فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وتقديره هنا أن أعبد وقوله أفغير منصوب بأعبد وأعبد معمول لتأمروني بإضمار أن.
{الجاهلون} كاف.
{من قبلك} جائز للابتداء بلام القسم والموحى محذوف أي أوحى ما أوحى مع احتمال أنَّ الموحى جملة لئن وعليه فليس بوقف لأنَّ معمول أوحى لم يأت ومثله في عدم الوقف عملك لأنَّ ما بعده مع الذي قبله جواب القسم وقرئ {لنحبطنَّ} بنون العظمة وعملك مفعول به.
{من الخاسرين} كاف.
{بل الله فاعبد} حسن.
{من الشاكرين} تام.
{حق قدره} تام على استئناف ما بعده وقرأ الحسن وأبو حيوة {قدّروا} بتشديد الدال حق قدره بفتح الدال.
{يوم القيامة} حسن لمن رفع مطويات خبر والسموات والعامة على رفع مطويات خبرًا وبيمينه متعلق بمطويات أو حال من الضمير في مطويات أو خبر ثان وليس بوقف لمن عطف والسموات على والأرض ومطويات بالنصب على الحال من السموات.
{بيمينه} تام للابتداء بالتنزيه ومثله يشركون.
{من شاء الله} حسن.
{ينظرون} كاف.
{بنور ربها} حسن ومثله بالحق.
{لا يظلمون} كاف ومثله ما عملت.
{بما يفعلون} تام.
{زمرًا} حسن ومثله أبوابها.
{لقاء يومكم هذا} كاف ومثله على الكافرين.
{خالدين فيها} حسن على استئناف ما بعده.
{المتكبرين} تام ووقف بعضهم على جهنم وابتدأ زمر بالرفع وبها قرئ بتقدير منهم زمر.
{وزمرًا} جائز ومثله وفتحت أبوابها وهو جواب حتى إذا وقيل الجواب محذوف تقديره سروا بذلك وسمى بعضهم هذه الواو واو الثمانية قال لأنَّ أبواب الجنة ثمانية قال بعض أهل العربية الواو مفحمة والعرب تقحم مع حتى إذا كما هنا ومع لما كما تقدم في قوله وتله للجبين وناديناه معناه ناديناه والواو لا تقحم إلا مع هذين وقيل الجواب وقال لهم خزنتها والواو مقحمة أيضًا.
{خالدين} تام.
{حيث نشاء} كاف على استئناف ما بعده.
{العاملين} كاف ومثله حول العرش على استئناف ما بعده وليس بوقف إن علق ما بعده بما قبله.
{بحمد ربهم} تام لأنَّ الماضي لا يعطف على المستقبل ومثله في التمام بالحق على استئناف ما بعده.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الزمر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قرأ الحسن: {اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ}.
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على حديث الطاغوت وأنه مقلوب، ووزنه فلعوت من طغيت، وقالوا أيضا: طغوت. وقولهم: طغيان دليل على أن اللام ياء، فأصله إذا طغيوت، مصدر كالرغبوت والرهبوت والملكوت، ثم قدمت اللام على العين، فصارت طيغوت، ثم قلبت الياء- لتحركها وانفتاح ما قبلها ألفا، فصارت طاغوت، وكان قياسه إذا كسر أن يقال: طياغيت، إلا أنه ينبغي أن يكون الطواغيت جاء على لغة من قال: طغوت.
ومثال طواغيت- على ما ترى- فلاعيت، وتبني مثلها من ضرب فتقول: ضاربتن ومن قتل قلاتيت، ومن وأيت ويائيت.
ومثلها سواء الحانوت، وهي في الأصل حنووت، فعلوت من حنوت؛ لأن الحانوت يحنو على ما فيه، ثم قدمت اللام على العين، فصار حونوت، ثم انقلبت الواو كما انقلبت في طوغوت، فصار حانوت، ووزنها فلعوت، وعليه قالوا في تكسيرها: حوانيت، وهي فلاعيت.
والحانة محذوفة اللام، كالبالة من باليت، وعليه قال عمارة:
وكيف لنا بالشرب فيها وما لنا ** دنانير عند الحانوي ولا نقد

فهذا على النسبة، إلى ناجية ناجوى.
