فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولفظ {هذا} أشاروا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم استعملوا اسم الإِشارة لتحقير مثله في قولهم: {أهذا الذي يذكر آلهتكم} [الأنبياء: 36] وإنما قالوا مقالتهم هذه حين انصرافهم من مجلس أبي طالب المذكورِ في سبب نزول السورة جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم لقرب عهدهم بمحضره كأنه حاضر حين الإِشارة إليه.
وجَعلوا حالهُ سحرًا وكذبًا لأنهم لما لم تقبَل عقولهم ما كلمهم به زعموا ما لا يفهمون منه مثل كون الإله واحدًا أو كونه يعيد الموتى أحياء سحرًا إذ كانوا يألفون من السحر أقوالًا غير مفهومة كما تقدم عند قوله تعالى: {يعلمون الناس السحر} في سورة [البقرة: 102].
وزعموا ما يفهمونه ويحيلونه مثل ادعاء الرسالة عن الله كذبًا.
وبينوا ذلك بجملتين: إحداهما {أجعل الآلهة إلها واحدًا} والثانية جملة {أءُنزلَ عليه الذكر من بيننا} [ص: 8].
فجملة {أجَعَلَ الآلهة إلهًا واحدًا} بيان لجملة {هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ} أي حيث عدوه مباهتًا لهم بقلب الحقائق والأخبار بخلاف الواقع.
والهمزة للاستفهام الإِنكاري التعجيبي ولذلك أتبعوه بما هو كالعلة لقولهم: {ساحر} وهو {إنَّ هذا لشيء عجاب} أي يتعجب منه كما يتعجب من شعوذة الساحر.
و{عُجاب} وصف الشيء الذي يتعجب منه كثيرًا لأن وزن فُعال بضم أوله يدل على تمكن الوصف مثل: طُوال، بمعنى المفرط في الطول، وكُرام بمعنى الكثير الكرم، فهو أبلغ من كريم، وقد ابتدأوا الإِنكار بأول أصل من أصول كفرهم فإن أصول كفرهم ثلاثة: الإِشراكُ، وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وإنكار البعث، والجزاءِ في الآخرة.
{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)} الانطلاق حقيقته: الانصراف والمشي، ويستعمل استعمال أفعال الشروع لأن الشارع ينطلق إليه، ونظيره في ذلك: ذَهب بفعل كذا، كما في قول النبهاني:
فإن كنتَ سيِّدنَا سدْتَنا ** وإن كنت للخال فاذْهب فَخلْ

وكذلك قام في قوله تعالى: {إذ قاموا فقالوا} في سورة [الكهف: 14].
وقيل: إن الانطلاق هنا على حقيقته، أي وانصرف الملأ منهم عن مجلس أبي طالب.
و{الملأ} سادة القوم قال ابن عطية: قائل ذلك عقبة بن أبي معيط.
وقال غير ابن عطية: إن من القائلين أبا جهل، والعاصي بن وائل، والأسود بن عبد يغوث.
و{أن} تفسيرية لأن الانطلاق إن كان مجازًا فهو في الشروع فقد أريد به الشروع في الكلام فكان فيه معنى القول دون حروفه فاحتاج إلى تفسيرٍ بكلام مقول، وإن كان الانطلاقُ على حقيقته فقد تضمن انطلاقهم عقب التقاول بينهم بكلامهم الباطل {هذا ساحِرٌ} [ص: 4] إلى قوله: {عُجَابٌ} [ص: 5] يقتضي أنهم انطلقوا متحاورين في ماذا يصنعون.
ولما أسند الانطلاق إلى الملأ منهم على أنهم ما كانوا لينطلقوا إلا لتدبير في ماذا يصنعون فكان ذلك مقتضيًا تحاورًا وتقاولًا احتيج إلى تفسيره بجملة {أن امشوا واصبروا على ءَالهتِكُم}. إلخ.
والأمر بالمشي يحتمل أن يكون حقيقة، أي انصرفوا عن هذا المكان مكان المجادلة، واشتغلوا بالثبات على آلهتكم.
ويجوز أن يكون مجازًا في الاستمرار على دينهم كما يقال: كما سار الكرام، أي اعمل كما عملوا، ومنه سميت الأخلاق والأعمال المعتادة سيرة.
