواحِد منهم مَريمَ جائزٌ في مثله ولا يجوز التراضي على استرقاق من حصلت له الحرية، وقد كان عتق الميّت نافذًا في الجميع فلا يجوز نقله بالقرعة عن أحد منهم إلى غيره كما لا يجوز التراضي على نقل الحرية عمن وقعت عليه.
والإِدحاض: جعل المرء داحضًا، أي زالقًا غير ثابتتِ الرِجلين وهو هنا استعارة للخسران والمغلوبية.
والالتقام: البلْع.
والحوت الذي التقمه: حوتٌ عظيم يبتلع الأشياء ولا يعضّ بأسنانه ويقال: إنه الحوت الذي يسمّى بَالَيْن بالافرنجية.
والمُليم: اسم فاعل من ألام، إذا فعل ما يلومه عليه الناس لأنه جعلهم لائمين فهو ألاَمَهم على نفسه.
وكان غرقه في البحر المسمّى بحر الروم وهو الذي نسميه البحر الأبيضَ المتوسط، ولم يكن بنهرِ دجلة كما غلط فيه بعض المفسرين.
و{كان من المسبحين} بقوله: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما في سورة الأنبياء} (87)، فأنجاه الله بسبب تسبيحه وتوبته فقذفه الحوت من بطنه إلى البر بعد أن مكث في جوف الحوت ثلاث ليال، وقيل: يومًا وليلة، وقيل: بضع ساعات.
ومعنى قوله: {إلى يوم يُبعثون} التأبيد بأن يميت الله الحوت حين ابتلاعه ويبقيهما في قعر البحر، أو بأن يختطف الحوت في حجر في البحر أو نحوه فلا يطفوَ على الماء حتى يبعث يونس يوم القيامة من قعر البحر.
{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}.
الفاء فصيحة لأنها تفصح عن كلام مقدر دل عليه قوله: {فلولا أنه كان من المُسبحين للبِثَ في بطنِهِ} [الصافات 143- 144].
فالتقدير: يسبح ربه في بطن الحوت أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجاب الله له ونجاه كما في سورة الأنبياء.
والمعنى: فلفظه الحوت وقاءهُ، وحَمِلهُ الموج إلى الشاطىء.
والنبذ: الإِلقاء وأسند نَبذه إلى الله لأن الله هو الذي سخر الحوت لقذفه من بطنه إلى شاطىء لا شجَر فيه.
والعراء: الأرض التي لا شجر فيها ولا ما يغطيها.
وكان يونس قد خرج من بطن الحوت سقيمًا لأن أمعاء الحوت أضرّت بجلده بحركتها حوله فإنه كان قد نزع ثيابه عندما أريد رميه في البحر ليخف للسباحة، ولعل الله أصاب الحوت بشبه الإِغماء فتعطلت حركة هضمه تعطلًا مّا فبقي كالخَدر لئلا تضر أمعاؤه لحم يونس.
وأنبت الله شجرة من يقطين لتظلله وتستره.
واليقطين: الدُّبَّاء وهي كثيرة الورق تتسلق أغصانها في الشيء المرتفع، فالظاهر أن أغصان اليقطينة تسلقت على جسد يونس فكسته وأظلته.
واختير له اليقطين ليُمكن له أن يقتات من غِلته فيصلح جسده لطفًا من ربه به بعد أن أجرى له حادثًا لتأديبه، شأن الرب مع عبيده أن يُعْقِب الشدة باليسر.
وهذا حدث لم يعهد مثيله من الرسل ولأجله قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونُس بن متّى»، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسَه إذ لا يحتمل أن يكون أراد أحدًا آخر إذ لا يخطر بالبال أن يقوله أحد غير الأنبياء.
والمعنى نفي الأخيريّة في وصف النبوءة، أي لا يظنَنّ أحد أن فعلة يونس تسلب عنه النبوءة.
فذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم «لا تفضّلوا بين الأنبياء»، أي في أصل النبوءة لا في درجاتها فقد قال الله تعالى: {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات} [البقرة: 253] وقال: {ولقد فضلنا بعض النبيئين على بعض} [الإسراء: 55].
واعلم أن الغرض من ذكر يونس هنا تسلية النبي صلى الله عليه وسلم فيما يلقاه من ثقل الرسالة بأن ذلك قد أثقل الرسل من قبله فظهرت مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم في صبره على ذلك وعدم تذمّره ولإِعلام جميع الناس بأنه مأمور من الله تعالى بمداومة الدعوة للدين لأن المشركين كانوا يلومونه على إلحاحِه عليهم ودعوته إياهم في مختلف الأزمان والأحوال ويقولون: لا تَغْشنَا في مجالسنا فمن جاءك فمنّا فاسمعه، كما قال عبد الله بن أُبيّ قال تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته} [المائدة: 67] فلذكر قصة يونس أثر من موعظة التحذير من الوقوع فيما وقع فيه يونس من غضب ربه ألاَ ترى إلى قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم} [القلم: 48- 49] وليعلم الناس أن الله إذا اصطفى أحدًا للرسالة لا يرخص له في الفتور عنها ولا ينسخ أمره بذلك لأن الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}.
