فصل: (سورة الزمر: الآيات 73- 75):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الزمر: الآيات 73- 75]:

{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (73) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (75)} {وَسِيقَ} حرف عطف وماض مبني للمجهول {الَّذِينَ} نائب فاعل {اتَّقَوْا} ماض وفاعله {رَبَّهُمْ} مفعول به {إِلَى الْجَنَّةِ} متعلقان بسيق {زُمَرًا} حال وجملة سيق معطوفة على ما قبلها وجملة اتقوا صلة {حَتَّى} ابتدائية {إِذا} ظرفية شرطية غير جازمة {جاؤُها} ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة {وَفُتِحَتْ} الواو واو الحال وماض مبني للمجهول {أَبْوابُها} نائب فاعل والجملة في محل نصب حال {وَقالَ} ماض {لَهُمْ} متعلقان بالفعل {خَزَنَتُها} فاعل والجملة معطوفة {سَلامٌ} مبتدأ {عَلَيْكُمْ} متعلقان بالخبر محذوف {طِبْتُمْ} ماض وفاعل والجملتان الاسمية والفعلية مقول القول {فَادْخُلُوها} الفاء الفصيحة وأمر وفاعله ومفعوله {خالِدِينَ} حال منصوبة بالياء والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها {وَقالُوا} حرف عطف وماض وفاعله والجملة معطوفة على جواب الشرط {الْحَمْدُ} مبتدأ {لِلَّهِ} خبره والجملة مقول القول {الَّذِي} صفة للفظ الجلالة {صَدَقَنا} ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة صلة {وَعْدَهُ} مفعوله الثاني {وَأَوْرَثَنَا} حرف عطف وماض ومفعوله الأول {الْأَرْضَ} مفعوله الثاني {نَتَبَوَّأُ} مضارع فاعله مستتر والجملة حال {مِنَ الْجَنَّةِ} متعلقان بالفعل {حَيْثُ} ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب {نَشاءُ} مضارع فاعله مستتر.
{فَنِعْمَ} ماض لإنشاء المدح {أَجْرُ} فاعل مرفوع {الْعامِلِينَ} مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة مستأنفة {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ} حرف استئناف ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر وحافين حال {مِنْ حَوْلِ} متعلقان بحافين {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} مضارع وفاعله وبحمد متعلقان بمحذوف حال وربهم مضاف إليه والجملة حال.
{وَقُضِيَ} حرف عطف وماض مبني للمجهول {بَيْنَهُمْ} ظرف متعلق بالفعل {بِالْحَقِّ} متعلقان بحال محذوفة {وَقِيلَ} حرف عطف وماض مبني للمجهول.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ} مبتدأ ولفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بخبر محذوف والجملة نائب فاعل {رَبِّ الْعالَمِينَ} بدل والعالمين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجملة مقول. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة الزمر ذكر فِيهَا ثَلَاثَة عشر حَدِيثا:
1111- الحَدِيث الأول:
كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُ أَصْحَابه بِالْمَوْعِظَةِ.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي آخر الدَّعْوَات وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث شَقِيق قَالَ كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يذكرنَا كل يَوْم خَمِيس فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِنَّا نحب حَدِيثك وَنَشْتَهِيهِ وَلَوَدِدْنَا أَنَّك حَدَّثتنَا كل يَوْم فَقَالَ مَا يَمْنعنِي أَن أحدثكُم إِلَّا كَرَاهِيَة أَن أَملكُم إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّام كَرَاهِيَة السَّآمَة علينا. انتهى.
1112- الحَدِيث الثَّانِي:
قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أفضل الصَّلَاة صَلَاة الْقُنُوت».
قلت هَكَذَا وجدته فِي عدَّة نسخ وَالَّذِي فِي الصَّحِيح وَغَيره أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت» انْتَهَى.
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بِالْقُنُوتِ الْقيام وَقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ فِي حَدِيث رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق أَحْمد بن حَنْبَل بِسَنَدِهِ إِلَى عبد الله ابْن حبشِي الْخَثْعَمِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل قَالَ «طول الْقيام» انْتَهَى.
