فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى} قال ابن زيد: نزلت {والذين اجتنبوا الطاغوت} في زيد بن عمرو بن نفيل وسلمان وأبي ذر.
وقال ابن إسحاق: الإشارة بها إلى عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، والزبير، وذلك أنه لما أسلم أبو بكر، سمعوا ذلك فجاؤوه وقالوا: أسلمت؟ قال: نعم، وذكرهم بالله، فآمنوا بأجمعهم، فنزلت فيهم، وهي محكمة في الناس إلى يوم القيامة.
والطاغوت: تقدم الكلام عليها في البقرة.
وقرأ الحسن: {الطواغيت} جمعًا.
{أن يعبدوها} أي عبادتها، وهو بدل اشتمال.
{له البشرى} أي من الله تعالى بالثواب.
{فبشر عبادِ} هم المجتنبون الطاغوت إلى الله.
وضع الظاهر موضع المضمر ليدل على أنهم هم، وليترتب على الظاهر الوصف، وهو: {الذين يستمعون القول} وهو عام في جميع الأقوال، {فيتبعون أحسنه} ثناء عليهم بنفوذ بصائرهم وتمييزهم الأحسن، فإذا سمعوا قولًا تبصروه.
قيل: وأحسن القول: القرآن وما يرجع إليه.
وقيل: القول: القرآن، وأحسنه: ما فيه من صفح وعفو واحتمال ونحو ذلك.
وقال قتادة: أحسن القول طاعة الله.
وعن ابن عباس: هو الرجل يجلس مع القوم، فيسمع الحديث فيه محاسن مساو، فيحدث بأحسن ما سمع، ويكف عن ما سواه.
و{الذين} وصف لعباد.
وقيل: الوقف على عباد، والذين مبتدأ خبره أولئك وما بعده.
{أفمن حق عليه كلمة العذاب} قيل نزلت في أبي جهل، أي نفذ عليه الوعيد بالعذاب.
والظاهر أنها جملة مستقلة، ومن موصولة مبتدأ، والخبر محذوف، فقيل تقديره: يتأسف عليه، وقيل: يتخلص منه.
وقدره الزمخشري: فأنت تخلصه، قال: حذف لدلالة أفأنت تنفذ عليه؟ وقدر الزمخشري بين الهمزة والفاء جملة حتى تقر الهمزة في مكانها والفاء في مكانها، فقال: التقدير: أأنت مالك أمرهم؟ فمن حق عليه كلمة العذاب، وهو قول انفرد به فيما علمناه.
والذي تقوله النحاة أن الفاء للعطف وموضعها التقديم على الهمزة، لكن الهمزة، لما كان لها صدر الكلام، قدمت، فالأصل عندهم: فأمن حق عليه، وعلى القول أنها جملة مستقلة يكون قوله: {أفأنت تنقذ من في النار} استفهام توقيف، وقدم فيه الضمير إشعارًا بأنك لست تقدر أن تنقذه من النار، بل لا يقدر على ذلك أحد إلا الله.
وذهبت فرقة، منهم الحوفي والزمخشري، إلى أن من شرطية، وجواب الشرط أفأنت، فالفاء فاء الجواب دخلت على جملة الجزاء، وأعيدت الهمزة لتوكيد معنى الإنكار والاستبعاد، ووضع من في النار، وهو ظاهر، موضع المضمر، إذ كان الأصل تنقذه، وإنما أظهر تشهيرًا لحالهم وإظهارًا لخسة منازلهم.
قال الحوفي: وجيء بألف الاستفهام لما طال الكلام توكيدًا، ولولا طوله، لم يجز الإتيان بها، لأنه لا يصلح في العربية أن يأتي بألف الاستفهام في الاسم، وألف أخرى في الجزاء.
ومعنى الكلام: أفأنت تنقذه؟ انتهى.
وعلى هذا القول، يكون قد اجتمع استفهام وشرط على قول الجماعة أن الهمزة قدمت من تأخر، فيجيء الخلاف بين سيبويه ويونس: هل الجملة الأخيرة هي للمستفهم عنها أو هي جواب الشرط؟ وعلى تقدير الزمخشري: لم تدخل الهمزة على اسم الشرط، فلم يجتمع استفهام وشرط، لأن الاستفهام عنده دخل على الجملة المحذوفة عنده، وهو: أأنت مالك أمرهم؟ وفمن معطوف على تلك الجملة المحذوفة، عطفت جملة الشرط على جملة الاستفهام، ونزل استحقاقهم العذاب، وهم في الدنيا بمنزلة دخولهم النار، ونزل اجتهاد الرسول عليه السلام في دعائهم إلى الإيمان منزلة إنقاذهم من النار.