ويجوز في الطواغيت وجه آخر، وهو أن يكون من طغيت، إلا أنه لما قدم اللام وقبلها، فصارت إلى طاغوت- أشبهت فاعوا، فكسرها بالواو، كعاقول وعواقيل، وساجور وسواجير، لاسيما وقد كثر عنهم التخليط في هذا المثال. ألا تراهم قالوا: شيراز، ثم كسروا فقالوا: شواريز، فيما حكاه أبو الحسن. وقياسه شياريز، أو شراريز. والوجه الأول أقرب مأخذا، وهذا الثاني أيضا مقبول على ما ترى.
ومن ذلك قراءة أبي صالح الكوفي ومحمد بن جحادة وعكرمة بن سليمان: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} خفيفة.
قال أبو الفتح: قوله: صدوق به، خفيفة- ضرب في الثناء على المؤمن، فهو كقولك: الذي يأمر بالمعروف، ويتبع سبيل الخير فيه- مثاب عند الله، فكذلك قوله: {وَصَدَّقَ بِه} أي: استحق اسم الصدق في مجيئه به، فمن أمره كذا.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر: {يَا حَسْرَتَاى}.
وروى ابن جماز عنه: {يَا حَسْرَتَاى} مجزومة الياء.
قال أبو الفتح: في هذه القراءة إشكال، وذلك أن الألف في {حسرتا} إنما هي بدل من ياء حسرتي. أبدلت الياء ألفا هربا إلى خفة الألف من ثقل الياء، كقولك: يا غلاما ويا صاحبا، أنت تريد: يا غلامي ويا صاحبي. وأنشده منه قوله:
يا بنت عما لا تلومي واهجمي

وذلك أنه أبدل من ياء عمي ألفا، وليس العم منادى. وهذا البدل إنما بابه النداء، كقولك: يا أبا، ويا أما وكان- على هذا- ينبغي ألا يأتي بياء المتكلم بعد الألف؛ لأن هذه الألف إنما هي بدل من ياء الضمير، وليس له هناك ياءان، فهذا وجه إشكال هذا، وهو واضح.
والذي عندي فيه أه جمع بين العوض والمعوض منه، أعني البدل والمبدل منهن كمذهب أبي إسحاق وأبي بكر في قول الفرزدق:
هما نفثا في في من فمويهما ** على النابح العاوي أشد رجام

أي: مراجعة: وأنه جمع بين الميم والواو، وإنما الميم بدل من الواو. ومثله ما أنشده أبو زيد:
إني إذا ما حدث ألما ** دعوت يا اللهم يا اللهما

فجمع بين يا والميم، وإنما الميم في آخر الاسم عوض من يا في أوله، إذا قلت: اللهم اغفر لنا، وعليه قول الآخر:
يا أمتا أبصرني راكب ** في بلد مسحنفر لاحب

وإنما التاء في يا أمت بدل من الياء في يا أمي، فجمعت بينهما ثم أبدلت من الياء ألفا، فقالت: يا أمتا. وقال أبو علي في قوله:
ضخم يحب الخلق الأضخما

إنه يجري مجرى الجمع بين العوض والمعوض منه، قال: وذلك أن هذا التشديد الذي يعرض في الوقف إنما دخل إيذانا بأن آخر الحرف محرك في الوصل، إذ لا يجتمع ساكنان في الإدراج هكذا، فكان يجب إذا أطلق في الوصل أن يحذف التشديد لزوال الحاجة إليه بالإطلاق، قال: فتركه الحرف المزيد في الوقف للتثقيل مع استغنائه عنه بإطلاق الحرف- فكأنه جمع بين العوض والمعوض منه، وهذا تأول- وإن كان صحيحا- بعيد، والذي رأيناه نحن أقرب القريب.
وأما إسكان الياء في {يَا حَسْرَتَاى} في الرواية الثانية هو على ما مضى من قراءة نافع: {مَحْيَايَ وَمَمَاتِي}. وأرى مع هذا لهذا الإسكان هنا مزية على ذلك، وذلك أنه قد كان ينبغي ألا يجمع بين الألف والياء؛ إذ كانت الألف هي الياء، إلا أنه لما صانع عن ذلك بما ذكرناه، فألحق الياء على ما في ضعفت في نفسه؛ لضعف القياس في إثباتها مع الألف، فضاءل منها وألطأ بالسكون شخصها. وإذا لاطفت فكرك في تأمل ذلك وأنسته به أصحب إليه، وتابعك مع إنارة الفكر عليه.