وَرَوَى أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد عَن عبد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه سُئِلَ عَن الْقُنُوت فَقَالَ مَا أعرف الْقُنُوت إِلَّا طول.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثني ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مدينا الْموصِلِي بِبَغْدَاد ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن الْقيام ثمَّ قَرَأَ {أَمن هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا}. انتهى.
وَرَوَى الطَّحَاوِيّ فِي شرح الْآثَار فِي بَاب الْقِرَاءَة فِي رَكْعَتي الْفجْر حَدثنَا مُحَمَّد بن النُّعْمَان ثَنَا الْحميدِي ثَنَا سُفْيَان قَالَ سَمِعت أَبَا الزُّبَيْر يحدث عَن جَابر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أفضل الصَّلَاة طول الْقيام». انتهى.
1113- الحَدِيث الثَّالِث:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ «ينصب الله الموازين يَوْم الْقِيَامَة فَيُؤتَى بِأَهْل الصَّلَاة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الصَّدَقَة فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْحَج فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان وَيصب عَلَيْهِم الْأجر صبا قَالَ الله تَعَالَى إِنَّمَا يُوفى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب حَتَّى يتَمَنَّى أهل الْعَافِيَة أَن أَجْسَادهم تقْرض بالمقابض مِمَّا يذهب بِهِ أهل الْبلَاء من الْفضل ويحوزونه».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه مُخْتَصرا فَقَالَ ثَنَا السّري بن سهل الجنديسابوري ثَنَا عبد الله بن رشيد ثَنَا مجاعَة بن الزُّبَيْر عَن قَتَادَة عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «يُؤْتَى بِالشُّهَدَاءِ يَوْم الْقِيَامَة فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ وَيُؤْتَى بالمتصدقين فَيَنْصبُونَ لِلْحسابِ ثمَّ يُؤْتَى بِأَهْل الْبلَاء فَلَا ينصب لَهُم ميزَان وَلَا ينشر لَهُم ديوَان فَيصب عَلَيْهِم الْأجر حَتَّى إِن أهل الْعَافِيَة لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْموقف أَن أَجْسَادهم قرضت بِالْمَقَارِيضِ من حسن ثَوَاب الله لَهُم». انتهى.
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة جَابر بن زيد بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَد آخر وَمتْن الْكتاب فَقَالَ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق السّني حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّحَّاك ثَنَا نصر بن مَرْزُوق ثَنَا أَسد بن مُوسَى ثَنَا بكر بن حُبَيْش عَن ضرار بن عَمْرو.
عَن زيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «ينصب الْمِيزَان» إِلَى آخِره بِلَفْظ المُصَنّف.
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّرْغِيب والترهيب بِهَذَا السَّنَد وَبكر ابْن حُبَيْش وَضِرَار وَالرَّقَاشِيُّ كلهم ضِعَاف.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا بكر بن حُبَيْش ثَنَا ضرار بن عَمْرو بِهِ بِلَفْظ المُصَنّف إِلَّا أَنه زَاد الصَّوْم بعد الصَّلَاة.
1114- الحَدِيث الرَّابِع:
قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه} فَقيل يَا رَسُول الله كَيفَ انْشِرَاح الصَّدْر قَالَ «إِذا دخل النُّور الْقلب انْشَرَحَ وَانْفَتح» فَقيل يَا رَسُول الله فَمَا عَلامَة ذَلِك قَالَ «الْإِنَابَة إِلَى دَار الْخلد والتجافي عَن دَار الْغرُور وَالتَّأَهُّب للْمَوْت قبل نُزُوله».
