فصل: (سورة ص: الآيات 79- 88):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة ص: الآيات 79- 88]:

{قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}.

.الإعراب:

{قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} قال: فعل ماض وفاعله مستتر يعود إلى إبليس، فأنظرني الفاء الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدر وتقديره إذا جعلتني رجيما فأمهلني، وانظرني فعل أمر والفاعل مستتر تقديره أنت والنون للوقاية والياء مفعول به والى يوم متعلقان بأنظرني وجملة يبعثون في محل جر بإضافة الظرف إليها طلب فسحة لاغواء بني آدم.
{قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} الفاء عاطفة لترتيب مضمون الجملة على الإنظار والباء حرف جر وقسم وعزتك مجرور بالباء والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف واللام واقعة في جواب القسم وأغويناهم جملة لا محل لها وأغويناهم فعل مضارع وفاعل مستتر تقديره أنا ومفعول به وأجمعين تأكيد.
{إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} إلا أداة استثناء وعبادك مستثنى ومنهم حال والمخلصين نعت لعبادك {قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} الفاء استئنافية والحق مبتدأ خبره محذوف تقديره قسمي أو مني أو خبر المبتدأ محذوف أي هو الحق والحق مفعول مقدم لأقول أي لا أقول إلا الحق يعني أن تقديم المفعول أفاد الحصر أو هو مصدر مؤكد لمضمون قوله لأملأن وجملة والحق أقول اعتراضية بين القسم وجوابه. وقد قرئ بنصب الحق الأول.
{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} اللام جواب للقسم وأملأن فعل مضارع مبني على الفتح والفاعل مستتر تقديره أنا والجملة خبر الحق أو لا محل لها لأنها جواب قسم ولم تتمحض لجواب القسم لأنه غير نص في اليمين بخلاف لعمرك ولهذا لم يحذف الخبر ووجوبا وجهنم مفعول به ومنك متعلقان بأملأن وممن تبعك عطف على منك وجملة تبعك صلة من ومنهم حال وأجمعين تأكيد للضمير في منهم أو للكاف في منك وما عطف عليه، قال الزمخشري:
فإن قلت أجمعين تأكيد لما ذا؟ قلت: لا يخلو أن يؤكد به الضمير في منهم أو الكاف في منك مع من تبعك ومعناه لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين لا أترك أحدا منهم.
{قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} ما نافية وأسألكم فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به وعليه متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لأجر وتقدم عليه ومن حرف جر زائد وأجر مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول أسألكم والواو عاطفة أو حالية وما نافية حجازية وأنا اسمها ومن المتكلفين خبرها أي المتصنعين المتصفين بما ليسوا من أهله حتى أنتحل النبوة وأتقوّل القرآن.
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ} إن نافية وهو مبتدأ وإلا أداة حصر وذكر خبر هو وللعالمين صفة لذكر.
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وتعلمن فعل مضارع مرفوع لأن نون التوكيد لم تباشره وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لالتقاء الساكنين والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين أيضا فاعل والنون نون التوكيد الثقيلة ونبأه مفعول به وبعد حين ظرف متعلق بتعلمن وعلم بمعنى عرف فهو متعد لواحد وهو نبأه ويجوز أن تكون على بابها فيكون المفعول الثاني بعد حين. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة ص:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجمهور على إسكان الدال، وقد ذكر وجهه، وقرئ بكسرها.
وفيه وجهان: أحدهما هي كسرها التقاء الساكنين، والثانى هي أمر من صادى، وصادى الشئ قابله وعارضه: أي عارض بعملك القرآن، ويقرأ بالفتح: أي اتل صاد، وقيل حرك لالتقاء الساكنين {والقرآن} قسم، وقيل معطوف على القسم وهو صاد، وأما جواب القسم فمحذوف: أي لقد جاءكم الحق ونحو ذلك، وقيل هو معنى {بل الذين كفروا} أي وحق القرآن لقد خالف الكفار وتكبروا عن الإيمان، وقيل الجواب {كم أهلكنا} واللام محذوفة: أي لكم أهلكنا، وهو بعيد لأن كم في موضع نصب بأهلكنا، وقيل هو معنى هذه الجملة: أي لقد أهلكنا كثيرا من القرون، أو قيل هو قوله تعالى: {إن كل إلا كذب الرسل} وقيل هو قوله تعالى: {إن ذلك لحق} وبينهما كلام طويل يمنع من كونه جوابا.
