فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أحدهما: مذهب السلف وهو إقراره كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والإيمان به من غير تأويل له والسكوت عنه مع الاعتقاد بأن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
والمذهب الثاني: مذهب الخلف: وهو تأويل الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة يحتمل وجهين:
أحدهما: وأنا في أحسن صورة كأنه زاده جمالًا وكمالًا وحسنًا عند رؤيته لربه وإنما التغيير وقع بعده لشدة الوحي وثقله.
الثاني: أن الصورة بمعنى الصفة ويرجع ذلك إلى الله تعالى والمعنى: أنه رآه في أحسن صفاته من الإنعام عليه والإقبال إليه والله تعالى تلقاه بالإكرام والإعظام فأخبر صلى الله عليه وسلم عن عظمته وكبريائه وبهائه وبعده عن شبهه بالخلق وتنزيهه عن صفات النقص وأنه ليس كمثله وهو السميع البصير وقوله صلى الله عليه وسلم فوضع يده بين كتفي إلخ فالمراد باليد: النعمة والمنة والرحمة وذلك شائع في لغة العرب فيكون معناه على هذا الإخبار بإكرام الله تعالى إياه وإنعامه عليه بأن شرح صدره ونور قلبه وعرفه ما لم يعرفه حتى وجد برد النعمة والرحمة والمعرفة في قلبه، وذلك لما نور قلبه وشرح صدره فعلم ما في السموات وما في الأرض بإعلام الله تعالى إياه فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون إذ لا يجوز على الله تبارك وتعالى ولا على صفات ذاته سبحانه مماسة أو مباشرة أو نقص وهذا أليق بتنزيهه وحمل الحديث عليه، وإذا حملنا الحديث على المنام وإن ذلك كان في المنام فقد زال الإشكال لأن رؤية الباري سبحانه في المنام على الصفات الحسنة دليل على البشارة والخير والرحمة للرائي، وسبب اختصام الملأ الأعلى وهم الملائكة في الكفارات وهي الخصال المذكورة في الحديث في أيها أفضل، وسميت هذه الخصال كفارات؛ لأنها تكفر الذنوب عن فاعلها فهي من باب تسمية الشيء باسم لازمه وسمي ذلك مخاصمة لما مر في السؤال والجواب المتقدمين وقوله تعالى: {إذ} يجوز أن يكون بدلًا من إذا الأولى كما قاله الزمخشري، وأن يكون منصوبًا باذكر كما قاله أبو البقاء أي: واذكر إذ {قال ربك للملائكة إني خالق} أي: جاعل {بشرًا من طين} هو آدم عليه السلام، فإن قيل: كيف صح أن يقول لهم إني خالق بشرًا وما عرفوا ما البشر ولا عهدوا به قبل؟
أجيب: بأنه قد يكون قال لهم: إني خالق خلقًا من صفته كيت وكيت ولكنه حين حكاه اقتصر على الاسم.
{فإذا سويته} أي: أتممت خلقه {ونفخت} أي: أجريت {فيه من روحي} فصار حيًا حساسًا متنفسًا وإضافة الروح إليه تعالى إضافة تشريف لآدم عليه السلام والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان بنفوذه فيه يسري في بدن الإنسان سريان الضوء في الفضاء وكسريان النار في الفحم والماء في العود الأخضر {فقعوا} أي: خروا {له ساجدين}.
{فسجد الملائكة} وقوله تعالى: {كلهم أجمعون} فيه تأكيدان، وقال الزمخشري: كل للإحاطة وأجمعون للاجتماع فأفادا معًا أنهم سجدوا عن آخرهم ما بقي منهم ملك إلا أنهم سجدوا جميعًا في وقت واحد غير متفرقين في أوقات، انتهى. فإن قيل: كيف ساغ السجود لغير الله؟
أجيب: بأن الممنوع هو السجود لغير الله تعالى على وجه العبادة فأما على وجه التكرمة والتبجيل فلا يأباه العقل إلا أن يكون فيه مفسدة فينهى الله تعالى عنه والأولى في الجواب أنه سجود تحية بالانحناء كما قاله الجلال المحلي.
{إلا إبليس استكبر} أي: تكبر وتعظم عن السجود، فإن قيل: كيف استثنى من الملائكة عليهم السلام إبليس وهو من الجن؟
أجيب: بأنه قد أمر بالسجود معهم فغلبوا عليه في قوله تعالى: {فسجد الملائكة} ثم استثنى كما يستثنى الواحد منهم استثناء متصلًا وقال الجلال المحلي: هو أبو الجن وكان من الملائكة وعلى هذا فلا سؤال {وكان} أي: وصار {من الكافرين} باستكباره عن أمر الله تعالى أو كان من الكافرين في الأزمنة الماضية في علم الله تعالى.