قلت رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول فِي الأَصْل السَّادِس والثمانين حَدثنَا صَالح بن مُحَمَّد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن يَحْيَى الْأَسْلَمِيّ حَدثنِي أَبُو سُهَيْل بن أبي أنس عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عمر أَن رجلا قَالَ يَا نَبِي الله أَي الْمُؤمن أَكيس قَالَ «أَكْثَرهم ذكرا للْمَوْت وَأَحْسَنهمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا وَإِذا دخل النُّور فِي الْقلب انْفَتح وَاسْتَوْسَعَ» قَالُوا فَمَا آيَة ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ «الْإِنَابَة إِلَى دَار الخلود والتجافي عَن دَار الْغرُور والاستعداد للْمَوْت قبل نُزُوله» ثمَّ قَرَأَ {أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نور من ربه}. انتهى.
مُحَمَّد ثني أبي عَن أَبِيه ثَنَا زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الله ابْن الْحَارِث عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ قَرَأَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَفَمَن شرح الله صَدره» إِلَى آخِره.
والْحَدِيث رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ تَلا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {فَمن يرد الله أَن يهديه يشْرَح صَدره لِلْإِسْلَامِ} فَقَالَ «إِن النُّور إِذا دخل الصَّدْر اِنْفَسَحَ» إِلَى آخِره فَقيل يَا رَسُول الله إِلَى آخِره.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسبْعين وَسكت عَنهُ الْحَاكِم.
وَهَذِه الْآيَة فِي الْأَعْرَاف وَكَأَنَّهُ اخْتِلَاف لفظ من الرَّاوِي.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْحسن بن سعيد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ ثَنَا عبد الله بن سعيد بن يَحْيَى ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان الرهاوي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه بِهِ بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف.
ثمَّ رَوَاهُ حَدثنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا آدم ثَنَا عِيسَى بن مَيْمُون ثَنَا مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة {أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ} قَالُوا يَا رَسُول الله فَهَل تَنْشَرِح الصُّدُور قَالَ «نعم» قَالُوا هَل لذَلِك عَلامَة قَالَ «نعم التَّجَافِي عَن دَار الْغرُور» إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو حَامِد أَحْمد بن عَلّي بن الْحسن الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو فَرْوَة يزِيد بن مُحَمَّد بن سِنَان ثني أبي عَن أَبِيه بِسَنَد الثَّعْلَبِيّ وَمتْن المُصَنّف إِلَّا أَنه قَالَ «وَانْفَسَحَ».
1115- قوله:
كَمَا جَاءَ فِي وَصفه يَعْنِي الْقُرْآن لَا ينْفد وَلَا ينشاق وَلَا يخلق عَلَى كَثْرَة الرَّد.
قلت تقدم فِي آل عمرَان وَلَيْسَ فِيهِ لَا ينْفد وَلَا ينشاق لَكِن ذكر القَاضِي عِيَاض الحَدِيث الْمَذْكُور فِي الشِّفَاء فِي آل عمرَان بِلَفْظ ثمَّ قَالَ وَعَن ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد فِيهِ لَا يخْتَلف وَلَا يتشان فِيهِ نبأ الْأَوَّلين والآخرين. انتهى.
1116- الحَدِيث الْخَامِس:
فِي الحَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكَرر عَلَى أَصْحَابه مَا كَانَ يَعِظهُمْ بِهِ وَينْصَح ثَلَاث مَرَّات وَسبعا.
قلت غَرِيب وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَفِي الاسْتِئْذَان من حَدِيث ثُمَامَة عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه كَانَ إِذا تكلم بِكَلِمَة أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تفهم عَنهُ وَإِذا أَتَى إِلَى قوم فَسلم عَلَيْهِم سلم عَلَيْهِم ثَلَاثًا انْتَهَى وَزَاد أَحْمد فِي مُسْنده وَكَانَ يسْتَأْذن ثَلَاثًا.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمدْخل قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ يشبه أَن يكون تَسْلِيمه عَلَيْهِ السَّلَام ثَلَاثًا كَانَ تَسْلِيم الاسْتِئْذَان كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي مُوسَى وَأبي سعيد وَإِلَّا فَالسنة فِي التَّسْلِيم مرّة وَاحِدَة.
قلت يُعَكر عَلَى هَذَا زِيَادَة أَحْمد فِي مُسْنده كَمَا ذَكرْنَاهُ.
