فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وخزاعة.
وبني مليح: الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا، ثم بتبكيتهم بما يتضمنه كفرهم المذكور من الاستهانة بالملائكة عليهم السلام بجعلهم إناثًا، ثم أبطل سبحانه أصل كفرهم المنطوي على هذين الكفرين وهو نسبة الولد إليه سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا، ولم ينظمه سبحانه في سلك التبكيت لمشاركتهم اليهود القائلين عزيز ابن الله والنصارى المعتقدين عيسى ابن الله تعالى الله عن ذلك، والفاء قيل لترتيب الأمر على ما يعلم مما سبق من كون أولئك الرسل إعلام الخلق عليهم السلام عباده تعالى فإن ذلك مما يؤكد التبكيت ويظهر بطلان مذهبهم الفاسد فكأنه قيل: إذا كان رسل ربك من علمت حالهم فاستخبر هؤلاء الكفرة عن وجه كون البنات وهن أوضع الجنسين له تعالى بزعمهم والبنين الذين هم أرفعهما لهم فإنهم لا يستطيعون أن يثبتوا له وجهًا لأنه في غاية البطلان لا يقوله من له أدنى شيء من العقل، وقال بعض الأجلة: الكلام متصل بقوله تعالى في أول السورة {فاستفتهم أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا} [الصافات 11] على أن الفاء هنا للعطف على ذاك، والتعقيب لأنه أمر بهما من غير تراخ، وهي هناك جزائية في جواب شرط مقدر، وبهذا القول أقول.
وأورد عليه أبو حيان أن فيه الفصل الطويل وقد استقبح النحاة الفصل بجملة نحو أكلت لحمًا واضرب زيدًا وخبزًا فما ظنك بالفصل بجمل بل بما يقرب من سورة.
وأجيب بأن ما ذكر في عطف المفردات وأما الجمل فلاستقلالها يغتفر لها ذلك، والكلام هنا لما تعانقت معانيه وارتبطت مبانيه وأخذ بعضها بحجز بعض حتى كأن الجميع كلمة واحدة لم يعد البعد بعدًا كما قيل:
وليس يضير البعد بين جسومنا ** إذا كان ما بين القلوب قريبًا

ووجه ترتب المعطوف على ما قبل كوجه ترتب المعطوف عليه فإن كونه تعالى رب السموات والأرض وتلك الخلائق العظيمة كما دل على وحدته تعالى وقدرته عز وجل دال على تنزهه سبحانه عن الولد، ألا ترى إلى قوله جل شأنه:
{بَدِيعُ السموات والأرض أنى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ} [الأنعام: 101] والمناسبة بين الرد على منكري البعث والرد على مثبتي الولد ظاهرة، وقد اتحد في الجملتين السائل والمسؤول والأمر؛ وجوز بعضهم كون ضمير {استفتهم} للمذكورين من الرسل عليهم السلام والبواقي لقريش، والمراد الاستفتاء ممن يعلم أخبارهم ممن يوثق بهم ومن كتبهم وصحفهم أي ما منهم أحد إلا وينزه الله تعالى عن أمثال ذلك حتى يونس عليه السلام في بطن الحوت، ولعمري أن الرجل قد بلغ الغاية من التكلف من غير احتياج إليه، ولعله لو استغنى عن ارتكاب التجوز بالتزام كون الاستفتاء من المرسلين المذكورين حيث يجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم اجتماعًا روحانيًا كما يدعيه لنفسه الشيخ محيي الدين قدس سره مع غير واحد من الأنبياء عليهم السلام ويدعي أن الأمر بالسؤال المستدعي للاجتماع أيضًا في قوله تعالى: {وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرحمن ءالِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45] على هذا النمط لكان الأمر أهون وإن كان ذلك منزعًا صوفيًا.
وأضيف الرب إلى ضميره عليه الصلاة والسلام دون ضميرهم تشريفًا لنبيه صلى الله عليه وسلم وإشارة إلى أنهم في قولهم بالبنات له عز وجل كالنافين لربوبيته سبحانه لهم.
{أَمْ خَلَقْنَا الملائكة إناثا} إضراب وانتقال من التبكيت بالاستفتاء السابق إلى التبكيت بهذا أي بل أخلقنا الملائكة الذين هم من أشرف الخلائق وأقواهم وأعظمهم تقدسًا عن النقائص الطبيعية إناثًا والأنوثة من أخس صفات الحيوان.
