فصل: قال الشنقيطي في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال عطاء الخراساني، وغيره: إن داود بقي ساجدًّا أربعين يومًا حتى نبت الرعي حول وجهه، وغمر رأسه.
قال ابن الأنباري: الوقف على قوله: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذلك} تامّ، ثم يبتدىء الكلام بقوله: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى وَحُسْنَ مَآبٍ} الزلفى: القربة، والكرامة بعد المغفرة لذنبه.
قال مجاهد: الزلفى: الدنوّ من الله عزّ وجلّ يوم القيامة، والمراد بحسن المآب: حسن المرجع، وهو: الجنة.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} قال: من رجعة.
{وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجّل لَّنَا قِطَّنَا} قال: سألوا الله أن يعجل لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الزبير ابن عدي عنه: {عَجّل لَّنَا قِطَّنَا} قال: نصيبنا من الجنة.
وأخرج ابن جرير عنه أيضًا في قوله: {ذَا الأيد} قال: القوّة.
وأخرج ابن جرير عنه أيضًا قال: الأوّاب: المسبح.
وأخرج الديلمي عن مجاهد قال: سألت ابن عمر عن الأوّاب، فقال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: «هو الذي يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله».
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس قال: الأوّاب: الموقن.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن عطاء الخراساني عنه قال: لم يزل في نفسي من صلاة الضحى حتى قرأت هذه الآية: {إِنَّا سَخَّرْنَا الجبال مَعَهُ يُسَبّحْنَ بالعشى والإشراق}.
وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عنه أيضًا قال: لقد أتى عليّ زمان، وما أدري وجه هذه الآية {يُسَبّحْنَ بالعشى والإشراق} حتى رأيت الناس يصلون الضحى.
وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عنه قال: كنت أمرّ بهذه الآية {يُسَبّحْنَ بالعشى والإشراق} فما أدري ما هي؟ حتى حدَّثتني أمّ هانىء بنت أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح، فدعا بوضوء، فتوضأ، ثم صلى الضحى، ثم قال: «يا أمّ هانىء هذه صلاة الإشراق» وأخرج ابن جرير، وابن مردويه من وجه آخر عنه نحوه.
والأحاديث في صلاة الضحى كثيرة جدًّا قد ذكرناها في شرحنا للمنتقى.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: استعدى رجل من بني إسرائيل عند داود على رجل من عظمائهم، فقال: إن هذا غصبني بقرًا لي، فسأل داود الرجل عن ذلك، فجحده، فسأل الآخر البينة، فلم يكن له بينة، فقال لهما داود: قومًا حتى أنظر في أمركما، فقاما من عنده، فأتى داود في منامه فقيل له: اقتل الرجل الذي استعدى، فقال: إن هذه رؤيا، ولست أعجل حتى أتثبت، فأتى الليلة الثانية في منامه، فأمر أن يقتل الرجل، فلم يفعل، ثم أتى الليلة الثالثة، فقيل له: اقتل الرجل، أو تأتيك العقوبة من الله، فأرسل داود إلى الرجل، فقال: إن الله أمرني أن أقتلك، قال: تقتلني بغير بينة، ولا تثبت؟ قال: نعم، والله لأنفذنّ أمر الله فيك، فقال الرجل: لا تعجل عليّ حتى أخبرك، إني والله ما أخذت بهذا الذنب، ولكني كنت اغتلت والد هذا، فقتلته، فبذلك أخذت، فأمر به داود، فقتل، فاشتدّت هيبته في بني إسرائيل، وشدّد به ملكه، فهو قول الله: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه {وَآتَيْنَاهُ الحكمة} قال: أعطي الفهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، والديلمي عن أبي موسى الأشعري قال: أوّل من قال: أما بعد داود عليه السلام وهو {فَصْلٌ الخطاب}.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الشعبي: أنه سمع زياد بن أبيه يقول: فصل الخطاب الذي أوتي داود: أما بعد.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن أبي حاتم عن ابن عباس: أن داود حدّث نفسه إذا ابتلي أنه يعتصم، فقيل له: إنك ستبتلى، وستعلم اليوم الذي تبتلي فيه، فخذ حذرك، فقيل له: هذا اليوم الذي تبتلي فيه، فأخذ الزبور، ودخل المحراب، وأغلق باب المحراب، وأخذ الزبور في حجره، وأقعد منصفًا يعني: خادمًا على الباب، وقال: لا تأذن لأحد عليّ اليوم، فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب كأحسن ما يكون للطير فيه من كل لون، فجعل يدور بين يديه، فدنا منه، فأمكن أن يأخذه، فتناوله بيده؛ ليأخذه، فاستوفز من خلفه، فأطبق الزبور، وقام إليه، ليأخذه، فطار، فوقع على كوّة المحراب، فدنا منه؛ ليأخذه، فأفضى، فوقع على خصّ، فأشرف عليه لينظر أين وقع؟ فإذا هو بامرأة عند بركتها تغتسل من الحيض، فلما رأت ظله حركت رأسها، فغطت جسدها أجمع بشعرها، وكان زوجها غازيًا في سبيل الله، فكتب داود إلى رأس الغزاة: انظر أوريا، فاجعله في حملة التابوت، وكان حملة التابوت إما أن يفتح عليهم، وإما أن يقتلوا، فقدّمه في حملة التابوت، فقتل، فلما انقضت عدّتها خطبها داود، فاشترطت عليه إن ولدت غلامًا أن يكون الخليفة من بعده، وأشهدت عليه خمسين من بني إسرائيل، وكتب عليه بذلك كتابًا، فما شعر بفتنته أنه افتتن حتى ولدت سليمان، وشب، فتسوّر عليه الملكان المحراب، وكان شأنهما ما قصّ الله في كتابه، وخرّ داود ساجدًّا، فغفر الله له، وتاب عليه.
وأخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب قال: ما أصاب داود بعد ما أصابه بعد القدر إلا من عجب عجب بنفسه، وذلك أنه قال: يا ربّ ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا وعابد من آل داود يعبدك يصلي لك، أو يسبح، أو يكبر، وذكر أشياء، فكره الله ذلك، فقال: يا داود إن ذلك لم يكن إلا بي، فلولا عوني ما قويت عليه، وعزّتي وجلالي لأكلنك إلى نفسك يومًا، قال: يا ربّ فأخبرني به، فأخبر به، فأصابته الفتنة ذلك اليوم.
وأخرج أصل القصة الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن أنس مرفوعًا بإسناد ضعيف.
وأخرجها ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس مطوّلة.
وأخرجها جماعة عن جماعة من التابعين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: {إِنَّ هَذَا أَخِى} قال: على ديني.
وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وأحمد في الزهد، وابن جرير، والطبراني عنه قال: ما زاد داود على أن قال: {أَكْفِلْنِيهَا}.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أَكْفِلْنِيهَا} قال: ما زاد داود على أن قال: تحوّل لي عنها.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه في قوله: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} يقول: قليل الذي هم فيه، وفي قوله: {وَظَنَّ داود أَنَّمَا فتناه} قال: اختبرناه.
وأخرج أحمد، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن مردويه، والبيهقي في سننه عنه أيضًا: أنه قال في السجود في {ص} ليست من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.
وأخرج النسائي، وابن مردويه بسند جيد عنه أيضًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {ص} وقال: «سجدها داود، ونسجدها شكرًا» وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {ص}.
وأخرج ابن مردويه عن أنس مثله مرفوعًا.
وأخرج الدارمي، وأبو داود، وابن خزيمة، وابن حبان، والدارقطني، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في سننه عن أبي سعيد قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر {ص} فلما بلغ السجدة نزل، فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تهيأ الناس للسجود، فقال: إنما هي توبة، ولكني رأيتكم تهيأتم للسجود، فنزل، فسجد.
وأخرج ابن مردويه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر يوم القيامة، فعظم شأنه، وشدّته قال: «ويقول الرحمن عزّ وجلّ لداود عليه السلام: مرّ بين يديّ، فيقول داود: يا ربّ أخاف أن تدحضني خطيئتي، فيقول: خذ بقدمي، فيأخذ بقدمه عزّ وجلّ، فيمرّ»، قال: «فتلك الزلفى التي قال الله: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذلك وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى وَحُسْنَ مَآبٍ}». اهـ.

.قال الشنقيطي في الآيات السابقة:

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} قرأه الجمهور: ص بالسكون منهم القراء السبعة، والتحقيق أن ص من الحروف المقطعة في أوائل السور كص في قوله تعالى: {المص} [الأعراف: 1]، وقوله تعالى: {كهيعص} [مريم: 1].
وقد قدمنا الكلام مستوفى على الحروف المقطعة في أوائل السور في أول سورة هود، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
وبذلك التحقيق المذكور، تعلم أن قراءة من قرأ ص بالكسر غير منونة، ومن قرأها بكسر الدال منونة، ومن قرأها بفتح الدالن ومن قرأها بضمها غير منونة، كلها قراءات شاذة لا يعول عليها.
وكذلك تفاسير بعض العلماء المبنية على تلك القراءات، فإنها لا يعوّل عليها أيضًا.
كما روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: إن صاد بكسر الدال فعل أمر من صادى يصادي مصاداة إذا عارض، منه الصدى. وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الصلبة الخالية من الأجسام، أي عارض بعملك القرآن وقابله به، يعني امتثل أوامره واجتنب نواهيه واعتقد عقائده واعتبر بأمثاله واتعظ بمواعظه.
وعن الحسن أيضًا: أن ص بمعنى حادث وهو قريب من الأول.
وقرأءة ص بكسر الدال غير منونة: مروية عن أُبي بن كعب، والحسن وابن أبي إسحاق وأبي السمال وابن أبي عيلة ونصر بن عاصم.
والأظهر في هذه القراءة الشاذة، أن كسر الدال سببه التخفيف لالتقاء الساكنين وهو حرف هجاء لا فعل أمر من صادى.
وفي رواية عن ابن أبي إسحاق، أنه أمر {ص} بكسر الدال الدال مع التنوين على أنه مجرور بحرف قسم محذوف، وهو كما ترى، فسقوطه ظاهر.
