فصل: (سورة ص: الآيات 61- 63):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة ص: الآيات 61- 63]:

{قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (62) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (63)}.
{قالُوا} ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها {رَبَّنا} منادى مضاف {مَنْ} اسم شرط جازم مبتدأ {قَدَّمَ} ماض فاعله مستتر {لَنا} متعلقان بقدم {هذا} اسم الإشارة مفعول به {فَزِدْهُ} الفاء واقعة في جواب الشرط وأمر ومفعوله الأول {عَذابًا} مفعوله الثاني {ضِعْفًا} صفة لعذابا {فِي النَّارِ} متعلقان بمحذوف صفة ثانية لعذابا وجملة زده في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ.
{وَقالُوا} الواو حرف عطف وماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها {ما} اسم استفهام مبتدأ {لَنا} متعلقان بخبر محذوف {لا} نافية {نَرى} مضارع مرفوع وفاعله مستتر والجملة حالية وجملة ما لنا مقول القول {رِجالًا} مفعول به {كُنَّا} ماض ناقص واسمه {نَعُدُّهُمْ} مضارع مرفوع ومفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر كنا وجملة كنا صفة لرجالا {مِنَ الْأَشْرارِ} متعلقان بنعدهم {أَتَّخَذْناهُمْ} الهمزة حرف استفهام إنكاري وماض وفاعله ومفعوله الأول {سِخْرِيًّا} مفعوله الثاني والجملة استئنافية لا محل لها {أَمْ} حرف عطف {زاغَتْ} ماض {عَنْهُمُ} متعلقان بزاغت {الْأَبْصارُ} فاعل وجملة زاغت معطوفة على ما قبلها.

.[سورة ص: الآيات 64- 68]:

{إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64) قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)}.
{إِنَّ ذلِكَ} إن واسمها {لَحَقٌّ} اللام المزحلقة وحق خبرها {تَخاصُمُ} بدل من حق {أَهْلِ} مضاف إليه {النَّارِ} مضاف إليه ثان والجملة استئنافية لا محل لها {قُلْ} أمر فاعله مستتر {إِنَّما} كافة ومكفوفة {أَنَا} مبتدأ {مُنْذِرٌ} خبر والجملة مقول القول {وَما} الواو حرف عطف وما نافية {مِنْ} حرف جر زائد {إِلهٍ} لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ {إِلَّا} حرف حصر {اللَّهُ} لفظ الجلالة خبر المبتدأ {الْواحِدُ} صفة {الْقَهَّارُ} صفة ثانية والجملة معطوفة على ما قبلها {رَبُّ} بدل من لفظ الجلالة {السَّماواتِ} مضاف إليه {وَالْأَرْضِ} معطوف على السموات {وَما} معطوفة على الأرض {بَيْنَهُمَا} ظرف مكان والها مضاف إليه وما علامة التثنية {الْعَزِيزُ} صفة {الْغَفَّارُ} صفة ثانية {قُلْ} أمر فاعله مستتر {هُوَ} مبتدأ {نَبَأٌ} خبر {عَظِيمٌ} صفة والجملة الفعلية استئنافية لا محل لها والجملة الاسمية مقول القول {أَنْتُمْ} مبتدأ {عَنْهُ} متعلقان بمعرضون {مُعْرِضُونَ} خبر مرفوع بالواو والجملة صفة ثانية لنبأ.

.[سورة ص: الآيات 69- 72]:

{ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (72)}.
{ما} نافية {كانَ} ماض ناقص {لِي} الجار والمجرور خبر مقدم {مِنْ} حرف جر زائد {عِلْمٍ} اسم مجرور لفظا مرفوع محلا اسمه المؤخر {بِالْمَلَإِ} متعلقان بعلم {الْأَعْلى} صفة للملأ {إِذْ} ظرف زمان {يَخْتَصِمُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة في محل جر بالإضافة وجملة كان مستأنفة {إِنْ} نافية {يُوحى} مضارع مبني للمجهول {إِلَيَّ} متعلقان بيوحى والجملة مقول القول {إِلَّا} حرف حصر {أَنَّما} كافة ومكفوفة وأنما وما بعدها في تأويل مصدر سد مسد نائب الفاعل ليوحى {أَنَا} مبتدأ {نَذِيرٌ} خبر {مُبِينٌ} صفة {إِذْ} منصوبة بفعل اذكر المحذوف أو بدل {قالَ} ماض {رَبُّكَ} فاعل {لِلْمَلائِكَةِ} متعلقان بقال والجملة في محل جر بالإضافة {إِنِّي} إن واسمها {خالِقٌ} خبرها والجملة الاسمية مقول قول {بَشَرًا} مفعول به لخالق {مِنْ طِينٍ} الجار والمجرور صفة لبشرا {فَإِذا} الفاء حرف استئناف وإذا ظرفية شرطية غير جازمة {سَوَّيْتُهُ} ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة {وَنَفَخْتُ} الواو حرف عطف وماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها فهي مثلها في محل جر {فِيهِ} متعلقان بنفخت {مِنْ رُوحِي} متعلقان بنفخت {فَقَعُوا} الفاء واقعة في جواب الشرط وأمر وفاعله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها {لَهُ} متعلقان بساجدين {ساجِدِينَ} حال منصوبة.