ومن ذلك قراءة ابن عباس: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْض}.
قال أبو الفتح: شرقت الشمس: إذا طلعت، وأشرقت: إذا أضاءت وصفت، وشرقت: إذا احمرت لقربها من الأرض؛ فتكون هذه القراءة التي هي {أشرقت} منقولة من شرقت: إذا طلعت. وأشرقت أبلغ منه؛ لقوة نورها وإضاءتها.
وفي {أشرقت} معنى آخر، وهو أنها إذا أشرقت وأضاءت فإنما زاد نورها، وقد كان قرصها ظاهرا قبل ذلك. وأما شرقت، أي: طلعت فإنها- وإن لم يكن لها صفاء المشرقة- فإنه قد أشرف على الأرض من شخصها عقيب ظلمة الليل قبلها ما هال رائيه ونسخ ما كان من سواد الليل قبله. فهذا القدر- لارتجاله وفجاءة وجه الأرض به- أظهر قدرا من إضاءتها عقيب ما سبق من ظهور قرصها، وطبق الأرض من نورها.
وهذا كان يعطيك رجل عشرة دراهم على حاجة منك إليها؛ فتقع موقعها. فإن زادك هو أو غيره درهما آخر فصارت أحد عشر- فهي لعمري أكثر من عشرة، إلا أن قدر الدرهم المزيد عليها لا يفي بقدر العشرة الواردة على قوة الحاجة، فشرقت كالعشرة، وأشرقت كالأحد عشر، فافهم ذلك ممثلا بإذن الله. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الزمر:
مكية قيل إلا {الله الذي نزل} وقيل {يا عبادي الذين}.
وآيها سبعون وثنتان حجازي وبصري وثلاث شامي وخمس كوفي.
خلافها سبع:
{فيه يختلفون} تركها كوفي وعد {له ديني} و{فما له من هاد} الثاني و{فسوف تعلمون} {مخلصا له الدين} الثاني كوفي ودمشقي {فبشر عباد} تركها مكي ومدني أول وعدا {تجري من تحتها الأنهار}.
مشبه الفاصلة خمس:
{الدين الخالص} {بما كنتم تعملون} {كلمة العذاب} {متشاكسون} {حين}.
وعكسه:
موضع {له الدين} الأولى.
القراآت:
أمال {زلفى} حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وكذا لاصطفى لغير أبي عمرو فإنه يفتحها مع الباقين.
وقرأ {في بطون أمهاتكم} (الآية 6) بكسر الهمزة والكسائي وزاد حمزة كسر الميم وهذا في الدرج أما في الابتداء فلا خلاف في ضم الهمزة وفتح الميم كما مر بالنساء وأمال فإني حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والتقليل الأزرق والدوري عن أبي عمرو وكذا يرضى غير الدوري المذكور فإنه بفتحها.
وقرأ {يرضه} الآية 7 باختلاس ضمة الهاء نافع وحفص وحمزة ويعقوب واختلف فيه عن ابن ذكوان وابن وردان والثاني لهما الإشباع وقرأ السوسي بسكون الهاء واختلف فيه أعني الإسكان عن الدوري وهشام وأبي بكر وابن جماز والثاني للدوري وابن جماز الإشباع والثاني لهشام وأبي بكر الاختلاس والباقون وهم ابن كثير والكسائي وخلف عن نفسه بالإشباع فتلخص لنافع وحفص وحمزة ويعقوب الاختلاس فقط ولابن كثير والكسائي وخلف الإشباع فقط وللسوسي الإسكان فقط وللدوري وابن جماز الإسكان والإشباع ولهشام وأبي بكر الإسكان والاختلاس ولابن ذكوان وابن وردان الاختلاس والإشباع ومر الخلف للأزرق في ترقيق وزر والوجهان له في جامع القرآن وقرأ {ليضل عن} الآية 8 بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس بخلف واختلف في {أمن هو} الآية 9 فنافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم على أنها موصولة دخلت عليها همزة الاستفهام التقريري ويقدر معادل دل عليه هل يستوي أي أمن هو قانت إلخ كمن جعل الله أندادا وافقهم الأعمش.