والصبر: الثبات والملازمة، يقال: صبر الدابة إذا ربطها، ومنه سمي الثبات عند حلول الضُرّ صبرًا لأنه ملازمة للحلم والأناة بحيث لا يضطرب بالجزع، ونظير هذه الآية قوله تعالى: {إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} [الفرقان: 42].
وحرف {على} يدلّ على تضمين {اصبروا} معنى: اعكفوا وأثبتوا، فحرف {على} هنا للاستعلاء المجازي وهو التمكن مثل {أولئك على هدى من ربهم} [البقرة: 5].
وليس هو حرف {على} المتعارف تعدية فعل الصبر به في نحو قوله: {اصبر على ما يقولون} [المزمل: 10] فإن ذلك بمعنى مع، ولذلك يخلفه اللام في مثل ذلك الموقع نحو قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك} [القلم: 48]، ولابد هنا من تقدير مضاف، أي على عبادة آلهتكم، فلا يتعدى إلى مفعول إن كان مجازًا فهو في الشروع فقد أريد به الشروع في الكلام فكان.
وجملة {إن هذا لشيءٌ يُرادُ} تعليل للأمر بالصبر على آلهتهم لقصد تقوية شكهم في صحة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بأنها شيء أرادهُ لغرض أي ليس صادقًا ولكنه مصنوع مراد منه مقصد كما يقال: هذا أمر دُبِّر بليل، فالإِشارة ب {هذا} إلى ما كانوا يسمعونه في المجلس من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم أن يقولوا: لا إله إلا الله.
وقوله: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} من كلام المَلأ.
والإِشارة إلى ما أشير إليه بقولهم: {إن هذا لشيء يراد} أي هذا القول وهو {أجعَلَ الآلهة إلها واحدًا} [ص: 5].
والجملة مستأنفة أو مبينة لجملة {إنَّ هذا لشيءٌ يُرادُ} لأن عدم سماع مثله يبين أنه شيء مصطنع مبتدع.
وإعادة اسم الإِشارة من وضع الظاهر موضع المضمر لقصد زيادة تمييزه.
وفي قوله: {بهذا} تقدير مضاف، أي بمثل هذا الذي يقوله.
ونفي السماع هنا خبر مستعمل كناية عن الاستبعاد والاتّهام بالكذب.
و{الملة} الدين، قال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} في سورة [البقرة: 120]، وقال: {إني تركت ملة قوم لا يؤمنون باللَّه وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب} في سورة [يوسف: 37- 38].
و{الآخِرة} تأنيث الآخِر وهو الذي يكون بعد مضي مدة تقررت فيها أمثاله كقوله تعالى: {ثم اللَّه ينشىء النشأة الآخرة} [العنكبوت: 20].
والمجرور من قوله: {في الملة الآخرةِ} يجوز أن يكون ظرفًا مستقرًا في موضع الحال من اسم الإِشارة بيانًا للمقصود من الإِشارة متعلقًا بفعل {سَمِعْنَا}.
والمعنى: ما سمعنا بهذا قبل اليوم فلا نعتدّ به.
ويجوز على هذا التقدير أن يكون المراد ب {الملَّةِ الآخرة} دين النصارى، وهو عن ابن عباس وأصحابه وعليه فالمشركون استشهدوا على بطلان توحيد الإله بأن دين النصارى الذي ظهر قبل الإِسلام أثبتَ تعدد الآلهة، ويكون نفي السماع كناية عن سماع ضده وهو تعدد الآلهة.
ويجوز أن يريدوا ب {الملَّةِ الآخِرة} الملّة التي هُم عليها ويكون إشارة إلى قول ملأ قريش لأبي طالب في حين احْتضاره حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم «يا عَم قُلْ لا إله إلاّ الله كلمةً أُحاجُّ لك بها عند الله» فقالوا له جميعًا: أترغب عن ملة عبد المطلب.
فقولهم: {في الملة الآخِرَةِ} كناية عن استمرار انتفاء هذا إلى الزمن الأخير فيعلم أن انتفاءه في ملتهم الأولى بالأحرى.
وجملة {إن هذا إلاَّ اختلاقٌ} مبينة لجملة {ما سمعنا بهذا} وهذا هو المتحصل من كلامهم المبدوء ب {امشوا واصبروا على ءَالهتِكُم} فهذه الجملة كالفذلكة لكلامهم. والاختلاق: الكذب المخترع الذي لا شبهة لقائله.