ولما ذكر حال الكفار في النار، وأن الخاسرين لهم ظلل، ذكر حال المؤمنين، وناسب الاستدراك هنا، إذ هو واقع بين الكافرين والمؤمنين، فقال: {لكن الذين اتقوا}.
ففي ذلك حض على التقوى، لهم علالي مرتفعة فوقها علالي مبنية، أي بناء المنازل التي سويت على الأرض.
والضمير في {من تحتها} عائد على الجمعين، أي من تحت الغرف السفلى والغرف العليا، لا تفاوت بين أعلاها وأسفلها وانتصب {وعد الله} على المصدر المؤكد لمضمون الجملة قبله، إذ تضمنت معنى الوعد.
{ألم تر} خطاب وتوقيف للسامع على ما يعتبر به من أفعال الله الدالة على فناء الدنيا واضمحلالها.
{فسلكه ينابيع} أي أدخله مسالك وعيونًا.
والظاهر أن ماء العيون هو من ماء المطر، تحبسه الأرض ويخرج شيئًا فشيئًا.
{ثم يخرج به زرعًا} ذكر منته تعالى علينا بما تقوم به معيشتنا.
{مختلفًا ألوانه} من أحمر وأبيض وأصفر، وشمل لفظ الزرع جميع ما يرزع من مقتات وغيره، أو مختلفًا أصنافه من بر وشعير وسمسم وغير ذلك.
{ثم يهيج} يقارب الثمار، {فتراه مصفرًا} أي زالت خضرته ونضارته.
وقرأ أبو بشر: {ثم يجعله} بالنصب في اللام.
قال صاحب الكامل وهو ضعيف. انتهى.
{إن في ذلك} أي فيما ذكر من إنزال المطر وإخراج الزرع به وتنقلاته إلى حالة، الحطامية، {لذكرى} أي لتذكرة وتنبيهًا على حكمة فاعل ذلك وقدرته.
{أفمن شرح الله صدره للإسلام} نزلت في حمزة، وعلى ومن مبتدأ، وخبره محذوف يدل عليه {فويل للقاسية قلوبهم} تقديره: كالقاسي المعرض عن الإسلام، وأبو لهب وابنه كانا من القاسية قلوبهم، وشرح الصدر استعارة عن قبوله للإيمان والخير والنور والهداية.
وفي الحديث: «كيف انشراح الصدور؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح، قلنا: وما علامة ذلك؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل الموت» {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} أي من أجل ذكره، أي إذا ذكر الله عندهم قست قلوبهم.
وقال مالك بن دينار: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب.
{أولئك} أي القاسية قلوبهم، {في ضلال مبين} أي في حيرة واضحة، لا تخفى على من تأملها. اهـ.

.قال أبو السعود في الآيات السابقة:

{والذين اجتنبوا الطاغوت} أي البالغَ أقصى غيةَ الطُّغيانِ، فَعَلوتٌ منه بتقديم اللاَّمِ على العينِ بُني للمبالغةِ في المصدرِ كالرَّحموتِ والعظَمُوتِ. ثم وُصف به للمبالغةِ في النَّعتِ. والمرادُ به هو الشَّيطانُ {أَن يَعْبُدُوهَا} بدلُ الاشتمالِ منه فإنَّ عبادةَ غيرَ الله تعالى عبادةٌ للشَّيطانِ إذِ هُو الآمرُ بها والمُزيِّنُ لها.
{وَأَنَابُواْ إِلَى الله} وأقبلُوا إليه مُعرضين عمَّا إقبالًا كلِّيًا.