والباقون بالتشديد فهي أم المتصلة دخلت على من الموصولة أيضا والمعادل محذوف قبلها أي هذا الكافر خير أم الذي هو قانت لكن تعقبه أبو حيان بأن حذف المعادل الأول يحتاج إلى سماع ولذا قيل إنها منقطعة والتقدير بل أم من هو قانت كغيره واتفقوا على حذف الياء من {يا عباد الذين آمنوا} (الآية 10) إلا ما انفرد به أبو العلاء عن رويس من إثباتها وقفا فخالف سائر الناس كما مر في المرسوم وفتح ياء {إني أمرت} الآية 11 نافع وأبو جعفر {وإني أخاف} الآية 13 نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وأما يا عباد فاتقون فأثبت الياء في الحالين من فاتقون يعقوب بكماله واختلف عن رويس في يا عباد فجمهور العراقيين على إثباتها عنه كذلك والآخرون على الحذف وهو القياس فإنه قاعدة الاسم المنادى وأثبت ياء فبشر عباد وصلا مفتوحة السوسي بخلف واختلف المثبتون عنه في الوقف فأثبتها عنه الجمهور منهم فيه وحذفها آخرون أما من حذفها وصلا فيحذفها وقفا قطعا فتحصل للسوسي ثلاثة أوجه الإثبات في الحالين والحذف فيهما والإثبات وصلا مفتوحة لا وقفا والثلاثة في الطيبة ووقف عليها يعقوب بالياء على أصله والباقون بالحذف في الحالين وقرأ أبو جعفر لكن بتشديد النون فالذين بعده موضعه نصب كما مر بآل عمران ووقف على من هاد بالياء ابن كثير وقرأ قيل بالإشمام هشام والكسائي ورويس وأدغم دال {ولقد ضربنا} ورش وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وقرأ ابن كثير {قرانا} بالنقل واختلف في {ورجلا سلما} الآية 29 فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالألف وكسر اللام اسم فاعل أي خالصا من الشركة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بفتح السين واللام بلا ألف مصدر وصف به مبالغة في الخلوص من الشركة وعن ابن محيصن والحسن إنك مائت وإنهم مائتون بألف بعد الميم وبعدهما همزة مكسورة فيهما وأدغم ذال إذ جاءه أبو عمرو وهشام واختلف في {بكاف عبده} الآية 36 فحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف {عباده} بألف على الجمع على إرادة الأنبياء والمطيعين من المؤمنين وافقهم الأعمش والباقون بغير ألف أي كافيك يا محمد أمر الكفار فالمفعول الثاني فيهما محذوف ووقف ابن كثير على من هاد بالياء وقرأ {قل أفرأيتم} بتسهيل الثانية قالون وورش وللأزرق عنه أيضا إبدالها ألفا خالصة مع أشباع المد للساكنين وحذفها الكسائي كما مر بالأنعام وغيرها وسكن ياء إن أرادني الله حمزة واختلف في {كاشفات ضره} الآية 38 و{ممسكات رحمته} الآية 38 فأبو عمرو ويعقوب بتنوين {كاشفات وممسكات} ونصب {ضره} و{رحمته} اسم فاعل بشرطه فيعمل عمل فعله ويتعدى لواحد لنفسه وإلى آخر بعن أي عني وافقهم اليزيدي والحسن وابن محيصن من المفردة والباقون بغير تنوين فيهما وجر ضره ورحمته على الإضافة اللفظية وعن ابن محيصن من المبهج تسكين ياء {حسبي الله} وقرأ {مكاناتكم} بالجمع أبو بكر واختلف في {قضى عليها الموت} الآية 42 فحمزة والكسائي وخلف بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء مبنيا للمفعول و{الموت} بالرفع نائب الفاعل وافقهم الأعمش والباقون بفتح القاف والضاد مبنيا للفاعل والموت بالنصب مفعوله وللأزرق فيه الفتح والتقليل وقرأ: {ثم إليه ترجعون} الآية 44 بالبناء للفاعل يعقوب ويوقف لحمزة على اشمأزت بالتسهيل بين بين فقط وحكى إبدالها ألفا وحذفها وهما ضعيفان وفتح {يا عبادي الذين أسرفوا} نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وسكنها الباقون وقرأ {لا تقنطوا} الآية 53 بكسر النون أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف الباقون بفتحها ومر بالحجر.