{أَءَنزِلَ عَلَيْهِ الذكر مِن بَيْنِنَا}. يجوز أن يكون {أءُنزِلَ عليه الذكر من بيننا} من كلام عموم الكافرين المحكي بقوله: {وقال الكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كذَّابٌ} [ص: 4] فيكون متصلًا بقوله: {أجعَلَ الآلِهة إلها واحدًا} [ص: 5] ويكون قوله: {أءُنزلَ عليه الذكرُ} بيانًا لجملة {كَذَّابٌ} [ص: 4]، لأن تقديره: هذا كذّاب إذ هو خبر ثان ل {كان} ولكونه بيانًا للذي قبله لم يعطف عليه ويكون ما بينهما من قوله: {وانطلق الملأُ منهم} [ص: 6] إلى قوله: {إن هذا إلا اختلاقٌ} [ص: 7] اعتراضًا بين جملتي البيان.
ويجوز أن يكون من تمام كلام الملأ واستغني به عن بيان جملة {كَذَّابٌ} لأن نطق الملأ به كاففٍ في قول الآخرين بموجَبه فاستغنوا عن بيان جملة {كذابٌ}.
والاستفهام إنكاري، ومناط الإِنكار هو الظرف {من بيننا} وهو في موضع حال من ضمير {عليه} فأنكروا أن يُخص محمد صلى الله عليه وسلم بالإِرسال وإنزاللِ القرآن دون غيره منهم، وهذا هو المحكي في قوله تعالى: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} [الزخرف: 31] أي من مكة أو الطائف ولم يريدوا بهذا الإِنكار تجويز أصل الرسالة عن الله وإنما مرادهم استقصاء الاستبعاد فإنهم أنكروا أصل الرسالة كما اقتضاه قوله تعالى: {وعَجِبوا أن جاءَهم مُنذرٌ منهم} [ص: 4] وغيره من الآيات، وهذا الأصل الثاني من أصول كفرهم التي تقدم ذكرها عند قوله تعالى: {أجعل الآلهة إلها واحدًا} [ص: 5] وهو أصل إنكار بعثه رسول منهم {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِ} يجوز أن يكون هذا جوابًا عن قولهم: {أءُنزِلَ عليه الذكر من بيننا} أي ليس قصدهم الطعن في اختصاصك بالرسالة ولكنهم شاكُّون في أصل إنزاله، فتكون {بل} إضرابًا إبطاليًا تكذيبًا لما يظهر من إنكارهم إنزال الذكر عليه من بينهم على ما تقدم، أي إنما قصدهم الشك في أن الله يوحي إلى أحد بالرسالة، فيكون معنى {في شَكّ من ذِكري} شكًّا من وقوعه.
والشك يطلق على اليقين مجازًا مرسلًا بعلاقة الإِطلاق والتقييد فيكون كمعنى قوله تعالى: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات اللَّه يجحدون} [الأنعام: 33].
ويجوز أن يكون انتقالًا من خبر عنهم إلى خبر آخر فيكون استئنافًا وتكون {بل} للإِضراب الانتقالي، والمعنى: وهم في شك من ذكري، أي في شك من كنه القرآن، فمرة يقولون: افتراه، ومرة يقولون: شعر، ومرة: سحر، ومرة: أساطير الأولين، ومرة: قول كاهن.
فالمراد بالشك حقيقتهُ أي التردد في العلم.
وإضافة الذكر إلى ضمير المتكلم وهو الله تعالى إضافة تشريف ولتحقيق كونه من عند الله.
والذكر على هذا الوجه هو عين المراد من قوله: {أءُنزل عليه الذكر} وإنما وقع التعبير عنه بالظاهر دون الضمير توصلًا إلى التنويه به بأنه من عند الله.
و{في} للظرفية المجازية، جُعلت ملابسة الشك إياهم بمنزلة الظرف المحيط بمحويه في أنه لا يخلو منه جانب من جوانبه.
و{مِن} في قوله: {مِن ذِكري} ابتدائية لكون الشك صفة لهم، أي نشأ لهم الشك من شأن ذكري، أي من جانب نفي وقوعه، أو في جانب ما يصفونه به.
{ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ}.