قوله تعالى: {ولات حين مناص} الأصل {لا} زيدت عليها التاء، كما زيدت على رب وثم فقيل ربت وثمت، وأكثر العرب يحرك هذه التاء بالفتح، فأما في الوقف فبعضهم يقف بالتاء لأن الحروف ليست موضع تغيير، وبعضهم يقف بالهاء كما يقف على قائمة، فأما حين فمذهب سيبويه أنه خبر لات، واسمها محذوف لأنها عملت عمل ليس أي ليس الحين حين هرب، ولايقال هو مضمر لأن الحروف لا يضمر فيها.
وقال الأخفش: هي العاملة في باب النفى، فحين اسمها، وخبرها محذوف: أي لاحين مناظر لهم أو حينهم، ومنهم من يرفع ما بعدها، ويقدر الخبر المنصوب كما قال بعضهم:
فأنا ابن قيس لابراح

وقال أبو عبيدة التاء موصولة بحين لابلا، وحكى أنهم يقولون تحين وثلاث، وأجاز قوم جرما بعد لات، وأنشدوا عليه أبياتا، وقد استوفيت ذلك في علل الإعراب الكبير.
قوله تعالى: {أن امشوا} أي امشوا، لأن المعنى انطلقوا في القول، وقيل هو الانطلاق حقيقة، والتقدير: وانطلقوا قائلين امشوا.
قوله تعالى: {فليرتقوا} هذا كلام محمول على المعنى: أي إن زعموا ذلك فليرتقوا.
قوله تعالى: {جند} مبتدأ، و{ما} زائدة، و{هنالك} نعت، و{مهزوم} الخبر، ويجوز أن يكون هنالك ظرفا لمهزوم، و{من الأحزاب} يجوز أن يكون نعتا لجند: وأن يتعلق بمهزوم، وأن يكون نعتا لمهزوم.
قوله تعالى: {أولئك الأحزاب} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا والمبتدأ من قوله وعاد، وأن يكون من ثمود، وأن يكون من قوله تعالى: {وقوم لوط} والفواق بالضم والفتح لغتان قد قرئ بها، و{داود} بدل، و{سخرنا} قد ذكر في الأنبياء.
قوله تعالى: {الخصم} هو مصدر في الأصل وصف به، فلذلك لا يثني ولايجمع و{إذ} الأولى ظرف لنبأ، والثانية بدل منها أو ظرف ل {تسوروا} وجمع الضمير وهو في الحقيقة لاثنين، وتجوز لأن الاثنين جمع، ويدل على ذلك قوله تعالى: {خصمان} والتقدير: نحن خصمان.
قوله تعالى: {وعزني} بالتشديد: أي غلبنى، وقرئ شاذا بالتخفيف، والمعنى واحد، وقيل هو من وعز بكذا إذا أمر به، وهذا بعيد لأن قبله فعلا يكون هذا معطوفا عليه، كذا ذكر بعضهم، ويجوز أن يكون حذف القول: أي فقال أكفلنيها.
وقال: وعزنى في الخطاب.
أي الخطابة، و{سؤال نعجتك} مصدر مضاف إلى المفعول به.
قوله تعالى: {إلا الذين آمنوا} استثناء من الجنس، والمستثنى منه بعضهم، وما زائدة وهم مبتدأ وقليل خبره، وقيل التقدير: وهم قليل منهم.
قوله تعالى: {فتناه} بتشديد النون على إضافة الفعل إلى الله عز وجل، وبالتخفيف على إضافته إلى الملكين {راكعا} حال مقدرة، و{ذلك} مفعول {غفرنا} وقيل خبر مبتدإ: أي الأمر ذلك {فيضلك} منصوب على الجواب، وقيل مجزوم عطفا على النهى، وفتحت اللام لالتقاء الساكنين، و{باطلا} قد ذكر في آل عمران وأم في الموضعين منقطعة، و{كتاب} أي هذا كتاب، و{مبارك} صفة أخرى {نعم العبد} أي سليمان، وقيل داود فحذف المخصوص بالمدح، وكذا في قصة أيوب.
قوله تعالى: {إذ عرض} يجوز أن يكون ظرفا لأواب، وأن يكون العامل فيه نعم، وأنه يكون التقدير: اذكر، و{الجياد} جمع جواد، وقيل جيد.
قوله تعالى: {حب الخير} هو مفعول أحببت، لأن معنى أحببت آثرت، لإن مصدر أحببت الأحباب، ويجوز أن يكون مصدرا محذوف الزيادة. وقال أبو على.
أحببت بمعنى جلست من إحباب البعير وهو بروكه، وحب الخير مفعول له مضاف إلى المفعول و{ذكر ربى} مضاف إلى المفعول أيضا، وقيل إلى الفاعل: أي عن أن يذكرنى ربى، وفاعل {توارت} الشمس، ولم يجر لها ذكر، ولكن دلت الحال عليها، وقيل دل عليها ذكر الإشراق في قصة داود عليه السلام، و{ردوها} الضمير للجياد، و{مسحا} مصدر في موضع الحال، وقيل التقدير: يمسح مسحا.
