فصل: من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ونحن ننقل لك طرفا من أدلة المجيزين وأدلة المانعين عن العلّامة ابن القيم رحمه اللّه قال: قال أرباب الحيل: قد أكثرتم من ذمّ الحيل، وأجلبتم بخيل الأدلة ورجلها، وسمينها ومهزولها، فاستمعوا الآن تقريرها، واشتقاقها من الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة وأئمة الإسلام، وأنّه لا يمكن لأحد إنكارها.
قال اللّه تعالى لنبيه أيوب: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ} فأذن لنبيه أيوب أن يتحلّل من يمينه بالضرب بالضّغث، وقد كان نذر أن يضربها ضربات معدودة. وهي في المتعارف الظاهر إنما تكون متفرقة، فأرشده تعالى إلى الحيلة في خروجه من اليمين، فنقيس عليه سائر الباب، ونسميه وجوه المخارج من المضائق ولا نسميه بالحيل التي ينفر الناس من اسمها.
وأخبر تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام أنّه جعل صواعه في رحل أخيه، ليتوصل بذلك إلى أخذه من إخوته، ومدحه بذلك، وأخبر أنّه برضاه وإذنه، كما قال: {كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76].
وقال تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50)} [النمل: 50] فأخبر اللّه أنّه مكر بمن مكر بأنبيائه ورسله.
وكثير من الحيل هذا شأنها، يمكر بها على الظالم والفاجر، ومن يعسر تخليص الحق منه، فتكون وسيلة إلى نصر مظلوم، وقهر ظالم، ونصر حق، وإبطال باطل، واللّه تعالى قادر على أخذهم بغير وجه المكر الحسن، ولكن جازاهم بجنس عملهم، وليعلّم عباده أنّ المكر الذي يتوصّل به إلى إظهار الحق، ويكون عقوبة للماكر، ليس قبيحا.
وقد ساق ابن القيم بعد ذلك آثارا، عن الصحابة، وأحاديث من السنة، وأقوالا عن السلف والأئمة، يتمسك بها القائلون بمشروعية الحيلة، يطول المقام بذكرها، فنحيلك على أعلام الموقعين إن أردتها.
ثم أخذ يرد على هذا الذي تمسّك به القوم، فأطال في إبداع، ونحن نذكر هنا طرفا منه.
قال: ونحن نذكر ما تمسكتم به في تقرير الحيل والعمل بها، ونبيّن ما فيه، متحرّين العدل والإنصاف، منزّهين لشريعة اللّه وكتابه وسنة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم عن المكر والخداع والاحتيال المحرم، ونبيّن انقسام الحيل والطرق إلى ما هو كفر محض، وفسق ظاهر، ومكروه، وجائز، ومستحب، وواجب عقلا أو شرعا، ثم نذكر فصلا نبيّن فيه التعويض بالطرق الشرعية عن الحيل الباطلة، فنقول وباللّه التوفيق، وهو المستعان وعليه التكلان: أما قوله تعالى لنبيه أيوب عليه السلام {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ} فقال شيخنا: الجواب: أنّ هذا ليس مما نحن فيه، فإنّ للفقهاء في موجب هذه اليمين في شرعنا قولين: يعني إذا حلف ليضربنّ امرأته أو عبده مئة ضربة:
أحدهما: قول من يقول موجبها الضرب مجموعا أو مفرقا، ثم منهم من لا يشترط مع الجمع الوصول إلى المضروب، فعلى هذا تكون هذه الفتيا موجب هذا اللفظ عند الإطلاق، وليس هذا بحيلة، إنما الحيلة بصرف اللفظ عن موجبه عن الإطلاق.
والقول الثاني: أن موجبه الضرب المعروف، وإذا كان هذا موجبه لم يصح الاحتجاج علينا بما يخالف شرعنا من شرائع من قبلنا، لأنّا إن قلنا: ليس شرعا لنا مطلقا فظاهر، وإن قلنا: هو شرع لنا فهو مشروط بعدم مخالفته شرعنا، وقد انتفى الشرط.
