فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والدليللِ على المصير المقصود على طريقة قياس المساواة وقد تقدم آنفًا أن هذه الجملة: إمّا بدل من جملة {جُندٌ ما هُنَالِكَ} الخ، وإمّا استئناف ولذلك فصلت عن التي قبلها.
وحذف مفعول {كذَّبَتْ} لأنه سيرد ما يُبيّنه في قوله: {إن كلٌّ إلاَّ كذَّبَ الرُّسُلَ} كما سيأتي.
وخصّ فرعون بإسناد التكذيب إليه دون قومه لأن الله أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون ليطلق بني إسرائيل فكذب موسى فأمر الله موسى بمجادلة فرعون لإِبطال كفره فتسلسل الجدال في العقيدة ووجب إشهار أن فرعون وقومه في ضلال لئلا يغتر بنو إسرائيل بشبهات فرعون، ثم كان فرعون عقب ذلك مضمرًا أذى موسى ومعلنًا بتكذيبه.
ووُصف فرعون بأنه ب {ذُو الأوْتَادِ} لعظمة ملكه وقوته فلم يكن ذلك ليحول بينه وبين عذاب الله.
وأصل {الأوتاد} أنه: جمع وتد بكسر التاء: عود غليظ له رأس مفلطح يدقّ في الأرض ليشد به الطُّنُب، وهو الحبل العظيم الذي تشد به شقّة البيت والخَيمة فيشد إلى الوتد وترفع الشقة على عماد البيت قال الأفوه الأوديّ:
والبيتُ لا يبتنَى إلا على عَمَد ** ولا عِماد إذا لم تُرْسَ أوتاد

و{الأوْتَادِ} في الآية مستعار لثبات الملك والعز، كما قال الأسود بن يعفر:
ولقد غَنُوا فيها بأنعم عيشة ** في ظلّ ملك ثَابت الأوتاد

وقيل: {الأوتاد} البناءات الشاهقة.
وهو عن ابن عباس والضحّاك، سميت الأبنية أوتادًا لرسوخ أسسها في الأرض.
وهذا القول هو الذي يتأيّد بمطابقة التاريخ فإن فرعون المعنيّ في هذه الآية هو منفتاح الثاني الذي خرج بنو إسرائيل من مصر في زمنه وهو من ملوك العائلة التاسعة عشرة في ترتيب الأُسَر التي تداولت ملك مصر، وكانت هذه العائلة مشتهرة بوفرة المباني التي بناها ملوكها من معابد ومقابر وكانت مدة حكمهم مائة وأربعًا وسبعين سنة من سنة 1462 قبل المسيح إلى سنة 1288 ق.م.
وقال الأستاذ محمد عبده في تفسيره للجزء الثلاثين من القرآن في سورة الفجر: وما أجمل التعبير عما ترك المصريون من الأبنية الباقية بالأوتاد فإنها هي الأهرام ومنظرها في عين الرائي مَنظر الوتد الضخم المغروز في الأرض اهـ.
وأكثر الأهرام بنيت قبل زمن فرعون موسى منفتاح الثاني فكان منفتاح هذا مالك تلك الأهرام فإنه يفتخر بعظمتها وليس يفيد قوله: {ذُو الأوْتَادِ} أكثر من هذا المعنى إذ لا يلزم أن يكون هو الباني تلك الأهرام.
وذلك كما يقال: ذو النيل، وقال تعالى حكاية عنه: {وهذه الأنهار تجري من تحتي} [الزخرف: 51].
وأما {ثمود وقوم لوط} فتقدم الكلام عليهم غير مَرة.
و{أصحاب لَيكة} هم أهل مدين، وقد تقدم خبرهم وتحقيق أنهم من قوم شعيب وأنهم مختلطون مع مدين في سورة الشعراء.
وتقديم ذكر فرعون على ثمود وقوم لوط وأصحاب ليكة مع أن قصته حدثت بعد قصصهم لأن حالهُ مع موسى أشبه بحال زعماء أهل الشرك بمكة من أحوال الأمم الأخرى فإنه قاوم موس بجيش كما قاوم المشركون المسلمين بجيوش.
وجملة {أولئك الأحزابُ} معترضة بين جملة {كذبت قبلهم} وجملة {إن كلٌّ إلاَّ كذَّبَ الرُّسلَ}.
واسم الإِشارة مستعمل في التعظيم، أي تعظيم القوة.
والتعريف في {الأحزاب} استغراق ادعائي وهو المسمى بالدلالة على معنى الكمال مثل: هُمُ القوم وأنت الرجلُ.
والحصر المستفاد من تعريف المسند والمسند إليه حصر ادعائي، قُصرت صفة الأحزاب على المشار إليهم ب {أولئك} بادعاء الأمم وأن غيرهم لمّا يبلغوا مبلغ أن يُعَدُّوا مِن الأحزاب فظاهر القَصر ولام الكمال لتأكيد معنى الكمال كقول الأشهب بن رُميلة:
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ** هم القومُ كلُّ القوم يا أم خالد