قوله تعالى: {جسدا} هو مفعول ألقينا، وقيل هو حال من مفعول محذوف: أي ألقيناه، قيل سليمان، وقيل ولده على ما جاء في التفسير، و{تجرى} حال من الريح، و{رخاء} حال من الضمير في تجرى؟: أي لينة، و{حيث} ظرف لتجرى وقيل لسخرنا، و{الشياطين} عطف على الريح، و{كل} بدل منهم.
قوله تعالى: {بغير حساب} قيل هو حال من الضمير في امنن أو في أمسك، والمعنى غير محاسب، وقيل هو متعلق بعطاؤنا، وقيل هو حال منه: أي هذا عطاؤنا واسعا، لأن الحساب بمعنى الكافي.
قوله تعالى: {وإن له عندنا لزلفى} اسم إن والخبر له، والعامل في عند الخبر.
قوله تعالى: {بنصب} فيه قراءات متقاربة المعنى، و{رحمة} مفعول له.
قوله تعالى: {عبادنا} يقرأ على الجمع، والاسماء التي بعده بدل منه، وعلى الإفراد فيكون {إبراهيم} بدلا منه، وما بعده معطوف على عبدنا، ويجوز أن يكون جنسا في معنى الجمع، فيكون كالقراءة الأولى.
قوله تعالى: {بخالصة} يقرأ بالإضافة، وهى هاهنا من باب إضافة الشئ إلى ما يبينه لأن الخالصة قد تكون ذكرى وغير ذكرى، وذكرى مصدر، وخالصة مصدر أيضا بمعنى الإخلاص كالعافية، وقيل خالصة مصدر مضاف إلى المفعول: أي بإخلاصهم ذكرى الدار: وقيل خالصة بمعنى خلوص، فيكون مضافا إلى الفاعل: أي بأن خلصت لهم ذكرى الدار، وقيل خالصة اسم فاعل تقديره: بخالص ذكرى الدار: أي خالص من أن يشاب بغيره، وقرئ بتنوين خالصة فيجوز أن يكون ذكرى بدلا منها، وأن يكون في موضع نصب مفعول خالصة، أو على إضمار أعنى، وأن يكون في موضع رفع فاعل خالصة، أو على تقديره هي ذكرى، وأما إضافة ذكرى إلى الدار فمن إضافة المصدر إلى المفعول: أي بذكرهم الدار الآخرة، وقيل هي في المعنى ظرف: أي ذكرهم في الدار الدنيا، فهو إما مفعول به على السعة مثل يا سارق الليلة، أو على حذف حرف الجر مثل ذهبت الشام.
قوله تعالى: {جنات عدن} هي بدل من حسن مآب، و{مفتحة} حال من جنات في قول من جعلها معرفة لإضافتها إلى عدن، وهو علم كما قالوا جنة الخلد وجنة المأوى.
وقال آخرون: هي نكرة، والمعنى جنات إقامة فتكون مفتحة وصفا وأما ارتفاع {الأبواب} ففيه ثلاثة أوجه: أحدها هو فاعل مفتحة، والعائد محذوف أي مفتحة لهم الأبواب منها، فحذف كما حذف في قوله: {فإن الجحيم هي المأوى} أي لهم. والثانى هي بدل من الضمير في مفتحة، وهو ضمير الجنات، والأبواب غير أجنبي منها لأنها من الجنة، تقول: فتحت الجنة وأنت تريد أبوابها، ومنه {وفتحت السماء فكانت أبوابا} والثالث كالأول، إلا أن الألف واللام عوضا من الهاء العائدة وهو قول الكوفيون وفيه بعد.
قوله تعالى: {متكئين} هو حال من المجرور في لهم، والعامل مفتحة، ويجوز أن يكون حالا من المتقين لأنه قد أخبر عنهم قبل الحال، وقيل هو حال من الضمير في يدعون، وقد تقدم على العامل فيه.
قوله تعالى: {ما يوعدون} بالياء على الغيبة، والضمير للمتقين وبالتاء، والتقدير وقيل لهم هذا ما توعدون، والمعنى هذا ما وعدتم.
قوله تعالى: {ماله من نفاد} الجملة حال من الرزق، والعامل الإشارة، أي إن هذا لرزقنا باقيا.
قوله تعالى: {هذا} أي الأمر هذا.
ثم استأنف فقال: {وإن للطاغين} و{جهنم} بدل من شر، و{يصلونها} حال العامل فيه الاستقرار في قوله تعالى: {للطاغين} وقيل التقدير: يصلون جهنم، فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه.
قوله تعالى: {هذا} هو مبتدأ.
