فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)} {تنزيل} رفع بالابتداء، والخبر قوله: {من الله} وقالت فرقة: {تنزيل} خبر ابتداء تقديره: هذا تنزيل، والإشارة إلى القرآن.
وقرأ ابن أبي عبلة: {تنزيلَ} بنصب اللام.
و: {الكتاب} في قوله: {تنزيل الكتاب} قال المفسرون: هو القرآن ويظهر إلي أنه اسم عام لجميع ما تنزل من عند الله من الكتب، فإنه أخبر إخبارًا مجردًا الكتب الهادية الشارعة إنما تنزيلها من الله، وجعل هذا الإخبار تقدمه وتوطئة لقوله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب}.
و: {العزيز} في قدرته.
{الحكيم} في ابتداعه. و: {الكتاب} الثاني: هو القرآن لا يحتمل غير ذلك.
وقوله: {بالحق} يحتمل معنيين، أحدهما: أن يكون معناه متضمنًا الحق، أي بالحق فيه وفي أحكامه وأخباره. والثاني: أن يكون {بالحق} بمعنى بالاستحقاق والوجوب وشمول المنفعة للعالم في هدايتهم ودعوتهم إلى الله.
وقوله تعالى: {فاعبد الله} يحتمل أن تكون الفاء عاطفة جملة من القول على جملة واصلة، ويحتمل أن يكون كالجواب، لأن قوله: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق} جملة كأنه ابتداء وخبر، كما لو قال: الكتاب منزل، وفي الجمل التي هي ابتداء وخبر إبهام ما تشبه به الجزاء، فجاءت الفاء كالجواب، كما تقول: زيد قائم فأكرمه، ونحو هذا:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم

التقدير: هذه خولان: و: {مخلصًا} حال. و: {الدين} نصب به. ومعنى الآية الأمر بتحقيق النية لله في كل عمل، و{الدين} هنا يعم المعتقدات وأعمال الجوارح.
وقوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص} بمعنى من حقه ومن واجباته لا يقبل غير هذا، وهذا كقوله: {لله الحمد} [الجاثية: 36]، أي واجبًا ومستحقًا. قال قتادة: {الدين الخالص} لا إله إلا الله.
وقوله تعالى: {والذين اتخذوا} رفع بالابتداء، وخبره في المحذوف المقدر، تقديره: يقولون ما نعبدهم، وفي مصحف ابن مسعود: {قالوا ما نعبدهم} وهي قراءة ابن عباس ومجاهد وابن جبير. و: {أولياء} يريد بذلك معبودين، وهذ مقالة شائعة في العرب، يقول كثير منهم في الجاهلية: الملائكة بنات الله ونحن نعبدهم ليقربونا، وطائفة منهم قالت ذلك في أصنامهم وأوثانهم. وقال مجاهد: قد قال ذلك قوم من اليهود في عزير، وقوم من النصارى في عيسى ابن مريم. وفي مصحف أبي بن كعب: {ما نعبدكم} بالكاف {إلا لتقربونا} بالتاء. و{زلفى} بمعنى قربى وتوصلة، كأنه قال: لتقربونا إلى الله تقريبًا، وكأن هذه الطوائف كلها كانت ترى نفوسها أقل من أن تتصل هي بالله، فكانت ترى أن تتصل بمخلوقاته.
و{زلفى} عند سيبويه مصدر في موضع الحال، كأنه ينزل منزلة متزلفين، والعامل فيه {ليقربونا} هذا مذهب سيبويه وفيه خلاف، وباقي الآية وعيد في الدنيا والآخرة.
قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لاَّصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيِلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} هذه الآية إما أن يكون معناها أن الله لا يهدي الكاذب الكفار في حال كذبه وكفره، وإما أن يكون لفظها العموم ومعناها الخصوص فيمن ختم الله عليه بالكفر وقضى في الأزل أنه لا يؤمن أبدًا، وإلا فقد وجد الكاذب الكفار قد هدى كثيرًا.
وقرأ أنس بن مالك والجحدري: {كذب كفار} بالمبالغة فيهما، ورويت عن الحسن والأعرج ويحيى بن يعمر، وهذه المبالغة إشارة إلى المتوغل في الكفر، القاسي فيه الذي يظن به أنه مختوم عليه.
