فصل: (سورة ص: الآيات 79- 81):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة ص: الآيات 79- 81]:

{قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)} فإن قلت: ما الوقت المعلوم الذي أضيف إليه اليوم؟ قلت: الوقت الذي تقع فيه النفخة الأولى. ويومه: اليوم الذي وقت النفخة جزء من أجزائه. ومعنى المعلوم: أنه معلوم عند اللّه معين، لا يستقدم ولا يستأخر.

.[سورة ص: الآيات 82- 83]:

{قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)} فَبِعِزَّتِكَ إقسام بعزة اللّه تعالى وهي سلطانه وقهره.

.[سورة ص: الآيات 84- 85]:

{قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)} قرئ: {فالحق والحق} منصوبين على أن الأول مقسم به كاللّه في إن عليك اللّه أن تبايعا وجوابه لَأَمْلَأَنَّ والحق أقول: اعتراض بين المقسم به والمقسم عليه، ومعناه: ولا أقول إلا الحق. والمراد بالحق: إمّا اسمه عزّ وعلا الذي في قوله أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ أو الحق الذي هو نقيض الباطل: عظمه اللّه بإقسامه به. ومرفوعين على أن الأوّل مبتدأ محذوف الخبر، كقوله لَعَمْرُكَ أي: فالحق قسمي لأملأنّ. والحق أقول، أي: أقوله كقوله كله لم أصنع، ومجرورين: على أن الأوّل مقسم به قد أضمر حرف قسمه، كقولك: اللّه لأفعلنّ.
والحق أقول، أي: ولا أقول إلا الحق على حكاية لفظ المقسم به. ومعناه: التوكيد والتشديد.
وهذا الوجه جائز في المنصوب والمرفوع أيضا. وهو وجه دقيق حسن. وقرئ يرفع الأوّل وجرّه مع نصب الثاني، وتخريجه على ما ذكرنا مِنْكَ من جنسك وهم الشياطين وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ من ذرّية آدم. فإن قلت: أَجْمَعِينَ تأكيد لما ذا؟ قلت: لا يخلو أن يؤكد به الضمير في منهم، أو الكاف في منك مع من تبعك. ومعناه: لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين، لا أترك منهم أحدا. أو لأملأنها من الشياطين وممن تبعهم من جميع الناس، لا تفاوت في ذلك بين ناس وناس بعد وجود الأتباع منهم من أولاد الأنبياء وغيرهم.

.[سورة ص: الآيات 86- 88]:

{قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)} عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ الضمير للقرآن أو للوحى وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله، وما عرفتموني قط متصنعا ولا مدّعيا ما ليس عندي، حتى أنتحل النبوّة وأتقوّل القرآن إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ من اللّه لِلْعالَمِينَ للثقلين. أوحى إلىّ فأنا أبلغه. وعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «للمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم» وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ أي ما يأتيكم عند الموت، أو يوم القيامة، أو عند ظهور الإسلام وفشوه، من صحة خبره، وأنه الحق والصدق. وفيه تهديد.
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من قرأ سورة ص كان له بوزن كل جبل سخره اللّه لداود عشر حسنات وعصمه أن يصرّ على ذنب صغير أو كبير». اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {واذْكُرْ عِبادَنا} وقرأ ابن عباس، ومجاهد، وحميد، وابن محيصن، وابن كثير: {عبدَنا} إِشارة إِلى إِبراهيم، وجعلوا إِسحاق ويعقوب عطفًا عليه، لأنه الأصل وهما ولداه، والمعنى: اذْكُر صبرهم، فإبراهيم أُلقي في النار، وإِسحاق أُضجع للذبح، ويعقوب صبر على ذهاب بصره وابتُلي بفقد ولده؛ ولم يُذْكَر إِسماعيل معهم، لأنه لم يُبْتَلَ كما ابتُلوا.
{أُولي الأيدي} يعني القوة في الطاعة {والأبصارِ} البصائر في الدِّين والعِلْم.
قال ابن جرير: وذِكْر الأيدي مَثَلٌ، وذلك لأن باليد البطش، وبالبطش تُعرف قُوَّة القويِّ، فلذلك قيل للقويِّ: ذو يدٍ، وعنى بالبصر: بصر القلب، وبه تُنال معرفة الأشياء، وقرأ ابن مسعود، والأعمش، وابن أبي عبلة: {أُولي الأيدِ} بغير ياءٍ في الحالين.
قال الفراء: ولها وجهان:
أحدهما: أن يكون القارئ لهذا أراد الأيدي، فحذف الياء، وهو صواب، مثل الجَوارِ والمناد.
والثاني: أن يكون من القُوَّة والتأييد، من قوله: {وَأَيَّدْنَاه بِرُوحِ القُدُسِ} [البقرة: 87].
قوله تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْناهم} أي: اصطفيناهم وجعلناهم لنا خالصين، فأفردناهم بمُفْرَدة من خصال الخير؛ ثم أبان عنها بقوله: {ذكرى الدار}.
وفي المراد بالدار هاهنا قولان:
أحدهما: الآخرة.
والثاني: الجنة.
وفي الذكرى قولان:
أحدهما: أنها من الذِّكْر، فعلى هذا يكون المعنى: أَخْلَصْناهم بذِكْر الآخرة، فليس لهم ذِكْر غيرها، قاله مجاهد، وعطاء، والسدي.
وكان الفُضَيل ابن عِياض رحمة الله عليه يقول: هو الخوف الدائم في القلب.
والثاني: أنها التذكير، فالمعنى: أنهم يَدْعُون الناس إِلى الآخرة وإِلى عبادة الله تعالى.
قاله قتادة.
وقرأ نافع {بخالصةِ ذِكْرَى الدَّارِ} فأضاف {خالصة} إِلى {ذِكْرَى الدار}.