وأيضا فمن تأمّل الآية علم أنّ هذه الفتيا خاصة الحكم، فإنّها لو كانت عامة الحكم في حقّ كلّ أحد لم يخف على نبي كريم موجب يمينه، ولم يكن في قصّها علينا كبير عبرة، فإنما يقصّ علينا ما خرج عن نظائره، لنعتبر به، ونستدل به على حكمة اللّه فيما قصّه علينا.
ثم قال: ويدل عليه اختصاص قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْناهُ صابِرًا} وهذه الجملة خرجت مخرج التعليل، كما في نظائرها، فعلم أنّ اللّه سبحانه إنما أفتاه بذلك جزاء له على صبره، وتخفيفا عن امرأته ورحمة بها.
وأيضا فإنّه تعالى إنما أفتاه بهذا لئلا يحنث، كما قال: {وَلا تَحْنَثْ} وهذا يدلّ على أنّ الكفارة لم تكن مشروعة في شريعته: بل ليس في اليمين إلا البرّ أو الحنث، وقد كان ذلك مبررا في شريعتنا قبل شروع الكفّارة لم يكن أبو بكر يحنث في يمين حتّى أنزل اللّه كفارة اليمين.
وإذا كان كذلك، يكون كأنّه نذر ضربها، وهو نذر لا يجب الوفاء به، لما فيه من الضرر عليها. ولا يغني عنه كفارة يمين، لأنّ تكفير النذر فرع عن تكفير اليمين، فإذا لم تكن كفارة النذر مشروعة إذ ذاك، فكفارة اليمين أولى: وقد علم أنّ الواجب بالنذر يحتذى به حذو الواجب بالشرع وإذا كان الضرب الواجب بالشرع. يجب تفريقه إلّا إذا كان المضروب ميؤوسا من شفائه، فيكون الواجب أن يجتمع الضرب، لمكان العذر.
وبعد كلام طويل قال في قصة يوسف: نحن نسأل القائلين بجواز الحيل: هل تجيزون أنتم مثل هذا في شريعتنا حتى يكون لكم أن تحتجّوا بمثله؟ وأما مجرد وجوده في شريعة يوسف فليس ينفعكم.
قال شيخنا: ومما قد يظنّ أنّه من جنس الحيل التي بيّنا تحريمها، وليس من جنسها قصة يوسف، حين كاد اللّه له في أخذ أخيه، كما قصّ ذلك في كتابه [يوسف: 70]، فإن فيه ضروبا من الحيل الحسنة:
منها: جعله بضاعتهم في رحالهم، ليرجعوا بعد المعرفة.
ومنها: جعل السقاية في رحل أخيه ليظهره بمظهر السارق، فيحتجزه. وقد ذكروا أنّ ذلك كان بمواطأة بينه وبين أخيه، وعلى ذلك فليس هناك حيلة.
ثم أطال في بيان الموضوع، ونحن نجتزئ منه بهذا.
وبعد فإنّ التحايل على إسقاط التكاليف الشرعية أمر تنفر منه الطباع، وما ندري هل علم المحتالون أنّ حيلهم تنطلي فتسقط التكاليف أو هم قد اتخذوا عند اللّه عهدا أنه لا يجازيهم على هذا التحايل؟ ثم من يخادعون!!! التحايل في الحرب في اتقاء الظالمين أمر مقبول {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ} [آل عمران: 28] أما التحايل لإسقاط التكاليف، ولأكل الأموال من غير وجهها فما نظنّ أحدا يقول به.
وفي هذا القدر كفاية، ونكرر الوصية بمطالعة الموضوع في مراجعه، فإنّه نفيس، ويكفي أن نبهناك إليه، واللّه وليّ التوفيق. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة ص:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله: {ص} مجازها مجاز ابتداء فواتح السور.
{فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ} (3) إنما هي ولا وبعض العرب تزيد فيها الهاء فتقول لاه فتزيد فيها هاء الوقف فإذا اتصلت صارت تاء والمناص مصدر ناص ينوص وهو المنجاة والفوت. قال عمرو بن شأى الأسدىّ:
تذكّرت ليلى لات حين تذكر