قوله تعالى: {لو أراد الله أن يتخذ}. معناه: اتخاذ التشريف والتبني، وعلى هذا يستقيم. قوله تعالى: {لاصطفى مما يخلق}.
وأما الاتخاذ المعهود في الشاهد فمستحيل أن يتوهم في جهة الله تعالى، ولا يستقيم عليه معنى قوله: {لاصطفى} وقوله: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا} [مريم: 92] لفظ يعم اتخاذ النسل واتخاذ الأصفياء، فأما الأول فمعقول، وأما الثاني فمعروف لخبر الشرع، ومما يدل على أن معنى قوله: أن يتخذ الاصطفاء والتبني قوله: {مما يخلق} أي من موجوداته ومحدثاته. ثم نزه تعالى نفسه تنزيهًا مطلقًا عن جميع ما لا يكون مدحة، واتصافه تعالى ب {القهار} اتصاف على الإطلاق، لأن أحدًا من البشر إن اتصف بالقهر فمقيد في أشياء قليلة، وهي في حين قهره لغيره مقهور لله تعالى عن أشياء كثيرة.
وقوله: {بالحق} معناه بالواجب الواقع موقعه الجامع للمصالح.
وقوله: {يكور} معناه يعيد من هذا على هذا، ومنه كور العمامة التي يلتوي بعضها على بعض، فكأن الذي يطول من النهار أو الليل يصير منه على الآخرة جزء فيستره، وكأن الآخر الذي يقصر يلج في الذي يطول فيستتر فيه، فيجيء {يكور} على هذا معادلًا لقوله: {يولج} [الحج: 61، لقمان: 29، فاطر: 13، الحديد: 6] ضدًا له. وقال أبو عبيدة: هما بمعنى، وهذا من قوله تقرير لا تحرير، وتسخير الشمس دوامها على الجري واتساق أمرها على ما شاء الله تعالى، والأجل المسمى يحتمل أن يكون يوم القيامة حين تنفسد البنية ويزول جري هذه الكواكب، ويحتمل أن يري وقت مغيبها كل يوم وليلة، ويحتمل أن يريد أوقات رجوعها إلى قوانينها كل شهر في القمر وسنة في الشمس. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {تَنزِيلُ الكتاب} ارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف هو اسم إشارة، أي: هذا تنزيل.
وقال أبو حيان: إن المبتدأ المقدّر لفظ هو ليعود على قوله: {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ للعالمين} [ص: 87]، كأنه قيل: وهذا الذكر ما هو؟ فقيل: هو تنزيل الكتاب.
وقيل: ارتفاعه على أنه مبتدأ، وخبره الجارّ والمجرور بعده، أي: تنزيل كائن من الله، وإلى هذا ذهب الزجاج، والفراء.
قال الفراء: ويجوز أن يكون مرفوعًا بمعنى: هذا تنزيل، وأجاز الفراء، والكسائي النصب على أنه مفعول به لفعل مقدّر، أي: اتبعوا، أو اقرءوا تنزيل الكتاب.
وقال الفراء: يجوز نصبه على الإغراء، أي: الزموا، والكتاب هو: القرآن، وقوله: {مِنَ الله العزيز الحكيم} على الوجه الأوّل صلة للتنزيل، أو خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف، أو متعلق بمحذوف على أنه حال عمل فيه اسم الإشارة المقدّر {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق} الباء سببية متعلقة بالإنزال، أي: أنزلناه بسبب الحقّ، ويجوز أن تتعلق بمحذوف هو: حال من الفاعل، أي: ملتبسين بالحق، أو من المفعول، أي: ملتبسًا بالحق، والمراد كلّ ما فيه من إثبات التوحيد، والنبوّة، والمعاد، وأنواع التكاليف.
قال مقاتل: يقول: لم ننزله باطلًا لغير شيء {فاعبد الله مُخْلِصًا لَّهُ الدين} الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، وانتصاب مخلصًا على الحال من فاعل اعبد، والإخلاص: أن يقصد العبد بعمله وجه الله سبحانه، والدين العبادة، والطاعة، ورأسها توحيد الله، وأنه لا شريك له.