.[سورة ص: الآيات 73- 75]:

{فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (74) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (75)}.
{فَسَجَدَ} الفاء حرف عطف وماض {الْمَلائِكَةُ} فاعل {كُلُّهُمْ} توكيد أول {أَجْمَعُونَ} توكيد ثان {إِلَّا} حرف استثناء {إِبْلِيسَ} مستثنى بإلا منصوب {اسْتَكْبَرَ} ماض فاعله مستتر والجملة في محل نصب حال {وَكانَ} الواو حرف عطف وماض ناقص {مِنَ الْكافِرِينَ} الجار والمجرور خبر كان واسمها مستتر تقديره هو والجملة معطوفة على ما قبلها {قالَ} ماض فاعله مستتر {يا} حرف نداء {إِبْلِيسُ} منادى علم مبني على الضم {ما} استفهامية مبتدأ وجملة النداء مقول القول {مَنَعَكَ} ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر ما {أَنْ} حرف ناصب {تَسْجُدَ} مضارع منصوب وفاعله مستتر {لِما} اللام حرف جر وما موصولية مجرورة وهما متعلقان بتسجد وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر {خَلَقْتُ} ماض وفاعله والجملة صلة {بِيَدَيَّ} متعلقان بخلقت {أَسْتَكْبَرْتَ} الهمزة حرف استفهام إنكاري توبيخي وماض وفاعله والجملة مقول القول {أَمْ} حرف عطف {كُنْتَ} ماض ناقص واسمه {مِنَ الْعالِينَ} الجار والمجرور خبره والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة ص: الآيات 76- 79]:

{قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (78) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79)}.
{قالَ} ماض فاعله مستتر {أَنَا} مبتدأ {خَيْرٌ} خبر والجملة الاسمية مقول القول والجملة الفعلية استئنافية لا محل لها {مِنْهُ} متعلقان بخير {خَلَقْتَنِي} ماض وفاعله ومفعوله والنون للوقاية والجملة تعليلية {مِنْ نارٍ} متعلقان بخلقتني {وَخَلَقْتَهُ} الواو حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله {مِنْ طِينٍ} متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها {قالَ} ماض فاعله مستتر {فَاخْرُجْ} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها {مِنْها} متعلقان باخرج {فَإِنَّكَ} الفاء حرف تعليل وإن واسمها {رَجِيمٌ} خبرها والجملة الاسمية تعليل لا محل لها {وَإِنَّ} الواو حالية وإن حرف مشبه بالفعل {عَلَيْكَ} الجار والمجرور خبرها المقدم {لَعْنَتِي} اسمها المؤخر {إِلى يَوْمِ} متعلقان بحال محذوفة {الدِّينِ} مضاف إليه والجملة الاسمية في محل نصب حال {قالَ} ماض فاعله مستتر والجملة استئنافية لا محل لها {رَبِّ} منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة للتخفيف {فَأَنْظِرْنِي} الفاء الفصيحة وفعل دعاء ومفعوله والفاعل مستتر والنون للوقاية والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها {إِلى يَوْمِ} متعلقان بالفعل {يُبْعَثُونَ} مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب الفاعل والجملة في محل جر بالإضافة.

.[سورة ص: الآيات 80- 84]:

{قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)}.
{قالَ} ماض فاعله مستتر والجملة استئنافية لا محل لها {فَإِنَّكَ} الفاء زائدة وإن واسمها {مِنَ الْمُنْظَرِينَ} الجار والمجرور خبر إن والجملة الاسمية مقول القول {إِلى يَوْمِ} متعلقان بأنظرني {الْوَقْتِ} مضاف إليه {الْمَعْلُومِ} صفة للوقت {قالَ} ماض فاعله مستتر {فَبِعِزَّتِكَ} الفاء زائدة والباء حرف جر وقسم وعزتك مجرور بالباء وهما متعلقان بفعل القسم المحذوف {لَأُغْوِيَنَّهُمْ} اللام واقعة في جواب القسم ومضارع فاعله مستتر ومفعوله الهاء وهو مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة {أَجْمَعِينَ} توكيد وجملة أغويناهم جواب قسم لا محل لها {إِلَّا} حرف استثناء {عِبادَكَ} مستثنى منصوب {مِنْهُمُ} متعلقان بما بعدهما {الْمُخْلَصِينَ} صفة لعبادك منصوبة بالياء {قالَ} ماض فاعله مستتر {فَالْحَقُّ} الفاء حرف استئناف ومبتدأ خبره محذوف {وَالْحَقَّ} مفعول به مقدم لأقول {أَقُولُ} مضارع مرفوع فاعله مستتر وجملة الحق أقول اعتراضية لا محل لها.