وفي الخبر وجهان: أحدهما {فليذوقوه} مثل قولك زيدا ضربه.
وقال قوم: هذا ضعيف من أجل الفاء، وليست في معنى الجواب كالتى في قوله: {والسارقة فاقطعوا} فأما {حميم} على هذا الوجه فيجوز أن يكون بدلا من هذا، وأن يكون خبر مبتدإ محذوف: أي هو حميم، وأن يكون خبرا ثانيا.
والوجه الثاني أن يكون حميم خبر هذا، وفليذوقوه معترض بينهما، وقيل هذا في موضع نصب، أي فليذوقوه هذا، ثم استأنف فقال حميم: أي هو حميم، وأما {غساق} فيقرأ بالتشديد مثل كفار وصبار، وبالتخفيف اسم للمصدر: أي ذو غسق أو يكون فعال بمعنى فاعل.
قوله تعالى: {وآخر} يقرأ على الجمع.
وفيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، و{من شكله} نعت له: أي من شكل الحميم، و{أزواج} خبره.
والثانى أن يكون الخبر محذوفا: أي ولهم أخر.
ومن شكله وأزواج صفتان، ويجوز أن يكون من شكله صفة، وأزواج يرتفع بالجار، وذكر الضمير لأن المعنى من شكل ما ذكرنا.
ويقرأ على الإفراد وهو معطوف على حميم، ومن شكله نعت له، وأزواج يرتفع بالجار ويجوز أن يرتفع على تقدير هي: أي الحميم والنوع الآخر.
قوله تعالى: {مقتحم} أي النار، و{معكم} يجوز أن يكون حالا من الضمير في مقتحم، أو من فوج لأنه قد وصف، ولايجوز أن يكون ظرفا لفساد المعنى، ويجوز أن يكون نعتا ثانيا، و{لا مرحبا} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا: أي هذا فوج مقولا له لا مرحبا، ومرحبا منصوب على المصدر، أو على المفعول به أي لا يسمعون مرحبا.
قوله تعالى: {من قدم} هي بمعنى الذى، و{فزده} الخبر، ويجوز أن يكون من نصبا: أي فرد من قدم، وقيل هي استفهام بمعنى التعظيم، فيكون مبتدأ، وقدم الخبر، ثم استأنف وفيه ضعف: و{ضعفا} نعت لعذاب: أي مضاعفا، و{في النار} ظرف لزد، ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم: أي زده كائنا في النار، وأن يكون نعتا ثانيا لعذاب، أو حالا لأنه قد وصف.
قوله تعالى: {أتخذناهم} يقرأ بقطع الهمزة لأنها للاستفهام، وبالوصف على حذف حرف الاستفهام لدلالة أم عليه، وقيل الأول خبر، وهو وصف في المعنى لرجال، وأم استفهام: أي أهم مفقودون أم زاغت، و{سخريا} قد ذكر في المؤمنون.
قوله تعالى: {تخاصم أهل النار} هو بدل من حق، أو خبر مبتدإ محذوف: أي هو تخاصم، ولو قيل هو مرفوع لحق لكان بعيدا لأنه يصير جملة ولا ضمير فيها يعود على اسم إن.
قوله تعالى: {رب السموات} يجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف، وأن يكون صفة، وأن يكون بدلا، وأن يكون مبتدأ والخبر {العزيز}.
قوله تعالى: {إذ يختصمون} هو ظرف لعلم، و{أنما} مرفوع بيوحى إلى، وقيل قائم مقام الفاعل، وإنما في موضع نصب: أي أوحى إلى الإنذار، أو يأتي نذير.
قوله تعالى: {إذ قال} أي اذكر إذ قال: {من طين} يجوز أن يكون نعتا لبشر، وأن يتعلق بخالق.
قوله تعالى: {فالحق} في نصبه وجهان: أحدهما مفعول لفعل محذوف: أي فأحق الحق، أو فاذكر الحق.
والثانى على تقدير حذف القسم: أي فبالحق لأملأن {والحق أقول} معترض بينهما، وسيبويه يدفع ذلك لأنه لا يجوز حذفه إلا مع اسم الله عز وجل، ويقرأ بالرفع: أي فأنا الحق أو فالحق منى، وأما الحق الثاني فنصبه بأقول، فيقرأ بالرفع على تقدير تكرير المرفوع قبله، أو على إضمار مبتدإ: أي قولى الحق، ويكون أقول على هذا مستأنفا موصولا بما بعده: أي أقول لأملأن، وقيل يكون أقول خبرا عنه والهاء محذوفة: أي أقوله وفيه بعد.
قوله تعالى: {ولتعلمن} أي لتعرفن، وله مفعول واحد، وهو {نبأه} ويجوز أن يكون متعديا إلى اثنين والثانى {بعد حين}. اهـ.