قرأ الجمهور: {الدين} بالنصب على أنه مفعول مخلصًا.
وقرأ ابن أبي عبلة برفعه على أن {مخلصًا} مسند إلى {الدين} على طريقة المجاز.
قيل: وكان عليه أن يقرأ {مخلصًا} بفتح اللام.
وفي الآية دليل على وجوب النية، وإخلاصها عن الشوائب؛ لأن الإخلاص من الأمور القلبية التي لا تكون إلا بأعمال القلب، وقد جاءت السنة الصحيحة أن ملاك الأمر في الأقوال، والأفعال النية، كما في حديث: «إنما الأعمال بالنيات» وحديث: «لا قول ولا عمل إلا بنية» وجملة {أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص} مستأنفة مقرّرة لما قبلها من الأمر بالإخلاص، أي: إن الدين الخالص من شوائب الشرك، وغيره هو لله، وما سواه من الأديان، فليس بدين الله الخالص الذي أمر به.
قال قتادة: الدين الخالص شهادة أن لا إله إلا الله {والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء} لما أمر سبحانه بعبادته على وجه الإخلاص، وأن الدين الخالص له لا لغيره بيّن بطلان الشرك الذي هو مخالف للإخلاص، والموصول عبارة عن المشركين، ومحله الرفع على الابتداء، وخبره قوله: {إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} وجملة {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى} في محل نصب على الحال بتقدير القول، والاستثناء مفرّغ من أعمّ العلل، والمعنى: والذين لم يخلصوا العبادة لله، بل شابوها بعبادة غيره قائلين: ما نعبدهم لشيء من الأشياء إلا ليقرّبونا إلى الله تقريبًا، والضمير في نعبدهم راجع إلى الأشياء التي كانوا يعبدونها من الملائكة، وعيسى، والأصنام، وهم: المرادون بالأولياء، والمراد بقولهم: {إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى} الشفاعة، كما حكاه الواحدي عن المفسرين.
قال قتادة: كانوا إذا قيل لهم: من ربكم، وخالقكم، ومن خلق السموات، والأرض، وأنزل من السماء ماء؟ قالوا: الله، فيقال لهم: ما معنى عبادتكم للأصنام؟ قالوا: ليقرّبونا إلى الله زلفى، ويشفعوا لنا عنده.
قال الكلبي: جواب هذا الكلام قوله في سورة الأحقاف: {فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله قُرْبَانًا ءالِهَةَ} [الأحقاف: 28].
والزلفى اسم أقيم مقام المصدر، كأنه قال: إلا ليقرّبونا إلى الله تقريبًا.
وفي قراءة ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد: {قالوا ما نعبدهم} ومعنى {إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} أي: بين أهل الأديان يوم القيامة، فيجازي كلا بما يستحقه.
وقيل: بين المخلصين للدين، وبين الذين لم يخلصوا، وحذف الأوّل لدلالة الحال عليه، ومعنى {فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} في الذي اختلفوا فيه من الدين بالتوحيد، والشرك، فإن كلّ طائفة تدّعي أن الحقّ معها {إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كاذب كَفَّارٌ} أي: لا يرشد لدينه، ولا يوفق للاهتداء إلى الحقّ من هو كاذب في زعمه: أن الآلهة تقربه إلى الله، وكفر باتخاذها آلهة، وجعلها شركاء لله، والكفار صيغة مبالغة تدلّ على أن كفر هؤلاء قد بلغ إلى الغاية.
وقرأ الحسن، والأعرج {كذاب} على صيغة المبالغة ككفار، ورويت هذه القراءة عن أنس.