تنبيه:
المقصود من ذكر هذه القصة المنع من الحسد والكبر لأن إبليس إنما وقع فيما وقع فيه بسبب الحسد والكبر، والكفار إنما نازعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم بسبب الحسد والكبر فذكر الله تعالى هذه القصة هاهنا ليصير سماعها زاجرًا عن هاتين الخصلتين المذمومتين.
{قال} الله تعالى: {يا إبليس} سماه بهذا الاسم لكونه من الإبلاس وهو انقطاع الرجاء إشارة إلى تحتم العقوبة له {ما منعك أن تسجد} وبين ما يوجب طاعته ولو أمر بتعظيم ما لا يعقل بقوله تعالى معبرًا بأداة ما لا يعقل عمن كان عند السجود له عاقلًا كامل العقل: {لما خلقت بيدي} أي: توليت خلقه من غير توسط سبب كأب وأم والتثنية في اليد لما في خلقه من مزيد القدرة، وقوله تعالى: {أستكبرت} استفهام توبيخ أي: تعظمت بنفسك الآن عن السجود له {أم كنت من العالين} أي: من القوم الذين يتكبرون فتكبرت عن السجود له لكونك منهم فأجاب إبليس بقوله: {قال أنا خيرٌ منه} أي: لو كنت مساويًا له في الشرف لكان يقبح أن أسجد له فكيف وأنا خير منه ثم بين كونه خيرًا منه بقوله: {خلقتني من نار وخلقته من طين} والنار أشرف من الطين بدليل أن الأجرام الفلكية أفضل من الأجرام العنصرية، والنار أقرب العناصر من الفلك والأرض أبعد عنه، فوجب كون النار أفضل من الأرض، وأيضًا فالنار خليفة الشمس والقمر في إضاءة العالم عند غيبتهما والشمس والقمر أشرف من الأرض فخليفتهما في الإضاءة أفضل من الأرض، وأيضًا فالكيفية الفاعلة الأصلية إما الحرارة وإما البرودة والحرارة أفضل من البرودة لأن الحرارة تناسب الحياة والبرودة تناسب الموت، وأيضًا فالنار لطيفة والأرض كثيفة واللطافة أفضل من الكثافة، وأيضًا فالنار مشرقة والأرض مظلمة والنور خير من الظلمة، وأيضًا فالنار خفيفة تشبه الروح والأرض كثيفة تشبه الجسد والروح أفضل من الجسد فالنار أفضل من الأرض.
والدليل على أن الأرض أفضل من النار إنها أمينة مصلحة فإذا أودعتها حبة ردتها إليك شجرة مثمرة، والنار خائنة مفسدة لكل ما سلمته إليها، وأيضًا فالنار بمنزلة الخادم لما في الأرض إن احتيج إليها استدعيت استدعاء الخادم وإن استغني عنها طردت، وأيضًا فالأرض مستولية على النار لأنها تطفئ النار، وأيضًا فإن استدلال إبليس يكون أصله خيرًا من أصله استدلال فاسد لأن أصل الرماد النار وأصل البساتين المزهرة والأشجار المثمرة هو الطين ومعلوم بالضرورة أن الأشجار المثمرة خير من الرماد، وأيضًا هب أن اعتبار هذه الجهة توجب الفضيلة إلا أن هذا يمكن أن يعارض بجهة أخرى توجب الرجحان مثل إنسان نسيب عار عن كل الفضائل فإن نسبه يوجب رجحانه إلا أن الذي لا يكون نسيبًا قد يكون كثير العلم والزهد فيكون أفضل من النسيب بدرجات لا حد لها فكذبت مقدمة إبليس، فإن قيل: هب أن إبليس أخطأ في القياس لكن كيف لزمه الكفر في تلك المخالفة وتقرير السؤال من وجوه؛ الأول: أن قوله تعالى: {اسجدوا} أمر وهو يحتمل الوجوب والندب فكيف يلزم العصيان فضلًا عن الكفر، الثاني: هب أنه للوجوب وقلتم إن إبليس ليس من الملائكة فأمر الملائكة بالسجود لآدم لا يدخل فيه إبليس، الثالث: هب أنه تناوله إلا أن تخصيص العام بالقياس جائز فجاز أن يخصص نفسه من عموم ذلك الأمر بالقياس. الرابع: هب أنه لم يسجد مع علمه بأنه كان مأمورًا به إلا أن هذا القدر يوجب العصيان ولا يوجب الكفر؟
أجيب: بأن صيغة الأمر وإن لم يدل على الوجوب يجوز أن ينضم إليها من القرائن ما يدل عليه وههنا حصلت تلك القرائن وهي قوله تعالى: {أستكبرت أم كنت من العالين} فعلم بذلك أن الأمر للوجوب وأنه مخاطب بالسجود فلما أتى بقياسه الفاسد دل ذلك على أنه إنما ذكر القياس ليتوصل به إلى القدح في أمر الله تعالى وتكليفه وذلك يوجب الكفر.
ولما ذكر إبليس لعنه الله تعالى هذا القياس الفاسد.
{قال} الله تعالى له: {فاخرج} أي: بسبب تكبرك ونسبتك الحكيم الذي لا اعتراض عليه إلى الجور {منها} أي: من الجنة، وقيل: من الخلقة التي أنت فيها لأنه كان يفتخر بخلقته فغير الله تعالى خلقته فاسود بعدما كان أبيض وقبح بعدما كان حسنًا وأظلم بعدما كان نورانيًا، وقيل: من السموات {فإنك رجيم} أي: مطرود لأن من طرد رمي بالحجارة فلما كان الرجم من لوازم الطرد جعل الرجم كناية عن الطرد، فإن قيل: الطرد هو: اللعن فيكون قوله تعالى: {وإن عليك لعنتي} مكررًا أجيب: بحمل الطرد على ما تقدم وتحمل اللعنة على الطرد من رحمة الله تعالى وأيضًا قوله تعالى: {وإن عليك لعنتي} {إلى يوم الدين} أي: الجزاء أفاد أمرًا وهو طرده إلى يوم القيامة فلا يكون تكرارًا وقيل: المراد بالرجم كون الشياطين مرجومين بالشهب، فإن قيل: كلمة إلى لانتهاء الغاية فكأن لعنة الله إبليس غايتها يوم الدين ثم تنقطع، أجيب: بأنها كيف تنقطع وقد قال تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} فأفاد أن عليه اللعنة في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة اقترن عليه مع اللعنة من العذاب ما تنسى عنده اللعنة فكأنها انقطعت.
تنبيه:
قال تعالى هنا {لعنتي} وفي آية أخرى {اللعنة} وهما وإن كانا في اللفظ عامًا وخاصًا إلا أنهما من حيث المعنى عامان بطريق اللازم لأن من كانت عليه لعنة الله تعالى كانت عليه لعنة كل أحد لا محالة، وقال تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} ولما صار إبليس ملعونًا مطرودًا: {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} أي: الناس طلب الإنظار إلى يوم البعث لأجل أن يتخلص من الموت لأنه إذا أنظر ليوم البعث لم يمت قبل يوم البعث وعند مجيء البعث لا يموت فحينئذ يتخلص من الموت فلذلك: {قال} تعالى: {فإنك من المنظرين}.
{إلى يوم الوقت المعلوم} أي: وقت النفخة الأولى فيموت فيها فلم يجبه إلى دعائه كما قال تعالى: {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} ومعنى المعلوم: أنه معلوم عند الله تعالى معين لا يتقدم ولا يتأخر فلما أنظره الله تعالى إلى ذلك الوقت.
{قال فبعزتك} أقسم بعزة الله تعالى وهي قهره وسلطانه {لأغوينهم أجمعين} ثم استثنى من ذلك ما ذكره الله بقوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} أي: الذين أخلصهم الله تعالى لطاعته وعصمهم من إضلاله أو أخلصوا قلوبهم على اختلاف القراءتين فإن نافعًا والكوفيين قرؤوا بفتح اللام بعد الخاء والباقون بالكسر.
تنبيه:
قيل إن غرض إبليس من هذا الاستثناء أنه لا يقع في كلامه الكذب لأنه لو لم يذكر هذا الاستثناء وادعى أنه يغوي الكل لظهر كذبه حين يعجز عن إغواء عباد الله تعالى المخلصين وعند هذا يقال: إن الكذب شيء يستنكف منه إبليس فليس يليق بالمسلم وهذا يدل على أن إبليس لا يغوي عباد الله تعالى المخلصين، وقد قال تعالى في صفة يوسف عليه السلام {إنه من عبادنا المخلصين} فتحصل من مجموع الآيتين أن إبليس ما أغوى يوسف عليه السلام وما نسب إليه من القبائح كذب وافتراء.
