فصل: (سورة ص: الآيات 67- 70):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة ص: الآيات 67- 70]:

{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)}.

.الإعراب:

{عنه} متعلّق ب {معرضون} ما نافية {لي} متعلّق بخبر كان {علم} مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان {بالملإ} متعلّق بعلم {إذ} ظرف للزمن الماضي متعلّق بمقدّر هو مضاف إلى الملأ أي علم بكلام الملأ الأعلى.
إن نافية {إليّ} متعلّق ب {يوحى} {إلّا} للحصر إنما كافّة ومكفوفة.
والمصدر المؤوّل {أنّما أنا نذير} في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل يوحى.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو نبأ} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أنتم عنه معرضون} في محلّ رفع نعت ثان لنبأ.
وجملة: {ما كان لي من علم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يختصمون} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يوحى إليّ} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الفوائد:

اختصام الملأ الأعلى:
لقد تجادل الملائكة في شأن آدم عليه الصلاة والسلام- حين قال اللّه تعالى إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً- فقالوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ فإن قلت: كيف يجوز أن يقال إن الملائكة اختصموا بسبب قولهم: {أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ} والمخاصمة مع اللّه تعالى لا تليق ولا تمكن، قلت: لا شك أنه جرى هناك سؤال وجواب، وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة، وهو علة لجواز المجاز، فلهذا السبب حسن إطلاق لفظ المخاصمة.
عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أتاني ربي في أحسن صورة، قال:
أحسبه قال في المنام، فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا، قال: فوضع يده بين كتفيّ، حتى وجدت بردها بين ثدييّ، أو قال: في نحري، فعلمت ما في السموات وما في الأرض، قال: يا محمّد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الكفارات أي الأعمال الحسنة التي تكفر الذنوب والكفارات: المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال: يا محمد، إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. قال: والدرجات، إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وفي رواية: فقلت: لبيك وسعديك في المرتين، وفيها فعلمت ما بين المشرق والمغرب. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. وللعلماء في هذا الحديث وفي أمثاله من أحاديث الصفات مذهبان:
أ- مذهب السلف: ويقتضي الاعتقاد بذلك كما جاء في غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والإيمان به من غير تأويل، والسكوت عنه وعن أمثاله، مع الاعتقاد بأن اللّه تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
ب- المذهب الثاني: هو تأويل الحديث بما يليق بجلال اللّه، وينفي عنه كل نقص، وأنه ليس كمثله شي ء، وقد أولوا الحديث بأن المراد باليد النعمة والمنة والرحمة، وذلك شائع في لغة العرب، يكون معناه على هذا الإخبار بإكرام اللّه تعالى إياه وإنعامه عليه بأن شرح صدره، ونوّر قلبه، وعرفه ما لا يعرفه أحد حتى وجد برد النعمة والمعرفة في قلبه، وذلك لما نوّر قلبه، شرح صدره، فعلم ما في السموات وما في الأرض، بإعلام اللّه تعالى إياه، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون، إذ لا يجوز على اللّه تعالى ولا على صفات ذاته مماسة أو مباشرة أو نقص، وهذا هو أليق بتنزيهه وحمل الحديث عليه. وإذا حملنا الحديث على المنام، فقد زال الإشكال، وحصل الفرض، ولا حاجة بنا إلى التأويل، ورؤية البارئ عز وجل في المنام على الصفات الحسنة دليل على البشارة والخير والرحمة للرائي.

.[سورة ص: الآيات 71- 74]:

{إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (74)}.

.الإعراب:

{إذ} ظرف للزمن الماضي بدل من الظرف الأول {للملائكة} متعلّق ب {قال} {بشرا} مفعول به لاسم الفاعل خالق {من طين} متعلّق بنعت ل {بشرا}.
جملة: {قال} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إنّي خالق} في محلّ نصب مقول القول.
(72) الفاء عاطفة وكذلك الواو، {فيه} متعلّق ب {نفخت} {من روحي} متعلّق ب {نفخت} الفاء رابطة لجواب الشرط {له} متعلّق ب {قعوا} بتضمينه معنى اسجدوا، {ساجدين} حال منصوبة من فاعل قعوا.
وجملة: {سوّيته} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نفخت} في محلّ جرّ معطوفة على جملة سوّيته.
وجملة: {قعوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(73) الفاء عاطفة {كلّهم} توكيد معنوي للملائكة مرفوع {أجمعون} توكيد معنويّ ثان مرفوع.
وجملة: {سجد الملائكة} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فخلقه فسّواه فنفخ فيه الروح فسجد الملائكة.
(74) {إلّا} للاستثناء {إبليس} منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل بحسب تفسير معنى إبليس {من الكافرين} متعلّق بخبر كان.
وجملة: {استكبر} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {كان من الكافرين} لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر.