ظاهر ترتيب ذكر الإِرسال بعد الإِنجاء من الحوت أنه إعادة لإِرساله.
وهذا هو مقتضى ما في كتاب يونس من كتب اليهود إذ وقع في الإِصحاح الثالث: ثم صار قول الرب إلى يونس ثانية: قم اذهب إلى نينوَى وناد لها المناداة التي أنا مكلمك بها.
والمرسل إليهم: اليهود القاطنون في نينوَى في أسر الأشوريين كما تقدم.
والظاهر أن الرسول إذا بعث إلى قوم مختلطين بغيرهم أن تعم رسالته جميع الخليط لأن في تمييز البعض بالدعوة تقريرًا لكفر غيرهم.
ولهذا لما بعث الله موسى عليه السلام لتخليص بني إسرائيل دعا فرعون وقومه إلى نبذ عبادة الأصنام، فيحتمل أن المقدرين بمائة ألف هم اليهود وأن المعطوفين بقوله: {أوْ يَزِيدُونَ} هم بقية سكان نينوَى.
وذكر في كتاب يونس أن دعوة يونس لمّا بلغت ملكَ نينوَى قام عن كرسيه وخلع رداءه ولبس مِسحًا وأمر أهل مدينته بالتوبة والإِيمان. إلخ.
ولم يذكر أن يونس دعا غير أهل نينوَى من بلاد أشور مع سعتها.
وروى الترمذي عن أُبيّ بن كعب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: {وأرسلناهُ إلى مائة ألففٍ أو يَزِيدونَ} قال: «عشرون ألفًا». قال الترمذي: حديث غريب.
فحرف أو في قوله: {أوْ يزيدونَ} بمعنى بل على قول الكوفيين واختيار الفراء وأبي علي الفارسي وابن جنّي وابن بَرْهان.
واستشهدوا بقول جرير:
ماذا ترى في عيال قد برَمْت بهم ** لم أُحصصِ عدتهم إلا بعَدَّاد

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ** لولا رجاؤك قد قَتَّلْتُ أولادي

والبصريون لا يجيزون ذلك إلا بشرطين أن يتقدمها نفي أو نهي وأن يعاد العامل، وتأولوا هذه الآية بأن أو للتخيير، والمعنى إذا رآهم الرائي تخير بين أن يقول: هم مائة ألف، أو يقول: يزيدون.
ويرجحه أن المعطوف ب أو غير مفرد بل هو كلام مبيّن ناسب أن يكون الحرف للإِضراب.
والفاء في {فَآمَنُوا} للتعقيب العرفي لأن يونس لما أرسل إليهم ودعاهم امتنعوا في أول الأمر فأخبرهم بوعيد بهلاكهم بعد أربعين يومًا ثم خافوا فآمنوا كما أشار إليه قوله تعالى: {فلولا كانت قرية ءامنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما ءامنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين} [يونس: 98]. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114)}.
لما فرغ سبحانه من ذكر إنجاء الذبيح من الذبح، وما منّ عليه بعد ذلك من النبوّة ذكر ما منّ به على موسى، وهارون، فقال: {وَلَقَدْ مَنَنَّا على موسى وهارون} يعني: بالنبوّة، وغيرها من النعم العظيمة التي أنعم الله بها عليهما {ونجيناهما وَقَوْمَهُمَا مِنَ الكرب العظيم} المراد بقومهما هم: المؤمنون من بني إسرائيل، والمراد بالكرب العظيم هو: ما كانوا فيه من استعباد فرعون إياهم، وما كان يصيبهم من جهته من البلاء، وقيل: هو الغرق الذي أهلك فرعون، وقومه، والأوّل أولى {ونصرناهم} جاء بضمير الجماعة.
قال الفراء: الضمير لموسى، وهارون، وقومهما، لأن قبله، {نجيناهما} {وقومهما} والمراد بالنصر: التأييد لهم على عدوّهم {فَكَانُواْ} بسبب ذلك {هُمُ الغالبين} على عدوّهم بعد أن كانوا تحت أسرهم، وقهرهم، وقيل: الضمير في {نصرناهم} عائد على الاثنين موسى، وهارون تعظيمًا لهما، والأوّل أولى {وءاتيناهما الكتاب المستبين} المراد بالكتاب: التوراة، والمستبين: البين الظاهر، يقال: استبان كذا.