وكذلك قراءة من قرأ {ص} بفتح الدال من غير تنوين، فهي قراءة شاذة والتفاسير المبنية إليها ساقطة.
كقول من قال: صاد محمد قلوب الناس واستمالهم حتى أمنوا به.
وقول من قال: هو منصوب على الإغراء.
أي الزموا صاد، أي هذه السورة، وقول من قال معناه اتل، وقول من قال: إنه منصوب بنزع الخافض، الذي هو حرف القسم المحذوف.
وأقرب الأقوال على هذه القراءة الشاذة، أن الدال فتحت تخفيفًا لالتقاء الساكنين، واختير فيها الفتح إتباعًا للصاد، ولأن الفتح أخف الحركات، وهذه القراءة المذكورة قراءة عيسى بن عمر، وتروى عن محبوب عن أبي عمرو.
وكذلك قراءة من قرأ صاد بضم الدال من غير تنوين، على أنه علم للسورة، وأنه خبر مبتدأ محذوف، والتقدير هذه صاد وأنه منع من الصرف للعلمية والتأنيث لأن السورة مؤنثة لفظًا.
وهذه القراءة مروية عن الحسن البصري وابن السميقع وهرون الأعور.
ومن قرأ صاد بفتح الدال قرأ: ق، ون كذلك، وكذلك من قرأها {ص} بضم الدال فإنه قرأ {ق} [ق: 1]: و{ن} [القلم: 1] بضم الفاء والنون.
والحاصل أن جميع هذه القراءات، وجميع هذه التفاسير المبنية عليها، كلها ساقطة، لا معوّل عليها.
وإنما ذكرناها لأجل التنبيه على ذلك.
ولا شك أن التحقيق هو ما قدمنا من أن {ص} من الحروف المقطعة في أوائل السور، وأن القراءة التي لا يجوز العدول عنها هي قراءة الجمهور التي ذكرناها.
وقد قال بعض العلماء: إن ص مفتاح بعض أسماء الله تعالى كالصبور والصمد.
وقال بعضهم معناه: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يبلغ عن الله، إلى غير ذلك من الأقوال.
وقد ذكرنا أنا قدمنا الكلام على ذلك مستوفّى في أول سورة هود.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {والقرآن ذِي الذكر} [ص: 1]، قد قدمنا أن أصل القرآن مصدر، زيد فيه الألف والنون. كما زيدتا في الطغيان، والرجحان، والكفران، والخسران، وأن هذا المصدر أريد به الوصف.
وأكثر أهل العلم، يقولون: إن هذا الوصف المعبر عنه بالمصدر هو اسم المفعول.
وعليه فالقرآن بمعنى المقروء من قول العرب: قرأت الشيء إذا أظهرته وأبرزته، ومنه قرأت الناقة السلا والجنين إذا أظهرته وأبرزته من بطنها، ومنه قول عمرو بن كلثوم في معلقته:
تريك إذا دخلت على خلاء ** وقد أمنت عيون الكاشحينا

ذراعي عيطل أدماء بكر ** هجان اللون لم تقرأ جنينا

على إحدى في البيت.
ومعنى القرآن على هذا المقروء الذي يظهره القارئ، ويبرزه من فيه، بعباراته الواضحة.
وقال بعض أهل العلم: إن الوصف المعبر عنه بالمصدر، هو اسم الفاعل.
وعليه فالقرآن بمعنى القارئ وهو اسم فاعل قرأت، بمعنى جمعت.
ومنه قول العرب: قرأت الماء في الحوض أي جمعته فيه.
وعلى هذا فالقرآن بمعنى القارئ أي الجامع لأن الله جمع فيه ما في الكتب المنزلة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ذِي الذكر} فيه وجهان من التفسير معروفان عند العلماء.
أحدهما: أن الذكر بمعنى الشرف، والعرب تقول فلان مذكور يعنون له ذكر أي شرف.
ومنه قول تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] أي شرف لكم على أحد القولين.
الوجه الثاني: أن الذكر اسم مصدر بمعنى التذكير، لأن القرآن العظيم فيه التذكير والمواعظ، وهذا قول الجمهور واختاره ابن جرير.
تنبيه:
اعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين الشيء الذي أقسم الله عليه في قوله تعالى: {والقرآن ذِي الذكر} فقال بعضهم: إن المقسم عليه مذكور، والذين قالوا إنه مذكور، اختلفوا في تعيينه وأقوالهم في ذلك كلها ظاهرة السقوط.
فمنهم من قال: إن المقسم عليه هو قوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النار} [ص: 64].
ومنهم من قال هو قوله: {إِنَّ هذا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ} [ص: 54].
ومنهم من قال هو قوله تعالى: {إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرسل فَحَقَّ عِقَابِ} [ص: 14] كقوله: {تالله إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [الشعراء: 97]. وقوله: {والسماء والطارق وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطارق النجم الثاقب إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 14].
ومنهم من قال هو قوله: {كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم} [الأنعام: 6]، ومن قال هذا قال: إن الأصل لكم أهلكنا ولما طال الكلام، حذفت لام القسم، فقال: كم أهلكنا بدون لام.