والمعنى: أولئك المذكورون هم الأمم لا تُضاهيهم أمم في القوة والشدة.
وهذا تعريض بتخويف مشركي العرب من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك على حد قوله تعالى: {أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارًا في الأرض فأخذهم اللَّه بذنوبهم وما كان لهم من اللَّه من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم اللَّه إنه قويٌّ شديد العقاب} في سورة [غافر: 21- 22].
وجملة: {إن كلٌّ إلا كذَّبَ الرسل} مؤكدة لجملة {كذَّبتْ قبلهم قوم نوح} إلى قوله: {وأصحابُ لَيْكَةِ} أخبر أوَّلًا عنهم بأنهم كذبوا وأُكد ذلك بالإِخبار عنهم بأنهم ليسوا إلاّ مُكذبين على وجه الحصر كأنهم لا صفة لهم إلا تكذيب الرسل لتوغلهم فيها وكونها هِجِّيراهم.
و{إنْ} نافية، وتنوين {كل} تنوين عوض، والتقدير: إنْ كُلُّهم.
وجيء بالمسند فعلًا في قوله: {كذَّبَ الرُّسُلَ} ليفيد تقديمُ المسند إليه عليه تخصيصَ المسند إليه بالمسند الفعلي فحصل بهذا النظم تأكيد الحصر.
وتعدية {كذَّبَ} إلى {الرُّسُلَ} بصيغة الجمع مع أن كل أمة إنما كذبت رسولها، مقصود منه تفظيع التكذيب لأن الأمة إنما كذّبت رسولها مستندة لحجة سفسطائية هي استحالة أن يكون واحد من البشر رسولًا من الله فهذه السفسطة تقتضي أنهم يكذبون جميع الرسل.
وقد حصل تسجيل التكذيب عليهم بفنون من تقوية ذلك التسجيل وهي إبهام مفعول {كَذَّبَتْ} في قوله: {كذَّبتْ قبلهم} ثم تفصيله بقوله: {إلاَّ كذَّبَ الرُّسُلَ} وما في قوله: {إن كلٌّ إلاَّ كذَّبَ الرُّسُلَ} من الحصر، وما في تأكيده بالمسند الفعلي في قوله: {إلاَّ كذَّبَ} وما في جعل المكذَّب به جميعَ الرسل، فأنتج ذلك التسجيلُ استحقاقهم عذاب الله في قوله: {فَحَقَّ عِقَابِ} أي عقابي، فحذفت ياء المتكلم للرعاية على الفاصلة وأبقيت الكسرة في حالة الوصل.
وحق: تحقق، أي كان حقًّا، لأنه اقتضاه عظيم جُرمهم.
والعقاب: هو ما حلّ بكل أُمة منهم من العذاب وهو الغرق والتمزيق بالريح، والغرقُ أيضًا، والصيحة، والخسف، وعذاب يوم الظِّلة.
وفي هذا تعريض بالتهديد لمشركي قريش بعذاببٍ مثل عذاب أولئك لاتحادهم في موجِبِه.
{وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15)} لما أشعر قوله: {فحَقَّ عِقَابِ} [ص: 14] بتهديد مشركي قريش بعذاب ينتظرهم جَرْيًا على سنة الله في جزاء المكذبين رسلَه، عطف على جملة الإِخبار عن حلول العذاب بالأحزاب السابقين جملةُ تَوعد بعذاب الذين ماثلوهم في التكذيب.
و{هؤلاء} إشارة إلى كفار قريش لأن تجدد دعوتهم ووعيدهم وتكذيبهم يومًا فيومًا جعلهم كالحاضرين فكانت الإِشارة مفهومًا منها أنها إليهم، وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدتُه إذا استعمل {هؤلاء} ولم يكن معه مشار إليه مذكور: أنه يريد به المشركين من أهل مكة كما نبهتُ عليه فيما مضى غير مرة.
و{يَنظُرُ} مشتق من النظر بمعنى الانتظار قال تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة} [الأنعام: 158]، أي ما ينتظر المشركون إلا صيحة واحدة، وهذا كقوله تعالى: {فهل ينتظرون إلاّ مثل أيام الذين خلوا من قبلهم} [يونس: 102].
والمتبادر من الآية أنها تهديد لهم بصيحة صاعقة ونحوها كصيحة ثمود أو صيحة النفخ في الصور التي يقع عندها البعث للجزاء، ولكن ما سبق ذكره آنفًا من أن قوله تعالى: {جُندٌ ما هُنالكَ مهزومٌ منَ الأحزابِ} [ص: 11] إيماءٌ إلى بشارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن معانديه سيهزمون ويَعمل فيهم السيف يوم بدر، يقتضي أن الصيحة صيحة القتال وهي أن يصيح النذير: يَا صباحاه كما صَاح الصارخ بمكة حين تعرَّض المسلمون لعير قريش ببدر.
