فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج الترمذي وصححه ومحمد بن نصر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعًا فثوّب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلم دعا بسوطه فقال: «على مصافكم كما أنتم. ثم انفتل إلينا ثم قال: أما أني أحدثكم ما حبسني عنكم الغداة. إني قمت الليلة، فقمت وصليت ما قدر لي، ونعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد قلت لبيك ربي قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري..! فوضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفته فقال: يا محمد قلت لبيك رب قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدرجات، والكفارات، فقال: ما الدرجات؟ فقلت: اطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال: صدقت فما الكفارات؟ قلت: اسباغ الوضوء في المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ونقل الاقدام إلى الجماعات. قال: صدقت قل يا محمد: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون. اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: تعلموهن وادرسوهن فانهن حق».
وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني فيم يختصم الملائكة؟ قلت: يا رب ما لي به علم. فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي. فما سألني عن شيء إلا علمته قلت: في الدرجات، والكفارات، واطعام الطعام، وافشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام».
وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ربي في أحسن صورة قال: يا محمد فقلت لبيك ربي وسعيدك ثلاث مرات. قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا. فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، ففهمت الذي سألني عنه فقلت: نعم يا رب. يختصمون في الدرجات، والكفارات. قلت: الدرجات: اسباغ الوضوء بالسبرات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والكفارات: اطعام الطعام، وافشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام».
وأخرج الطبراني في السنة والشيرازي في الألقاب وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: أصبحنا يومًا فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرنا فقال: «أتاني ربي البارحة في منامي في أحسن صورة، فوضع يده بين ثدي وبين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمني كل شيء قال: يا محمد قلت: لبيك رب وسعديك قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم يا رب في الكفارات، والدرجات، قال: فما الكفارات؟ قلت: افشاء السلام، واطعام الطعام، والصلاة والناس نيام. قال: فما الدرجات؟ قلت: اسباغ الوضوء في المكروهات، والمشي على الاقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».
وأخرج ابن نصر والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أتاني ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد فقلت: لبيك وسعديك. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري! فوضع يده بين ثديي، فعلمت في منامي ذلك ما سألني عنه من أمر الدنيا والآخرة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت في الدرجات، والكفارات، فأما الدرجات: فاسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. قال: صدقت من فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه. وأما الكفارات: فاطعام الطعام، وافشاء السلام وطيب الكلام، والصلاة والناس نيام. ثم قال: اللهم إني أسألك فعل الحسنات، وترك السيئات، وحب المساكين، ومغفرة وأن تتوب عليّ، وإذا أردت في قوم فتنة فنجني غير مفتون».
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: «سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: في الدرجات، والكفارات. فأما الدرجات: فاطعام الطعام، وافشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام. وأما الكفارات: فاسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الاقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».
وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لما سري بي إلى السماء السابعة قال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟» فذكر الحديث.
وأخرج الطبراني في السنة والخطيب عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما كان ليلة أسري بي رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة فقال: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، والدرجات. قال: وما الكفارات؟ قلت: اسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الاقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: فما الدرجات؟ قلت: اطعام الطعام، وافشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام. ثم قال: قل. قلت: فما أقول؟! قال: قل اللهم إني أسألك عملًا بالحسنات، وترك المنكرات، وإذا أردت بقوم فتنة وأنا فيهم فاقبضني إليك غير مفتون».
وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني في السنة عن عبد الرحمن بن عابس الحضرمي رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة، فقال له قائل: ما رأيناك أسفر وجهًا منك الغداة؟ قال: «وما لي لا أكون كذلك وقد رأيت ربي عز وجل في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ فقلت: في الكفارات. قال: وما هن؟ قلت: المشي على الاقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد لانتظار الصلوات، ووضع الوضوء أماكنه في المكان، قال: وفيم؟ قلت: في الدرجات. قال: وما هن؟ قال: اطعام الطعام، وافشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام. ثم قال: يا محمد قل اللهم إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين فوالذي نفسي بيده إنهن حق».
وأخرج ابن نصر والطبراني في السنة عن ثوبان رضي الله عنه قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: «إن ربي عز وجل أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا أعلم يا رب قال فوضع كفيه بين كتفي حتى وجدت أنامله في صدري، فتجلى لي بين السماء والأرض قلت: نعم يا رب يختصمون في الكفارات، والدرجات، قال: فما الدرجات؟ قلت: اطعام الطعام، وافشاء السلام، وقيام الليل والناس نيام. وأما الكفارات: فمشي على الأقدام إلى الجماعات، واسباغ الوضوء في الكراهيات، وجلوس في المساجد خلف الصلوات. ثم قال: يا محمد قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت في قوم فتنة فتوفني إليك وأنا غير مفتون. اللهم إني أسألك حبك، وحب من أحبك، وحب عمل يبلغني إلى حبك».
{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)} أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما كان لي من علم بالملإِ الأعلى إذ يختصمون} {إذ قال ربك للملائكة} قال: هذه الخصومة.
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)} أخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده. ثم قال: وعزتي لا يسكنها مدمن خمر، ولا ديوث. قالوا: يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث؟ قال: الذي يشير لأهله السوء».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خلق الله أربعًا بيده: العرش، وجنات عدن، والقلم، وآدم. ثم قال لكل شيء كن فكان. واحتجب من خلقه بأربعة: بنار، وظلمة، ونور.
وأخرج هناد عن ميسرة رضي الله عنه قال: خلق الله أربعة بيده: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، وخلق القلم بيده.
وأخرج هناد عن إبراهيم رضي الله عنه، مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن كعب قال: إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء: خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده.
وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: الرجيم اللعين. قوله: {إلا عبادك منهم المخلصين} قال: المخلصين بالنصب. فقلت كل شيء في القرآن هكذا نقرأها؟ قال: نعم.
{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)} أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فالحق والحق أقول} قال: أنا الحق أقول الحق.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه قال: {فالحق} رفع {والحق} نصب {أقول} رفع.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأها {فالحق} بالرفع {والحق أقول} نصبًا قال: يقول الله أنا الحق، والحق أقول.
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87)} أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: قل يا محمد {ما أسألكم} على ما أدعوكم إليه من أجر عرض من الدنيا.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن مسروق رضي الله عنه قال: بينما رجل يحدث في المسجد فقال فيما يقول {يوم تأتي السماء بدخان} [الدخان: 10] يكون يوم القيامة يأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام قال: فقمنا حتى دخلنا على عبد الله رضي الله عنه وهو في بيته، فاخبرناه وكان متكئًا فاستوى قاعدًا فقال: أيها الناس من علم منكم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم. قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}.
وأخرج الديلمي وابن عساكر عن الزبير رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لا ألي من التكلف وصالحو أمتي.
وأخرج أحمد وابن عدي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن شقيق رضي الله عنه قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه، فقرب إلينا خبزًا وملحًا فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلفت لتكلفت لكم فقال صاحبي لو كان في ملحتنا صعتر، فبعث مطهرته فرهنها فجاء الصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان رضي الله عنه: لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة عند البقال.
وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف.
وأخرج البيهقي عن سلمان رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وأن نقدم ما حضر.
وأخرج ابن عدي عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قلنا بلى يا رسول الله قال: الرحماء بينهم. ألا أنبئكم بأهل النار؟ قلنا بلى. قال: هم الآيسون، والقانطون، والكذابون، والمتكلفون».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن المنذر قال: آية المتكلف ثلاث: تكلف فيما لا يعلم، وينازل من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال.
وأخرج ابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: من علم علمًا فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم، فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين.
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)} أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ولتعلمن نبأه بعد حين} قال: بعد الموت وقال الحسن رضي الله عنه: يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.
وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله: {ولتعلمن نبأه بعد حين} قال بعضهم: يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {ولتعلمن نبأه} قال: صدق هذا الحديث نبأ ما كذبوا به بعد حين من الدنيا وهو يوم القيامة، وقرأ {لكل نبأ مستقر} [الأنعام: 67] قال: وهو الآخرة يستقر فيها الحق، ويبطل فيها الباطل. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}.
قوله: {أَيُّوبَ} كقولِه: {عَبْدَنَا داود} [ص: 17] ففيه ثلاثةُ الأوجهِ. و{إذْ نادَى} بَدَلٌ منه بدلُ اشتمال. وقوله: {أني} جاء به على حكايةِ كلامِه الذي ناداه بسببه ولو لم يَحْكِه لقال: إنَّه مَسَّه لأنه غائبٌ. وقرأ العامَّةُ بفتح الهمزة على أنه هو المنادَى بهذا اللفظِ. وعيسى بن عمر بكسرِها على إضمار القولِ أو على إجراءِ النداءِ مُجْراه.
قوله: {بِنُصْبٍ} قرأ العامَّةُ بالضم والسكون. فقيل: هو جمعُ {نَصَبٍ} بفتحتين نحو: وَثَن ووُثْن، وأَسَدِ وأُسْدٍ. وقيل: هي لغةٌ في النَّصَبَ نحوُ: رُشْد ورَشَد، وحُزْن وحَزَن، وعُدْم وعَدَم. وأبو جعفر وشيبة وحفص ونافع في روايةٍ بضمتين وهو تثقيلُ نُصْب بضمة وسكون، قاله الزمخشري. وفيه بُعْدٌ لِماعَرَفْتَ أنَّ مقتضى اللغةِ تخفيفُ فُعُل كعُنُق لا تثقيل فُعْل كقُفْل، وفيه خلافٌ. وقد تقدَّم في العُسْر واليُسْر في البقرة. وقرأ أبو حيوة ويعقوبُ وحفصٌ في روايةٍ بفتحٍ وسكونٍ، وكلُّها بمعنًى واحدٍ: وهو التعبُ والمَشقةُ.
{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)}.
قوله: {رَحْمَةً} و{ذكرى} مفعولٌ من أجله أي: وهَبْناهم له لأَجْلِ رحمتِنا إيَّاه وليتذكَّرَ بحالهِ أولو الألباب.
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}.
قوله: {ضِغْثًا} الضِّغْثُ: الحُزْمَةُ الصغيرةُ من الحشيشِ والقُضْبان. وقيل: الحُزْمَةُ الكبيرةُ من القُضْبان. وفي المثل: ضِغْثٌ على إبَّالَة والإِبَّالةُ: الحُزْمَةُ من الحطبِ. قال الشاعر:
وأثقلَ مني نَهْدَةً قد رَبَطْتُها ** وأَلْقَيْتُ ضِغْثًا مِن خَلَىً مُتَطيَّبِ

وأصلُ المادة يَدُلُّ على جَمْعِ المختلطاتِ. وقد تقدَّم هذا في سورة يوسف في {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} [يوسف: 44].
قوله: {ولا تَحْنَثْ} الحِنْثُ: الإِثْمُ. ويُطْلَقُ على فِعْلِ ما حُلِفَ على تَرْكِه أو تَرْكِ ما حُلِفَ على فِعْله لأنَّهما سِيَّان فيه غالبًا.