قال أبو علي: تحتمل قراءة من نوَّن وجهين:
أحدهما: أن تكون {ذكرى} بدلًا من {خالصة} والتقدير: أخلصناهم بذكر الدار.
والثاني: أن يكون المعنى: أخلصناهم بأن يذكُروا الدَّار بالتأهُّب للآخرة، والزُّهد في الدنيا.
ومن أضاف فالمعنى: أخْلَصْناهم بإخلاصهم ذِكْرى الدَّار بالخوف منها.
وقال ابن زيد: أخلصناهم بأفضل ما في الجنة.
قوله تعالى: {وإِنهم عندنا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ} أي: من الذين اتخذهم اللهُ صَفْوَةً فصفَّاهم من الأدناس {الأخيارِ} الذين اختارهم.
{واذْكُر إِسماعيلَ والْيَسَعَ وذا الكفل} أي: اذْكُرْهم بفضلهم وصبرهم لِتَسْلُكَ طريقَهم، والْيَسَعُ نبيُّ، واسمه أعجميّ معرَّب، وقد ذكرناه في [الأنعام: 85] وشرحنا في سورة [الأنبياء: 85] قصة ذي الكفل، وتكلمنا في [البقرة: 125] في اسم إِسماعيل، وزعم مقاتل أن إِسماعيل هذا ليس بابن إبراهيم.
قوله تعالى: {هذا ذِكْرٌ} أي: شرف وثناءٌ جميل يُذْكَرون به أبدًا {وإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مآبٍ} أي: حُسْنَ مَرْجِعٍ يرجعون إِليه في الآخرة.
ثم بيَّن ذلك المَرْجِع، فقال: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأبوابُ} قال الفراء: إنما رُفعت {الأبوابُ} لأن المعنى: مفتحةً لهم أبوابُها، والعرب تجعل الألف واللام خَلَفًا من الإِضافة، فيقولون: مررت على رَجُلٍ حَسَنِ العَيْنِ، وقبيح الأنف، والمعنى: حسنةٌ عينُه قبيحٌ أنفُه، ومنه قوله تعالى: {فإنَّ الجحيمَ هي المأوى} [النازعات: 39] والمعنى: مأواه.
وقال الزجاج: المعنى مُفتَّحة لهم الأبواب منها، فالألف واللام للتعريف، لا للبدل.
قال ابن جرير: والفائدة في ذِكْر تفتيح الأبواب، أن الله عز وجل أخبر عنها أن أبوابها تُفتَح لهم بغير فتح سُكَّانها لها بيد، ولكن بالأمر، قال الحسن: هي أبواب تَكلّم فتُكلّم: انفتحي انغلقي.
قوله تعالى: {وعِنْدَهم قاصراتُ الطَّرْفِ} قد مضى بيانه في [الصافات: 48].
قال الزجاج: والأتراب: اللواتي أسنانُهُنَّ واحدةٌ وهُنَّ في غاية الشباب والحُسْن.
قوله تعالى: {هذا ما تُوعَدُونَ} قرأ أبو عمرو، وابن كثير بالياء.
والباقون بالتاء.
قوله تعالى: {ليَوْمِ الحسابِ} اللام بمعنى في والنَّفاد: الانقطاع.
قال السدي: كلَّما أُخِذ من رزق الجنة شيءٌ، عاد مِثْلُه.
قوله تعالى: {هذا} المعنى: هذا الذي ذكرناه {وإِنَّ لِلطّاغِينَ} يعني الكافرين {لَشَرَّ مَآبٍ} ثم بيَّن ذلك بقوله: {جهنَّمَ} والمِهاد: الفِراش.
{هذا فَلْيذوقوه} قال الفراء: في الآية تقديم وتأخير، تقديره: هذا حميمٌ وغَسَّاقٌ فَلْيَذُوقوه؛ وإن شئتَ جعلتَ الحميم مستأنَفًا، كأنَّكَ قُلْتَ: هذا فلْيَذُوقوه، ثم قلت: منه حَميمٌ ومنه غَسّاقٌ، كقول الشاعر:
حتَّى إِذا ما أَضاءَ الصُّبْحُ في غَلَسٍ ** وغُودِرَ البَقْلُ مَلْوِيٌّ ومَحْصُودُ