.الصرف:

(72) قعوا: فيه إعلال بالحذف فهو معتلّ مثال تحذف فاؤه في المضارع والأمر، وزنه علوا بفتح العين.

.[سورة ص: آية 75]:

{قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (75)}.

.الإعراب:

ما اسم استفهام مبتدأ {لما} متعلّق ب {تسجد} والعائد محذوف {بيديّ} متعلّق بحال من فاعل خلقت الهمزة للاستفهام التوبيخيّ {أم} متّصلة عاطفة {من العالين} خبر كنت.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ما منعك أن تسجد} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {تسجد} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
والمصدر المؤوّل {أن تسجد} في محلّ جرّ ب من محذوف متعلّق ب {منعك} أي ما منعك من السجود.
وجملة: {خلقت} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {استكبرت} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {كنت من العالين} لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبرت.

.البلاغة:

التغليب: في قوله تعالى: {ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}.
تغليب لليدين على غيرهما من الجوارح التي تباشر بها الأعمال، لأنّ ذا اليدين يباشر أكثر أعماله بيديه، فغلب العمل باليدين على سائر الأعمال التي تباشر بغيرهما، حتى قيل في عمل القلب: هو مما عملت يداك، وحتى قيل لمن لا يد له: يداك أوكتا وفوك نفخ، وحتى لم يبق فرق بين قولك: هذا مما عملته، وهذا مما عملته يداك، ومنه قوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا} و{لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}.

.[سورة ص: آية 76]:

{قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76)}.

.الإعراب:

{منه} متعلّق بخير، والنون في {خلقتني} للوقاية {من نار} متعلّق ب {خلقتني} {من طين} ب {خلقته}.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أنا خير منه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {خلقتني} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: {خلقته} لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقتني.

.[سورة ص: الآيات 77- 78]:

{قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {منها} متعلّق ب {اخرج} الفاء تعليليّة.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اخرج منها} جواب شرط مقدّر أي: إن أبيت السجود فاخرج.. وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّك رجيم} لا محلّ لها تعليليّة.
(78) الواو عاطفة {عليك} متعلّق بمحذوف خبر إنّ {إلى يوم} متعلّق ب {لعنتي}.
وجملة: {إنّ عليك لعنتي} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنك رجيم.

.[سورة ص: آية 79]:

{قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79)}.

.الإعراب:

{ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. والياء مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {إلى يوم} متعلّق ب {أنظرني} والنون الثانية في الفعل للوقاية، والواو في {يبعثون} نائب الفاعل.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول وجملة: {أنظرني} في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جعلتني رجيما فأنظرني.
وجملة: {يبعثون} في محلّ جرّ مضاف إليه.

.[سورة ص: الآيات 80- 81]:

{قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {من المنظرين} متعلّق بخبر إنّ {إلى يوم} متعلق بالمنظرين.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّك من المنظرين} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
إن رغبت الإنظار فإنك من المنظرين.. والشرط وفعله وجوابه في محل نصب مقول القول.

.[سورة ص: الآيات 82- 83]:

{قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}.

.الإعراب:

الفاء لتعلّق ترتيب الجملة على الإنظار، الباء باء القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم اللام لام القسم {أجمعين} توكيد للضمير المفعول في {أغوينّهم}.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: أقسم بعزّتك في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة الاسميّة جواب الشرط المقدّر أي: إن أنظرتني فأنا أقسم... لأغوينّهم، والشرط والجواب مقول القول.
وجملة: {أغوينّهم} لا محلّ لها جواب القسم.
(82) {إلّا} للاستثناء {عبادك} منصوب على الاستثناء المنقطع- أو المتّصل- {منهم} متعلّق بالمخلصين.

.[سورة ص: الآيات 84- 85]:

{قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {الحقّ} الأول مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره منّي، الواو اعتراضيّة {الحقّ} الثاني مفعول به مقدّم منصوب.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {الحقّ} {منّي} في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن غووا بك فالحقّ مني... والشرط وجوابه مقول القول.
وجملة: {أقول} لا محلّ لها اعتراضيّة.
(85) اللام لام القسم لقسم مقدّر {منك} متعلّق ب {أملأن} وكذلك {ممن} {منهم} متعلّق بحال من العائد {أجمعين} توكيد معنويّ للضمير في {منك} وما عطف عليه، مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {أملأن} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محل نصب بدل من الحقّ مفعول أقول.
وجملة: {تبعك} لا محلّ لها صلة الموصول من.