أي: صار بينًا {وهديناهما الصراط المستقيم} أي: القيم لا اعوجاج فيه، وهو دين الإسلام، فإنه الطريق الموصلة إلى المطلوب {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا في الآخرين سلام على موسى وهارون} أي: أبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل، وقد قدّمنا الكلام في السلام، وفي وجه إعرابه بالرفع، وكذلك تقدّم تفسير {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين} في هذه السورة.
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المرسلين} قال المفسرون: هو نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه، قيل: وهو إلياس بن ياس من سبط هارون أخي موسى.
قال ابن إسحاق، وغيره: كان إلياس هو القيم بأمر بني إسرائيل بعد يوشع، وقيل: هو إدريس، والأوّل أولى.
قرأ الجمهور {إلياس} بهمزة مكسورة مقطوعة، وقرأ ابن ذكوان بوصلها، ورويت هذه القراءة عن ابن عامر، وقرأ ابن مسعود، والأعمش، ويحيى بن وثاب {وإن إدريس لمن المرسلين}، وقرأ أبيّ {وإن إبليس} بهمزة مكسورة، ثم تحتية ساكنة، ثم لام مكسورة، ثم تحتية ساكنة، ثم سين مهملة مفتوحة {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ} هو ظرف لقوله: {من المرسلين} أو متعلق بمحذوف، أي: اذكر يا محمد إذ قال، والمعنى: ألا تتقون عذاب الله؟ ثم أنكر عليهم بقوله: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} هو: اسم لصنم كانوا يعبدونه، أي: أتعبدون صنمًا، وتطلبون الخير منه.
قال ثعلب: اختلف الناس في قوله سبحانه: {بَعْلًا} فقالت طائفة: البعل هنا الصنم، وقالت طائفة: البعل هنا ملك، وقال ابن إسحاق: امرأة كانوا يعبدونها.
قال الواحدي: والمفسرون يقولون: ربًا، وهو بلغة اليمن، يقولون للسيد، والربّ: البعل.
قال النحاس: القولان صحيحان، أي: أتدعون صنمًا عملتوه ربًا؟ {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخالقين} أي: وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق، وانتصاب الاسم الشريف في قوله: {الله رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءابَائِكُمُ الأولين} على أنه بدل من أحسن، هذا على قراءة حمزة، والكسائي، والربيع بن خثيم، وابن أبي إسحاق، ويحيى بن وثاب، والأعمش، فإنهم قرؤوا بنصب الثلاثة الأسماء.
وقيل: النصب على المدح، وقيل: على عطف البيان، وحكى أبو عبيد: أن النصب على النعت.
قال النحاس: وهو غلط، وإنما هو بدل، ولا يجوز النعت.
لأنه ليس بتحلية، واختار هذه القراءة أبو عبيد، وأبو حاتم.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وأبو جعفر، وشيبة، ونافع بالرفع.
قال أبو حاتم: بمعنى: هو الله ربكم.
قال النحاس: وأولى ما قيل: إنه مبتدأ، وخبر بغير إضمار، ولا حذف.
وحكي عن الأخفش: أن الرفع أولى وأحسن.
قال ابن الأنباري: من رفع، أو نصب لم يقف على {أحسن الخالقين} على جهة التمام؛ لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعًا، والمعنى أنه خالقكم، وخالق من قبلكم، فهو الذي تحقّ له العبادة.
{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} أي: فإنهم بسبب تكذيبه لمحضرون في العذاب، وقد تقدّم أن الإحضار المطلق، مخصوص بالشرّ {إِلاَّ عِبَادَ الله المخلصين} أي: من كان مؤمنًا به من قومه، قرئ بكسر اللام، وفتحها كما تقدّم، والمعنى على قراءة الكسر: أنهم أخلصوا لله؛ وعلى قراءة الفتح: أن الله استخلصهم من عباده.
وقد تقدّم تفسير {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ في الآخرين سلام على إِلْ يَاسِينَ} قرأ نافع، وابن عامر، والأعرج، وشيبة على {آل ياسين} بإضافة آل بمعنى: آل ياسين، وقرأ الباقون بكسر الهمزة، وسكون اللام موصولة بياسين إلا الحسن، فإنه قرأ {الياسين} بإدخال آلة التعريف على ياسين.
قيل: المراد على هذه القراءات كلها إلياس، وعليه وقع التسليم، ولكنه اسم أعجمي، والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية، ويكثر تغييرهم لها.
قال ابن جني: العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبًا؛ فياسين، وإلياس، وإلياسين شيء واحد.
قال الأخفش: العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم، فيقولون: المهالبة، على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلب.