فصل: فروق لغوية دقيقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن إبليس قعد على الطريق، فاتخذ تابوتًا يداوي الناس فقالت امرأة أيوب: يا عبد الله إن هاهنا مبتلي من أمره كذا وكذا.. فهل لك أن تداويه؟ قال: نعم. بشرط إن أنا شفيته أن يقول أنت شفيتني لا أريد منه أجرًا غيره. فأتت أيوب عليه السلام فذكرت ذلك له فقال: ويحك..! ذاك الشيطان لله عليَّ إن شفاني الله تعالى أن أجلدك مائة جلدة، فلما شفاه الله تعالى أمره أن يأخذ ضغثًا فأخذ عذقًا فيه مائة شمراخ، فضرب بها ضربة واحدة.
وأخرج ابن أبي حاتم قال: الشيطان الذي مس أيوب يقال له مسوط. فقالت امرأة أيوب ادع الله يشفيك، فجعل لا يدعو حتى مر به نفر من بني إسرائيل فقال بعضهم لبعض: ما أصابه ما أصابه إلا بذنب عظيم أصابه، فعند ذلك قال: {ربِ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} [الأنبياء: 83].
وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير رضي الله عنه في قوله: {اركض برجلك هذا} الماء {مغتسل بارد وشراب} قال: ركض رجله اليمنى فنبعت عين، وضرب بيده اليمنى خلف ظهره فنبعت عين، فشرب من إحداهما واغتسل من الأخرى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: ضرب برجله أرضًا يقال لها الحمامة، فإذا عينان ينبعان فشرب من إحداهما واغتسل من الأخرى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه أن نبي الله أيوب عليه السلام لما اشتد به البلاء إما دعا وإما عرض بالدعاء، فأوحى الله تعالى إليه {أن اركض برجلك} فنبعت عين، فاغتسل منها فذهب ما به، ثم مشى أربعين ذراعًا، ثم ضرب برجله فنبعت عين فشرب منها.
وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال: إن نبي الله أيوب عليه السلام لما أصابه الذي أصابه قال إبليس: يا رب ما يبالي أيوب أن تعطيه أهله ومثلهم معهم وتخلف له ماله وسلطانه سلطني على جسده قال: اذهب فقد سلطتك على جسده، وإياك يا خبيث ونفسه قال فنفخ فيه نفخة سقط لحمه، فلما أعياه صرخ صرخة اجتمعت إليه جنوده قالوا يا سيدنا ما أغضبك؟ فقال ألا أغضب أني أخرجت آدم من الجنة وإن ولده هذا الضعيف قد غلبني فقالوا: يا سيدنا ما فعلت امرأته؟ فقال: حية فقال: أما هي فقد كفيك أمرها فقال له: فإن أطلقتها فقد أصبت وإلا فأعطه فجاء إليها فاستبرأها، فأتت أيوب فقالت له: يا أيوب إلى متى هذا البلاء؟ كلمة واحدة ثم استغفر ربك فيغفر لك فقال لها: فعلتها أنت أيضًا. ثم قال لها أما والله لئن الله تعالى عافاني لأجلدنك مائة جلدة فقال: {رب أني مسني الشيطان بنصب وعذاب} قأتاه جبريل عليه السلام فقال: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} فرجع إليه حسنه وشبابه، ثم جلس على تل من التراب فجاءته امرأته بطعامه فلم تر له أثرًا فقالت لأيوب عليه السلام وهو على التل: يا عبد الله هل رأيت مبتلي كان ههنا؟ فقال لها: إن رأيتيه تعرفينه؟ فقالت له لعلك أنت هو؟ قال: نعم. فأوحى الله إليه أن {خذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث} قال: والضغث أن يأخذ الحزمة من السياط فيضرب بها الضربة الواحدة.
وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه قال: ابتلى أيوب عليه السلام بماله وولده وجسده وطرح في المزبلة، فجعلت امرأته تخرج فتكتسب عليه ما تطعمه، فحسده الشيطان بذلك فكان يأتي أصحاب الخير والغنى الذين كانوا يتصدقوا عليها فيقول: اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم فإنها تعالج صاحبها وتلمسه بيدها، فالناس يتقذرون طعامكم من أجلها انها تأتيكم وتغشاكم، فجعلوا لا يدنونها منهم ويقولون: تباعدي عنا ونحن نطعمك ولا تقربينا، فأخبرت بذلك أيوب عليه السلام، فحمد الله تعالى على ذلك وكان يلقاها إذا خرجت كالمتحزن بما لقي أيوب فيقول: لج صاحبك وأبى إلا ما أبى الله، ولو تكلم بكلمة واحدة تكشف عنه كل ضر، ولرجع إليه ماله وولده. فتجيء فتخبر أيوب فيقول لها: لقيك عدوّ الله فلقنك هذا الكلام لئن أقامني الله من مرضي لأجلدنك مائة. فلذلك قال الله تعالى: {وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث} يعني بالضغث القبضة من الكبائس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {وخذ بيدك ضغثًا} قال: الضغث القبضة من المرعى الطيب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وخذ بيدك ضغثًا} قال: حزمة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وخذ بيدك ضغثا} قال: عود فيه تسعة وتسعون عودًا، والأصل تمام المائة. وذلك أن امرأته قال لها الشيطان: قولي لزوجك يقول كذا وكذا..! فقالت له؛ فحلف أن يضربها مائة، فضربها تلك الضربة فكانت تحلة ليمينه وتخفيف عن امرأته.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه بلغه أن أيوب عليه السلام حلف ليضربن امرأته مائة في أن جاءته في زيادة على ما كانت تأتي به من الخبز الذي كانت تعمل عليه وخشي أن تكون قارفت من الخيانة، فلما رحمه الله وكشف عنه الضر علم براءة امرأته مما اتهمها به، فقال الله عز وجل: {وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث} فأخذ ضغثًا من ثمام وهو مائة عود، فضرب به كما أمره الله تعالى.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وخذ بيدك ضغثًا} قال: هي لأيوب عليه السلام خاصة وقال عطاء: هي للناس عامة.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه {وخذ بيدك ضغثًا} قال: جماعة من الشجر وكانت لأيوب عليه السلام خاصة، وهي لنا عامة.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وخذ بيدك ضغثًا}. وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثًا فيه مائة طاق من عيدان القت، فيضرب به امرأته لليمين التي كان يحلف عليها قال: ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء عليهم السلام.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: حملت وليدة في بني ساعدة من زنا فقيل لها: ممن حملك؟ قالت: من فلان المقعد، فسأل المقعد فقال صدقت، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خذوا له عثكولًا فيه مائة شمراخ، فاضربوه به ضربة واحدة» ففعلوا.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني وابن عساكر من طريق أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: كان في أبياتنا إنسان ضعيف مجدع، فلم يرع أهل الدار إلا وهو على أمة من إماء أهل الدار يعبث بها، وكان مسلمًا فرفع سعد رضي الله عنه شأنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اضربوه حده فقالوا يا رسول الله: إنه أضعف من ذلك أن ضربناه مائة قتلناه قال: فخذوا له عثكالًا فيه مائة شمراخ، فاضربوه ضربة واحدة وخلوا سبيله».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن محمد بن عبد الرحمن عن ثوبان رضي الله عنه، أن رجلًا أصاب فاحشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض على شفا موت، فأخبر أهله بما صنع، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقنو فيه مائة شمراخ، فضربه ضربة واحدة.
وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بشيخ قد ظهرت عروقه قد زنى بامرأة، فضربه بضغث فيه مائة شمراخ ضربة واحدة.
أما قوله تعالى: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد}.
أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أيوب عليه السلام رأس الصابرين يوم القيامة.
وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن العاصي رضي الله عنه قال: نودي أيوب عليه السلام يا أيوب لولا أفرغت مكان كل شعرة منك صبرًا ما صبرت.
وأخرج ابن عساكر عن ليث بن أبي سليمان رضي الله عنه قال: قيل لأيوب عليه السلام لا تعجب بصبرك، فلولا أني أعطيت موضع كل شعرة منك صبرًا ما صبرت.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أيوب قالت: يا أيوب إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك فقال: ويحك..! كنا في النعماء سبعين عامًا، فدعينا نكون في البلاء سبع سنين.
وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: زوجة أيوب عليه السلام رحمة رضي الله عنها بنت ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن الحسن رضي الله عنه قال: كان أيوب عليه السلام كلما أصابه مصيبة قال: اللهم أنت أخذت، وأنت أعطيت مهما تبقى نفسك أحمدك على حسن بلائك. اهـ.

.فروق لغوية دقيقة:

الفرق بين الحيلة والتدبير والسحر والشعبذة والمكر والكيد وما يقرب من ذلك وبين العجب والإمر وما بسبيله.

.الفرق بين الحيلة والتدبير:

أن الحيلة ما أحيل به عن وجه فيجلب به نفع أو يدفع به ضر فالحيلة بقدر النفع والضر من غير وجه وهي في قول الفقهاء على ضربين محظور ومباح فالمباح أن تقول لمن يحلف على وطء جاريته في حال شرائه لها قبل أن يشتريها اعتقها وتزوجها ثم طأها وأن تقول لمن يحلف على وطء امرأته في شهر رمضان اخرج في سفر وطأها والمحظور أن تقول لمن ترك صلوت اريد ثم أسلم يسقط عنك قضاؤها وإنما سمي ذلك حيله لأنه شيء أحيل من جهة إلى جهة أخرى ويسمى تدبيرا أيضا ومن التدبير ما لا يكون حيلة وهو تدبير الرجل لاصلاح ماله وإصلاح أمر ولده وأصحابه وقد ذكرنا اشتقاق التدبير قبل.

.الفرق بين السحر والشعبذة:

أن السحر هو التموية ويتخيل الشيء بخلاف حقيقته مع إرادة تجوزه على من يقصده به وسواء كان ذلك في سرعة أو بطء وفي القرأن {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} والشعبذة ما يكون من ذلك في سرعة فكل شعبذة سحر وليس كل سحر شعبذة.

.الفرق بين السحر والتموية:

أن التموية هو تغطية الصواب وتصوير الخطإ صورته وأصله طلاء الحديد والصفر بالذهب والفضة ليوهم أنه ذهب وفضة ويكون التموية في الكلام وغيره تقول كلام مموه إذا لم تبين حقائقه وحلي إذا لم يعين جنسه والسحر أسم لما دق من الحيلة حتى لا تفطن الطريقة وقال بعضهم التموية اسم لكل حيلة لا تأثير لها قال لاو يقال تموية إلاى وقد عرف معناه والمقصد منه ويقال سحر وإن لم يعرف المقصد منه ولهذا قيل التموية ما لا يثبث قيل التموية أن ترى شيئا مجوزا له بغيره كما يفعل مموه الحديد فيجوزه بالذهب وسمى النبي البيان سحرا وذلك أن البليغ يبلغ ببلاغته ما لا يبلغ الساحر بلطافة حيلته.

.الفرق بين العجب والإمر:

أن الإمر العجب الظاهر الكشوف والشاهد أن أصل الكلمة الظهور ومنه قيل للعلامة الأمارة لظهورها والإمر والأمارة ظاهر الحال وفي القرآن: {لقد حئت شيئا إمرا}.

.الفرق بين العجب والإد:

أن الإد العجب المنكر وأصله من قولك أد البعير كنا تقول ند أي شرد فالإد العجب الذي خرج عما في العادة من أمثاله والعجب استعظام الشيء لخفاء سببه والمعجب ما يتسعظم لخفاء سببه.

.الفرق بين العجيب والطريف:

أن الطريف خلاف التليد وهو ما يستطرفه الإناسن من الأموال والتليد المال القديم الموروث من المال أعجب إلى الأنسان سمى كل عجيب طريفا وإن لم يكن مالا.

.الفرق بين الخدع والكيد:

أن الخدع هو إظهار ما يبطن خلافه أراد اجتلاب نفع أو دفع ضر ولا يقتضي أن يكون بعد تدبر ونظر وفكر ألا ترى أنه يقال خدعه في البيع إذا غشه من جشع وأوهمه افنصاف وإن كان ذلك بديهة من غير فكر ونظر واليد لا يكون إلا بعد تدبر وفكر ونظر ولهذا قال أهل العربية الكيد التدبير على العدو واراده إهلاكه وسميت الحيل التي يفعلها أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم مكايد لأنها تكون بعد تدبر ونظر ويجي الكيد بمعنى الإرادة وقوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} أي أردنا ودل على ذلك بقوله إلا أن يشاء الله وإن شاء الله بمعنى المشيئة ويجوز أن يقال الكيد الحيلة التي تقرب وقوع المقصود به من المكروه وهو من قولهم كاد يفعل كذا أي قرب إلا أنه قيل هذا يكاد وفي الأولى يكيد للتصرف في الكلام والتفرقة بين المعنيين ويجوز أن يقال إن الفرق بين الخدع والكيد أن الكيد والتفرقة بين المعنيين ويجوز أن يقال إن الفرق بين الخدع والكيد أن الكيد اسم لفعل المكروه بالغير قهرا تقول كايدني فلان أي ضرني قهرا والخديعة أسم لفعل المكروه بالغير من غير قهر بل بأن يريد بانه ينفعه ومنه الخديعة في المعاملة وسمى الله تعال قصد أصحاب الفيل مكة كيدا في قوله تعالى: {ألم يجعل كيدهم في تضليل} وذلك أنه كان على وجه القهر.

.الفرق بين الخدع والغرور:

أن الغرور إيهام يحمل الإنسان على فعل ما يضره مثل أن يرى السراب فيحسبه ماء فيضيع ماء فيهلك عطشا وتضييع الماء فعل أداء اليه غرور السراب إياه وكذلك غر إبليس آدم ففعل آدم الأكل الضار اله والخدع أن يستر عنه وجه الصواب فيوقعه في مكروه وأصله من قولهم خدع الضب إذا توارى في جحره وخدعه في الشراء أو البيع غذا أظهر له خلاف ما أبطن فضره في ماله وقال علي بن عيس الغرور إيهام حال السرور في ما الأمر في المعلوم وليس كل إيهام غرورا لأنه يوهمه مخوفا ليحذر منه فلا يكون قد غره والاغترار ترك الحزم في ما يمكن أن يتوثق فيه فلا عذر في ركوبه ويقال في الغرور فرة فضيع ماله وأهلك نفسه والغرو قد يسمى خدعا والخدع يسمى غرورا على التوسع والأصل ما قلناه وأصل الغرور الغفلة والغر والذي لم يجرب الأمور يرجع إلى هذا فكأن الغرور يوقع المغرور في ما هو غافل عنه من الضرر والخدع مرجع يستر عنه وجه الأمر.

.الفرق بين الكيد والمكر:

أن المكر مثل الكيد في أنه لا يكون إلا مع تدبر وفكر إلا أن الكيد أقوى من المكر والشاهد أنه يتعدى بنفسه والمكر يتعدى بحرف فيقال كاده يكيهده ومكر به ولا يقال مكره والذي يتعدى بنفسه أقوى والمكر أيضا تقدير ضرر الغير من أن يفعل به ألا ترى أنه لو قال له أقدر أن أفعل بك كذا لم يكن ذلك مكرا وإنما يكون مكرا غذا يعلمه به والكيد اسم لإيقاع المكروه بالغير قهرا سواء علم أو لا والشاهد قولك فلان يكايدني فسمى فعله كيدا وإن علم به وأصل الكيد المشقة ومنه يقال فلان يكيد لنفسه أي يقاسي المشقة ومنه الكيد لإيقاع ما فيه من المشقة ويجوز أن يقال لاكيد ما يقر بوقوع المقصود به من المكروه على ما ذكرناه والمكر ما يجتمع به المكروه من قولك جارية ممكورة الخلق اي ملتفة مجتمعة اللحم غير رهلة.

.الفرق بين الحيلة والمكر:

أن من الحيل ما ليس بمكر وهو أن يقدر نفع الغير لا من وجهة فيسمى ذلك حيلة مع كونه نفعا والمكر لا يكون نفعا وفرق آخر وهو أن المكر بقدر ضرر الغير من غير أن يعلم به وسواء كان من وجهه أولا والحيلة لا تكون من غير وجهه وسمى الله تعالى ما توعد به الكفار مكرا في قوله تعالى: {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} وذلك أن الماكر ينزل المكروه بالممكور به حيث لا يعلم فلما كان هذا سبيل ما توعدهم به من العذاب سماه مكرا ويجوز أن يقال.
سماه مكرا لأنه دبره وأرسله في وقته المكر في اللغة التدبير على العدو فلما كان أصلهما وأحد قام أحدهكت مقام الآخر وأصل المكر في اللغة الفتل ومنه قيل جارية ممكوره أي ملتفة البدن وإنما سميت الحيلة مكرا لأنها قيلت على خلاف الرشد.