وقوله تعالى: {وَهُمْ شاهدون} استهزاء بهم وتجهيل لهم كقوله تعالى: {أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ} [الزخرف: 19] فإن أمثال هذه الأمور لا تعلم إلا بالمشاهدة إذ لا سبيل إلى معرفتها بطريق العقل وانتفاء النقل مما لا ريب فيه فلابد أن يكون القائل بأنوثتهم شاهدًا عند خلقهم، والجملة إما حال من فاعل {خَلَقْنَا} أي بل أخلقناهم إناثًا والحال أنهم حاضرون حينئذ أو عطف على {خَلَقْنَا} أي بل أهم شاهدون.
{أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ الله} استئناف من جهته تعالى غير داخل تحت الاستفتاء مسوق لإبطال أصل مذهبهم الفاسد ببيان أن مبناه ليس إلا الإفك الصريح والافتراء القبيح من غير أن يكون لهم دليل أو شبهة {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} فيما يتدينون به مطلقًا في هذا القول، وفيه تأكيد لقوله تعالى: {مِّنْ إِفْكِهِمْ} وقرء {وَلَدَ الله} بالإضافة ورفع ولد على أنه خبر مبتدأ محذوف أي ليقولون الملائكة ولد الله والولد فعل بمعنى مفعول يقع على المذكر والمؤنث والواحد والجمع ولذا وقع هنا خبرًا عن الملائكة المقدر.
{أَصْطَفَى البنات على البنين} بهمزة مفتوحة هي حرف استفهام حذفت بعدها همزة الوصول والاستفهام للإنكار والمراد إثبات إفكهم وتقرير كذبهم، والإصطفاء أخذ صفوة الشيء لنفسه.
وقرأ نافع في رواية إسمعيل وابن جماز وجماعة وإسماعيل عن أبي جعفر وشيبة {اصطفى} بكسر الهمزة وهي همزة الوصل وتكسر إذا ابتدىء بها وخرجت على حذف أداة الاستفهام لدلالة أم بعد وإن كانت منقطعة غير معادلة لها لكثرة استعمالها معها، وجوز إبقاء الكلام على الإخبار إما على إضمار القول أي لكاذبون في قولهم اصطفى الخ أو يقولون اصطفى الخ على ما قيل: أو على الإبدال من قولهم ولد الله أو الملائكة ولد الله وليس دخيلًا بين نسيبين، والأولى التخريج على حذف الأداة وحسم البحث فتأمل.
{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} بهذا الحكم الذي تقضي ببطلانه بداهة العقول والالتفات لزيادة التوبيخ.
{أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} بحذف أحد التاءين من تتذكرون.
وقرأ طلحة بن مصرف {تذكرون} بسكون الذال وضم الكاف من ذكر.
والفاء للعطف على مقدر أي تلاحظون ذلك فلا تتذكرون بطلانه فإنه مركوز في عقل كل ذكي وغبي.
{أَمْ لَكُمْ سلطان مُّبِينٌ} إضراب وانتقال من توبيخهم وتبكيتهم بما ذكر بتكليفهم ما لا يدخل تحت الوجود أصلًا أي بل ألكم حجة واضحة نزلت من السماء بأن الملائكة بناته تعالى ضرورة أن الحكم بذلك لابد له من سند حسي أو عقلي وحيث انتفى كلاهما فلابد من سند نقلي.
{فَأْتُواْ بكتابكم} الناطق بصحة دعواكم {إِن كُنتُمْ صادقين} فيها، والأمر للتعجيز، وإضافة الكتاب إليهم للتهكم، وفي الآيات من الأنباء عن السخط العظيم والإنكار الفظيع لأقاويلهم والاستبعاد الشديد لأباطيلهم وتسفيه أحلامهم وتركيك عقولهم وأفهامهم مع استهزاء بهم وتعجيب من جهلهم ما لا يخفى على من تأمل فيها. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)}.
تفريع على ما تقدم من الإِنكار على المشركين وإِبطال دعاويهم، وضرب الأمثال لهم بنظرائهم من الأمم ففرع عليه أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بإبطال ما نسبه المشركون إلى الله من الولد.
فضمير الغيبة من قوله: {فاستفتهم} عائد على غير مذكور يُعلَم من المقام.
