فصل: (سورة الزمر: الآيات 60- 61):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الزمر: الآيات 60- 61]:

{وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {ترى} {على اللّه} متعلّق ب {كذبوا} الهمزة للاستفهام التقريريّ {في جهنّم} متعلّق بمحذوف خبر ليس {مثوى} اسم ليس مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة {للمتكبّرين} متعلّق بنعت لمثوى.
جملة: {ترى} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كذبوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {وجوههم مسودّة} في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: {أليس في جهنّم مثوى} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف لتقرير مضمون ما سبق-.
(61) الواو عاطفة {بمفازتهم} متعلّق ب {ينجّي} والباء سببيّة لا نافية في الموضعين.
وجملة: {ينجّي اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى.
وجملة: {اتّقوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يمسهم السوء} في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: {هم يحزنون} في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يمسهم السوء.
وجملة: {يحزنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.

.[سورة الزمر: الآيات 62- 63]:

{اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شيء وَهُوَ عَلى كُلِّ شيء وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (63)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {على كلّ} متعلّق بوكيل.
جملة: {اللّه خالق} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو}... {وكيل} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(63) {له} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مقاليد الواو استئنافيّة- أو عاطفة- {بآيات} متعلّق ب {كفروا} {هم} ضمير فصل- أو منفصل مبتدأ خبره الخاسرون، والجملة خبر أولئك-.
وجملة: {له مقاليد} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {الذين كفروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أولئك}... {الخاسرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.

.الصرف:

{مقاليد} جمع مقلاد، اسم آلة، زنة مفتاح بكسر الميم، أو جمع مقليد زنة منديل بكسر الميم.. يجوز أن يكون اسم جمع لا واحد له من لفظه.

.[سورة الزمر: آية 64]:

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (64)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {غير} مفعول به مقدّم عامله أعبد، والنون المشدّدة في {تأمرونّي} هي علامة الرفع ونون الوقاية {أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {الجاهلون} بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه، أو نعت له- تبعه في الرفع لفظا.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تأمرونّي} جواب شرط مقدّر أي: إن كان اللّه خالق كلّ شيء فكيف تأمرونني أن أعبد غير اللّه.
وجملة: {أعبد} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {أيّها الجاهلون} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الفوائد:

نون الوقاية:
وتسمى أيضا نون العماد وتأتي قبل ياء المتكلم المنتصبة بواحد من ثلاثة:
آ- الفعل، متصرفا كان نحو أكرمني، أو جامدا نحو عساني وقاموا ما خلاني وما عداني وحاشاني إن قدّرت فعلا. وأما قول رؤبة:
عددت قومي كعديد الطيس ** إن ذهبت القوم الكرام ليسي

فضرورة. ومعنى الطيس: الرمل الكثير. ونحو {تأمرونني} يجوز فيه الفك والإدغام {تأمرونّي} والنطق بنون واحدة. وقد قرئ بهن في السبعة. وعلى الأخيرة أي القراءة بنون واحدة تأمروني فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل نون الوقاية، وهو الصحيح.
الثاني: اسم الفعل نحو داركني وتراكني وعليكني بمعنى أدركني واتركني والزمني.
الثالث: الحرف نحو إنني وهي جائزة الحذف مع إنّ وأنّ ولكنّ وكأنّ، وغالبة الحذف مع لعلّ، وقليلة الحذف مع ليت وتلحق أيضا قبل الياء المخفوضة ب من وعن إلا في الضرورة.
وقبل المضاف إليها أي الياء المضاف إليها لدن أو قد أو قط إلا في قليل من الكلام.

.[سورة الزمر: الآيات 65- 66]:

{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر قد حرف تحقيق {إليك} متعلّق ب {أوحي} وكذلك {إلى الذين} فهو معطوف عليه {من قبلك} متعلّق بمحذوف صلة الذين اللام موطّئة للقسم إن حرف شرط جازم {أشركت} ماض في محلّ جزم فعل الشرط اللام لام القسم {يحبطنّ} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع. والنون نون التوكيد الواو عاطفة {لتكوننّ} مثل ليحبطنّ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت {من الخاسرين} متعلّق بخبر تكونّن.
جملة: {أوحي} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن أشركت} لا محلّ لها تفسر نائب الفاعل المقدّر.
وجملة: {يحبطنّ عملك} لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: {تكوننّ من الخاسرين} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(66) {بل} للإضراب الانتقاليّ {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به مقدّم عامله اعبد الفاء عاطفة، {من الشاكرين} متعلّق بخبر كن.
وجملة: {اعبد} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
تنبّه فأعبد اللّه.
وجملة: {كن من الشاكرين} لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبد.