.[سورة ص: الآيات 85- 88]:

{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}.
{لَأَمْلَأَنَّ} اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فاعله مستتر والجملة جواب قسم لا محل لها {جَهَنَّمَ} مفعول به {مِنْكَ} متعلقان بالفعل {وَمِمَّنْ} عطف على منك {تَبِعَكَ} ماض ومفعوله وفاعل مستتر والجملة صلة من لا محل لها {مِنْهُمْ} متعلقان بحال محذوفة {أَجْمَعِينَ} توكيد {قُلْ} أمر فاعله مستتر والجملة استئنافية {ما} نافية {أَسْئَلُكُمْ} مضارع مرفوع فاعله مستتر والكاف مفعوله الأول والجملة مقول القول {عَلَيْهِ} متعلقان بحال محذوفة {مِنْ أَجْرٍ} من حرف جر زائد وأجر مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به ثان لأسألكم {وَما} الواو حرف عطف وما نافية حجازية عاملة عمل ليس {أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} أنا اسمها والجار والمجرور خبرها والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها فهي في محل نصب مقول القول {إِنْ} نافية {هُوَ} الضمير مبتدأ {إِلَّا} حرف حصر {ذِكْرٌ} خبر {لِلْعالَمِينَ} متعلقان بذكر والجملة الاسمية مقول القول {وَلَتَعْلَمُنَّ} الواو حرف عطف واللام في جواب قسم ومضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعله ونون التوكيد لا محل لها {نَبَأَهُ} مفعوله {بَعْدَ} ظرف زمان منصوب {حِينٍ} مضاف إليه والجملة الفعلية جواب قسم لا محل لها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة ص ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا:
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَنه لما أسلم عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَرح بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَرحا شَدِيدا وشق عَلَى قُرَيْش وَبلغ مِنْهُم فَاجْتمع خَمْسَة وَعِشْرُونَ من صَنَادِيدهمْ وَمَشوا إِلَى أبي طَالب وَقَالُوا أَنْت شَيخنَا وَكَبِيرنَا وَقد علمت مَا فعل السُّفَهَاء يُرِيدُونَ الَّذين دخلُوا فِي الْإِسْلَام وَجِئْنَاك يَا أَبَا طَالب لِتَقضي بَيْننَا وَبَين بن أَخِيك فَاسْتَحْضر أَبُو طَالب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا ابْن أخي هَؤُلَاءِ قَوْمك يَسْأَلُونَك السُّؤَال فَلَا تمل عَلَيْهِم كل الْميل فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَاذَا يَسْأَلُونِي» قَالُوا اُرْفُضْنَا وَارْفض ذكر آلِهَتنَا وَإِلَهك وَنَدَعك وَإِلَهك فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَرَأَيْتُم إِن أَعطيتكُم مَا سَأَلْتُم أمعطي أَنْتُم كلمة وَاحِدَة تَمْلِكُونَ بهَا الْعَرَب وَتَدين لكم بهَا الْعَجم» قَالُوا نعم فَقَالَ «قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله» فَقَامُوا فَقَالُوا أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا. قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث يَحْيَى بن عمَارَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مرض أَبُو طَالب فَجَاءَت قُرَيْش وَجَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعند رَأس أبي طَالب مجْلِس رجل فَقَامَ أَبُو جهل كي يمنعهُ ذَلِك وَشَكَوْهُ إِلَى أبي طَالب فَقَالَ يَا بن أخي مَا تُرِيدُ من قَوْمك قَالَ «يَا عَم أُرِيد مِنْهُم كلمة تدين لَهُم الْعَرَب وَتُؤَدِّي إِلَيْهِم بهَا الْجِزْيَة الْعَجم» قَالَ كلمة وَاحِدَة. قَالَ مَا هِيَ قَالَ «لَا إِلَه إِلَّا الله» فَقَالُوا أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا إِن هَذَا لشَيْء عُجاب قَالَ وَنزل فيهم ص وَالْقُرْآن ذِي الذّكر حَتَّى إِن هَذَا إِلَّا اخْتِلَاق انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ. انتهى.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلي الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَابْن مرْدَوَيْه والطبري وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَذكره الثَّعْلَبِيّ بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول.
وَابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام يَجْعَل مثل هَذَا الحَدِيث مُرْسلا قَالَ لَا إِلَّا من جِهَة الِاحْتِمَال الَّذِي فِي قَول الصَّحَابِيّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَن لَا يكون سَمعه من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَلَكِن من جِهَة أَن الصَّحَابِيّ إِذا أخبر بِقصَّة وَلم يذكر أَنه شَاهدهَا وَلَا حَدثهُ بهَا من شَاهدهَا وَلَا فِيهِ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرهُ فَإِنَّهُ يكون مُرْسلا لِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون تَلقاهُ عَن صَحَابِيّ آخر مِمَّن شَاهد أَو سمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيصير هَذَا بِمَثَابَة مَا لَو قَالَ ابْن عَبَّاس نَام النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد الْبَيْت فَجَاءَهُ جِبْرِيل فَأَسْرَى بِهِ أَو تَحنث فِي غَار حراء فَجَاءَهُ الْملك وَنَحْو ذَلِك مِمَّا علم أَنه لم يُشَاهِدهُ قَالَ وَلَيْسَ بِنَافِع فِي مثل هَذَا أَن يُقَال يحْتَمل أنه شَاهد أَو سمع من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ لَيْسَ بِالِاحْتِمَالِ يثبت الِاتِّصَال وَاعْترض بِهَذَا الْكَلَام عَلَى أَحَادِيث كَثِيرَة وَقعت من صَحِيح مُسلم فِي هَذَا النَّوْع فِي مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة مِنْهَا حَدِيث الْمسيب بن حزن قَالَ لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة جَاءَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوجدَ عِنْده أَبَا جهل وَعبد الله بن أبي أُميَّة فَذكره وَمِنْهَا حَدِيث أنس أَن أهل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يُرِيهم آيَة فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر.
الحَدِيث الثَّانِي:
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ضمُّوا فَوَاشِيكُمْ».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْأَشْرِبَة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيكُمْ وَصِبْيَانكُمْ إِذا غَابَتْ الشَّمْس حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء» انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَلَفظه «كفوا فَوَاشِيكُمْ».
وَالْفَوَاشِي جمع فَاشِية وَهِي الْمَوَاشِي كَالْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم وَغَيرهَا سميت بِهِ لِأَنَّهَا تَفْشُو أَي تَنْتَشِر وَفَحْمَة الْعشَاء الظلمَة الَّتِي بَين الصَّلَاتَيْنِ وَالَّتِي بَين الْغَدَاة وَالْعشَاء عسعسة.
الحَدِيث الثَّالِث: عَن أم هَانِئ دخل علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ ثمَّ صَلَّى صَلَاة الضُّحَى وَقَالَ «يَا أم هَانِئ هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق». قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثَنَا الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الْمُجَاشِعِي ثَنَا مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب الْكرْمَانِي ثَنَا الْحجَّاج بن نصير ثَنَا أَبُو بكر الْهُذلِيّ واسْمه سلْمَى عَن عَطاء ابْن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت أَمر بِهَدِّهِ الْآيَة فَمَا أَدْرِي مَا هِيَ قَوْله بالْعَشي وَالْإِشْرَاق حَتَّى حَدَّثتنِي أم هَانِئ بنت أبي طَالب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَيْهَا فَدَعَا بِوضُوء فِي جفْنه كَأَنِّي أنظر إِلَى أثر الْعَجِين فَتَوَضَّأ ثمَّ قَامَ فَصَلى الضُّحَى فَقَالَ «يَا أم هَانِئ هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق» انتهى.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث حجاج بن نصير بِهِ.
وَمن طَرِيق الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه كَذَلِك.
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط.
وَيقرب مِنْهُ مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي فَضَائِل أم هَانِئ من حَدِيث سعيد ابْن أبي عرُوبَة عَن أَيُّوب بن صَفْوَان عَن عبد الله بن الْحَارِث أَن ابْن عَبَّاس كَانَ لَا يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى أدخلْنَاهُ عَلَى أم هَانِئ فَقلت لَهَا أَخْبِرِي ابْن عَبَّاس بِمَا أخبرتينا بِهِ فَقَالَت أم هَانِئ دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي فَصَلى صَلَاة الضُّحَى ثَمَانِي رَكْعَات فَخرج ابْن عَبَّاس وَهُوَ يَقُول لقد قَرَأت مَا بَين اللَّوْحَيْنِ فَمَا عرفت صَلَاة الْإِشْرَاق إِلَّا السَّاعَة يسبحْنَ بالْعَشي وَالْإِشْرَاق ثمَّ قَالَ ابْن عَبَّاس هَذِه صَلَاة الْإِشْرَاق انْتَهَى وَسكت عَنهُ.