وقال أبو النّجم:
آساد غيل حين لا مناص

أي لا تحرك.
{إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ} (5) مجازه مجاز عجيب وقد تحوّل العرب فعيلا إلى فعال قال عبّاس بن مرداس:
إنّك عين حذلت مضاعه ** تبكى على جار بنى جداعه

أين دريد وهو ذو براعه ** حتى تروه كاشفا قناعه

تعدو به سلهبة سراعه

أي سريعة. والحذل في العين سقوط الهدب واحتراق الأشفار، وقد قالوا للهدب أيضا أشفار، وقال المعقّر بن حمار البارقىّ وكان أعمى:
فأخلفها الذي ظنّت وقاظت ** ومأقى عينها حذل نطوف

جداعه رهط الصمّة وهو من بنى غزيّة من بنى جشم بن سعد بن بكر.
{فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ} (10) تقول العرب للرجل الفاضل في الدين:
قد ارتقى فلان في الأسباب والسبب الحبل أيضا، والسبب أيضا ما تسببت به من رحم أو يد أو دين وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: «كل سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلّا سببى ونسبى» والمسلم إذا تقرّب إلى رجل ليس بينهما نسب قال: إن الإسلام أقوى سبب وأقرب نسب.
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} (12) فقوم من العرب يؤنثون القوم وقوم منهم يذكرون، فإن احتجّ عليهم بهذه الآية قالوا: وقع المعنى على العشيرة واحتجوا بهذه الآية {كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ} [74: 54- 55] المضمر فيه مذكّر.
{أَصْحابُ الْأَيْكَةِ} (13) كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أصحاب الأيكة الحرجة من النّبع والسدر وهو الملتفّ، قال رجل من عبد القيس وهو مسند إلى عنترة:
أفمن بكاء حمامة في أيكة ** يرفضّ دمعك فوق ظهر المحمل

يعنى يحمل السيف وهى الحمالة والحمائل وجماع المحمل محامل وبعضهم يقول ليكة لا يقطعون الألف ولم يعرفوا معناها.
{ما لَها مِنْ فَواقٍ} (15) من فتحها قال: ما لها من راجة، ومن ضمّها قال:
فواق وجعلها من فواق ناقة ما بين الحلبتين، وقوم قالوا: هما واحد بمنزلة حمام المكول وحمام المكّول وقصاص الشّعر وقصاص الشّعر.
{عَجِّلْ لَنا قِطَّنا} (16) القطّ: الكتاب، قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته ** بأمّته يعطى القطوط ويأفق

القطوط: الكتب بالجوائز ويأفق: يفضل ويعلو يقال: ناقة أفقة وفرس أفق إذا فضله على غيره.
{ذَا الْأَيْدِ} (17) ذا القوة وبعض العرب تقول آد، قال العجّاج:
من أن تبدّلت بآدى آدا

{أَوَّابٌ} (17) الأوّاب الرّجّاع وهو التواب مخرجها، من آب إلى أهله أي رجع، قال يزيد بن ضبّة الثقفيّ: والبيت لعبيد بن الأبرص:
وكل ذى غيبة يئوب ** وغائب الموت لا يئوب

أي لا يرجع.
{إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ} (21) أشرف كل مجلس وبيت ومقدّمه هو محرابه، وقال الشاعر:
ربّة محراب إذا جئتها لم ** ألقها أو ارتقى سلّما

{نَبَأُ الْخَصْمِ} (21) الخصم يقع لفظه على الواحد والجميع قال لبيد:
وخصم يعدّون الذحول كأنهم ** قروم غيارى كلّ أزهر مصعب

{قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ} (22) رجع إلى معنى الواحد منه.
{وَلا تُشْطِطْ} (22) أي لا تسرف قال الأحوص:
ألا يا لقوم قد أشطّت عواذلى ** ويزعمن أن أودى بحقي باطلى

ويقال: كلفتنى شططا، منه أيضا: وشطّت الدار بعدت وقال الشاعر وهو عمر بن أبى ربيعة:
تشطّ غدا دار جيراننا ** وللدار بعد غد أبعد

{فَقالَ أَكْفِلْنِيها} (23) مجازه مجاز {كَفَّلَها زَكَرِيَّا} [3: 37] أي ضمّها إليه وكفلت بالمال والنفس أي ضمنت.
{وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ} (23) أي صار أعزّ منى فيه.
{وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ} (23) مجازها مجاز امرأة قال الأعشى:
فرميت غفلة عينه عن شاته ** فأصبت حبّة قلبها وطحالها

يعنى امرأة الرجل.
{بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ} (24) مصدر سألت استعطيت.
{الْخُلَطاءِ} (24) الشركاء.
{وَظَنَّ داوُدُ} (24) أي أيقن.
{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ} (28) ليس لها جواب استفهام فخرجت مخرج التوعد.
{كِتابٌ أَنْزَلْناهُ} (29) ابتداء.
{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ} (31) من الخيل، والصافن الذي يجمع بين يديه ويثنى طرف سنبك احدى رجليه والسنبك مقدم الحافر وقال بعض العرب: بل الصافن الذي يجمع يديه والذي يرفع طرف سنبك رجله فهو مخيم.
{إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} (32) مجازه أحببته: حبّا ثم أضاف الحب إلى الخير.
{حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ} (32) المعنى للشمس وهى مضمرة.
{فَطَفِقَ مَسْحًا} (33) ما زال يفعل ذاك وكرب مثلها مجازها يمسح مسحا والمعنى يضرب، يقال: مسح علاوته أي ضربها.
{هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} (35) لا يكون لأحد من بعدي، قال أبو عبيدة: قال الحجاج: إن كان لحسودا، قال ابن أحمر:
ما أم غفر على دعجاء ذى علق ** ينفى القراميد عنها الأعصم الوقل