ووصفها ب {واحِدَةً} إشارة إلى أن الصاعقة عظيمة مهلكة، أو أن النفخة واحدة وهي نفخة الصعق، وفي خفيّ المعنى إيماء إلى أن القوم يبتدرون إلى السلاح ويخرجون مسرعين لإِنقاذ غيرهم فكانت الوقعة العظيمة وقعة يوم بدر أو صيحة المبارزين للقتال يومئذٍ.
وأسند الانتظار إليهم في حين أنهم غافلون عن ذلك ومكذبون بظاهره إسناد مجازي على طريقة المجاز العقلي فإنهم يَنتظر بهم ذلك المسلمون الموعودون بالنصر، أو ينتظِر بهم الملائكة الموكّلون بحشرهم عند النفخة، فلما كانوا متعلَّق الانتظار أسند فعل {يَنظُرُ} إليهم لملابسة المفعولية على نحو {في عيشةٍ راضية} [الحاقة: 21].
والفواق، بفتح الفاء وضمها: اسم لما بين حلبتي حالب الناقة ورضعتي فَصيلها، فإن الحالب يحلب الناقة ثم يتركها ساعة ليرضعها فصيلها ليَدر اللبن في الضرع ثم يعودون فيحلبونها، فالمدة التي بين الحلبتين تسمى فَواقًا.
وهي ساعة قليلة وهم قبل ابتداء الحلب يتركون الفصيل يرضعها لتدرّ باللبن.
وجمهور أهل اللغة على أن الفتح والضم فيه سواء، وذهب أبو عبيدة والفراء إلى أن بين المفتوح والمضموم فَرقًا فقالا: المفتوح بمعنى الراحة مثل الجَواب من الإِجابة، والمضمومُ اسم للمدة.
واللبن المجتمع في تلك الحصة يسمى: الفِيقَة بكسر الفاء، وجمعُها أفاويق.
ومعنى {ما لَها من فَواقٍ} ليس بعدها إمهال بقدر الفواق، وهذا كقوله تعالى: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصِّمون فلا يستطيعون توصية} [يس 49- 50].
وقرأ الجمهور {فَوَاقٍ} بفتح الفاء.
وقرأه حمزة والكسائي بضم الفاء.
{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)} حكاية حالة استخفافهم بالبعث والجزاء وتكذيبهم ذلك، وتكذيبهم بوعيد القرآن إياهم فلمّا هدّدهم القرآن بعذاب الله قالوا: ربّنا عجل لنا نصيبنا من العذاب في الدنيا قبل يوم الحساب إظهارًا لعدم اكتراثهم بالوعيد وتكذيبه، لئلا يظن المسلمون أن استخفافهم بالوعيد لأنهم لا يؤمنون بالبعث فأبانوا لهم أنهم لا يصدّقون النبي صلى الله عليه وسلم في كل وعيد حتى الوعيد بعذاب الدنيا الذي يعتقدون أنه في تصرف الله.
فالقول هذا قالوه على وجه الاستهزاء وحكي عنهم هنا إظهارًا لرقاعتهم وتصلبهم في الكفر.
وهذا الأصل الثالث من أصول كفرهم المتقدم ذكرها وهو إنكار البعث والجزاء فهو عطف على {وقال الكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كذَّابٌ} [ص: 4] فذكر قولهم: {أجعل الآلِهَةَ إلها واحِدًا} [ص: 5]، ثم ذكر قولهم: {أءُنزِلَ عليهِ الذِكرُ مِن بينِنَا} [ص: 8] وما عقبه من عواقب مثل ذلك القول، أفضى القول إلى أصلهم الثالث.
قيل: قائل ذلك النضر بن الحارث، وقيل: أبو جهل والقوم حاضرون راضون فأسند القول إلى الجميع.
والقط: هو القسط من الشيء، ويطلق على قِطعة من الوَرق أو الرقّ أو الثوب التي يكتب فيها العَطاء لأحد ولذلك يفسر بالصكّ، وقد قال المتلمس في صحيفة عمرو بن هند التي أعطاه إياها إلى عامله بالبحرين يوهمه أنه أمر بالعطاء وإنما هي أمر بقتله وعرف المتلمس ما تحتوي عليه فألقاها في النهر وقال في صحيفته المضروب بها المثل:
وألقيتُها بالثني من جنب كافر ** كذلك يلقى كل قِطَ مضلِّل