فأمَا الحَميم، فهوالماء الحارّ.
وأما الغَسّاق، ففيه لغتان، قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص: بالتشديد، وكذلك في [عَمَّ يتساءلون: 25]، تابعهم لمفضل في {عَمَّ يتساؤلون} وقرأ الباقون بالتخفيف.
وفي الغَسّاق أربعة أقوال:
أحدها: الزَّمهرير، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
وقال مجاهد: الغَسّاق لا يستطيعون أن يذوقوه من برده.
والثاني: أنه ما يجري من صديد أهل النار، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال عطيّة، وقتادة، وابن زيد.
والثالث: أن الغَسّاق: عَيْنٌ في جهنَّم يسيل إِليها حُمَةُ كلِّ ذاتِ حُمَة من حَيَّة أو عقرب أو غيرها، فيستنقع، فيؤتى بالآدميّ فيُغْمَس فيها غَمْسةً، فيخرج وقد سقط جِلْدُه ولحمه عن العظام، ويَجُرُّ لحمَه جَرَّ الرجُل ثوبه، قاله كعب.
والرابع: أنه ما يَسيل من دموعهم، قاله السدي.
قال أبو عبيدة: الغَسّاق: ما سال، يقال: غَسَقَت العين والجرح.
وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي عن ابن قتيبة قال: لم يكن أبو عبيدة يذهب إلى أن في القرآن شيئا من غير لغة العرب.
وكان يقول: هو اتفاق يقع بين اللغتين، وكان غيرُه يزعُم أن الغَسّاق: البارد المُنْتِن بلسان الترك.
وقيل: فَعّال، من غَسَقَ يَغْسِقُ؛ فعلى هذا يكون عربيًّا.
وقيل في معناه: إِنه الشديد البّرْد يحْرِق من بَرْده.
وقيل: هو ما يَسيل من جلود أهل النار من الصديد.
قوله تعالى: {وآخَرُ} قرأ أبو عمرو، والمفضّل: {وأَخَرُ} بضم الهمزة من غير مدٍّ، فجمعا لأجل نعته بالأزواج، وهي جمع.
وقرأ الباقون بفتح الألف ومدِّه على التوحيد، واحتجُّوا بأن العرب تنعت الاسم إِذا كان فعلًا بالقليل والكثير؛ قال الفراء: تقول: عذابُ فلانٍ ضُروبٌ شتَّى، وضَرْبان مختلفان؛ وإِن شئتَ جعلتَ الأزواج نعتًا للحميم والغَسّاق والآخر، فهُنَّ ثلاثةٌ، والأشبه أن تجعله صفة لواحد.
وقال الزجاج: من قرأ {وآخرُ} بالمدِّ، فالمعنى: وعذاب آخر {مِنْ شَكْلِهِ} أي: مِثْلِ الأول.
ومن قرأ: {وأُخَرُ} فالمعنى: وأنواعٌ أُخَر، لأن قوله: {أزواجٌ} بمعنى أنواع.
وقال ابن قتيبة: {مِنْ شَكْلِهِ} أي: مِنْ نَحوِه، {أَزْوَاجٌ} أي: أصنافٌ.
وقال ابن جرير: {مِنْ شَكْلِهِ} أي: مِنْ نَحوِ الحَميم.
قال ابن مسعود في قوله: {وآخرُ مِنْ شَكْلِهِ} هو الزَّمهرير.
وقال الحسن: لمّا ذكر اللهُ تعالى العذابَ الذي يكون في الدنيا، قال: {وآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ} أي: وآخرَ لم يُرَ في الدنيا.
قوله تعالى: {هذا فَوْجٌ} هذا قول الزَّبانية للقادة المتقدِّمين في الكفر إِذا جاؤوهم بالأتباع.
وقيل: بل هو قول الملائكة لأهل النار كلمَّا جاؤوهم بأمَّة بعد أُمَّة.
والفوج: الجماعة من الناس، وجمعه: أفواج.
والمُقْتَحِمُ: الداخل في الشيء رميًا بنفسه.
قال ابن السائب: إِنهم يُضْرَبونَ بالمَقامع، فيُلْقُونَ أنفُسهم في النار ويَثِبون فيها خوفًا من تلك المقامع.
فلمّا قالت الملائكة ذلك لأهل النار قالوا: لا مَرْحَبًا بهم، فاتصل الكلام كأنه قول واحد، وإنما الأول من قول الملائكة، والثاني: من قول أهل النار؛ وقد بيَّنّا مِثْلَ هذا في قوله: {لِيَعْلَمْ أَنِّي لم أَخُنْهُ بالغَيْب} [يوسف: 52] والمَرْحَبُ والرُّحْبُ: السَّعَةُ.
والمعنى: لا اتَّسعت بهم مساكنُهم.
قال أبو عبيدة: تقول العرب للرجل: لا مَرْحَبًا بك أي: لا رَحُبَتْ عليك الأرض.
وقال ابن قتيبة: معنى قولهم: مَرْحَبًا وأهْلًا أي: أتيتَ رُحْبًا، أي: سَعَة، وأَهْلًا، أي: أتيتَ أهلًا لا غُرباء، فائنس ولا تستوحش، وسهلًا، أي: أَتيتَ سَهْلًا لا حَزْنًا، وهو في مذهب الدُّعاء، كما تقول: لَقِيتَ خَيْرًا.
قال الزجاج: و{مَرْحَبًا} منصوب بقوله: رَحُبَت بلادُك مَرْحَبًا، وصادفتَ مَرْحَبًا، فأُدخلت لا على ذلك المعنى.
قوله تعالى: {إِنَّهم صَالُوا النّارِ} أي: داخِلُوها كما دخلْناها، ومُقاسون حَرَّها، فأجابهم القوم، ف {قالوا بَلْ أنتم لا مَرْحَبًا بكم أنتم قَدَّمتموه لنا}.
إن قلنا: إن هذا قول الأتباع للرؤساء، فالمعنى: أنتم زيَّنتم لنا الكفر؛ وإن قلنا: إنه قول الأمَّة المتأخرة للأمَّة المتقدِّمة، فالمعنى: أنتم شرَّعتم لنا الكفر وبدأتم به قبلنا، فدخلتم النار قبلنا {فبئسَ القرارُ} أي: بئس المُسْتَقَرّ والمنزل.
{قالوا ربَّنا مَنْ قدَّم لنا هذا} أي: مَنْ سنَّه وشرعه {فزِدْهُ عذابًا ضِعْفًا في النار} وقد شرحناه في [الأعراف: 38] وفي القائلين لهذا قولان:
أحدهما: أنه قول جميع أهل النار، قاله ابن السائب.
والثاني: قول الأتباع.
قاله مقاتل.
قوله تعالى: {وقالوا} يعني أهل النار {ما لَنَا لا نَرَى رجالًا كُنّا نَعُدُّهم من الأشرار} قال المفسرون: إذا دخلوا النار، نظروا فلم يَرَوْا مَنْ كان يخالفُهم من المؤمنين، فيقولون ذلك.
قال مجاهد: يقول أبو جهل في النار: أين صُهَيب، أين عمّار، أين خبّاب، أين بلال؟!.
قوله تعالى: {أتَّخَذْناهم سِخْرِيًّا} قرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: {من الأشرار اتَّخَذْناهم} بالوصل على الخبر؛ أي: إِنّا اتَّخَذْناهم.