فى رأس خلقاء من عنقاء مشرفة ** لا يبتغى دونها سهل ولا جبل

لا يبتغى أي لا يكون فوقها سهل ولا جبل أحصن منها.
{بِأَمْرِهِ رُخاءً} (36) أي رخوة لتينة وهى من الرخاوة.
{حَيْثُ أَصابَ} (36) حيث أراد يقال: أصاب اللّه بك خيرا أي أراد اللّه بك خيرا.
{الْأَصْفادِ} (38) الأغلال واحدها صفد، والصفد أيضا الغطاء قال الأعشى:
وأصفدنى على الزّمانة قائدا

وبعضهم يقول صفدنى.
{أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ} (39) سبيلها سبيلان فأحدهما بغير جزاء والآخر بغير ثواب وبغير منّة ولا قلة.
{بِنُصْبٍ وَعَذابٍ} (41) قال بشر بن أبى خازم:
تعنّاك نصب من أميمة منصب

أي بلاء وشرّ وقال النابغة:
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب ** وليل أقاسيه بطيء الكواكب

تقول العرب: أنصبنى أي عذبنى وبرّح بي وبعضهم يقول: نصبنى والنصب إذا فتحت وحرّكت حروفها كانت من الأعياء، والنصب إذا فتح أولها وأسكن ثانيها واحدة أنصاب الحرم وكل شيء نصبته وجعلته علما يقال: لانصبنّك نصب العود.
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} (42) وهو مختصر والركض هو الدفع بالرجل وهى حركة الرجل، يقال: ركضنى الدابة ويقال: لم تركض ثوبك برجلك.
{هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ} (42) وضوء غسول وهو ما اغتسلت به من الماء.
{وَشَرابٌ} (42) أي وتشرب منه والموضع الذي يغتسل فيه يسمّى مغتسلا.
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} (44) وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش والشّماريخ وما أشبه ذلك قال عوف بن الخرع:
وأسفل منى نهدة قد ربطتها ** وألقيت ضغثا من خلى متطيّب

{إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} (46) تنوين خالصة عمل في {ذكرى}.
{الْأَخْيارِ} (47) والخيار واحد مثل الشّرار والأشرار.
{أَتْرابٌ} (52) أسنان واحدها ترب.
{مِنْ شَكْلِهِ} (58) من ضربه ما أنت من شكلى ما أنت من ضربى والشكل من المرأة ما علقت مما تحسّن به وتشكّل تغنّج قال رؤبة:
لمّا اكتست من ضرب كل شكل ** صفرا وخضرا كاخضرار البقل

{هذا فَوْجٌ} (59) والفوج الفرقة.
{لا مَرْحَبًا بِهِمْ} (59) تقول العرب للرجل: لا مرحبا بك أي لا رحبت عليك أي لا اتسعت قال أبو الأسود:
إذا جئت بوّابا له قال مرحبا ** ألا مرحب واديك غير مضيّق

{فَزِدْهُ عَذابًا ضِعْفًا} (61) أي مضعّفا إليه مثله.
{أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا} (62) من فتح الأول جعلها استفهاما وجعل أم جوابا لها قال طرفة:
أشجاك الرّبع أم قدمه ** أم رماد دارس حممه

ومن لم يستفهم ففتحها على القطع فإنها خبر ومجاز أم مجاز بل وفى القرآن.
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [43: 51] مجازها بل أنا خير من هذا؛ لأن فرعون لم يشك فيسأل أصحابه، إنما أوجب لنفسه ومن كسر {سخريا} جعله من الهزء ويسخر به ومن ضمّ أولها جعله من السّخرة يتسخرونهم ويستذلونهم.
{إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (83) الذين أخلصهم اللّه والمخلصين الذين أخلصوا.
{قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ} (84) أقول: نصبها على قال حقا، ويقول الحق. اهـ.