{لَهُمُ البشرى} بالثَّوابِ على ألسنةِ الرُّسلِ أو الملائكةِ عند حضورِ الموتِ وحين يُحشرون وبعد ذلك {فَبَشّرْ عِبَادِ الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} هم الموصُوفون بالاجتنابِ والإنابةِ بأعيانهم لكنْ وُضع موضعَ ضميرِهم الظَّاهرُ تشريفًا لهم بالإضافةِ ودلالةً على أنَّ مدارَ اتصِّافِهم بالوصفينِ الجليلينِ كونُهم نُقَّادًا في الدَّينِ يميِّزون الحقَّ من الباطلَ ويؤُثرون الأفضلَ فالأفضلَ {أولئك} إشارةٌ إليهم باعتبارِ اتِّصافهم بما ذُكر من النَّعوتِ الجليلةِ، وما فيه من مَعْنى البُعد للإيذانِ بعلوِّ رُتبتهم وبُعدِ منزلتِهم في الفضلِ. ومحلُّه الرَّفعُ على الابتداءِ خبرُه ما بعده من الموصولِ أي أولئك المنعوتُون بالمحاسنِ الجمليةِ {الذين هَدَاهُمُ الله} للدِّين الحقِّ {وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُو الالباب} أي هم أصحابُ العقولِ السَّلميةِ عن معارضة الوهمِ ومنازعةِ الهَوَى المستحقُّون للهدايةِ لا غيرهم، وفيه دلالةٌ على أنَّ الهدايةَ تحصلُ بفعل الله تعالى وقبول النَّفسِ لها {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العذاب أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن في النار} بيانٌ لأحوال أضَّدادِ المذكورينَ على طريقة الإجمالِ وتسجيلٌ عليهم بحرمانِ الهداية وهم عَبَدةُ الطَّاغوتَ ومتَّبعُو خطواتها كما يُلوحُ به التَّعبيرُ عنهم بمن حقَّ عليه كلمة العذاب فإنَّ المرادَ بها قوله تعالى لإبليسَ: {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} وقوله تعالى: {لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لامْلانَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} وأصلُ الكلامِ أمن حقَّ عليه كلمةُ العذاب فأنتَ تنقذه على أنَّها شرطيةٌ دخل عليها الهمزةُ لإنكارِ مضمونها ثم الفاءُ لعطفها على جملةٍ مستتبعة لها مقدَّرة بعد الهمزةِ ليتعلَّق الإنكارُ والنَّفيُ بمضمونيهما معًا أي أأنتَ مالكُ أمرِ النَّاسِ فمن حقَّ عليه كلمةُ العذابِ فأنت تنقذه ثم كُررتْ الهمزةُ في الجزاءِ لتأكيدِ الإنكارِ وتذكيرِه لمَّا طال الكلامُ ثم وضِع موضعَ الضَّميرِ مَن في النَّارِ لمزيد تشديدِ الإنكارِ والاستبعاد والتَّنبيه على أنَّ المحكومَ عليه بالعذابِ بمنزلة الواقعِ في النَّارِ وأنَّ اجتهادَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في دُعائهم إلى الإيمانِ سعيٌ في إنقاذِهم من النَّارِ ويجوزُ أن يكونَ الجزاءُ محذوفًا. وقوله تعالى أفأنتَ الخ جملة مستقلَّةٌ مسوقة لتقريرِ مضمون الجملة السَّابقةِ وتعيين ما حُذف منها وتشديدِ الإنكارِ بتنزيل من استحقَّ العذابَ منزلةَ من دخل النَّارَ وتصوير الاجتهاد في دُعائه إلى الإيمان بصورةِ الإنقاذِ من النَّارِ كأنَّه قيل أوَّلًا: أفمن حقَّ عليه العذابُ فأنتَ تخلِّصه منه ثم شُدِّد النَّكيرُ فقيل أفأنتَ تنقذُ من في النَّارِ وفيه تلويحٌ بأنَّه تعالى هو الذي يقدرُ على الإنفاذِ لا غيرُه وحيثُ كان المرادُ بمن في النَّارِ الذين قيل في حقِّهم: {لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} استدركَ منهم بقوله تعالى: {لكن الذين اتقوا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ} وهم الذين خُوطبوا بقوله تعالى: {يَا عِبَادِى فاتقون} ووُصفوا بما عُدِّد من الصِّفاتِ الفاضلةِ وهم المخاطَبون أيضًا فيما سبق بقوله تعالى: {قُلْ ياعباد الذين ءامَنُواْ اتقوا رَبَّكُمْ} الآيةَ وبينَّ أنَّ لهم درجاتٍ عاليةً في جنَّاتِ النَّعيمِ بمقابلة ما للكفرةِ من دَرَكاتٍ سافلةٍ في الجحيم أي لهم علالي بعضُها فوقَ بعضٍ {مَّبْنِيَّةٌ} بناءَ المنازلِ المبنية المؤسَّسةِ على الأرضِ في الرَّصانةِ والإحكام {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا} من تحت تلك الغرفِ {الأنهار} من غيرِ تفاوتٍ بين العُلوِّ والسُّفلِ {وَعَدَ الله} مصدرٌ مؤكّدٌ لقولِه تعالى {لهم غُرف} إلخ فإنه وعدٌ وأيُّ وعدٍ {لاَ يُخْلِفُ الله الميعاد} لاستحالتِه عليه سبحانه.