1117- قوله:
قَالَ عبد الله بن عمر فِي قَوْله تَعَالَى {ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون} لقد عِشْنَا بُرْهَة من دَهْرنَا وَنحن نرَى أَن هَذِه الْآيَة أنزلت فِينَا وَفِي أهل الْكتاب قُلْنَا كَيفَ نَخْتَصِم وَنَبِينَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد وَكِتَابنَا وَاحِد حَتَّى رَأَيْت بَعْضنَا يضْرب وُجُوه بعض بِالسَّيْفِ فَعرفت أَنَّهَا نزلت فِينَا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ كُنَّا نقُول رَبنَا وَاحِد وَدِيننَا وَاحِد فَمَا هَذِه الْخُصُومَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين وَشد بَعْضنَا عَلَى بعض بِالسُّيُوفِ قُلْنَا نعم هَذَا هُوَ.
وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَت الصَّحَابَة مَا خُصُومَتنَا وَنحن إخْوَان فَلَمَّا قتل عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالُوا هَذِه خُصُومَتنَا.
قلت: الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث زيد بن أبي أنيسَة عَن الْقَاسِم بن عَوْف الْبكْرِيّ قَالَ سَمِعت ابْن عمر يَقُول لقد عِشْنَا إِلَى آخِره قَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ.
وَالثَّانِي ذكره الثَّعْلَبِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ وَرَوَى خلف بن خَليفَة عَن أبي هَاشم عَن الْخُدْرِيّ قَالَ كُنَّا نقُول إِلَى آخر كَلَامه.
وَالثَّالِث رَوَاهُ عبد الرازق والطبري والثعلبي فِي تفاسيرهم من حَدِيث إِسْمَاعِيل ابْن علية عَن ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ لما نزلت {ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون} قَالَت الصَّحَابَة فيمَ خُصُومَتنَا إِلَى آخِره.
1118- قوله:
عَن ابْن عَبَّاس فِي ابْن آدم نَفْس وروح بَينهمَا مثل شُعَاع الشَّمْس فَالنَّفْس الَّتِي بهَا الْعقل وَالتَّمَيُّز وَالروح الَّتِي بهَا النَّفس وَالْحَرَكَة فَإِذا نَام العَبْد قبض الله نَفسه وَلم يقبض روحه.
قلت غَرِيب جدا.
1119- الحَدِيث السَّادِس:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم} الْآيَة «مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة» فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ «إِلَّا وَمن أشرك» ثَلَاث مَرَّات.
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره ثني زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن أبي زَائِدَة ثَنَا حجاج ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن أبي قبيل قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ يَقُول ثني أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلي أنه سمع ثَوْبَان مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول «مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة {قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا عَلَى أنفسهم} الْآيَة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله وَمن أشرك فَسكت عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ قَالَ إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا وَمن أشرك». انتهى.
وَمن طَرِيق الطَّبَرِيّ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق ابْن وهب ثَنَا عبد الله بن لَهِيعَة بِهِ.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب.
التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من طَرِيق ابْن لَهِيعَة بِهِ سندا ومتنا وَلم يَقُولَا إِلَّا وَمن أشرك إِلَّا مرّة.
1120- الحَدِيث السَّابِع:
فِي حَدِيث «من الشّرك الْخَفي أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل» أَي لأجل الرجل.
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الرقَاق من حَدِيث كثير بن زيد الْمدنِي عَن ربيح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه عَن جده أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خرج علينا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَنحن نتذاكر الدَّجَّال فَقَالَ «غير الدَّجَّال أخوف عَلَيْكُم الشّرك الْخَفي أَن يعْمل الرجل لمَكَان الرجل» مُخْتَصر وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَلَفظ أَحْمد أَن يُصَلِّي الرجل لمَكَان الرجل وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن أبي سعيد إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَربيح بن عبد الرَّحْمَن حدث عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعلم فَذكرهمْ بِأَسْمَائِهِمْ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ عَن كثير بن زيد بِهِ بِلَفْظ أَحْمد.
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن المُرَاد بقوله لِمَكَانِك أَي لِأَجلِك.