{لَّوْ أَرَادَ الله أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصطفى} هذا مقرّر لما سبق من إبطال قول المشركين: بأن الملائكة بنات الله لتضمنه استحالة الولد في حقه سبحانه على الإطلاق، فلو أراد أن يتخذ ولدًا لامتنع اتخاذ الولد حقيقة، ولم يتأتّ ذلك إلا بأن يصطفي {مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء} أي: يختار من جملة خلقه ما يشاء أن يصطفيه، إذ لا موجود سواه إلا وهو مخلوق له، ولا يصح أن يكون المخلوق ولدًا للخالق لعدم المجانسة بينهما، فلم يبق إلا أن يصطفيه عبدًا كما يفيده التعبير بالاصطفاء مكان الاتخاذ؛ فمعنى الآية: لو أراد أن يتخذ ولدًا لوقع منه شيء ليس هو من اتخاذ الولد، بل إنما هو من الاصطفاء لبعض مخلوقاته، ولهذا نزّه سبحانه نفسه عن اتخاذ الولد على الإطلاق، فقال: {سبحانه} أي: تنزيهًا له عن ذلك، وجملة {هُوَ الله الواحد القهار} مبينة لتنزّهه بحسب الصفات بعد تنزّهه بحسب الذات، أي: هو المستجمع لصفات الكمال المتوحد في ذاته، فلا مماثل له القهّار لكل مخلوقاته، ومن كان متصفًا بهذه الصفات استحال وجود الولد في حقه، لأن الولد مماثل لوالده، ولا مماثل له سبحانه، ومثل هذه الآية قوله سبحانه: {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاتخذناه مِن لَّدُنَّا} [الأنبياء: 17] ثم لما ذكر سبحانه كونه منزّهًا عن الولد بكونه إلها واحدًا قهارًا ذكر ما يدل على ذلك من صفاته، فقال: {خَلَقَ السموات والأرض بالحق} أي: لم يخلقهما باطلًا لغير شيء، ومن كان هذا الخلق العظيم خلقه استحال أن يكون له شريك، أو صاحبة، أو ولد.
ثم بيّن كيفية تصرفه في السموات، والأرض، فقال: {يُكَوّرُ اليل عَلَى النهار وَيُكَوّرُ النهار عَلَى اليل} التكوير في اللغة: طرح الشيء بعضه على بعض.
يقال: كوّر المتاع: إذا ألقي بعضه على بعض، ومنه كوّر العمامة؛ فمعنى تكوير الليل على النهار: تغشيته إياه حتى يذهب ضوؤه، ومعنى تكوير النهار على الليل: تغشيته إياه حتى تذهب ظلمته، وهو: معنى قوله تعالى: {يُغْشِي الليل النهار يَطْلُبُهُ حَثِيثا} [الأعراف: 54] هكذا قال قتادة، وغيره.
وقال الضحاك: أي: يلقي هذا على هذا، وهذا على هذا، وهو مقارب للقول الأوّل.
وقيل: معنى الآية: أن ما نقص من الليل دخل في النهار، وما نقص من النهار دخل في الليل، وهو: معنى قوله: {يُولِجُ اليل في النهار وَيُولِجُ النهار في اليل} [الحج: 61]، وقيل: المعنى: إن هذا يكرّ على هذا، وهذا يكرّ على هذا كرورًا متتابعًا.
قال الراغب: تكوير الشيء إدارته، وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة. اهـ.
والإشارة بهذا التكوير المذكور في الآية إلى جريان الشمس في مطالعها، وانتقاص الليل، والنهار، وازديادهما.
قال الرازي: إن النور، والظلمة عسكران عظيمان، وفي كل يوم يغلب هذا ذاك، وذاك هذا؛ ثم ذكر تسخيره لسلطان النهار، وسلطان الليل، وهما: الشمس، والقمر، فقال: {وَسَخَّرَ الشمس والقمر} أي: جعلهما منقادين لأمره بالطلوع، والغروب لمنافع العباد، ثم بيّن كيفية هذا التسخير، فقال: {كُلٌّ يَجْرِى لأَجَلٍ مُّسَمًّى} أي: يجري في فلكه إلى أن تنصرم الدنيا، وذلك يوم القيامة، وقد تقدّم الكلام على الأجل المسمى لجريهما مستوفي في سورة ياس {أَلا هُوَ العزيز الغفار} ألا: حرف تنبيه، والمعنى: تنبهوا أيها العباد، فالله هو: الغالب الساتر لذنوب خلقه بالمغفرة.