فالقط يطلق على ما يكتب فيه عطاء أو عقاب، والأكثر أنه ورقة العطاء، قال الأعشى:
ولا الملك النعمان يومًا لقيتُه ** بأُمته يعطي القُطوط ويَأْفق

ولهذا قال الحسن: إنما عَنوا عجّل لنا النعيم الذي وعدتَنا به على الإِيمان حتى نراه الآن فنُوقِن.
وعلى تسليم اختصاص القطّ بصكّ العطاء لا يكون ذلك مانعًا من قصدهم تعجيل العقاب بأن يكونوا سموا الحظ من العقاب قِطًّا على طريق التهكم، كما قال عمرو بن كلثوم إذ جعل القتال قِرى:
قريناكم فعجلنا قِراكم ** قُبيل الصبح مِرْدَاة طحونا

فيكونون قد أدمجوا تهكمًا في تهكم إغراقًا في التهكم.
وتسميتهم {يَومِ الحسابِ} أيضًا من التهكم لأنهم لا يؤمنون بالحساب. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} لات: هي لا، ألحقت بها التاء كما ألحقت في ثم ورب، فقالوا: ثمت وربت، وهي تعمل عمل ليس في مذهب سيبويه، وعمل إن في مذهب الأخفش.
فإن ارتفع ما بعدها، فعلى الابتداء عنده؛ ولها أحكام ذكرت في علم النحو، ويأتي شيء منها هنا عند ذكر القراءات التي فيها.
والمناص: المنجا والغوث، يقال ناصه ينوصه: إذا فاته.
قال الفراء: النوص: التأخير، يقال ناص عن قرنه ينوص نوصًا ومناصًا: أي فر وزاغ، وأنشد لامرىء القيس:
أم ذكر سلمى أن نأتك كنوص ** واستناص طلب المناص

قال حارثة بن بدر:
غمر الجراء إذا قصرت عنانه ** بيدي استناص ورام جري المسحل

وقال الجوهري: استناص: تأخر.
وقال النحاس: ناص ينوص: تقدم.
الوتد: معروف، وكسر التاء أشهر من فتحها.
ويقال: وتد واتد، كما يقال: شغل شاغل.
قال الأصمعي وأنشد:
لاقت على الماء جذيلًا واتدًا ** ولم يكن يخلفها المواعدا

وقالوا: ودّ فأدغموه، قال الشاعر:
تخرج الودّ إذا ما أشحذت ** وتواريه إذا ما تشتكر

وقالوا فيه: دت، فأدغموا بإدال الدال تاء، وفيه قلب الثاني للأول، وهو قليل.
{ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزّة وشقاق كم أهلكنا من قبلكم من قرن فنادوا ولات حين مناص وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكفارون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ منهم أن أمشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقبوا في الأسباب جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذَّب الرسل فحق عقاب}.