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء} استئنافٌ وارد إمَّا لتمثيلِ الحياةِ الدُّنيا في سرعة الزَّوالِ وقُرب الاضمحلالِ بما ذكر من أحوالِ الزَّرعِ ترغيبًا عن زخارِفها وزينتها وتحذيرًا من الاغترارِ بزَهرتِها كما في نظائر قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الحياة الدنيا} الآيةَ أو للاستشهاد على تحقُّقِ الموعودِ من الأنهارِ الجاريةِ من تحت الغُرفِ بما يُشاهد من إنزالِ الماءِ من السَّماءِ وما يترتَّبُ عليه من آثارِ قدرتهِ تعالى وأحكامِ حكمتِه ورحمتِه والمرادُ بالماءِ المطر. وقيل: كلُّ ماءٍ في الأرضِ فهو من السَّماءِ ينزلُ إلى الصَّخرةِ ثم يقسمُه الله تعالى بين البقاعِ {فَسَلَكَهُ} فأدخلَه ونظمه {يَنَابِيعَ في الأرض} أي عُيونًا ومجاريَ كالعروقِ في الأجسادِ وقيل: مياهًا نابعةً فيها فإنَّ الينبوعَ يطلقُ على المنبعِ والنَّابعِ فنصبها على الحالِ وعلى الأوَّلِ بنزعِ الجارِّ أي في ينابيعَ {ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} أصنافُه من بُرَ وشعيرٍ وغيرهِما أو كيفياته من الألوانِ والطُّعومِ وغيرِهما وكلمة ثمَّ للتَّراخي في الرُّتبةِ أو الزَّمانِ. وصيغةُ المضارعِ لاستحضارِ الصُّورةِ {ثُمَّ يَهِيجُ} أي يتمُّ جفافُه ويشرف على أنْ يثورَ من منابتِه {فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا} من بعد خُضرتِه ونُضرتِه وقُرئ {مُصفارَّا} {ثُمَّ يَجْعَلُهُ حطاما} فُتاتًا مُتكسِّرةً كأن لم يغنَ بالأمسِ ولكون هذه الحالةِ من الآثارِ القوَّيةِ عُلِّقت بجعلِ الله تعالى كالإخراجِ {إِنَّ في ذَلِكَ} إشارةٌ إلى ما ذُكر تفصيلًا، وما فيه من مَعنى البُعدِ للإيذانِ ببُعد منزلتِه في الغَرابةِ والدِّلالةِ على ما قُصد بيانُه {لِذِكْرِى} لتذكيرًا عظيمًا {لأِوْلِى الالباب} لأصحابِ العُقول الخالصةِ عن شوائبِ الخللِ وتنبيهًا لهم على حقيقةِ الحالِ يتذكَّرون بذلك أنَّ حالَ الحياةِ الدُّنيا في سُرعةِ التَّقصِّي والانصرامِ كما يشاهدونَهُ من حال الحُطامِ كلَّ عامٍ فلا يغترُّون ببهجتِها ولا يُفتتنون بفتنتها أو يجزمون بأنَّ مَن قدرَ على إنزالِ الماءِ من السَّماءِ وإجرائِه في ينابيع الأرضِ قادرٌ على إجراءِ الأنهارِ من تحتِ الغُرفِ، هذا وأمَّا ما قيلَ إنَّ في ذلك لتذكيرًا وتنبيهًا على أنَّه لابد من صانعٍ حكيمٍ وأنه كائنٌ عن تقديرٍ وتدبيرٍ لا عن تعطيلٍ وإهمالٍ فبمعزلٍ من تفسيرِ الآيةِ الكريمةِ وإنَّما يليقُ ذلك بما لو ذُكرَ ما ذُكر من الآثارِ الجليلة والأفعالِ الجميلةِ من غيرِ إسنادٍ لها إلى مؤثِّرٍ ما فحيثُ ذُكرتْ مسندةً إلى الله عزَّ وجلَّ تعيَّن أنْ يكونَ متعلَّقُ التَّذكيرِ والتَّنبيهِ شؤونه تعالى أو شؤونَ آثارِه حسبما بُيِّن لا وجودُه تعالى.