أتبع ذلك الإِضراب بإضراب آخر يبين أن الذي جرّأهم على هذا الشقاق أنهم لما تأخر حلول العذاب بهم ظنوا وعيده كاذبًا فأخذوا في البذاءة والاستهزاء ولو ذاقوا العذاب لألقمت أفواههم الحجر.
و{لمّا} حرف نفي بمعنى {لم} إلاّ أن في {لمّا} خصوصية، وهي أنها تدلّ على المنفي بها متصل الانتفاء إلى وقت التكلم بخلاف {لم} فلذلك كان النفي ب {لمّا} قد يُفهم منه ترقب حصول المنفي بعد ذلك قال صاحب الكشاف في قوله تعالى: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} في سورة الحجرات (14) ما في لمّا من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعدُ، أي دال بطريق المفهوم الحاصل من معنى غاية النفي إلى زمن التكلم، أي لا أضمن ما بعد ذلك، وقد ذاقوا عذاب السيف يوم بدر بعد نزول هذه الآية بأربع سنين.
وإضافة عذاب إلى ياء المتكلم لاختصاصه بالله لأنه مُقدِّره وقاض به عليهم ولوقوعه على حالة غير جارية على المعتاد إذ الشأن أن يستأصل الجيش القوي الجيشَ القليل.
وحذفت ياء المتكلم تخفيفًا للفاصلة، وأبقيت الكسرة دليلًا عليها وهو حذف كثير في الفواصل والشعر على نحو حذفها من المنادَى. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
سورة ص:
قوله جل ذكره {بسم الله الرحمن الرحيم} اسم عزيز اعترفت بالقصور عن إدراكه، اسم جليل تقنعت العلوم خجلا من الطمع في إحاطته، اسم كريم صغرت الحوائج عند ساحات جوده، اسم رحيم تلاشت قطرات زلات عباده في تلاطم أمواج رحمته.
قوله جل ذكره: {ص والقرآن ذي الذكر} الصَّادُ مفتاحُ اسمه الصادق والصبور والصمد والصانع... أقسم بهذه الأشياء. وبالقرآنِ. وجواب القسم: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}.
ويقال: أقسم بصفاءِ مودةِ أحبابه والقرآنِ ذي الذكر أي: ذي الشرف... وشَرفُه أنه ليس بمخلوق.
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)} في صلابةٍ ظاهرة، وعدواة بَيِّنة، وإعراضٍ عن البحث للأدلة، والسِّرِّ للشواهد.
{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} بادوا حين هَجَمَ البلاءُ مستغيثين، وقد فات وقتُ الإشكاء والإجابة.
{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)} عَجِبُوا أن جاءَهم مُنْذِرٌ منهم، ولم يعجبوا أن تكون المنحوتاتُ آلهةً، وهذه مناقضة ظاهرة. فلمَّا تحيَّروا في شأن أنبيائهم رَمَوْهم بالسحر، وقسَّموا فيهم القول.
{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5)} لم تباشر خلاصةُ التوحيد قلوبَهم، وبعدوا عن ذلك تجوزًا، فضلًا عن أن يكون إثباتًا وحُكْمًا، فلا عَرَفُوا الإلهَ ولا معنى الإلهية؛ فإنَّ الإلهيةَ هي القدرة على الاختراع. وتقديرُ قادِرَيْنِ علىلاختراع غيرُصحيح لِما يجب من وجود التمانع بينهما وجوازه، ثم إنَّ ذلك يمنع من كمالهما، ولو لم يكونا كامِلي الوصفِ لم يكونا إِلَهْين، وكلُّ أمرٍ جرى ثبوتُ سقوطِ فهو مطروحٌ باطل.
{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)} إذا تواصى الكفارُ فيما بينهم بالصبر على آلهتهم، فالمؤمنون أَوْلى بالصبر على عبادة معبودهم والاستقامة في دينهم.
{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7)} ركنوا إلى السوء والعادة، وما وجدوا عليه أسلافَهم من الضلالة، واستناموا إلى التقليد والهوادة.
{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)} أي لو استبصروا في دينهم لَمَا أَقدموا على ما أسرفوا فيه من جحودهم، ولولا أَنَّا أَدَمْنا لهم العوافيَ لَماَ تَفَرَّغُوا إلى طغيانهم. اهـ.