.[سورة الزمر: آية 67]:

{وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة ما نافية {حقّ} مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر الواو حاليّة {جميعا} حال من الأرض بملاحظة معناها المتعدّد {قبضته} خبر المبتدأ الأرض مرفوع {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق بقبضة بمعنى مقبوضة الواو عاطفة {بيمينه} متعلّق بمطويّات {سبحانه} مفعول مطلق منصوب {عمّا} متعلّق ب {تعالى}.
جملة: {ما قدروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الأرض}... {قبضته} في محلّ نصب حال.
وجملة: {السموات مطويّات} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: نسبّح {سبحانه} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئنافيّة- وجملة: {تعالى} لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّح سبحانه.
وجملة: {يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول ما.

.الصرف:

قبضة: اسم للكفّ المثني، واستعمل هنا مجازا بمعنى الملك والقدرة وبمعنى المقبوض، أو بمعنى فانية معدومة، وزنه فعلة على وزن مصدرة المرّة من فعل قبض.
{مطويّات} جمع مطويّة مؤنّث مطويّ اسم مفعول من فعل طوى الثلاثيّ، وزنه مفعول.. فيه إعلال بالقلب أصله مطووي بضمّ الواو الأولى وتسكين الثانية، اجتمعت الواو الثانية والياء في الكلمة والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى فقيل مطويّ، ثمّ كسرت الواو قبل الياء للمناسبة.
يمينه: تؤوّل بمعنى القدرة والتملّك.

.[سورة الزمر: الآيات 68- 70]:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (70)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {في الصور} نائب الفاعل الفاء عاطفة في الموضعين {في السموات} متعلّق بمحذوف صلة الموصول من الأول، وكذلك {في الأرض} صلة من الثاني {إلّا} للاستثناء من موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع {ثمّ} حرف عطف {فيه} نائب الفاعل {أخرى} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، إذا فجائيّة.
جملة: {نفخ في الصور} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {صعق من} لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور.
وجملة: {شاء اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول من.
وجملة: {نفخ فيه} لا محلّ لها معطوفة على جملة صعق من.
وجملة: {إذا هم قيام} لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ فيه.
وجملة: {ينظرون} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هم.
(69) الواو عاطفة في المواضع الخمسة {بنور} متعلّق ب {أشرقت} {بالنبيّين} نائب الفاعل {بينهم} ظرف منصوب متعلّق ب {قضي} {بالحقّ} نائب الفاعل الواو حاليّة لا نافية.
وجملة: {أشرقت الأرض} لا محلّ لها معطوفة على جملة هم قيام.
وجملة: {وضع الكتاب} لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
وجملة: {جيء بالنبيّين} لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
وجملة: {قضي}... {بالحقّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة أشرقت.
وجملة: {هم لا يظلمون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {لا يظلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
(70) الواو عاطفة ما حرف مصدريّ، الواو الثانية استئنافيّة- أو حالية ما حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل {ما عملت} في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء عملها.
والمصدر المؤوّل ما يفعلون... في محلّ جرّ ب الباء متعلّق بأعلم.
وجملة: {وفّيت كلّ نفس} لا محلّ لها معطوفة على جملة قضي.
وجملة: {عملت} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {هو أعلم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يفعلون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما الثاني.

.الصرف:

(69) جيء: أعيدت الألف إلى أصلها لمناسبة البناء للمجهول ثمّ كسرت فاؤه لأن عينه مكسورة في الأصل، ثم سكّنت الياء لاستثقال الكسرة عليها.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها}.
وقد استعار اللّه عز وجل النور للحق والقرآن والبرهان في مواضع من التنزيل.

.الفوائد:

نفخة الصور:
الصور هو القرن، وهو عالم كبير لا يعلمه إلا اللّه عز وجل، وفيه منازل لأرواح الخلق، وأفادت الآية أن عدد النفخات اثنتان، النفخة الأولى للصعق أي الموت، والثانية للبعث أي القيام من القبور، ولكن جمهور العلماء على أن النفخات ثلاث، والثالثة هي: نفخة الفزع، وهي سابقة لنفخة الصعق، بدليل قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ما بين النفختين أربعون. قالوا أربعون يوما؟ قال: أبيت قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. ثم ينزل اللّه عز وجل ماء من السماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة».
وعجب الذنب: عظم كحبة الخردل في نهاية العصعص. والعلماء على أن بين النفختين أربعين سنة، واللّه أعلم. وبعد أن تنبت أجساد العباد ينفخ في الصور النفخة الأخيرة، فتنطلق الأرواح من الصور إلى الأجساد، دون أن تخطئ روح صاحبها، فيقومون أحياء للحساب. وذلك تفسير قوله تعالى {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أي عادت الروح للجسد واللّه أعلم.