مثل نظيره السابق في قوله: {فاستفتهم أهم أشد خلقًا أمن خلقنا} [الصافات 11].
والمراد: التهكم عليهم بصورة الاستفتاء إذ يقولون: ولد الله، على أنهم قسموا قسمة ضِيزَى حيث جعلوا لله البنات وهم يرغبون في الأبناء الذكور ويكرهون الإِناث، فجعلوا لله ما يكرهون.
وقد جاءوا في مقالهم هذا بثلاثة أنواع من الكفر:
أحدها: أنهم أثبتوا التجسيم لله لأن الولادة من أحوال الأجسام.
الثاني: إيثار أنفسهم بالأفضل وجعلهم لله الأقل.
قال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمان مثلًا ظل وجهه مسودًا وهو كظيم} [الزخرف: 17].
الثالث: أنهم جعلوا للملائكة المقربين وصف الأنوثة وهم يتعيرون بأبي الإِناث، ولذلك كرر الله تعالى هذه الأنواع من كفرهم في كتابة غير مرة.
فجملة {ألِرَبك البنَاتُ} بيان لجملة {فاستفتهم}.
وضمير {لربك} مخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم وهو حكاية للاستفتاء بالمعنى لأنه إذا استفتاهم يقول: ألربكم البنات، وكذلك ضمير {ولهم} محكي بالمعنى لأنه إنما يقول لهم: ولكم البنون.
وهذا التصرف يقع في حكاية القول ونحوه مما فيه معنى القول مثل الاستفتاء.
{أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150)}.
{أمْ} منقطعة بمعنى بل وهي لا يفارقها معنى الاستفهام، فالكلام بعدها مقدّر بهمزة الاستفهام، أي بل أخلقنا الملائكة إناثًا.
وضمير {خَلَقنا} التفات من الغيبة إلى التكلم وهو إذا استفتاهم يقول لهم: أم خلق الملائكة، كما تقدم، والاستفهام إنكاري وتعجيبي من جرأتهم وقولهم بلا علم.
وجملة {وهُم شاهِدُونَ} في موضع الحال وهي قيد للإِنكار، أي كانوا حاضرين حين خلقنا الملائكة فشهدوا أنوثة الملائكة لأن هذا لا يثبت لأمثالهم إلا بالمشاهدة إذ لا قبل لهم بعلم ذلك إلا المشاهدة.
وبَقي أن يكون ذلك بالخبر القاطع فذلك ما سينفيه بقوله: {أم لكم سلطان مبين} [الصافات 156]، وذلك لأن أنوثة الملائكة ليست من المستحيل ولكنه قول بلا دليل.
وضمير: {وهُم شاهِدونَ} محكي بالمعنى في الاستفتاء.
والأصل: وأنتم شاهدون، كما تقدم آنفًا.
{أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152)}.
ارتقاء في تجهيلهم بأنهم يقولون المستحيل فضلًا على القول بلا دليل فلذلك سماه إفكًا.
والجملة معترضة بين جُمل الاستفتاء.
و{ألاَ} حرف تنبيه للاهتمام بالخبر.
والإِفك: الكذب أي قولهم هذا بعض من أكذوباتهم.
ولذلك أعقبه بعطف {وإنهم لكاذِبُونَ} مؤكدًا ب إن واللام، أي شأنهم الكذب في هذا وفي غيره من باطلهم، فليست الجملة تأكيدًا لقوله: {مِن إفكِهم} كيف وهي معطوفة.
{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)}.
عود إلى الاستفتاء، ولذلك لم تعطف لأن بينها وبين ما قبلها كمال الاتصال، فالمعنى: وقل لهم: اصطفى البنات.
قرأ الجمهور: {أصْطَفَى} بهمزة قطع مفتوحة على أنها همزة الاستفهام وأما همزة الوصل التي في الفعل فمحذوفة لأجل الوصل.
وقرأه أبو جعفر بهمزة وصل على أن همزة الاستفهام محذوفة.
والكلام ارتقاء في التجهيل، أي لو سلمنا أن الله اتخذ ولدًا فلماذا اصطفى البنات دون الذكور، أي اختار لذاته البنات دون البنين والبنون أفضل عندكم؟
وجملة {ما لكم كيف تحكمون} بَدَل اشتمال من جملة {أصْطفى البنات على البنين} فإن إنكار اصطفاء البنات يقتضي عدم الدليل في حكمهم ذلك، فأبدل {ما لكم كيف تحكمون} من إنكار ادعائهم اصطفاء الله البنات لنفسه.