ولما قال إبليس ذلك: {قال} تعالى: {فالحقُ} أي: فبسبب إغوائك وغوايتهم أقول الحق {والحقَ أقول} أي: لا أقول إلا الحق فإن كل شيء قلته ثبت فلم يقدر أحد على نقضه ولا نقصه، وقرأ عاصم وحمزة برفع الأول ونصب الثاني، والباقون بنصبهما فنصب الثاني بالفعل بعده ونصب الأول بالفعل المذكور، أو على الإغراء أي: الزموا الحق، أو على المصدر أي: أحق الحق، أو على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر أي: فالحق مني أو فالحق قسمي وجواب القسم.
{لأملأن جهنم منك} أي: بنفسك وذريتك {وممن تبعك منهم} أي: من الناس، وقوله تعالى: {أجمعين} فيه وجهان أظهرهما أنه توكيد للضمير في منك ولمن عطف عليه في قوله تعالى: {وممن تبعك} والمعنى: لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين لا أترك منهم أحدًا، وجوز الزمخشري أن يكون تأكيدًا للضمير في منهم خاصة فقدر لأملأن جهنم من الشياطين وممن تبعهم من جميع الناس لا تفاوت في ذلك بين ناس وناس، ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قل} أي: لقومك {ما أسألكم عليه} أي: على تبليغ الرسالة أو القرآن {من أجر} أي: جعل {وما أنا من المتكلفين} أي: المتصفين بما لست من أهله على ما عرفتم من حالي فانتحل النبوة وأتقوّل القرآن وكل من قال شيئًا من تلقاء نفسه فهو متكلف له، وعن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود فقال: يا أيها الناس من علم شيئًا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول من لا يعلم: الله أعلم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} وقيل المعنى: إن هذا الذي أدعوكم إليه ليس يحتاج في معرفة صحته إلى التكلفات الكثيرة بل هو دين يشهد صريح العقل بصحته.
{إن} أي: ما {هو} أي: القرآن {إلا ذكر} أي: عظة وشرف {للعالمين} أي: للخلق أجمعين.
{ولتعلمن} جواب قسم مقدر ومعناه لتعرفن يا كفار مكة {نبأه} أي: خبر صدقه وهو ما فيه من الوعد والوعيد أو صدقه بإتيان ذلك {بعد حين} قال ابن عباس وقتادة: بعد الموت، وقال عكرمة: يوم القيامة، وقال الحسن: ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين، وقول البيضاوي تبعًا للزمخشري عن النبي صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة ص كان له بوزن كل جبل سخره الله تعالى لداود عشر حسنات وعصمه أن يصر على ذنب صغير أو كبير» حديث موضوع. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)} لما ذكر سبحانه خصومة الملائكة إجمالًا فيما تقدّم ذكرها هنا تفصيلًا، فقال: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة} إذ هذه هي بدل من {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} لاشتمال ما في حيز هذه على الخصومة.
وقيل: هي منصوبة بإضمار اذكر، والأوّل أولى إذا كانت خصومة الملائكة في شأن من يستخلف في الأرض.
وأما إذا كانت في غير ذلك مما تقدّم ذكره، فالثاني أولى {إِنّى خالق بَشَرًا مّن طِينٍ} أي: خالق فيما سيأتي من الزمن {بَشَرًا} أي: جسمًا من جنس البشر مأخوذ من مباشرته للأرض، أو من كونه بادي البشرة.
وقوله: {مِن طِينٍ} متعلق بمحذوف هو: صفة لبشر، أو بخالق، ومعنى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ} صوّرته على صورة البشر، وصارت أجزاؤه مستوية {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى} أي: من الروح الذي أملكه، ولا يملكه غيري.
وقيل: هو تمثيل، ولا نفخ، ولا منفوخ فيه.
والمراد: جعله حيًا بعد أن كان جمادًا لا حياة فيه.
وقد مرّ الكلام في هذا في سورة النساء {فَقَعُواْ لَهُ ساجدين} هو أمر من وقع يقع، وانتصاب {ساجدين} على الحال، والسجود هنا هو: سجود التحية لا سجود العبادة، وقد مضى تحقيقه في سورة البقرة.
{فَسَجَدَ الملائكة} في الكلام حذف تدلّ عليه الفاء، والتقدير: فخلقه، فسوّاه، ونفخ فيه من روحه، فسجد له الملائكة.