وقوله: {مَا لَكُم} {ما} استفهام عن ذات وهي مبتدأ و{لكم} خبر.
والمعنى: أي شيء حصل لكم؟ وهذا إبهام فلذلك كانت كلمة {ما لك} ونحوها في الاستفهام يجب أن يُتلى بجملةِ حالٍ تُبيّن الفعل المستفهم عنه نحو: {ما لكم لا تنطقون} [الصافات 92] ونحو {ما لك لا تأمننا على يوسف} [يوسف: 11] وقد بُينتْ هنا بما تضمنته جملة استفهام {كيف تحكمون} فإن {كيف} اسم استفهام عن الحال وهي في موضع الحال من ضمير {تحكمون} قدمت لأجل صدارة الاستفهام.
وجملة {تحكمُونَ} حال من ضمير {لكم} في قوله تعالى: {ما لكم} فحصل استفهامان: أحدهما عن الشيء الذي حصل لهم فحكموا هذا الحكم.
وثانيهما عن الحالة التي اتصفوا بها لما حكي هذا الحكم الباطل.
وهذا إيجاز حذف إذ التقدير: ما لكم تحكمون هذا الحكم، كيف تحكمونه.
وحذف متعلق {تحكمون} لما دل عليه الاستفهامان من كون ما حكموا به مُنكرًا يحق العَجَب منه فكلا الاستفهامين إنكار وتعجيب.
وفرّع عليه الاستفهام الإِنكاري عن عدم تذكرهم، أي استعمال ذُكرهم بضم الذال وهو العقل أي فمنكر عدم تفهمكم فيما يصدر من حكمكم.
و{أمْ لكم سلطانٌ مبينٌ} إضراب انتقالي ف {أم} منقطعة بمعنى بل التي معناها الإضراب الصالح للإِضراب الإِبطالي والإِضراب الانتقالي.
والسلطان: الحجة.
والمُبين: الموضح للحق.
والاستفهام الذي تقتضيه {أم} بعدها إنكاري أيضًا.
فالمعنى: ما لكم سلطان مبين، أي على ما قلتم: إن الملائكة بنات الله.
وتفرع على إنكار أن تكون لهم حجة بما قالوا أن خوطبوا بالإِتيان بكتاب من عند الله على ذلك إن كانوا صادقين فيما زعموا، أي فإن لم تأتوا بكتاب على ذلك فأنتم غير صادقين.
والأمر في قوله: {فَأتُوا} أمر تعجيز مثل قوله: {وإن كنتم في ريب ممّا نزَّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23].
وإضافة الكتاب إليهم على معنى المفعولية، أي كتاب مرسل إليكم.
ومجادلتهم بهذه الجمل المتفننة رتبت على قانون المناظرة؛ فابتدأهم بما يشبه الاستفسار عن دعويين: دعوى أن الملائكة بنات الله، ودعوى أن الملائكة إناث بقوله: {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثًا} [الصافات 149- 150].
ثم لما كان تفسيرهم لذلك معلومًا من متكرر أقوالهم نزّلوا منزلة المجيب بأن الملائكة بنات الله وأن الملائكة إناث.
وإنما أريد من استفسارهم صورة الاستفسار مضايقة لهم ولينتقل من مقام الاستفسار إلى مقام المطالبة بالدليل على دعواهم، فذلك الانتقال ابتداء مِن قوله: {وهم شاهِدونَ} [الصافات 150] وهو اسم فاعل من شهد إذا حضر ورأى، ثم قوله: {أم لكم سلطانٌ مبين فأتوا بكِتابِكم إن كنتم صادِقينَ} فرددهم بين أن يكونوا قد استندوا إلى دليل المشاهدة أو إلى دليل غيره وهو هنا متعين لأن يكون خبرًا مقطوعًا بصدقه ولا سبيل إلى ذلك إلاّ من عند الله تعالى، لأن مثل هذه الدعوى لا سبيل إلى إثباتها غير ذلك، فدليل المشاهدة منتف بالضرورة، ودليل العقل والنظر منتف أيضًا إذ لا دليل من العقل يدل على أن الملائكة إناث ولا على أنهم ذكور.